-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 29 - 5 - الخميس l 23/5/2024

 

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل التاسع والعشرون

5

تم النشر الخميس

23/5/2024


بالأسكندرية 

ولجت نغم بقهوة زوجها إلى غرفة مكتبه

-حبيبي نشرب قهوة ولا مشغول

أشار لها بيديه 

-تعالي يانفم..تحركت بقدحين من القهوة حتى وصلت إلى طاولة دائرية بشرفة مكتبه، وجلست تنتظره، أنهى مايفعله ثم رفع هاتفه 

-جواد ..جبتلك قرار البت دي 

استمع جواد إليه بإهتمام ثم تحدث:

-ريان انا عارف الحاجات دي كلها، عايز شغلها اللي برة، وكمان ايه علاقتها بفيروز، اتقابلوا في روسيا فعلا ولا هنا في مصر.. أنا ممكن ادور واجبها من دقايق بس مش عايز أظهر في الصورة فهمتني 

حك ريان ذقنه وصمت يستمع إليه ثم تحدث:

-دا بقى عايز يوسف علشان هو اللي يعرف يوصلها بحكم أنه مسافر انجلترا والبت دي اكتر مكان بتتردد عليه هناك 


نهض جواد من مكانه وتحرك إلى نافذة غرفته بعدما استمع لصوت سيارة ابنه وتحدث

-لا ماينفعش يوسف هنا، فيه واحد تاني هيعرف يجيب قرارها 

-ليه البنت دي ياجواد بالذات فيه حاجة يعني 

تنهيدة عميقة محملة بالهموم المثقلة ثم أجابه 

-بعدين ياريان، نسيت اباركلك ياجدو، بلغ سلامي للولاد، وان شاءالله في اقرب وقت هجيب غزل ونيجي


-ليه حاسس انك مش عايزني اعرف حاجة ياجواد 

هز جواد رأسه 

-ابدا..طبعا انتوا هتكونوا هنا الجمعة لخطوبة الولاد، ولا غيرت كلامك مع حازم 

جلس ريان بجوار نغم وابتسم يجيبه 

-إن شاءالله ربنا يتمم اللي فيه الخير


آمن جواد على حديثه قائلاً:

-اللهم آمين 


طالعته نغم متسائلة:

-فيه حاجة ماله جواد؟!

ارتشف قهوته يهز رأسه قائلا:

-مفيش دا بيعتذر عن عدم وجوده سبوع قصي، عنده مشاغل 

دققت النظر بزوجها ثم نهضت وبدأت تقوم بعدل بعض اللمسات الخفيفة لكتفه 

-كتفك لسة واجعك ولا ايه، ..ابتسم عليها فجذب كفيها يقبلها:

-نغم جاسر طلق جنى، ارتحتي كدا،جواد مش عايز غنى تعرف وهي لسة والدة علشان متزعلش على اخوها ويأثر عليها، فقالي افهم بيجاد يقولها اي حاجة علشان متضغطش أنها تسافر القاهرة ..كدا عرفتي ياحبي، بلاش بقى شغل الأطفال دا 


زوت مابين حاجبيها متذمرة

-ايه اللي بتقوله دا، انا كنت عايزة اطمن علشان اول مرة غزل ماتحضرش  قلقت مش اكتر، بس استنى هنا هو جاسر دا بيلعب ولا ايه، شوية يتجوز دي ويطلقها وشوية دي ويطلقها، الواد حقيقي مش قادرة أفهمه

نهض ريان بعدما أنهى قهوته وأشار إليها بالخروج

-حبيبتي روحي المطبخ شوفيهم خلصوا احتياجات السبوع ولا لا، وابعتيلي بيجاد ، روحي ياقلبي اشغلي نفسك بدل ماتشغلي دماغي 

زمت شفتيها ثم اقتربت منه تتلاعب بزر قميصه وتحدثت بنبرة أنثوية:

-دا ليا ياريان، خلاص نغم بقى حديثها تقيل على قلبك 

-نننننغم ..بقيتي جدة ياروحي سبيني اشوف شغلي، وحضري نفسك علشان هنسافر القاهرة الأربع 

