رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 7 - 4 - الأثنين 13/5/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل السابع
4
تم النشر يوم الأثنين
13/5/2024
قالت ضحي بامتعاض ظاهر عليها، وهي تنهض من فوق الأريكة
= عادي يعني اتكلم معايا كلام عادي وطمني انه عاوزني بجد وشاريني ومش فارق معاه حكايه السن وأن اهم حاجه الاخلاق
تقوس فمها للجانب بتهكم، وهي ترد باهتياج
= أخلاق إيه يا ام أخلاق! بنت انتٍ اسمعيني كويس انا مش موافقه على الجوازه دي وانتٍ كمان مش هتوافقي ما تخلوش يلعب في دماغك كلها كام سنه ولا شهر حتى وهيبتدي يزهق منك وهترجعي لي مطلقه وتقعدي تعيطي جنبي وهتقوليلي يا ريتني كنت سمعت كلامك يا ماما ... فمن اولها كده صحصحي للكلام والجوازه دي ما تنفعكيش .
تنهدت بضيق شديد وأجابتها بغضب
= انا مش فاهمه انتٍ رافضه ليه ما بابا قال لك أنه شخص كويس وسال عليه كثير وسمع عنه كل خير وانا بصراحه استريحت لي و حاسه أنه كويس فعلا ومناسب ليا.. وبعدين انا في النهايه اللي هتجوز مش حد ثاني وانا ادري بمصلحتي .
وقفت كوثر على قدميها لتمسك بابنتها من ذراعها، ثم أدارتها نحوها قائلة بجدية وهي تحذرها
= سامعه نفسك الواد خلاص كل بعقلك حلاوه وانتٍ زي الهبله مشيتي وراه، يا بنت فوقي انا كمان عاوزه مصلحتك مش من قله الرجاله رايحه تتجوزيلي واحد انتٍ اللي اكبر منه يعني صابره كل السنين دي كلها ومش عارفه تصبري شويه كمان يجيلك واحد احسن منه وهو اللي اكبر منك مش العكس!
ابتسمت لها ابتسامة ساخراً بألم وتحشرجت أنفاسها حتى أوشكت على الاختناق وهي تقول بنبرة مقهورة
= استنى حد مناسب ويا ترى اللي هستناه ده هيكون عنده كام سنه 40 ولا 45 ولا 50 اصلا
ويا ترى هيكون ارمل ولا مطلق؟ هيختارني زوجه لي ولا خدامه لعياله.. ولا الشروط اللي هيشرطها عليا وانا غصب عني لازم احط جزمه في بوقي واوافق عشان بقى عندي 35 سنه ولسه ما اتجوزتش وما فيش حد بيتقدم لي، هستحمل إيه اكتر من ضغط و كلام الناس اللي حواليا و ما بيخلص .
أشفقت على حالها كثيرًا، وحاولت احتوائها لكن نبذت عاطفتها جانب الآن هاتفة بسخط
= ما لكيش دعوه بكلام الناس، الناس طول عمرها بتفضل تتكلم ومش بيخلصوا
اندمجت دمعاتها الغزيرة بصوتها الهاتف بحسرة حتى بدا كالأنين، فما أصعب أن ترى نفسها تقبل ما لا تريد لاجل التخلص من ضغط من حولها
= دلوقتي ما ليش دعوه بكلام الناس ولما انتٍ عارفه انهم بيفضلوا يتكلموا ومش بيخلصوا ما جيتيش لي فهمتيني من وانا صغيره اني ما اسمعلهمش لانهم مش صح ما علمتنيش ليه من وانا صغيره ان مخليش كلام الناس يأثر فيا.. وما جيتيش ليه من انا صغيره لحد ما كبرت لما واحده تضايقني بكلمه توقفيها عند حدها وتقوليلها عيب وما يصحش تقولي على بنتي كده؟؟ انتٍ طول عمرك بتسمعي وتبتسمي غصب عنك وتسكتي وتسيبيهم يفضلوا يجرحوا فيا.. عارفه ليه كنتي بتعملي فيا كده عشان انتٍ للاسف كنتي برده زيي بتسمعي لكلامهم ..
أضافت بفتور مكملة عتابها القاسي لنفسها قبل منها ومكفكفة عبراتها الحزينة
= فما تجيش بقى دلوقتي وتقولي لي ما لكيش دعوه بكلام الناس لان انتٍ اصلا رافضه ان انا اتجوز واحد اكبر مني بسبع سنين عشان كلام الناس برده، مش عشان مصلحتي .!
