-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 7 - 2 - الأثنين 13/5/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل السابع

2

تم النشر يوم الأثنين

13/5/2024

❈-❈-❈

وصل منذر إلي منزل أسرة ضحي استقبلته والدتها بوجه متجهم ليعلم بان عائلته كانت محقه بأمر رفضهم له بالأخص السيدة كوثر! فوالدها استقبله بترحيب حاره عنها، لكن رغم ذلك استغرب فوزي كثيرًا قدومة بمفرده اليوم!  


فربما قد جاء لمفاتحتهم من جديد في مسألة الارتباط الرسمي من أبنته، بدأ الأب في حيرة واضحة فهو حتى الآن لم يأخذ الرد الأخير من ابنته! فلا يعلم بماذا يجيب حين يتحدث مجدداً بنفس الموضوع، وضعت كوثر واجب الضيافه أمامه علي مضض واضح ثم جلست بجانب زوجها، أبتسم فوزي بهدوء وهو يقول

بمجامله


= اتفضل يا ابني اشرب الشاي!. 


جاهد منذر ليخفي توتره هاتفاً بصوت منخفض


= شكرا يا عمي! انا آسف لو عطلتكم عن حاجه بس انا قلت لازم اجي لحضرتك لوحدي عشان لو في اي حاجه عاوز تستفسر عليها مني او ما تفهمش يعني حكايه ان انا 

ما جيتش مع اهلي غلط .


أجاب فوزي قائلاً بهدوء جاد 


= لا عادي ما حصلش حاجه، وانا حتى كنت لسه بقول من كام يوم الكلام ده لكوثر مراتي ان في شباب بتتحرج تيجي مع اهلها اول مقابله ويسيبوا الأهل يتكلموا الأول عشان ما يحصلش حرج من الاثنين .


هز رأسه بالإيجاب وأردف قائلاً بصوت خفيض


=بالظبط هو ده فعلا اللي انا كنت أقصده .


ردت عليه كوثر بحدة بلا تردد


= بس احنا والله لسه بنفكر في الموضوع وما اخذناش وقتنا ده غير ان اهلك بقى لهم اسبوعين بس! متكلمين وموضوع زي ده لازم نفكر فيه مره واثنين وثلاثه .


لاحظ انزعاجها ثم تنحنح بخشونة متحدثاً بتفهم محاولة تلطيف الأجواء


= ايوه طبعاً براحتكم خالص وانا مش مستعجل، انا جاي النهارده عشان غرض ثاني بصراحه، يعني لو تسمحوا لي ممكن اتكلم مع ضحى شويه لوحدنا!. 


احتدت نظراتها أكثر وهو تقول بغضب بائن في نبرتها 


= نعم عاوز تتكلم مع البنت في ايه وتتكلم معاها علي اي أساس؟ ده انتوا حتى فاتحه  

ما قريتهاش.


رد منذر بسرعه موضح بنبرة مرتبكة


= انا والله ما قصدي حاجه وحشه انا حابب اوضحلها اي امر هي عايزه تفهمه مني وبعدين احنا هنقعد معاكم في نفس الشقه والباب هيكون مفتوح اكيد علينا وبعدين هو برده مش لما حد بيروح يتقدم لواحده عادي انهم يقعدوا ويتكلموا مع بعض ولا انا بقول حاجه غلط .


مصمصت شفتيها بسخرية بصمت ونظرت إلى زوجها وهي تهز رأسها نافية، فهي لا تريد ان ترتبط ابنتها برجل هي أكبر منه سنا لذلك لا ترغب في تلك الزيجه تتم .


بينما استمع الأب إلى جدالهما بانزعاج ظاهر على تعبيراته، فرك فروة رأسه بحيرة وهو يتنهد بصوت مسموع، ثم التفت برأسه للجانب قائلاً باستسلام 


= خلاص يا كوثر ما فيش مشكله واهو برده قدامنا، ادخلي نادي بنتك وعرفيها .


علي الجانب الآخر لم تصدق ضحي نفسها بأن الشاب الذي يرغب بخطبتها قبل أسابيع ها هو اليوم قادم بنفسه لها! تسمرت في مكانها مدهوشة أكثر عندما أخبرتها والدتها بانه يريد مقابلتها على انفراد! فرحلت الأخري وأعطتها مساحة من الحرية لتختلي بنفسها وتستعد نفسيًا للحديث معه وبعد انصرافها، دق قلبها بعنف كبير حتى توجست خيفة من أن يكون قد أصابها مكروه ما أو تحلم، توترت أكثر للقائها به رغم كونه عاديًا.. لكن ليس عاديًا فهي لم تتعرض لموقف مثل ذلك لكن مؤخرًا تغيرت كثيرًا وصارت تحدث مواقف كانت تتمنى حدوثها بشده.. وهي الآن تعيش تلك المواقف البسيطه في حياتها مثل أي فتاه .


