رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 26 - 3 - الأثنين 6/5/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل السادس والعشرون
3
تم النشر الأثنين
6/5/2024
كور قبضته ونفرت عروقه عندما وجدها بتلك الحالة المعذبة لروحه
جذبها بقوة يضمها وكأنه يعصرها بداخله لتبكي بصوت مرتفع قائلة:
-هموت ياجاسر، حاسة قلبي هيوقف
لا مستحيل..لا كدا كتير ، مستحيل
انزلقت دمعة تحرق وجنتيه وهو يشدد من احتضانها، وكأنه يريد إدخالها لصدره، طبع قبلة مطولة على رأسها مردد من بين قبلاته:
-آسف ياروحي، آسف دا مجرد خوف جوايا ياجنى، مش عارف اعمل ايه لو دا حصل
هزت راسها كالمجنونة تتراجع بعيدا عن أحضانه
-لا مستحيل ، أولا أنا واثقة إنك ملم..ستهاش قالتها بتقطع وبكاء مرتفع
ثم رفعت عيناها الباكية إليه
-صح ياجاسر، اكيد قلبك وقفك، عمر حبيبي مايعملها، اقتربت منه بعدما وجدت إنسياب عبراته بصمت ..عانقت خاصته بثغرها تنثر قبلاات متقطعة مع بكائها الذي ادمى روحه لتنزف دون دماء
ثم طالعته تحتضن وجهه تبتلع كم الاهات التي تذبحها دون رحمة قائلة:
-حتى لو ..فيروز استئصلت الرحم يعني مستحيل تحمل
بمقلتين متقدتين من قعر جهنم وكأنه تحول لشخص آخر
-الحيوانة ضحكت عليا، مفيش حاجة حصلتلها..
صفعة قوية نزلت فوق جسدها كضربة سوط يشتعل بنيران متقدة
فأومأت قائلة:
-يبقى هي عملت دا كله علشان تقول انها حامل
آآه ...صرخت بها، مما جعله يضمها يحبسها بداخل أحضانه
-حبيبتي اهدي..ضم رأسها يمسد على خصلاتها ، وكم آلمه ماتشعر به ، فهتف مسترسلًا:
-دا مجرد تفكير مش أكتر، مش متأكد سحب نفسًا واستطرد يحثها أن تنظر إليه
-بصيلي جنجون..رفعت عيناها الدامية بمياه حزنها ووجعها ..لمس وجنتيها يطالعها بآلام قلبه
-آسف..مفيش غير الوجع اللي قدمتهولك، حاولت اسعدك ومعرفتش، للأسف لسة بدفع تمن الغلطة الوحيدة اللي عملتها لما فكرت ابعد عن حضنك، انا لسة معرفش ايه اللي هيحصل بس أنا مبقتش اتحمل وجعك بجد، بتقهر ياجنى لما بشوف دموعك دي واللي بيوجع أكتر بكون أنا السبب فيها
رفع ذقنها بأنامله، يزيل دموع عيناها
-لو حصل حاجة بيني وبينها، مش هقدر اجبرك عليا بعد كدا
أغمضت عيناها ونيران تأكل احشائها بالداخل، حبيبها عشقها ..لا لا ستنهار حتما هذه المرة، يالله ماأصعب هذا الشعور..شعور الاختناق جعلها مترنحة، فتحت عيناها تطالعه بصمت مريب، حاله كالذي كبر اعوامًا عديدة فوق عمره، سحبت نفسًا لتبعد تلك الغصة التي منعت تنفسها ثم دنت منه حتى اختلطت أنفاسهما تضع كفيها على صدره تتلمس موضع قلبه
-دا باسمي صح ياجاسر، انت وعدتني قبل كدا، هيفضل باسمي لحد ماأموت، أنفاسه تعالت حتى شعر بتوقف قلبه، عندما شعر بالعجز عما تفكر به، كادت روحه تنسحب من خلاياه ينتظر بلهفة قلب عاشق ممزق حديثها، ولكن اذهلته واعادت نبضه لينتظم عندما انحنت تقبل موضع نبضه
