رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 7 - 3 - الأثنين 13/5/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل السابع
3
تم النشر يوم الأثنين
13/5/2024
بعد مرور يومين، فتحت بسمة الأكياس التي جلبتها عند ذهابها للسوق مع حماتها اليوم وبدأت تحضر الطعام ثم أحضرت الأطباق من رفوفها وبدأت ترتب السفرة، وعندما دخلت تخبر زوجها أنها انتهت من تحضير الطعام وجدت ملابسه كالعادة بالأرض بإهمال تنهدت بانزعاج واقتربت حتى تضعهم بمكانهم لكن سقطت ورقه صغيرة منهم وكانت من الواضح بانها تذكرة الى مكان نزهه.
أخذتها من الأرض لتقرأ ما بها وفي لحظات عبست ملامح وجهها سريعاً ثم اقتربت منه بخطوات عنيفة و قذفت القميص جانبا بقوة، وهي تصيح بنبرة جهورية
= مـعـاذ!.
التفت نحوها قليلاً بتعجب وقبل أن يتسائل ماذا بها،صدر منها صوت ساخراً قبل أن تضيف موبخه إياه
= يعني بتروح حديقه الحيوان اهو ومش شايفها خروجه هيفاء للاطفال بس!.
أبتعد عن جهاز الكمبيوتر الخاص به، وأردف بغضب وبامتعاض
= في ايه مالك بتزعقي ليه وطي صوتك محسساني كانك قفشتيني مع واحده!. كان اقتراح من واحد صاحبي وروحنا ساعتين وما طولناش .. ليكي حاجه بقى عندي .
جاء الطفل مالك بالخلف واستمع إلي الحديث
عبس سريعًا وحل الوجوم على تعبيرات وجهه البريئة قائلاً بحرقة طفل
= انا كنت عاوز اروح اتصور هناك معاك.
زفرت بسمة بصوتٍ عالي ثم تقدمت من ابنها بحنو تخفف عنه، ثم التفتت بوجهها المحتقن
مجدداً له
= ان شاء الله نص ساعه يا بني آدم أنت كنت اتصلت بيا وقلتلي اجهز لك ابنك تاخده معاك
وتتصوروا كام صوره عشان يفرجها لاصحابه .
نظر إليهم متهكما بشيء من الغضب فهو يري أن الأمر عادي ولا يحتاج الى كل ذلك الشيجار وهتف بها باستنكار
= ما تبطلي سخفا انتٍ وابنك يا بسمه صور ايه اللي عاوزاه نتصوروها وهتفرق معاكوا في ايه أصلا.. وبعدين ما انتٍ بتروحي انتٍ وابنك لوحدكم ما تتصوره هو انا منعتكم
شعرت برغبة ملحة في قتله لكنها تمالكت رغبتها المكتومة، ثم ابتعدت عن طفلها صائحًة بصوتها المتهدج
= بطل كل ما اقول لك حاجه عن ابنك عاوزها تقول لي هيفاء و سخيفه، الحاجات دي بتفرق مع الأطفال والحاجه اللي انت شايفها مش مهمه وعاديه بالنسبه لك! بالنسبه له هو مهمه وهتفرق معاه جدآ .. انا مش فاهمه ايه اللي هيجرا لك يعني لو اخذت ابنك معاك خروجه زي اي اب ما بيعمل مع ابنه ما تتحمل المسؤول شويه عني انا تعبت .
تساءل معاذ بلهجة أكثر هدوءً لكن أشد انفعال
= هو احنا مش هنخلص من وجع الدماغ ده ولا ايه رجعتي تاني لنفس الكلام، بسمه خدي بالك لو فضلتي كتير على الوضع ده هتنكدي على نفسك وعلينا وخليكي فاكره انتٍ اللي بتبداي
ردت بسمة بسخرية متشحة بالمرارة والقهر
= هعيش في نكد هو انا كل ده ومش عايشه في نكد انا وابنك، ما انت ليك حق يعتبر عايش مع نفسك ولا دريان بينا تخرج وتتفسح وتروح وتيجي براحتك انما احاول معاك تخرج معانا ان شاء الله ربع ساعه لأ طب خد ابنك ومش مهم انا برده لا!. وتقعد تتحجج لي بحاجات هايفه بتخنق من دوشته مش بيقعد ساكت ما تخرجي انتٍ.. كانه أبني لوحدي ومش مسؤول من مسؤوليتك برده
بقي معاذ صارم الملامح ثم تنهد بقوة بنفاذ صبر وهو يقول بصوتٍ واضح وهادئ بينما يوزع أنظاره لهم مفكر بذلك الشكل سيتخلص من اصرارهم على طلبهم للخروج هم الثلاثه معا.
= لما يبقى يكبر شويه يبقى نشوف حكايه الخروجه دي بعدين ويكون بطل الزن بتاعه وبقى هادي وعاقل عن كده، انما دلوقتي مستحيل.. عاوزاني أجر ابنك في ايدي مع اصحابي كلنا رجاله في بعض ويفضل مكبت حركتي ومش عارف اعمل حاجه منه وهم مبسوطين حواليا.. بالذمه دي اسمها خروجه هو في حد بيعرف يخرج ويتبسط مع عيال برده .
