-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 29 - 6 - الخميس l 23/5/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل التاسع والعشرون

6

تم النشر الخميس

23/5/2024


بالقاهرة 

وصل جاسر إلى منزل والده، ظل بالسيارة لبعض الوقت..استمعت غزل لسيارته التي كانت تنتظر وصوله على أحر من الجمر..هرولت إليه ثم توقفت تطالعه 

ظلت نظراته على والدته لبعض الوقت، حتى فتحت ذراعيها إليه مع إنسياب عبراتها ، ترجل من السيارة وعانقها بنظراته الحزينة حتى اقترب منها جذبته لأحضانها مع تأوهاتها المؤلمة مماتشعر به، عصرته بأحضانها تمسد على ظهره 

-حبيبي!! أغمض عيناه، كم هو شعور مريح وانت تجد راحتك بضمة من والدتك، كانك تضم العالم باكمله، هنا راحة ربانية لم يعلمها سوى من فقدها..ربي ارحم كل اب وام

عانقته بشدة وارتفعت شهقاتها:

-حبيبي عامل ايه؟!

شعور قاسي عندما تشعر بالعجز عن الرد، دمعة انبثقت من عينيه، يحبس أنفاسه داخل صدره وهو يتراجع بعيدًا عن أحضان والدته، رسم ابتسامة وهمس بصوت متقطع:

-كويس حبيبتي.. الحمد لله ، رفع نظره لوالده الذي خرج على صوت غزل إليه بالشرفة، استدار جواد واتجه لداخل غرفته حينما فقد رؤية غاليه بذاك الضعف 

وصل ياسين بسيارته يوزع نظراته بينهم، ترجل من سيارته بخروج أوس وربى من المنزل..هرولت ربى إليه تبكي بصوت مرتفع:

-جاسر!!..استدار إليها برأسه مبتسمًا 

-بتعملي ايه هنا ياشبر ونص ..ألقت نفسها بأحضانه تلكمه بكتفه :

-أنا مش شبر ونص ياحضرة الظابط، حاوطها بذراعه يرفعها وهو يضحك بصوت مرتفع 

-طب شبر ونص، وياريت شبر ونص، دا شبر وأقطع ..ضحكت بصوت مرتفع تعانقه قائلة

-راضية والله راضية بدل دا هيسعدك ياحبيب اختك..بتر ضحكته على حديثها ثم انزلها بهدوء يطبع قبلة على جبينها وهتف 

-أنا كويس حبيبتي ياله هاتي ايهم لخالو، جذبته غزل من ذراعيه تدفع ربى بعيدًا:

-ابعدي عن اخوكي ياروبي 

توقف ينظر لوالدته مستفهمًا:

-ماما أنا كبير وواعي مافيه الكفاية، ومش أول واحد ولا اخر واحد يطلق 

قالها بنبرة حزينة واتجه للداخل يربت على كتف أوس هامسًا 

-أنا كويس..ضغط أوس على كتفه:

-عارف انك كويس، ومتأكد إنك هتبقى احسن، مش ولاد الألفي اللي ينكسروا 

اومأ بإبتسامة حزينة وتحرك للداخل


سحبته غزل للأريكة وجلست بجواره 

-قولي ياحبيبي ايه اللي حصل معاك، عمك صهيب ضغط عليك علشان تطلق مراتك مش كدا

احتوى كفيها يلثهمها:

-ممكن ماتتعبيش نفسك، أنا كويس، وعمو شايف أن دي راحة بنته وحقه لو سمحتي ياماما، مش عايز اتكلم  في الموضوع دا..نهض من مكانه فهتفت هادرة 

-ليه خايف على بنته، هو صهيب تايه عن تربية اخوه، اقتربت منه تنظر إليه 

-حبيبي أنا مقهورة عليك، قولي ايه اللي حصل علشان عمك يصر على الطلاق، انا مش غبية لاني عارفة صهيب اكتر واحدة، مستحيل يهدم بنته غير لو فيه حاجة كبيرة 

-ماما ..ماما حبيبتي لو سمحتي سبيني عايز ارتاح 

لمعت عيناها بالاعتراض

-وياترى هترتاح يابن غزل، دنت تلكزه بكتفه وهدرت به

-ازاي توافق تطلق مراتك ، ايه عايز الكل يشمت في تربيتي يقول ضعيف وقدروا عليه

-غزل ..صاح بها جواد الذي هبط بصعوبة درجات السلم يشير إليها:

-سيبي الولد، خليه يرتاح، ثم اتجه ببصره لابنه 

-اطلع ارتاح ياجاسر دلوقتي والصبح نتكلم ..قبل رأس والدته قائلاً:

-أنا كويس ياست الكل، ولو زعلانة على طلاقي فدا نصيبنا وانتهى 

-كذاب يابن جواد..استدارت لجواد وأشار له 

-مكنش غزل ياجواد اللي معرفتش ايه سبب الطلاق دا 

وصل جواد إليها واقترب منها 

-فيه اكتر من ابنك يبقى له ولد من الحرام يادكتور، خلي عز يجي يوقف قدامك ويقولك اسف اصلي محستش بنفسي، شعورك وقتها ايه 

توسعت عيناها بذهول وأردفت بتقطع:

-يعني الولد ابن جاسر فعلا ياجواد، استدارت إليه تحدجه بنظرات حزينة 

-يعني الولد طلع ابنك بالفعل، طب ليه ماسقطوش، دا ابن حرام وانت مكنتش حاسس..تحرك إلى غرفته بخطوات متعثرة يريد الاختلاء بنفسه فقط..صعد لغرفته يود  لو يراها تنتظره بإبتسامتها ..


❈-❈-❈


على بعد بعض المسافات ولج لغرفته وجدها تغفو فوق الفراش بهدوء، تحرك للمرحاض بخطوات متمهلة حتى لايوقظها من غفوتها ..

وصل بعد قليل إليها نظر لفراشه الذي تغفو فوقه والى نومها، جلس على عقبيه أمامها، ظل يدقق النظر بها يرسمها بعينيه، مرر أنامله على وجهها يرفع خصلاتها الذهبية من فوق عيناها


حرك أنامله على وجهها بالكامل حتى وصل لشفتيها المكتزة،  مازالت اثاره عليها..هب سريعًا متجهًا للداخل بعدما فقد سيطرته على نفسه وتحرك مشاعره لتقبيلها..ولج لغرفة أخرى وهو على الأريكة يمسح على وجهه بعنف

-ايه الضعف دا، من امتى وأنت ضعيف كدا، امسك هاتفه وهاتف صديقه:

-كريم لازم نتقابل 

اجابه كريم 

-إنت مش هتسافر بكرة العريش يابني 

-هقابلك بعد ساعة في الكافيه ..قالها وأغلق دون حديث


صباح اليوم التالي استيقظ على رنين هاتفه 

-جاسر باشا الواد عندك في البيت ..

-تمام ..قالها ونهض متجهًا لقضاء فرض ربه

قابلته غزل وهي تعد طعام الإفطار:

-حبيبي الفطار جاهز..تناول شطيرة من الجبن ثم اقترب يقبل يديها

-صباح الفل ياست الكل، انا عندي شغل لازم امشي دلوقتي 

أمسكت كفيه وتحدثت بحنو اموي

-اقعد أفطر حبيبي..رفع عيناه إليها وتخيل زوجته وذهب بذاكرته :

-جاسر ممكن تفطر وتبطل شرب الزفت دا، هزعل منك بجد..جذبها لأحضانه يحاوطها بذراعه يضع ذقنه فوق رأسها يحتضنها 

-حبيبتي كفاية بس اشوفك كل صباح دا لوحده يشبعني..خرجت من أحضانه ترفع ذراعيه تلفها حول عنقه

-طب علشان ابتسامتي الحلوة دي، حبيبي هيقعد يفطر معايا علشان حبيبته نفسها تتفتح وتفطر ..قالتها وهي تشب على أصابعها تطبع قبلة بجانب شفتيه قائلة بمشاكسة:

-ودي عربون الصباح الحلو، ولما تفطر هتلاقي حاجة اجمل 

قاطع ذكرياته الأليمة صوت والدته تضع كفيها على كتفه 

-حبيبي رُحت فين..ارتدى نظارته وهرول للخارج سريعا دون حديث 


ظلت تطالع خروجه بتلك الحالة حتى جلست على المائدة تضع رأسها بين راحتيها تبكي قائلة؛

-ليه ياصهيب، ليه تعمل في الولاد كدا 


بالأعلى بغرفة ياسين جمع اشيائه بحقيبته، ثم اتجه لجلوسها جذب مقعدٍ وجلس بمقابلتها

-عاليا لازم نتكلم 

وضعت رأسها على ركبيتها

-عايزة امشي من هنا، وديني عند جنى، ومفيش مكان هيجمعنا تاني لحد مانطلق

اومأ متفهمًا ثم تحدث:

-لازم تحكي لي ايه اللي حصل وليه الواد دا قال عليكي كدا 


طالعته متهكمة ثم أشارت عليه مشمئزة 

-كان ممكن في الأول احكي لك،  بس دلوقتي انا مابكرهش قدك، اقتربت من وجهه وحدجته بنظرات ساخطة

