-->

قراءة رواية مملكة الذئاب 2 Black لزينب عماد - الفصل 19 - 1 - الخميس 30/5/2024

  

  قراءة رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني 

بقلم الكاتبة زينب عماد  كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة زينب عماد


الفصل التاسع عشر

1

تم النشر يوم الخميس

30/5/2024



لقد كان براقاً ذو لمعة تخطف الأنفاس ولكن لم يكن يراه أحد سواى...

   

                           ليلى..


كادت السماء تشرق وهى لاتزال جالسه على فراشها فهى رغم عودتها للنوم بعد رحيله إلا أنها رأته بمنامها لهذا استيقظت فزعه...ولم تحاول العودة للنوم فهى واللعنه تشعر بالخوف من عودته لها من جديد....ظلت مستنده على فراشها وعيناها لا تبارح ذلك المقعد الذى كان يجلس عليه وعقلها لا يكف عن تحليل كل ما حدث لها حتى الآن....


بقرارة نفسها واجهة ذاتها بالحقيقة التى أغضبتها بالبداية أكثر مما أخافتها....أجل فهى تقر أن ذلك الرلف يشعرها بالخوف بل تشعر بناقوس الخطر يعصف بعقلها كلما كانت على مقربة منها لهذا تتصرف بإندفاع لعلها تحتمى منه....فهى تدرك رغم محاولتها العنيفه فى الثبات أمامه إلا أنها كانت ترتجف من نظراته....ورغم أنها تعلم أنها أقنعته بثباتها لبضع ثوانى أنها لا تخشاه إلا أنها تقسم أنها لن تستطيع فعلها مرة أخرى...فهى ستنهار إذا فعل فعلته هذه ثانية...


أجل تدربت على الكثير من أمور الحرب إلا أنها كلها أمور مرواغه أو محاربه عدو....لكنها لم تكن تظن أن نظرات قد تسبب لها مثل هذا الشعور المرعب...فقد كانت عيناه متعطشه لقتلها تأمرها أن تخطأ مرة أخرى حتى تكون أمامه الفرصه لقتلها...


هنا ادركت ليلى الحقيقه المؤذيه لثناية قلبها...مما جعل ابتسامة ساخره ترتسم على شفتيها وعيناها قد امتلأت بالدموع التى تساقطت بغزاره....وهى تحدث ذاتها بصوت متألم مسموع:ألهذا لم يرغبوا بتواجدك بالحرب معهم لأنهم يعلمون ما أنتِ عليه....فأنتِ لم تكونى سوى دمية يستمتعون بالتدرب عليها ليس أكثر.....لقد أعطوكى مكانة لم تكن من حقك ليلى واللعنه لقد جعلونى أظن أننى أستطيع هزيمة وحش من الجحيم السابع بما تعلمته على أيديهم....إلا أننى أصبت بالرعب من مجرد نظرات أحدهم فى جنح الليل....هل أدركت الآن لما لم يرغب بك أحد حتى الآن؟!..هذا لأنك خاويه من الداخل ليلى....خاوية لدرجة مخزيه...فأنتِ لا تحملين داخلك سوى الغرور والتسلط بسبب مساندة الجميع لكِ...ظننت أنكِ تستطيع خوض الحروب بينما لا تستطيع خوض حربك الخاصه....


كانت تتحدث وهى تبكى بجسد يرتجف ألماً لما توصلت له...إلا أنها توقفت عن التحدث وهى تنظر حولها بتيه لبعض الوقت حتى قالت بألم وعيون مهتزه:ما الذى أفعله هنا؟!...


هنا سقطت تلك الدمعه التى حاولت احتباسها وهى قد شعرت الآن كم أنها مكشوفة لمن يريد إيذائها...ف لا يوجد من يحميها هنا إذا حاول هذا الرلف إيذائها من جديد....فهى الآن لم تعد تمتلك من يحميها كما اعتادت منذ نعومة أظافرها....