-دا ملك لجنى الجاسر، طول ماهو بينبض ليا مستحيل اتخلى عنه، عرفت انك كنت مغلوب على أمرك لكن قرب مجرد نظرة أو حديث تاني صدقني حتى النبض دا مش هيشفعلك عندي حتى لو اضطريت اخلع قلبي وادوس عليه..لو حاولت تقرب وتلعب عليا بموضوع حملها دا، رفعت عيناها تترجاه بعيناها
-جاسر قلبي بيوجعني ..جذبها يضمها بقوة يربت على ظهرها يضع رأسه بتجويف عنقها
جاسر وحياته كلها فداكي ياقلب جاسر، سامحيني ياجنى، سامحيني علشان كل يوم بوجعك يوم اقوى من اللي قبله
وضعت كفيها على فمه
-اسكت خلاص دا نصيبي وراضية بيه، وإن شاء الله مفيش حاجة هتحصل، لو حاولت تقرب مني تاني مش هرحمها انا اتحملت مافيه الكفاية
احتضن وجهها واقترب يطبع قبلة حنونة على جبينها هامسًا بنبرة متوجعة:
-آسف..آسف على كل حاجة
حاوطت جسده تنعم بأحضانه
-كفاية مش عايزة أسمع حاجة عن الزفتة دي، عايزة انسى قولتلي ايه لو سمحت
رفع ذقنها يمرر إبهامه على ثغرها يرسمها بنض قلبه، ثم دنى يتذوق شهده، ليثبت ملكيته ويتعمق بعشقه، مع همساته العاشقة لها، ليأخذها لعالم برحلة لا يسمع بها سوى الأنفاس ونبض القلوب، عالم خالي من الحقد والكره، عالم ملئ بالسحر تمتزج به المشاعر بالروح ليثبت كل منهما كم عشقه للأخر
بعد رحلة من سحر العشق التي وصلت لبر الأمان، تغفو على صدره يعبث بخصلاتها البنية التي تشبه عيناها، سحب نفسًا مطولا، يحرك أنامله يرسم بها ملامح وجهها البهي بحنو وعشق، تتدلى بعشقها له كبارعة بالية
ابتسامة من وسط احزان قلبه وهو يراها مبتسمة بنومها كأنه يروادها أحلامه..انحنى يهمس بجوار أذنها
-مش مسمحولك تحلمي بغيري مهلكتي
تراجع يدقق النظر لعبوثها وتململ نومها تهتف بنبرة متحشرجة بالنوم
-نام ياجاسر بقى..ارتفع صوت ضحكاته
ليرفعها تتوسد ذراعيه، قائلا بعدما اقترب من أنفاسها يستنشقها:
-طب انام ازاي وجنيتي طيرت نومي، قالها وهو يمرر أنامله على عنقها
فتحت نصف عيناها بإرهاق هامسة مابين النوم واليقظة :
-نام يامفتري، وابعد ايدك عايزة انام، ولا أقوم اروح انام في أوضة تانية
جذبها يدفثها بأحضانه يضغط عليها بقوة
-لازم اعاقبك على بعدك عن حضني، رفعت كفيها على وجنتيه هامسة له
-كنت زعلانة منك، ازاي انام جنبك وانا زعلانة، ارجع خصلاتها من فوق وجهها
-بعد كدا مش مسمحولك تنامي بعيد عني حتى لو زعلانين من بعض، سمعاني ياجنى، زعلانة تزعلي جوا حضني بلاش تعاقبيني بالوجع دا
❈-❈-❈
فتحت عيناها بعدما استفاقت تطالعه بحنو وعشق
-كنت موجوع وانا بعيدة ...
تنهد وتنهيدة حارة وآه مؤلمة بكم عذابه ببعدها
-كنت بموت مش بتوجع بس ياجنى، دنت منه تهمس بجوار شفتيه
-كنت عايزاك تتوجع زي مابتوجع ياجاسر، عايزة أحس إنك باقي عليا
جذبها من عنقها بعنف، مقتحما حصونها...
خرج لشرفته بعد فترة، اتجه بنظره لنومها، ثم امسك هاتفه بعدما اشعل سيجاره
-عملت ايه ؟!