إبتلعت ريقها بتوتر فيصعب أن تري ابنتها تتألم ولا تستطيع مساعدتها ويوجد جزءا صحيح في كلماتها بالفعل، لامت نفسها وهي تقول مرددة بحنق
= حتى لو انا غلط برده ده ما يديكيش الحق انك تعملي كده في نفسك
أغمضت ضحي جفنيها للحظة محبطة من قسوتها المستمرة، هي مهما تحدثت لم تفهم ما الذي تمر به بالفعل وانها قد ملت مما يحدث حولها وترى نفسها قليله الحظ في تلك الحياه وليس هناك فرصة اخرى، تنهدت مطولاً ثم تجاهلت كلماتها كأنها لم تسمعها و أجابتها بإصرار
= اخر الكلام انا هتجوز منذر وهجرب حظي معاه سواء بقى وحش ولا حلو مش هيكون احسن من اللي انا فيه .. على الاقل زي ما هخلص من كلام الناس هخلص من الخناق اللي مش بيخلص كل يوم الصبح فوق دماغي .
❈-❈-❈
نظرت بسمة إلي حماتها محاولة استجدائها في سبيل إيجاد حل في حال معاذ الذي تركهم ورحل غاضب للخارج وذلك جعلها تحقد علي بسمة لانها اغضبته، لكن الأخري كانت كمن ضربت رأسها بصاعقة مباغتة، فتحولت نظراتها للإستنكار والذهول حينما سمعتها تقول بصرامة
= وبعدها لك يا بنت متولي كل يومين والتاني أسمع صوتك العالي مع أبني! هو انتٍ مش عارفه اللي فيها ولا ايه بتتعبيه اكتر ليه دلوقتي.. الخناقه كانت على ايه المره دي؟
لوت بسمة شفتيها بامتعاض ثم أردفت مرددًة ببرود
= أبدا كل ما في الأمر بقول له مش أن الاوان ينزل يشتغل زي اي راجل مسؤول عن بيته وابنه! عشان الولد ابتدا يكبر و يسال ابويا ليه مش بيشتغل زي الابهات التانيه .
نفخت الأخري بضيق شديد وهتفت بإيجاز
= عيل صغير قوليله اي حاجه وهو هيصدق وهيسكت .
اغتاظت بسمة من استخفاف حماتها بالأمر، فردت عليها بحدة
= مع انه لو مش فاهم ما كانش سأل بس همشي على كلامك، و لما يبتدي يكبر ويعرف لوحده أن ابوه ما بيصرفش على البيت من شقايه و عرقه، لا ده بياخد المصروف لسه من ابوه هيكون موقوفه إيه ساعتها لما يعرف اننا بنكذب عليه.
اصطبغت عيناها بحمرة شديدة وقاطعتها قائلة بشراسة وهي تقترب منها
= جري ايه يا بنت ما تقولي لي أي كلمتين و السلام.. ان شاء الله تقوليله الحقيقه و ساعتها مش هتبقي كدابه قولي ان ابوك تعبان والشغل بيتعب قلبه .
استنكرت بسمة إصرار حماتها على إفساد أبنها المدلل، وتحدثت بإشمئزاز بارز على محياها
= حقيقه إيه يا حماتي! ما معاذ بقي ما شاء الله دلوقتي يقدر يروح ويجي ويتحمل.. غير الادويه الكتير اللي كان بياخدها من اول ما اتجوزنا بقى دلوقتي بياخد علاج واحد و الدكتور بنفسه قال له تقدر تمارس حياتك عادي وما بقاش في خطر عليك زي الاول .
شهقت بصرخه مكتومة فزادت شراستها أضعافاً مضاعفة أثر كلماتها تلك، ثم دفعتها بعنف هاتفه بغلظة
= الله اكبر في عينك انتٍ هتنقي على الولد ولا إيه يا بنت؟ ما انتٍ لو كنتي شفتيه زمان كان عامل ازاي اول ما اتولد وحالته الصعبة اللي كنا بنجري انا وابوه على الدكاتره كلها وكلهم شبه قالوا ان حالته خطيره وممكن ما يعيش أصلا ما كنتيش قلتي الكلمتين دول وفهمتي يعني ايه تعب مرضه
ردت عليها بسمة بجدية هاتفة
= هو انا هحسد جوزي يا حماتي ما قلت الله وأكبر انا بتكلم في مصلحته أنتم ليه مش قادرين تفهموا ان اللي بتعملوا ده غلط حتى الخوف الزياده ده بياذيه مش لمصلحته زي ما انتم فاكرين.. تخافوا لدرجه انكم تخلوه ما ينزلش يشتغل خالص ومش عارف يشيل مسؤوليه وانتم معلش في كلمه مش هتعيشوا لي طول العمر.. ولا ما فكرتوش في حاجه زي كده موقوفه هيكون ايه هيشحت ساعتها بقى ولا ايه .