هنا صدرت ضحكة عالية منها وهى ترتمى على فراشها من كثرة وعلو ضحكاتها تنظر للسقف من فوقها....وهى تكرر من بين ضحكاتها:دمية...أنتِ دمية...دمية فقدت حبال أسيادها فسقطت أرضاً وتلطخت بالرماد وأصبح من السهل تحطيمها لأشلاء....اللعنه عليك ليلى....اللعنه عليك....


وأطلقت صرخه مداويه حاولت كتمها وهى تدفن وجهها بأحد الوسائد حتى شعرت بقواها تخور وأنفاسها قد توقفت....فعادت تنظر للسقف من فوقها وأنفاسها متسارعه بسبب كثرة صراخها وعينيها عادت تزرف الدموع ولكن دون إصدار صوت....


ظلت هكذا لدقائق أو ساعات لا تعلم كم بقت هكذا دون حراك....حتى أنها لا تعلم متى أغلقت عينيها وغفت بعد ذلك الصراع الذى خاضته بينها وبين ذاتها....والذى حطم هذا الكيان الذى ظنت أنه أقوى من أن يسقط ببضع نظرات....


❈-❈-❈


وصلت رسالة الملك آيدان للملك نيكولاس بعدما وصلت للملك إستيفان بنصف يوم لبعد المسافه..

وبينما كان يجلس هو و صمويل ورالف يناقشون بعض أمور الدوله...أتته الرساله مع السيد ريكمان الذى قرأ محتوها عليهم....


فقرر نيكولاس عدم الإنتظار والإستعداد على وجه السرعه لتقديم العون سواء بالرجال أو العتاد...وأثناء نقاشهم فيما سيقدمونه من مساعدات...تدخل السيد ريكمان قائلاً بهدوء :ماذا عما نحاول جمعه من معلومات هل توصلنا لشئ؟!...


كانت النظرات الآن موجهه ل رالف فهو الوحيد الذى يملك المعلومات بينهم....والذى قال بهدوئه المعتاد: ليس الآن سأخبركم بالوقت المناسب...


أومأ الجميع مدركين أن رالف لن يخبرهم بشئ مادام لم يرد هو ذلك...لهذا قرروا التجهز والسفر مساءً وترك المملكة تحت رعاية السيد ريكمان....


وبعد خروج الجميع  كانت نظرات نيكولاس شارده حتى وقعت على الخاتم الذى يرتديه بيده اليسرى والذى يعود لوالده...وهو ينظر أمامه متذكراً الكثير من الأحداث والمواقف التى جمعت بينه وبين شقيقه من والده ديو...كانت أحداث ما كان يجمعه بشقيقه  تتسارع أمام عينه...سواء ما حدث أثناء حربه ضد الملك إستيفان حين تم مهاجمة قصره الملكى دون سواه من المملكة....وكأن عدوه يريد أن يثبت له أن بمقدوره إسقاطه باللحظه التى يرغب بإسقاطه بها.... إلا أن والغريب بالأمر قام شقيقه بحماية القصر بعدما تم قتل رجاله الذين يحمون القصر....وأعاد له توازنه بعدما أقصاهم وقتل كل من استطاع منهم...


كما لايزال يتذكر حديثهم المقتضب حين أتى به يسأله عن سبب تدخله وحمايته للقصر...وأجابه ديو وقتها أنه لم يفعلها من أجله بل فعلها من أجل حماية أُناس لا ذنب لهم بما يحدث من صراعات...وخرج من مكتبه بهدوء كما دخل....


أجل علاقتهم متوترة منذ كانوا أطفال ولم يحاول هو التقرب إليه....بل كان يكن له الكره الخالص فوالدته من تسببت ببعد والده عنه ومحاولة قتله لأكثر من مرة بطرق مختلفه....وكل ذلك من أجل الإطاحه به حتى يصل ولدها للعرش....


والذى ولسخرية الأمر أرسل إليه سراً بعدما اعتلى العرش رسالة فحواها أنه يحمى عرشه إلى حين عودته....ولكنه لا يرغب فى حمايته لوقت طويل فهو لا يهوى لعبة العروش هذه....