-من وقتها ماخرجتش ياباشا، بس ابن عمها جه زارها من نص ساعة ولسة فوق..حك ذقنه جالسًا بهدوء مريب لبعض اللحظات بسيارته
-بقولك اسمعني كويس تعمل ايه، اكيد هتطلب دليفري عايزك تعمل اللي اقولك عليه ومش عايز غلطة واحدة، ويبقى قولي ابن عمها مشي بعدها بقد ايه
حمحم الرجل متوترا
-بس ياباشا دا صعب..زمجر متحدثًا
-عارف لو بابا عرف يبقى اترحم على نفسك ..اتصرف ونفذ اللي بقولك عليه
قالها وأغلق هاتفه ينظر أمامه قائلا
-دوقي من عمايل ايدك ياحيوانة، وحياة وجع قلبي ودموعي مراتي وقهرتها لأوريكي ايام من جحيم
ظل واقفا لبعض الدقائق مغمض العينين يتذكر ماصار بينهما منذ فترة قليلة، ابتسامة بسعادة داخلية وشعور الراحة مسيطرا عليه..استمع لصوت تواشيح الفجر، فتح عيناه مرددا خلفه، ثم استدار متجها للداخل للأغتسال وخرج بعد قليل يفرد سجادة صلاته ليقيم ركعتين شكر للواحد القهار، على ماوصل إليه من فضل نعمه ..دقائق وهو بين الحي القيوم يناجيه ويشكره على نعمه
اللهمّ لك الحمد كلّه، ولك الشكر كلّه، وإليك يرجع الأمر كلّه علانيّته وسرّه، فأهل أنت أن تحمد، وأهل أنت أن تعبد، وأنت على كلّ شيءٍ قدير. اللهمّ لك الحمد حتّى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرّضا. اللهم لك الحمد كالذين قالوا خيراً ممّا نقول، ولك الحمد كالّذي تقول، ولك الحمد على كلّ حال
ظل متضرع يناجي ربه
اللهم إنا نسألك من النعمة تمامها، ومن الرحمة شمولها، ومن العافية دوامها، ومن العيش أرغده، ومن العمر أسعده، ومن الإحسان أتمه، ومن العمل أصلحه، ومن العلم أنفعه، ومن الرزق أوسعه.
استمع لصوت اذان الفجر ..ظل يردد حمده وشكر فضله على نعمة الاسلام،
ثم نهض متجها لزوجته
-جنجون حبيبة قلبي ، الفجر أذن ياروحي، قومي خدي شاور وصلي هنزل المسجد ..اومأت له تجذب الغطاء ..جذب الغطاء ملقيه على الأرض ليكتشف جسدها با هبت فزعة
-ايه دا ياجاسر والله زعلانة منك
أشار إليها على المرحاض
-هخليكي تزعلي بجد ياروحي، الفجر أذن ..صلي ونامي براحتك.. نهضت بعدما جذبت روبها وتحركت لمرحاضها دون حديث
❈-❈-❈
صباح لاح بالأفق بنور ربه، داعبت أشعة الشمس عيناها، حتى وضع كفيه يهرب من اخترق الضوء لجفنيه..فتح جفونه بتملل، مسح على وجهه يرجع خصلاته للخلف، شعر بثقل رأسها على صدره وخصلاتها تغطي وجهها بالكامل
ابتسامة مغرمة زينت ثغره حتى شعر برجفة السعادة التي تخترق كيانه، اعدل من نومها، ثم اعتدل متجها للنافذة ليغلق الغرفة حتى لا تيوقظها
ثم اتجه إليها مرة أخرى يطبع قبلة حنونة على جبينها يدثرها بالغطاء لبرودة الجو، انحنى يهمس لها عندما شعر ببركان عشقه لها قائد للأنفحار
-حبيبي عندي شغل مهم، نامي وارتاحي وهحاول متأخرش
فتحت عيناها بإرهاق تجذب عنقه ثم قبلته وأغلقت عيناها ذاهبة بسبات نومها ..جلس لبعض الدقائق بجوارها عندما فقد السيطرة على ابتعادها ، يتشرب ملامحها الجميلة هامسًا لنفسه
-معقول ياجنى حياتي مبقتش ليها طعم من غيرك، اليوم اللي بتبعدي عني فيه مبيكونش محسوب من أيامي
هتفت من بين نومها
-وأنا كمان ياجسور، ارتفعت ضحكاته يلكزها
-إنتِ صاحية يابت وبتضحكي عليا، فتحت الجميلة عيناها مبتسمة تهتف بدلال اشعل رغبته
- اه ياحبيب جنى كنت بسمع لحبيبي عندك مانع
وضع ذقنه على ذراعها
-حبيبي اللي بيضحك على جوزه
وضعت كفيها على عينيها:
-جسور انت مش جوزي بس انت الحياة، ممكن بقى تيجي لحبيبتك وتنام شوية علشان عايزة أنام بحضنك ، الجو برد وعايزة حضنك يدفيني