رفعت نفسها تطبع قبلة على وجنتيه 

-عارفة انك مخبي حاجة عليا ، هسيبك لحد ماتيجي تحكيلي ..قالتها وتحركت للخارج 

جلس على مقعده ونظر بشرود حوله يتذكر حديث جواد، لا يعلم لماذا انتابه شعور الخوف على أحفاده..همس لنفسه

-ليه دايما رجال الشرطة حياتهم مهددة بالخطر، دا جزاة اللي عايز البلد دي تبقى نضيفة، ياترى الضربة هتجيلك منين ياجواد، امسك قلمه يطالع شاشته على تلك البنت التي أمامه 

-إنتِ ايه حكايتك وليه بتحفري ورا جاسر..ولج بيجاد إليه 

-ريو باشا ماهذا الهدوء المستغل، اين نغمتك ..هل فلسعتها لكبر سنها، وبحثتُ عن شبل صغنن 

القاه بالقلم الذي بيديه 

-بقيت اب لطفلين يابغل ولسة مفيش احترام 

قهقه بيجاد بصوت مرتفع يضرب كفيه ببعضهما 

-اللي غيران مننا يعمل زينا، قالها غامزًا لوالده، ثم جذب مقعدًا وهتف

-بقولك ياكبير، بدل طلبتني يبقى غرقان وعايز اللي يوصلك الشط بأمان، بس اسمعني انا كل خطوة ليا بدولارات كتيرة


ارتفعت حواجبه ثم تسائل

-خلصت مسرحيتك يابغل..

اقترفت شفتيه ابتسامة ثم رفع كفيه

-اينعم لماذا طلبكم المكوث أمامكم سيدي القاضي 

تأفف ريان ثم نصب عوده وتوقف

-اسمعني يابيجاد وبطل هزارك الاهبل دا ..حماك اتصل واعتذر مش هيحضر السبوع 

هب فزعًا من مكانه وتسائل بإستفسار:

-ليه!! تعبان ولا ايه؟!

جلس راكان يضع ساقًا فوق الأخرى واستأنف حديثه:

-أيوة بالظبط كدا، عايزك تقول لغنى باباكي تعبان ، علشان تصرخ وتعيط وتقول لازم اروح اشوف ابويا مش كدا 

اختتم ريان حديثه بعيونًا يملؤها الاستنكار من أفعال ابنه 

جلس بيجاد بمقابلته بعقل مشتت مما جعله قائلا

-بابا هو حضرتك عيان!!

-استغفر الله العظيم يارب، لا وبيقولي بيجاد هيتصرف، دا حلوف يتصرف ازاي 

اقترب منه وأشار بيديه

-اسمعني يابيجاد كويس وشوف هتعرف تقول لمراتك ايه علشان متزعلش ..

ارتسم الألم داخل مقلتيه ثم نهض من مكانه والغضب والحزن تجلى بملامحه 

-لا الموضوع كبير، عمو صهيب ماياذيش بنته بالشكل دا، ايه اللي حماي مخبيه، استدار ينظر لوالده 

-حضرتك مخبي عليا حاجة 


أشار لجهازه على فتاة يبدو عليها انها من أصول أجنبية..ضيق عيناه متسائلًا:

-مين دي؟!


مسح ريان على أنفه ، ثم سحب نفسًا وطرده 

-البت دي في ورقها انها بنت تاجر قماش من اسكندرية، راحت لجنى على أنها ترسمها لأنها بتعشق رسومتها، بما أن جنى ليها صفحة على الانستا وبتعرض لوحتها عرفت توصلها بسهولة، الكلام دا من فترة بسيطة، قربت من جنى وبدأت تروحلها الجاليري  كتير، 

-وبعدين؟!..ايه المشكلة 

نقر ريان على مكتبه وتعلقت عيناه بأعين بيجاد:

-البت دي طلعت على علاقة على رجل اعمال فيروز بتشتغل معاه 

هز بيجاد كتفه 

-ودي فيها ايه ..؟!