وبالفعل صدق فحين عاد الملك نيكولاس مطالباً بعرشه ومعه قواته....ظهرت زوجة والده تريد الإطاحه به كما فعلت سابقاً ظناً منها أنها تستطيع ذلك...من أجل حماية عرش ولدها إلا أن رد فعل ديو نفسه تسبب بموتها....فقد تنازل عن العرش لشقيقه بهدوء وطالبه بمحاكمة والدته لأنها قامت بإعلان العصيان الملكى وحاولت قتل ولى العهد لأكثر من مرة...كما تسببت بمقتل الكثير من أجل أطماعها... 


وبالفعل تمت محاكمتها وأُعدمت على مرئ ومسمع من كليهما وأمام جموع الشعب....


يعلم نيكولاس أن شقيقه ليس سيئ بل ويقدم له يد العون كلما احتاج لها ودون أن يطلبها هو...وأنه حاول الكثير والكثير من المرات التقرب منه ولكن هو من كان يصد هذه المحاولات ببروده وفظاظته....ولكنه يعلم بقرارة نفسه أنه سيحميه بروحه إذا تطلب الأمر وهذا ما لم يتقبله حتى الآن ويمقته أيضاً....


تنهد نيكولاس وهو يشعر بالإرهاق يعود له من جديد فلمن لا يعرف نيكولاس فهو شخص قليل النوم كثير الإرهاق....بسبب ما كان يعايشه بصغره من تعذيب وضرب....خاصة كلما غفت عيناه أجل فزوجة والده لم تترك أمر لم تفعله به....كما كانت تأمر رجالها بتعذيبه كلما حاول النوم...يعلم أنها أرادت أن يصل للجنون الخالص من أجل إثبات عدم أهليته ليكون حاكم للبلاد....ولكنه نجح بإثبات عكس ذلك ولكن أثار ما كانت تقوم به لاتزال ملاصقه له.... 


وما لا يعلمه أحد أنه يظل متيقظ لأيام وحين يشعر أنه سيفقد الوعى من قلة نومه وكثرة أعماله....يأخد بعض الأعشاب المهدئه ليحصل على بعض النوم المريح...إلا أن الأمر كثيراً ما ينتهى بإستيقاظه من نومه بفزع بسبب أحد كوابيسه....


ظهرت ابتسامة ساخره على شفتيه فهو الآن يرغب بالحصول على القليل من النوم...فهو لم ينم منذ ما يقارب يومين ونصف ويشعر أنه سيفقد الوعى وأعشابه المهدئه لم تعد تؤتى ثمارها...وهو سيسافر مساءً لهذا يحتاج لقليل من الراحه حتى يكمل رحلته بسلام....


لهذا قرر الذهاب لأكثر مكان كان يشعره بالراحه حين كان يتواجد به....وأخر مكان كانت والدته تحتضنه به تحرك نيكولاس خارجاً من مكتبه متجها لهذه الغرفه المنعزله....تلك الغرفه التى امتنع عن الدخول إليها منذ عاد ملكاً على البلاد....والتى تتواجد بهذا الجناح الغربى لعله يحصل على بعض الراحه....


سار الملك بهدوء وهو يهبط الدرج ويخرج من زواية لأخرى حتى خرج من المبنى الرئيسى...ووقف أمام ذلك المبنى الذى تهالك من كثرة إهماله له...فهو رغم أن به تلك الغرفه التى جمعت أغلب ذكرياته مع والدته إلا أن زوجة والده سعت لتدمر هذه الزكريات من خلال تعذيبه بأحد غرف هذا الجناح...


ظل الملك ينظر له لبعض الوقت حتى تحركت قدمه للداخل وصعد الدرج بتريث وكأنه يملك وقت العالم كله....وعقله يعيد إليه الكثير من الذكريات منها الجيد ومنها المؤلم والمحطم لقلبه وروحه....وصل للطابق المنشود كان أمامه اتجاهان احدهما يميناً وأخر يسار أحدهما كانت ضحكاته تصل إلى مسامع قاتنى القصر....والأخر صرخاته كانت تصل لعنان السماء.... 


