-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 29 - 1 - الخميس l 23/5/2024

 

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل التاسع والعشرون

1

تم النشر الخميس

23/5/2024


باسم الذكريات الباقية

           أكتبك نصاً يؤرقني كل ليلة

            باسم الحنين الذي ينهشني   

                 الروح للروح مشتاقة       

             باسم الوجع الذي يعتريني

                    أنت الداء والدواء

             باسم الامبالاة التي تعتريك

     اهديك نصِفي وجزئي فبعضُ منكِ مني

و باسم النص أنتِ جزء من النص وأنا المفقود

                            

فقد ظننت بك خيراً وظني كان وهما .

جئتك لتنقذني من الضياع ،، وجدتك بئراً ليس له قرار .

رأيتك طوق نجاة ،،، فكنت لي الهلا"ك .

حسبتك موطناً لي وأمان ،،، فما كان منك إلا الضياع .



❈-❈-❈


بجناح ياسين 

خرج من مرحاضه، توقف يتطلع إليها، التزم الصمت وسار بعض الخطوات، حمحم ، لتناظره ولكنها،  مازالت على حالتها التي تركها بها، تقدم خطوة إليها ولكنه تراجع مرة أخرى، ولج لغرفة الملابس بملامح جامدة وغصة تمنع تنفسه من حالتها، أخرج قميصًا باللون الأسود ، امسكه ينظر إليه لعدة لحظات، ثم قبض عليه، عندما شعر بليلته كلونه

آهة طويلة كانت ابلغ ما يشعر به ..ارتدى ثيابه سريعًا واتجه إليها، اقترب من الفراش وتحدث 

-عاليا!!

أغلقت جفونها بوهنًا شديد، وصوته كهواجس تفتت قلبها، اليوم فقط تيقنت من عشقه، ضغطت فوق شفتيها كيف لها أن تحب جلادها، كيف نبض قلبها لمعذبها، خمس شهور بجواره تمنت بعدها ألا يجري العمر بها 

استمعت لهمسه مرة أخرى باسمها، شهقة خرجت من أجواف مرارة الألم 


لم تستدير إليه ولم تعريه إهتمام، اقترب منها وجلس على عقبيه يرسمها بعينيه الصقرية 

-عاليا لازم نتكلم ...أردف بها بصوتًا هادئ رغم النيران التي تقبع بصدره 

-طلقني!!

آلمه حالتها خاصة بعدما وجد اثار مافعله به، أطبق على جفنيه مكورًا قبضته ، ابتلع غصته وتحدث :

-أنا وعدت كريم هنفضل متجوزين فترة،


لجمت بصاعقة حديثه ورغم ماشعرت به  اعتدلت تجذب الغطاء واشارت إلى باب الغرفة:

-اطلع برة مش عايزة اشوف وشك، كلكم مقرفين، كلكم ..صرخت بها مما جعله اعتدل متجها يجذب أشيائه الخاصة وهرول للخارج كالمطارد 


ارتفع صوت بكائها بنشيج تضع كفيها على أذنها كلما تذكرت حديثه الموجع لقلبها 


خرج ياسين سريعًا متجهًا لسيارته، قابله عز يدقق النظر بحالته

-ياسين مالك فيه حاجة ؟!

استقل سيارته دون حديث وتحرك من أمامه ..ظل يراقب تحرك السيارة إلى أن خرجت من البوابة 


تجولت انظاره إلى شرفة عمه التي حاوطها الظلام، علم أنه قد يكون غافيًا، تحرك إلى منزله مرة أخرى ..ولج للداخل وجد زوجته تجلس تداعب طفليهما ..انحنى يطبع قبلة على رأسها

-مساء الحب ياقلبي

رفعت رأسها تنظر إليه بإبتسامة باهتة، ثم أشارت على طفلها

-شوف ابنك شوية، لما اخليهم يحضروا العشا، اتأخرت قوي 


امسك كفيها وجذبها حتى أصبحت بأحضانه:

-أكلت مع جنى حبيبتي، لو جعانة اكل معاكي تاني

خرجت من أحضانه وتسائلت بنبرة حزينة:

-عز لسة عمو مُصر على طلاقهم، انا مش متحملة الفكرة نفسها، ازاي جنى وجاسر هيقدروا

جلس عز بقلب مثقوب الهموم والألم بآن واحد ثم أجابها بنبرة متحشرجة بالحزن:

-أنا خايف على جنى قوي يارُبى، جنى بتحب جاسر بجنون، أول مرة مفهمش بابا ليه مُصر على الطلاق 

فرد جسده يتوسد ساقيها وأغمض عيناه هاتفًا:

-بيقولي عايز يعالجها، تخيلي بابا مفكر جنى مريضة بحب جاسر 

مسدت على خصلاته بحنو وبدت على ملامحها الحزن 

-حبيبتي جنى اتعذبت كتير، وجاسر مش هيسكت ياعز، انا خايفة من مواجهة بابا وعمو بسبب جاسر وجنى مبقتش فاهمة حاجة 

مسح على وجهه بغضب ثم اعتدل جالسًا:

-نفسي اعرف ليه جاسر مخبي إن الواد مش ابنه، وكمان ساكت على فيروز ليه يارُبى هتجنن ، من وقت ماعرفت نفسي ادخل جوا دماغه دي، وليه عمو سايبه يعمل اللي عايزه، وازاي قدر يبعد جنى عنه، اكيد فيه حاجة كبيرة 

-ازاي الولد مش ابنه ياعز، للأسف الولد ابنه


بتر حديثهم صوت بكاء طفلهما، اعتدلت ربى متجهة إليه تحمله بأحضانها تربت على ظهره تقوم بتهدئته مع هزها الحنون له حتى غفى مرة أخرى

جالت بنظرها إلى زوجها الذي اتجه إلى الشرفة 

وضعت طفلها بمهده، ثم صاحت على مربيته

-خُديه، طلعيه اوضته وخلي بالك منه، ثم اتجهت إلى زوجها الذي وقف شارد يتطلع للخارج بنظرات تائهة مكسورة

وضعت كفيها على كتفه 

-عز !!..استدار إليها 

-ايه رأيك ننقل عند بابا كام يوم ياروبي، انا مش هرتاح هنا واختي هناك تعبانة وحزينة، خايف عليها، خايف تعمل في نفسها حاجة


اقتربت حتى توقفت أمامه واحتوت كفيه تربت فوقهما 

-حاضر ياحبيبي، بكرة نجهز حاجتنا وننقل فترة هناك، بس مش هقدر ابعد عن هنا كتير، وكمان متأكدة أن عمو صهيب مش هيتحمل يشوف حزن بنته، بكرة نعرف ايه اللي خلى جاسر عمل كدا ..رغم عارفة ومتأكدة أنه روحه في جنى يبقى أكيد فيه حاجة اكبر من حبه ليها، ممكن يكون حد بيهدده ..هزت رأسها رافضة حديثها

-حتى لو حد بيهدده برضو مش منطقي أنه يبعد عنها، مش عارفة أفكر ياعز بجد 

تنهيدة عميقة بوخز يرافق أنفاسه وهو ينظر للخارج يتذكر تلك الأماكن التي كانت تعج بضحكاتهم وسعادتهم منذ أيام ..استمع ل رنين هاتفه، رفعه مجيبًا على والده :

-"عز "..تعالى لي ، جاسر طلق جنى 

هزة عنيفة أصابت جسده حتى أحس بقبضة تعتصر صدره قائلاً:

-ايه!!..وجنى عاملة ايه ؟!

اجابه على الجانب الآخر صهيب:

-تعالى لأختك ياعز..قالها وأغلق الهاتف 

رفع عيناه لزوجته واغروقت بالدموع 

-أنا رايح لأختي ياربى، جاسر طلقها


شهقة خفيضة خرجت من فمها تهز رأسها مرددة بدموع عيناها 

-جاسر!!.. ياحبيبي يااخويا 


تحرك عز متجهًا إلى سيارته بخطوات متعثره، داخله نيران تحرق العالم بأكمله، كور قبضته يضغط بأسنانه 

-وآهه ..صرخ بها يخرج عصارة آلامه وحزنه الذي تسرب بداخله


تحرك بالسيارة ونظرات ربى عليه، توجهت ربى سريعًا إلى والدها 

-بابا..صرخت بها ، كان غافيًا بالأعلى بعدما تناول إحدى ادويته ..خرجت غزل من غرفة مكتبها بلهفة الى ابنتها 

-"ربى "مالك حبيبتي..واقفة كدا ليه !!


ارتفع نشيجها وهوت على الأريكة 

-جاسر طلق جنى ياماما 

سقطت الأشياء التي تحملها من يديها، وزاغت عيناها بالمكان 

-يعني ايه؟!..صهيب كسر ابني!! 


استيقظ جواد على صوت ربى وحديث غزل 

وضع كفيه على وجهه يغمض عيناه مرددا:

-ليه ياصهيب كدا، ليه مُصر انك تكسر الولد ..اعتدل جالسًا على فراشه، يمسح على وجهه وحزن العالم قبع بداخل صدره، جذب هاتفه وهاتف ابنه 


عند جاسر 


بعد نطقه لتلك الكلمة التي شقت صدورهما، رغم بساطتها إلا أنها كفجوة بركانية اتلهمت قلوبهما حتى أصبح رمادًا 


استقل سيارته بسرعة جنونية ، من يرى سرعتها يزعم بطيران اطرها ظنا من قائدها الانتحار لا محالة ...ظل يقود دون هدى، حتى وصل لأحدى الاماكن المرتفع بجانب القلعة 


ترجل من سيارته بأنفاسه المحترقة، نيران فقط كل ما يشعر به، ناهيك عن شعوره بإختتاقه بطوقٍ من نيران 


هوى على الأرضية الترابية بركبيته وصرخة عالية بآهة كادت أن تبتر احباله الصوتية...صرخات مرتفعة تشق لها الصدور، حتى انسابت عبراته بقوة ، يبكي بشهقات كالطفل الذي فقد والديه 