مسح ريان على وجهه بعنف ناظرًا لابنه:

-فيه يوم البت دي كانت عند جنى في البيت بعد ماكانت معها في الجاليري وقعدت ساعتين كاملين، واختارت وقت سفر جاسر لاسماعلية، وكمان وجود ياسين في بيت ابوه، جواد عارف بوجودها وكلم جنى وقتها قالتله معايا شغل ياعمو هكلمك لما اخلص وبعدها تليفونها اتقفل ساعتين


استند بيجاد على مكتب والده غير مستوعب مايدور بذهنه 

-قصدك ايه يابابا، أن البنت دي تكون عملت حاجة في جنى، طب ازاي وجنى عندها شغالين، وكمان جاسر عنده كاميرات دا ظابط غير عمو جواد ازاي عرف انها في بيت بنته وسابها 


دا كله حلو يابن ريان 

-جنى دايما بترسم عند حمام السباحة ودي مفهاش كاميرا، أما جواد ازاي سابها، هو مسبهاش كان بيحفر وراها بالفعل بس كل ما اللي ظهر بنت جاية سياحة لمصر ومن اصول مصرية بنت تاجر قماش، ابوها سمعته طيبة ووووو


ضيق بيجاد عيناه متسائلا 

-بابا هو حضرتك عايز توصل لايه 

-مش أنا اللي عايز اوصل، دلوقتي البت دي اختفت واخر مرة كانت مع جنى في بيتها، بس المصيبة اللي اتعرفت بعدها أن البنت دي مش بنت الراجل اللي دخلت بيه مصر، فهمت يابغل 

-اوبااااا..يعني جاسر طلق جنى تهديد منهم 

-لا..قالها ريان، ثم استأنف قائلا

-صهيب ميعرفش دا كله، هو بس عارف موضوع الولد ، ولا حتى جاسر، اللي بيدور جواد، هو ضغط على ابنه لما حس فيه حاجة غلط ،


مش مقتنع ياحضرة المنشاوي، وبقولك اهو دا اللي عمو جواد عايز يفهمولنا، فيه حاجة في النص ودي مع حمايا بس ..قالها واستدار قائلًا

-هنزل القاهرة حالا، لازم اعرف ايه اللي بيحصل هناك 

-بيجاد انت مجنون، هتسيب مراتك ، هقولها ايه 

-خرج يشير بيديه 

-قولها راح شغل، وآه الراجل التاجر دا لازم نعرف هو فين في اسكندرية، واشمعنا الراجل دا بالذات ياحج منشاوي، حمايا مش عبيط علشان يبعد ويقولك دور، اكيد بيرسم لحاجة 

قالها بيجاد وخرج متجها لزوجته بالأعلى 


❈-❈-❈


ولج الى غرفته وجدها استيقظت، اسرع إليها يساعدها بالنهوض

-رايحة فين حبيبتي..أشارت لحمام 

-هروح اجهز زمان بابا وماما على وصول، يرضيك بابا يقعد يقولك عامل في البت كدا 

قهقه عليها يضمها لأحضانه، ثم لثم جبينها 

-غنون انا اتصلت بحمايا دلوقتي وقولتله ميجيش، علشان احنا الاسبوع الجاي نروح نقعد كام يوم هناك، ايه رأيك وكمان داخلين على العيد الكبير اهو علشان نقضي العيد معاهم 

ابتسمت بسعادة 

-بجد يابيجاد، يعني هننزل القاهرة 

رفع حاجبه ساخرًا


-يخربيت سنينك يابيجاد، اللي يسمعك يقول حابسك، دا إنتِ يوم هنا وتسعة وعشرين يوم هناك 

عانقته تضع رأسها على صدره 

-ربنا مايحرمني منك ياأجمل جوز في الدنيا 

احتضن وجهها وغمز بعينيه 

-طيب مفيش بوسة لاجمل راجل في الدنيا، دنت منه إلا أنها ابتعدت عندما استمعت إلى صوت ابنها ..تراجعت تنظر بمهده قائلة

-قصي صحي، هشوفه ..

زفر متأففًا:

-قصي..!!روحي ياختي لقصي

ضحكت بنعومة وهي تحمل ابنها 

-دا حبيبي، شبه بابا قوي، صح 

تحرك لمرحاضه قائلا

-اهو الواد دا خانقني من وقت ماعرفت أنه شبه حمايا..توقف مستديرًا إليها

-غنون عندي شغل مهم حبيبي، وممكن اتأخر لو احتجتي حاجة كلميني ينفع، أما لو مش عايزة خلاص بلاش 

مسدت على رأس ابنها مبتسمة ثم رفعت عيناها لزوجها:

-بالتوفيق ياحبيبي، وبعدين عمو ريان وطنط نغم هنا، متشغلش بالك

الصفحة التالية