تحركت قدمه بأليه لإتجاه اليمين حتى توقف أمام إحدى الغرف...فأمسك بمقبضها وأدراه ففتح الباب ومعه أصدر صوت حاد يدل على عدم استخدمه منذ مده كبيرة...دلف للداخل وترك بابها مفتوح ظلت عيناه تجوب الغرفه حتى توقفت على تلك الأغلال المثبته أرضا....والتى كانت تقيدها به زوجة أبيه لأيام.... 


لم يكن بالغرفه سوى مقعد واحد كان يجلس عليه معذبه أو زوجة والده حين كانت تطمئن على سير خطتها كما تريد....وطاولة يوجد عليها الكثير من أدوات التعذيب التى لا تصلح للإستخدام ضد صبى لم يتجاوز عمره العاشره....


ظهرت الكثير من المشاهد أمام عينه وهناك الكثير من الأصوات المتداخله التى كانت تغزو عقله بقوة... مما تسبب بإيلامه فأغمض عيناه بقوة يحاول محاربته دموعه التى غزت عيناه وهو يشعر بغضبه يتفاقم داخله....وباللحظه التى فتح عيناه أطاح بكل ما طالته يده حتى جرحت يده ولم يكن يعى بنفسه وهو يصرخ ويلعن ويسب كل من تسبب بتحطيمه...


وبينما هو بعالمه الخاص تغافل الجميع عن تلك التى لم تخرج من غرفتها لما يقارب يومين حتى الآن.... تبكى كلما استيقظت وتعود لنومها كلما شعرت بالإرهاق....إلا أنها اليوم شعرت بالخواء يحتويها لهذا قررت الخروج من غرفتها واستنشاق بعض الهواء لعلها تشعر بالقليل من الراحه...


كانت ليلى تهبط من على الدرج وعيناها زابله وعقلها ساكن وكأنما أرهق من تلك الحرب التى خاضها لأيام....وأثناء هبوطها إلتقطت أذنيها صوت تحطيم وصراخ يصدر من أحد الممرات فنظرت نحوها لبعض الوقت وصوت الصراخ والسباب لم يتوقف...شعرت به شعرت بكم يتألم من صراخه وأدركت أن ألمه أكبر بكثير من ألمها...مما جعل عينيها تمتلأ بالدموع حزناً على شخص لا تعلم هويته...


وحين كادت تكمل طريقها نظرت للدرج بإبتسامه ساخره وكأنه تخبره أنها ليست مستعدة للعودة كما ظنت...لهذا إستدارت لتعود لغرفتها لتبكى على حالها للمرة التى لا تعلمها....صعدت خطوة واحده ومعها توقف صوت الصراخ والتحطيم....فعادت بنظرها للغرفه بزبول وخوف من أن يكون قد أصيب هذا الشخص بمكروه....


فكادت تعود تلك الخطوة للخلف وتذهب لتتفقده إلا أنها تراجعت باللحظة الأخيره....فهى لا ترغب بأن تكون مسكن لألم أحدهم مرة أخرى يكفيها نفسها...

هنا سقطت دمعه كانت تمنع سقوطها ومعها خرج نيكولاس من الغرفه كالإعصار يحاول إلتقاط أنفاسه وعيناه لازلت دامعه....


ولكنه توقف باللحظة التى إلتقطت فيها عينه مع عين تلك الفتاة التى يمقت وجودها بقصره...ولكن ما لفت نظره إليها هو شحوبها وزبولها الشديد...ولم يغفل عن عينها التى تؤكد لمن يراها أن صاحبتها بكت لأيام متواصله...كما لاحظ تلك الدمعه التى تزين وجنتها....إلا أن ذلك لم يمنعها من الإبتسام له بصدق وعادت لتصعد الدرج بهدوء شديد دون أن تصدر صوت...


تاركة خلفها نيكولاس الذى يحاول ترجمة ما شعر به حين نظرت له هذه النظرة الزابله...وكأنها وردة جذابه قام أحدهم بنزعها من أرضها بالقوة وتحطيمها حتى أصبحت لا تصلح لشئ...أغمض نيكولاس عيناه يحاول احتواء ما شعر به نحوها بهذه اللحظه من شفقه...كما أنه لايزال يشعر بالإرهاق يتملك منه...