استشاطت نظراتها أكثر، صارخة فيها بصوت غاضب
= يا نهارك أسود، دي مش بس بتنق على الواد لا كمان هتجيب اجلي انا و جوزي انتٍ بتفولي علينا كمان يا بنت متولي.. اسمعيني كويس هي كلمه واحده ما لكيش دعوه بالواد وما تتعبيش قلبه اكثر من كده.. ولما نبقى نموت يا اختي وما تلاقيش فلوس تصرفي منها انتٍ وابنك تبقى ساعتها اتكلمي براحتك.. قله ادب صحيح .
نظرت لها مايسة شزراً ثم التفتت لترحل للخارج بعصبية واضحة، بينما تابعتها بسمة بأعين مليئة بالغضب الشديد وهي تردد بسخط متهكم
= قله ادب! طب لما تبقي تموتي ساعتها يا حماتي هجيبك منين.. طلعتيني قله الادب عشان عاوزه مصلحه جوزي وبيتي.. ماشي!
صمتت للحظة تأخذ أنفاسها من شدة الغضب فلقد أدركت أنها وقعت في مأزق كبير حينما تزوجت من شخصيه كمعاذ! لا يعرف كيف يدير حياته ولا يتحمل المسؤوليه بمفرده بالاضافه الى أسرته التي تساعده على ذلك و التي بدأ أن يرمي عليهم المسؤوليه الكامله فحينما يرتبط الأمر بالتطاول على ابنهم الصغير المدلل تكن النتيجه هكذا !.
تنهدت بصوت لاهث وهي تضيف بصوت خفيض مغتاظ
= كله منك يا معاذ.. منك لله يا أبن مايسة النميسه .
❈-❈-❈
كان آدم يقف أمام الحوض يغسل الصحون المتسخة بالمطبخ لينتهي منها بسرعه في وقت قليل بعد ترتيب المنزل بنفسه كونه يعيش بمفرده، جفف يديه في المنشفة القديمة متنهد بإرهاق وهو يلتفت إلى الخلف وتقدم ليغلف باقية وجبات الطعام التي كانت متبقيه منه بعد الغداء، او بمعنى اصح الطعام الذي لم يكمله بسبب عدم شهيته فبدا مؤخرا يشعر بالاكتئاب يعود حياته من جديد بسبب الوحده و ابتعاد ابنته "رنا" عنه.
شرد في حديث ابن عمه مجدداً عندما ذهب إليه في الأمس واستغل الاخر الوقت في الثرثرة المعتادة و عاود فتح الحديث في ذلك الموضوع الخاص بزوجه رغم اقتناع آدم بنبل نواياه إلا أنه كان رافض فكره ان يظلم شخص معه كونه لا يعرف بماذا سيبادلها او يعطيها من حب واهتمام وهو بحاجه له من الأساس أو قد افتقده بسبب الجفاء الذي اصبح يعيش فيه .
لكن الآخر لم يتركه وحاول ان يقنعه بالامر مجدداً ويتحدث بجدية بانه لم يظل وحيد هكذا ويجب ان ينشأ أسره جديدة وهي التي ستساعده على التخطي من تلك الأزمات الصعبة ونسيان ما حدث وما فعلته أبنته به
عاد بذاكرته لفترات طويلة مضت من حياته دون جديد ليجد بالفعل أنه أضع الكثير من حياته دون فائده فابنته! وخسرها.. زوجته وتوفت منذ سنوات طويله.. واسرته كذلك ايضا معظمهم.. فماذا ظل له حتى يعيش! فلما لا يفكر بالزواج بالفعل حتي يؤسس أسره بسيطه حتى لو كانت مكونه من سيده وطفل واحد يرعاه للامام .
لكن يجب ان يتخذ القرار بسرعه ويجد زوجه مناسبه له، قبل أن يخسر وقت أكثر من ذلك. لكن أين سياجدها وستقبل بأمره هكذا بسهولة؟؟ ليفكر هل يتصل بابن عمه ليخبر زوجته أن تبحث له عن عروسه جيدة لا ترغب غير بالعيش تحت ظلة وتلبي احتياجاته في حياته البسيطه.. واهمهم الإنجاب!.