-انت وخالد شبه بعض،  الفرق اللي بينكم أن شيطانه ظاهر للقدامه، أما إنت خبيث مفكر نفسك ملك والكل لازم يقول امين ..انا بكرهك ياياسين حتى بكرهك اكتر من خالد، هو صورني عريانة، وانت استبحت روحي ودبحتها، النتيجة انكوا واحد..قالتها ونهضت متجهة للحمام تضع كفيها على فمها تمنع شهقاتها، فتحت المياه وجلست بملابسها تبكي بشهقات مرتفعة، وصلت إليه بالخارج مزقت نياط قلبه ..هب من مكانه يجذب حقيبته بعدما وضع لها بعض الأشياء على الكومودو


عند جاسر دلف للداخل وجده ملقي على الأرضية، أشار بعينيه للرجل

-قومه..رفع خالد نظره إليه متسائلاً :

-إنت مين وأنا بعمل ايه هنا، انا هبلغ عليكم شكلكم عصابة

جلس على المقعد أمامه ثم اشعل سيجاره ينفثه بوجهه وتحدث بنبرة فظة مخيفة:

-فين الفلاشة اللي عليها صور عاليا يالا

تراجع بجسده مرتجفًا وهتف 

-عاليا مين..!!جذب جاسر عنقه يهمس له بفحيح :

-اسمعني يالا، مبحبش اعيد كلامي مع الزبالة كفاية ليك الفخر انك قاعد قدامي وبتتكلم ودا شرف لصعلوك زيك 


ابتسم خالد ساخرًا وتسائل:

-وياترى الحلو مين؟!


حك ذقنه ثم مسح على أنفه ينقر على ظهر مقعده وعيناه تخترقه:

- الحلو امم !!قالها جاسر زامًا شفتيه ثم نهض وعلى حين غرة قام بإطفاء سيجاره بعنقه ، صرخ خالد فانحنى يهمس له 

-جاسر الألفي، احفظ الاسم دا كويس علشان اجلك إن شاءالله 


تراجع خالد وارتفعت ضحكاته 


قصدك اخو عريس البت اللي بتموت فيا..صفعة قوية مما جعله يسقط من قوة صفعته 


جذبه من خصلاته يدفعه بالحائط بقوة 

وزمجر غاضبًا:

-فين الفلاشة يالا..مش هعيد كلامي تاني ..وصل إليه الرجل 

-جاسر باشا الدكتور وصل 

قربه إليه من خصلاته وهمس بجوار أذنه :

-هخليك بعد كدا لما تشوف بنت تمشي من الشارع التاني، ومش عايز الفلاشة

ركله بقدمه حتى سقط يصيح على رجُله 

-جهزه للدكتور..زحف يتشبث بساقيه 

-هعملك اللي انت عايزه بس بلاش تعمل كدا وحياة اغلى حاجة عندك


دفعه بقدمه بقوة  يشير إلى الرجل

-فهّم الدكتور هيعمل ايه، قالها وهو يجمع اشيائه 

صرخ خالد قائلًا:

-الفلاشة عندي في المكتب وكل الصور في الخزنة، ورقم الخزنة هقوله لك


أشار للرجل بالتوقف 

-استنى يااشرف، خد اللي بيقول عليه وهاتهم، وبعد كدا اشوفه صادق ولا بيلعب بينا 

اقترب خالد منه ذليلا قائلاً:

-والله مابكذب ياباشا ..تحرك للخارج ثم أشار للرجل بالخروج قائلاً:

-قدامك عشرين دقيقة وتكون هنا، لازم امشي ..


مرت الأيام ثقيلة على الجميع حتى مر قرابة شهر والحال كما هو عليه، 

عند جنى حبست نفسها بغرفتها وأصبحت جسدًا بلا روح بعينين هالكتين ظللت ببحر دموعها التي لم تجف ، وقلب يتهشم من الحزن والخذلان، تنظر لهاتفها تود لو تستمع لصوته الحنون، ليته يعلم كم إشتياقها له، ليته يعلم كم نبضات قلبها باسمه 

ليته يعلم كيف تأن روحها كوتر آلته الذي قُطع بسبب ماتلاقته من عذاب بعده، حتى أصبحت لا تشعر سوى بتلك الوخزات التي تضرب صدرها وينخر عظامها نخرًا 

احتضنت نفسها كالجنين ..ولج ابيها يطالعها بحزن اختلج روحه اقترب يمسد على خصلاتها 

-جنى!! هتفضلي كدا يابنتي..لم تطالعه وكأنه لم يكن موجودًا ..ظل لدقائق ثم استدار متحركًا للخارج ، قابلته نهى 

-هروح أشوف عز شكله تعبان 

أشار بكفيه إليها حتى وصلت إليه 

-عز جاي في الطريق، ابتلع ريقه وهتف

-جاسر كمان جاي يطمن عليها، انا رفضت بس عارف أنه مش هيسكت، هطلع ارتاح شوية..قالها وتحرك من أمامها بجسد خاوي من الحياة

الصفحة التالية