فسار متجها للدرج يريد الخروج من هذا المكان...


ولكن عينه سقطت على الاتجاه الأخر ثم ودون شعور منه رفع عينه للدرج يشعر بالتزبزب الشديد...إلا أن قدمه سارت لأعلى الدرج دون شعور منه حتى وجد نفسه أمام غرفتها....والتى وجد بابها مفتوح وكأنها كانت تنتظر قدومه...وليلى تجلس أرضاً تنظر لشرفتها بشرود كما يظن....


إلا أنها قالت بصوت بح من كثرة بكائها وهى تتأمل السماء التى أصبح لونها مائل للأجوانى مما أعطاها طابع هادئ:أليس هذا مشهداً يشعرك بالطمئنينه؟!..


تقدم منها نيكولاس حتى أصبح يقف جوارها وهو يتأمل السماء كحالها...وهو يجيبها بشرود:وقد يشعرك بعدم الراحه لأنها متقلبه قد تتحول وتبتلع كل من ينظر إليها بين ثناياها....


ابتسمت ليلى بذبول وهى تجيبه بتأكيد:إلا أنها ستعود لتشرق من جديد وهى تحمل لنا الخير.... 


رد عليها نيكولاس بجمود:لا أظن ذلك...هنا إرتفعت نظرات ليلى إليه تنظر لوجهه الهادئ عكس ما كان عليه منذ لحظات...فإستقامت واقفه تواجهه قائلة بصدق:ولكنه سيمضى لا شئ يدوم أترى ما أنا وأنت عليه الأن سيمضى...وسيجعلنا أقوى...شعر من حديثها أنها تحاول اقناع نفسها قبل اقناعه هو.... وإلتفتت تنظر للسماء وعينها قد عادت تمتلأ بالدموع وهى تكمل برجاء:حينها أتمنى أن تشرق سمائنا كما نتمنى...وعادت لتنظر له من جديد وهى تبتسم رغم دموعها....


هنا شعر نيكولاس أنه بالفعل أمام طفله كما قال صمويل...طفلة تحتاج لمن يواسيها تحتاج لمن يشعرها بالأمان...ولكنه هنا من يحتاج لمن يواسيه إلا أنه شعر نحوها فجأة بالمسؤليه كما لم يعد يشعر نحوها بالخطر كما كان يشعر سابقاً....وهذا شئ لم يشعر به من قبل وكأن من تقف أمامه هى ابنته التى تحتاج لحمايته....


هنا ارتفعت يد نيكولاس يلامس وجنة ليلى يمحى دموعها قائلاً بصوت خرج مهزوز...فهو يشعر ويفعل ذلك للمرة الأولى تجاه أحدهم:لا تبكى...


وكأنما لمستة وكلمتة نيكولاس عادت لتحطم ذلك الصور الذى حاولت ليلى بنائه لتحاول الثبات خلال اليومين المنصرمين....ولكنه تصدع من مجرد لمسة وكلمه وهذا جعلها تعود لتبكى بقوة....وهى ترتمى بأحضان نيكولاس تتشبس به وهى تبكى بحرقه... وكأنها كانت تنتظر وجود أحدهم لتخبره ببكائها كم عانت وهى وحيده خلال الفترة المنصرمه....


أصيب الصدمه جميع أجزاء جسد نيكولاس من احتضانها له...وخاصه عقله وقلبه فهو لم يتصور أن تفعل هذا إلا أنه لا إرادياً احتضنها هو الأخر...وظل يربت على ظهرها بهدوء حتى شعر بتثاقل جسدها فأدرك أنها فقدت الوعى من شدة إرهاقها...فحملها بهدوء ووضعها على فراشها بلطف...


وكاد يتحرك ليبتعد عنها إلا أنه شعر برأسه يثقل وعقله يرجوه ليستريح كما فعلت تلك الصغيره...فلم يفكر مرتان وتسطح جوارها مغمض عيناه ساقط هو بنوم عميق وهو يمسك يدها....وكأنه يحتمى بها من كوبيسه التى تلاحقه كلما غفى...



الصفحة التالية