استند على سيارته برأسه يحتضن ركبتيه، ودوترك لدموعه الانسياب، وكل ما يراه حالتها التي فتت قلبه لشظايا،اطبق على جفنيه بقوة حتى شعر بتمزقها 


وضع كفيه على صدره متألمًا من تلك الوخزات التي تساحب أنفاسه وكأنها خناجر مدببة..دقات عنيفة تقتلع صدره وهو يهمس باسمها 

-جنى!!..سامحيني 

أغمض عيناه متذكر حديث والده بعد 

فلاش باك

بمنزل صهيب 

-جاسر لو طلعت من الباب دا إنسى انك إبني...استدار مذهولًا من ردة فعل والده قائلا

-بابا بلاش إنت كمان لو سمحت، مراتي مش هتنازل عنها..احتضنت جنى ذراعه بقوة تختبأ خلفه بعدما تحرك صهيب إليها ينزعها من جاسر 


توقف أمام عمه يشير بيديه:

-عمو اللي بتعمله مش صح، انا مكنتش في وعي، لو سمحت بلاش تهدم حياتنا 

ربت صهيب على كتفه:

-حياتك مش مع بنتي ياابني، جاسر ابعد عن بنتي حبيبي ، انا النهاردة عايشلها، بكرة ياعالم، بلاش اتركها في الدنيا ذليلة ياحبيبي 

تراجع يحتجزها خلفه

-ليه ياعمو، ليه تقول كدا، انا بذل جنى!!


-جاسر!! اكيد انت عارف أنا بحبك صح وعلشان خاطر عمك اللي بيحبك اثبتلي حبك لبنتي لو إنت بتحبها، بنتي مش بتحبك زي ماانت متصور، بنتي مريضة بيك 

استمع لصوت بكائها وهي تحتضن خخصره ، فذهب عقله وصاح بغضب وصوت مرتفع بوجه عمه 

-أنا راضي بكدا، محدش له دعوة 

اقترب منه صهيب يحدجه 

-راضي بإيه يابن جواد، راضي بنتي تفضل مذلولة بحبها ليك، راضي تفضل حزينة العمر كله وهي شايفة حبيبها مع واحدة تانية، اعقل ياجاسر وابعد عن البنت، وزي ماكنت راجل معايا واتجوزتها لما طلبت منك ، خليك راجل وطلقها 

-مستحيل!!

انا مستحيل اذلها دي حبيبتي وروحي ومراتي ..ضمها لأحضانه يلثم فوق رأسها

-عمري مافكرت اوجعها، بس حظنا كدا، والله ماخنتها ياعمو، ولا أقدر اعملها دي بنت  عمري قبل ماتكون بنت عمي، بلاش تكسريني بمراتي ياعمو لو سمحت


❈-❈-❈


-جاسر إنت اتجوزت بنتي باتفاق ودلوقتي أنا اللي بطلب منك تطلقها، انت دلوقتي ليك ابن ياحبيبي، وبنتي مش يتيمة علشان تفضل مكسورة طول حياتها 

-صهيب..صاح بها جواد مشيرًا إليه 

-بلاش غلط يابن ابويا، مش ابن جواد اللي يذل ست، لو دي تربيته كان أولى أنه يذل فيروز مش مراته 


التفت صهيب إليه وتحدث دون جدال:

-جواد عايز بنتي، وحقي، انا مش مرتاح ياجواد، طول ما فيروز في حياة ابنك انا مش مرتاح، وبنتي مش هترتاح، انا كنت حاسس فيه حاجة من زمان بس كدبت نفسي، ودلوقتي لو سمحت لو ليا خاطر عندك خليه يطلقها 


اقترب جواد من صهيب وتوقف أمامه 

-النهاردة يابن حسين الألفي هأكدلك أن خاطرك فوق خاطر ابني، بس اعرف انك السبب في اللي هيحصل بعد كدا 

جاسر!! هتف بها جواد 


-مستحيل يابابا مراتي مش هطلقها..اقترب جواد من وقوفهما 

واتجه إلى جنى المتشبثة به 

-جنى عارفة عمك بيحبك صح، وبيحبك كتير كمان، زي مابحب جاسر بالظبط 

هزت رأسها رافضة حديثه، تحتضن ذراع جاسر بقوة مردفة من بين شهقاتها 

-مش عايزة أطلق ياعمو، عايزة أعيش مع جوزي ..اتجهت بنظرها لوالدها 

-بابا لو سمحت..جاسر مظلوم، وأنا عارفة بموضوع الولد من زمان 


صاعقة قوية نزلت فوق رأسه فاقترب منها بغضب، يجذبها بعنف:

-كفاية إهانة وذل يابنت صهيب، ايه فين كرامتك، بقيتي معدومة الكرامة ، راضية بكدا ليه، دي تربيتي ليكي، رفع نظره لجواد 

-ترضى لبنتك كدا ، رد عليا تردلها الإهانة وتكون معدومة الكرامة كدا 


اخر كلام عندي ياجواد، ابنك يطلق بنتي وانا هعرف اعالجها كويس

الصفحة التالية