-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 36 - 2 - الأربعاء 26/6/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل السادس والثلاثون

2

تم النشر الأربعاء

26/6/2024 

بالمنزل عند جاسر

تحرك بعدما تركهما صهيب، يضمها من خصرها، حتى وصل لشجرة من التوت تشير إليها

-جاسر عايزة أكل توت

ضيق عيناه وتسائل:

-اسمه ايه البتاع دا..ابتسمت تحاوط خصره:

-توت يابن عمي هتستهبل 

هو لونه اسود ..تركته تسبه قائلة:

-بيستعبط ابن عمو جواد..لم تكمل حديثها عندما رفعها بين ذراعيه يغمز لها 

-تقلتي ليه يابت كدا 

قهقهت عليه عندما رفعها ووضعها فوق الجدار 

خليكي هنا وهطلع اجبلك البتاع دا 

مطت شفتيها كالأطفال قائلة:

-بسرعة ..

عاد إليها بعد دقائق معدودة يضع بعض التوت بكفه 

-طبعا لازم يتغسل، مينفعش يتاكل كدا 


هزت رأسها بالنفي: 

-ارميه خلاص، مش عايزة، عايزة اكل حاجة حادقة مش مسكرة 

ألقاه يطالعها وتصنع الغضب:

-بتهزري ياجنى..انحنت تحاوط عنقه

-بدلع عليك ياجسورة، بلاش مراتك تدلع عليك ..حاوط خصرها وأنزلها بهدوء

-ليكِ الدلال والدلع ياروحي، اومري بس ..تمسحت بصدره تضع رأسها عليه

-عايزة انام قوي، تعبانة من المشوار، مردتش ازعلك لما قولت نتمشى 


سحب كفيها ينظر بساعة يديه:

-الساعة اتناشر هتنامي دلوقتي..احتضنت ذراعه 

-تعبانة ياجاسر، وعايزة اصحى بدري ناوية اصلي معاك العيد ...توقف ينظر إليها بحب:

-مش عايزة حاجة تفطري عليها قبل النوم..فهمت ما يشير إليه، وضعت رأسها بصدره مرة أخرى خجلًا:

-جاسر بس بقى..رفعت نظرها إليه 

-كنت عايز ايه والبت عينها هتاكلك مقولتليش مين البت دي، وايه اللي عرفك بيها 

زم شفتيه وأشار بسبباته:

-تاني ياجنى ،  هنضيع كلامنا على بنت الجنايني ياجنى، وايه الهبل اللي بتقوليه دا، انا معرفهاش، بس شوفتها مع باباها المرة اللي كنا فيها هنا، وكانت بتهتم بيكي ، لكن الذاكرة عندك في ذمة الله ياروحي 


ضيقت عيناها تطالعه بنظرات مبهمة، ثم اردفت:

-هعمل مصدقاك يابن عمو جواد..ابتسم بخبث على شكلها ودنى يهمس لها

-طب ينفع ابن عمك جواد يبوس مراته الغيورة..لكزته بذراعيها وتحركت قائلة:


-لما تبقى عايز تهرب تعمل اي حركات واطية ..قالتها وتحركت سريعًا من أمامه ..توقف للحظات يتابع تحركها، ثم أخرج تنهيدة ثقلية محملة بلوعة عشقه قائلًا:

-غبية ياجنجون، متعرفيش انك نبض قلبي، تحرك إلى أن توقف بأحد الأماكن الشاسعة ينظر للسماء الصافية تنيرها تلك المصابيح الربانية وتذكر حياته منذ أن دق القلب لها، أعوام تمر لا يعلم كيف عشقها لهذا الحد، ذهب بمخيلته يوم زفافه على فيروز، أطبق جفنيه متألمًا 

-كيف فعلها، كيف استطاع لمس غيرها، سؤال خلفه عشرات الأسئلة وهو يعاتب نفسه، ماذا لو فعلتها هي، اتتحمل لو فعلته، هز رأسه بقوة 

-لا مستحيل كنت اسبها، لا دا كنت موتها، لا يعلم لماذا شعر بتلك الاحاسيس الآن ، اتكون ملكًا لغيره، يراها بالقرب من غيره..صفع عقله وقلبه معا وتحرك متجهًا إليها 


وصلت للمنزل لم تجد أحد بالحديقة سوى أوس وياسمينا التي تستند على كتفه وهو يحاوطها بذراعه..صعدت لغرفتها قابلتها والدتها 

-"جنى"..توقفت تطالعها 

-كنتي فين ياماما دورت عليكي من شوية..جذبت كفيها واجلستها 

-كنت مع بابا بنلف في البلد شوية، بقالنا سنين مجناش، فيه أماكن حلوة كتير هنا، بكرة يبقى خلي جاسر يوديكي، هتعجبك قوي حبيبتي 


دققت النظر بعيناها وتسائلت:

-مقلتيش حبيبتي مش نفسك في حاجة تاكليها مفيش أي روايح جت على بالك 

ابتسمت جنى تربت على كف والدتها 

-حبيبتي هيكون نفسي في ايه وحضرتك ماشاء الله مش حرماني من حاجة، وتعالي شوفي جاسر بيعمل ايه هو كمان، انتو الاتنين هتخلوني قنبلة 