أسرعت بارتداء ثيابها وقد اختارت أفضل شيء من وجهه نظرها ثم تنفست عدة مرات بعمق لتضبط انفعالاتها، لكن ما لم تستطع السيطرة عليها هي تلك الحمرة التي تصبغ وجهها، يئست من إخفائها فاضطرت أسفة أن تخرج من الغرفة على تلك الحالة.


علي الطرف الآخر حاول منذر على قدر المستطاع وتعمد أن يكون هادئًا جديًا معها كي لا يشعرها بالحرج أو القلق منه، لكن عصفت بداخله حربًا هوجاء خارج أرادته بشدة فلاول مره يتعرض لموقف كذلك حتي طلقته السابقه تكلف والد بكفه الأمور عنه دون التدخل، بذل مجهودًا مضاعفًا ليبدو ثابتًا أمامها عندما رآها تدلف له بخطوات بطيئة ليقف علي الفور و أبتسم قائلاً بحذر 


= ازيك يا آنسه ضحى .


ردت ضحي بارتباك طفيف وهي تتعمد التحديق في أي شيء إلا وجهه


= الحمد لله!. 


طال صمتها بعد ذلك ثم رفعت رأسها للامام ببطء شديد وفضول أكثر تريد رؤيه ملامحه فهي قد خمنت بانها اسوء شيء لذلك قد تقدم إليها هي بالذات لكن تفاجأت بشاب عريض بملامح وسيمه ببشره سمراء وعيون خضراء! أخفضت بصرها متحرجًة وبدأت تشعر بالغرابه فلما شاب كذلك سيتقدم اليها وهي تكبره بالعمر و ليس بها شيء مميز! لاحظ شرودها ثم اعتدل في وقفته وهو يقول بهدوء مشيرًا بيده


= مش هتقعدي عشان نتكلم؟ أكيد يعني مش هنتكلم واحنا واقفين.


انتبهت إلي نفسها ثم هزت رأسها بالإيجاب وجلست بجسدها الممتلئ نسبه فوق الأريكة قائلة بصوت باهت


= اتفضل، أنا سمعاك!


أبتسم بمجاملة وهو يقول بجدية


= أكيد طبعا عرفتي انا هنا ليه؟ واهلي كمان كانوا هنا من فتره بس انا حبيت اجي لوحدي عشان اتكلم معاكي في اي حاجه قلقكٍ او حابه تسالي عنها.. يعني بدل ما دماغك تجيبك وتوديكي نسأل بعض مش كده اريح .


رمشت بعينيها بحياء وعندما طلت نحوه الباب بالخارج لاحظت نظرات والدتها المحذرة لها فتجمدت الكلمات على شفتيها، لكنها حاولت صرف ذهنها عنها وعادت تنظر إليه وهي تشعر بالحرج الشديد منه هاتفة بحيرة


= أسألك عن ايه يعني .


هز كتفه مبتسماً بهدوء ثم أجاب مهتمًا


= اي حاجه تيجي في دماغك اول المفروض الناس اللي بتقعد قاعده زينا يسالوا على بعض .. عشان يطمنوا لبعض.


سألته ضحي بتفكير وهي تنظر بعينيها نحو الخارج بإحراج شديد


= ما فيش حاجه جايه في دماغي دلوقتي بس.. هو انت عارف ان انا اكبر منك بسبع سنين .


تقوس فمه للجانب كون متوقع بانها ستسال سؤال كذلك بالطبع، لكنه أبتسم بهدوء متعمد محاولة تلطيف الأجواء ليرسل لها بأن ليس هناك مشكله في ذلك بالنسبه له 


= اكيد عارف لو كان عندي مشكله مع كده.. اكيد ما كنتيش هتلاقيني هنا؟ بس يعني مش شايف انه سن كبير او حاجه ممكن تتكلم فيها  مهمه! في ناس كتير بيتجوزوا زينا كده وبينجحوا وبيكملوا مع بعض سنين طويله لاخر العمر .


رمشت بعينيها بخجل طفيف وتساءلت بفضول


= واهلك كمان موافقين 


فرك منذر طرف ذقنه هاتفاً بضيق أزعجه  


= ما لكيش دعوه بيهم انا اللي هتجوز مش هما وبعدين عشان تطمني اه موافقين ما هم جم بنفسهم و طلبوكي.. زي ما قلت لك الموضوع ما فيهوش مشكله المهم انتٍ بس توافقي.


رأي القلق في نظراتها فقال بهدوء ليبعث الطمأنينة عليها


= هو الموضوع ده يعني مضايقك أوي كده عشان دي الحاجه الوحيده اللي سالتيني عليها

ممكن معاكي حق في اولها بيبان الموضوع غريب بس بعد كده هنتعود وبعدين مش المفروض تسالي عن اخلاقي وانا شخص اعرف اتحمل مسؤوليتك وبشتغل ايه و حاجات زي كده أهم!. 