هنا أدركت بسمة أن موجة الغضب التي تجتاحها خرجت عن نطاق سيطرتها فانتفضت تثور عليه أكثر بسخط
= طالما انت عاجبك أوي عيشه العزوبيه وانك ما تبقاش مسؤول عن عيله كنت اتجوزت بدري ليه، بس صحيح أنت تعبان في ايه وهي فين المسؤوليه اللي انت شايلها أصلا ما انت قاعد واكل شارب ومصروفك بيجيلك من ابوك .
كانت عينا تضيقان وتضيقان مع كل كلمة تهتف بها، وهتف بها بصرامة وحزم
= لو ما بطلتيش السيره دي كل شويه تقوليها في وشي هتغبيه عليكي في مره بجد يا بسمه
احترمي نفسك واتعلمي ازاي تتكلمي مع جوزك
كويس..
اتسعت عينا لشهقات إبنه التي تتعالي وهو مستمر في البكاء الذي لا يفشل بإيجاد سبب للبكاء! لكن الأمور البسيطه بالنسبه للكبار تعني للصغار أشياء كثيره لذلك مالك كأن يري التنزه مع والده قيمه كبيره له ويرغب ان يشاركه تلك اللحظات حتى لا يشعر بانه مختلف عن أصدقائه حوله! ارتفع صوته يضيف قاصفا وهو يزجرها
= اتفضلي سكتي ابنك اللي عمال يعيط ده مش ناقص زن ما بحبش عياط العيال بيصدع دماغي
كتفت ذراعيها وحاولت مجدداً الاعتراض بقهر
= هو انت كل حاجه زهقان.. ما بحبش.. مش طايق.. يا اخي بتتجوز ليه وتلزم نفسك بواحده وابنها ما لهمش ذنب! كنت واخدها من بيت ابوها عشان تشيلها المسؤوليه كلها لوحدك وانت كل اللي عليك مجرد اسم في البيت وبس!.
جلس بعصبية خلف جهاز الكمبيوتر هاتفًا بامتعاض
= ثاني! انا مش فاهم عامله كل الدوشه دي كلها ليه انتٍ وابنك كل ده عشان خرجت رحت جنينه الحيوانات مع اصحابي! ايه مش من حقي اخرج انا كمان واشم هوا شويه بعيد عنكم .. محسساني كاتم راحتك أوي ما انا سايبك تشمي هو براحتك وتخرجي
غامت عينا زوجته بحقد عليه وهي تقترب منه تهدر بغل من بين أسنانها
= هو ده كل اللي انت فهمته من كلامي بس
إني عامله كل وجع الدماغ ده عشان خرجت لوحدك؟؟ يا بني ادم بقول لك شيل المسؤوليه شويه عني وابنك نفسه يخرج معاك زي ما بيعرف من صحابوا وهم بيتكلموا على خرجتهم مع ابهاتهم .
هز رأسه بعدم مبالاة وقال معاذ باستخفاف
= مش بقول لك هيفاء وسخيفه انتٍ وابنك، طب ما انتٍ بتخرجي معاه ما يحكي لاصحابه
عن خروجاتكم مع بعض.
ردت باقتضاب وهي ترمش بعينيها بنفاذ صبر
= الأب غير الأم.. أفهم بقي!.
شعر معاذ بالصداع من كلمات زوجته التي لا تتوقف بالإضافة إلى بكاء إبنه الصغير أيضاً لينهض وقبل أن يتحدث تفاجأ الثلاثه بدخول مايسه الأم من باب المنزل، وهي تتسائل بقلق
وفضول
= في ايه يا ولاد صوتكم عالي ليه؟ وانتٍ يا بسمه مالك سامعه صوتك من تحت عماله تزعقي .. وابنك كمان بيعيط هو إيه اللي حصل .
اتسعت بسمة عيناها ببريق غاضب من تدخل حماتها في شؤونها بتلك الطريقه وما اغضبها اكثر دخولها عليهم دون استئذان، لتنظر إلي زوجها بغيظ كونه لم يمنعها من جرأتها حتي الآن في الدخول عليهم بهذا الشكل فهي تحدثت معه كثيراً حتي ياخذ المفتاح منها لكنه ببساطه لا يستطيع ان يرفض الى والدته طلب... عكسها هي وطفلها .
❈-❈-❈
في منزل والد ضحي كتمت أمها شهقة مباغتة خرجت من جوفها بيدها لتستدير برأسها في اتجاه ابنتها مجمدة عينيها اللامعتين عليها، وهتفت بنبرة عالية بعدم تصديق وهي تجذبها من ذراعها نحو الأريكة لتجلسها إلى جوارها
= نعم يا اختي موافقه تتجوزي واحد اكبر منك بسبع سنين انتٍ اتهبلتي يا بت ولا ايه! هو الولد ده لعب في دماغك وقال لك إيه عشان توافقي كده على طول من بعد ما يزورنا