هزت رأسها بالإيجاب مرددة بعفوية


= بابا سال عنك ولسه بيسال! ويعني الناس اكترهم قالوا كل خير عندك 


تنهد منذر براحه قائلاً بتلهف


= طب الحمد لله لما هو الموضوع كده اللي لسه قلقك عشان توافقي .


استشعرت خجلها ودهشتها من استعجاله الظاهر للامر، وقالت متوترة بتوضيح 


= يعني طبيعي أفكر ده جواز برده! وبصراحه في كذا نقطه بقف عندها كل ما افكر في الموافقه عشان كده بعيد حساباتي تاني  


تنهد مطولاً، ثم أردف على مضض


= طب ما انا قلت لك قدامك اساليني عاوزه ايه عشان اريحك .


تورد وجهها بخجل أكبر وهي تقول بنبرة مترددة 


= هو انا لو سالتك طلقت ليه ممكن تجاوبني .


ابتلع ريقه مجيب بجمود ظاهر علي ملامحه


= ما لقيتيش غير الموضوع ده مش حابب بصراحه اتكلم فيه، يعني انفصلنا عن بعض وخلاص وكل واحد دلوقتي في حياته ما فيش اي حاجه بتجمعنا دلوقتي ببعض حتى انا بشوفها بالصدفه أصلا.


قطبت جبينها بعدم فهم قائلة بغرابة شديدة


= بتشوفها بالصدفه ازاي مش المفروض بينكم ولد وانت بتشوفه .


سحب يده إلى جواره وتحدث بجمود مريب قد حل عليه من كلماته المقتضبة هاتفاً


= اه فعلا بس هو لازم عشان اشوف ابني اشوفها، انا بشوفه بطرق ثانيه.. بصي لو بتسالي عشان تطمني فاطمني خالص

انا ما ليش علاقه بيها من بعد ما طلقتها والوضع برده هيستمر لو اتجوزنا وحصل نصيب ومش هتحسي بجودها في حياتنا اصلا


استشعرت استياء منه بقوة حينما التقت عيناها بعينيه، وتعجبت بشدة لذلك تساءلت بتردد وقلق 


= هو انت ليه اتضايقت أوي لما جبت سيرتها و كلامك عنها كأنك مش طايقها اصلا طب اتجوزتها ليه .. انا اسفه لو بتدخل في حاجه ما ليش فيها بس الموضوع غريب شويه .


هز رأسه بيأس وحسرة داخله وقال لها

بتنهيدة مطولة


= هو فعلا الموضوع غريب وطويل ومش بحب اجيب سيرتها بمشي بالأصول بس صدقيني بعد الجواز لو الموضوع اتفتح تاني هجاوبك او مسيرك هتعرفي كل حاجه لوحدك وأنا وقتها هقول لك السبب وطلقتها ليه .  


ظنت أنه يتهرب من الإجابة عليها لرفضه للحديث عنها، فاحتجت على طريقته بحدة طفيفة


= واشمعنا ما اعرفش دلوقتي.


نظر إليها بنظرات عميقة قبل أن يتحدث مبتسماً


= جايز عشان ساعتها هتكوني مراتي ومن حقك تعرفي مواضيع خاصه أوي كده عني .


حافظ على ابتسامته رغم انزعاجه من اسئلتها حول طليقته السابقة وذلك الطفل الذي لا يعني من بعيد او قريب لكن لا أحد يعلم ذلك مع الأسف غيره وبات في نظر بعض الآخرين اب جاحد لا يهتم بطفله الوحيد، وهو بالتاكيد لا يرغب بان تعرف شيء كذلك حتى لا ترفض الزواج منه مقابل شيء ليس له يد فيه، لذلك أضاف قائلاً بصعوبة 


= ضحي انا مش عاوزك تقلقي وكل حاجه هتعرفيها في وقتها افضل، او حتى لو اديتيني فرصه نقرب وعملنا خطوبه او نكتب الكتاب  هيكون عندنا وقت وساعتها هنا ممكن اعرفك كل حاجه بس لازم يكون في ارتباط رسمي ما بينا .


تنهدت بنظرات حائرة وعندما لاحظ ذلك  احنى رأسه نحوها فجاءه ليحدق مباشرة في حدقتيها هامسًا بنبرة ذات مغزى


= أنا بجد محتاجلك! ونفسي تفكري كويس وتوافقي. 


ارتجف بدنها من كلماته الموحية والمصحوبة بتنهيداته المعبرة عن ربما وجود شئ ما بداخله نحوها، فأذن لماذا سيستعجل هكذا على الارتباط منها إلا إذا كان ما تفكر فيه صحيح! لكن لا تعرف متى وأين؟


فربما أيضاً تكون تلك أوهام واحتياجه لها بطريقه اخرى؟ لكن كل ما يهمها في تلك اللحظه بأن أخيراً هناك شخص بجانبها يرغب بها ويعترف باحتياجه لها بإصرار.. لتفكر ربما منذر سيكون ذلك الشخص المناسب لها بالفعل بعد طول انتظار.

الصفحة التالية