توقفت وانحنت تقبل جبين والدتها 

-هطلع ارتاح شوية، تعبانة اليوم سفر 

ربتت على كتفها قائلة:

-اطلعي حبيبتي، انا كمان هخرج اشوف غزل فين مفيش حد باين منهم ممكن يكونوا عند حازم 

اومأت لها بتفهم، استمعت إلى صوت زوجها مع عز بالخارج وهم يضحكون 


دلفت والدتها غرفتها، فتحركت جنى اليهما توقفت عندما استمعت إلى سؤال عز 

-عامل ايه مع جنى، مبقاش فيه وقت نتكلم 

وضع كفوفه بجيب بنطاله وابتسامة خلابة على وجهه

-هكون عامل ايه ياعز، تقدر تقول اخدت من الدنيا كل حاجة حلوة، ولو شبهت الحالة صح ..اقترب منه ونظر لعيناه وتحدث بصوت خافت: 

-اختك بالنسبالي الجنة..ربت عز على كتفه: 

-لما الحب دا كله موجود كنت ساكت ليه يامتخلف

أفلت ضحكة وغمز بعينيه:

-علشان احبها اكتر..لكمه لكمة خفيفة بصدره وضحك 

-ماتحترم نفسك، لاحظ أنها اختي يامتخلف ..ابتعد يضحك وأجابه

-ولاحظ أنها مراتي يااهبل، يعني اقرب لي منك ..لا والله..قالها عز مستنكرا 


غمز له جاسر يشاكسه وهتف ضاحكا:

-آه والله..اقترب عز يضمه وارتفعت ضحكاتهم

-ربنا يسعدكم يارب، صمت لبعض اللحظات ثم تحدث:

-جاسر مش عايز تكون لسة زعلان مني، اتمنى مايكونش في قلبك حاجة ، انا بس كنت خايف على جنى، وكانت..بتر حديثه قائلًا:

-احنا اخوات ياعز، ممكن نضايق ونتعصب على بعض، بس مستحيل نشيل ضغينة لبعض، وأنا متفهم خوفك على جنى..بس عايز أكدلك 

-جنى حياتي ياعز ولو بعدت عني يبقى ماليش حياة، عايزك تهتم بيها الفترة الجاية، ممكن انشغل شوية، قلبي هيكون معاها، وانت عينك عليها هسبها أمانة عندك ولازم تحافظ عليها 


قطب جبينه واقترب متسائلا:

-إنت ناوي على ايه يابن عمي..غيّر حديثه مبتسمًا 

-ناوي اروح اعيد مع مراتي ياحلوف، وسع كدا ...توقف عز يطالع تحركه مرددًا

-ياترى ناوي على ايه ياجاسر، كلامك يخوف 

تحركت للأعلى بعدما ترك عز واتجه إلى أوس، جلست على فراشها تتذكر حديثه، خطرت فكرة على ذهنها، فنهضت متجهة إلى المرحاض، خرجت بعد دقائق وتوقفت أمام المرآه تتزين ثم تحركت لداخل لترتدي تلك المنامة التي احضرتها خصيصا لتلك الليلة، ارتدتها ثم اتجهت تنظر لنفسها بالمرآة 


منامة باللون الأحمر مثلثة الصدر و مفتوحةالظهر بالكامل سوى من بعض الأربطة، تصل إلى فوق الركبتين 


رفعت خصلاتها للأعلى ، مع انسياب البعض بشكل عشوائي، لتزيد طلتها جمالا ..توقفت وقامت بإغلاق الأضاءة بعدما أنهت زينتها بالكامل، وتحركت تضئ تلك المصابيح الخافتة، تمنت لو يوجد بعض الشموع ذات الروائح العبقة..خطت إلى اشيائه وجلبت زجاجة عطره، لتغرق الغرفة برائحته التي تعشقها، توقفت وانتابها شعورًا حادًا وهو احتضانه واستنشاق انفاسه الممزوجة برائحة تبغه، جلست تفرك جبهتها تحاول أن تسيطر على تلك المشاعر..استمعت إلى خطوات أحدهم على الدرج، استرقت السمع فاستمعت لضحكات بيجاد وعز 


خاب ظنها بدلوفه، فاتجهت إلى الفراش تسحب كنزته وتسطحت تستنشقها كالمدمن، أغمضت عيناها ومازالت على حالتها ولم تشعر بدلوفه الهادئ..اقترب من الفراش، وعيناه تبحر فوق جسدها بالكامل، ظلت نظراته تخترقها من أقدامها مرورا بجسدها بالكامل حتى توقف على شفتاها المطلية باللون الأحمر، انحنى يحاوط جسدها بذراعيه، وهمس بأنفاسه الحارة :

-جنية البحر بتعمل ايه على سريري، رفعت عيناها اللامعة بعشقه الطاغي، لتعكس الإضاءة الخافتة على وجهها كضي القمر لتجعلها أيقونة طاغية لقلبه جعلته لم يتحمل السيطرة على ضبط مشاعره ليجذب تلك الشفاة الشهية لبعض الدقائق ساحبًا أنفاسهما معًا...تركها عنوة وهو يرفعها من فوق الفراش لتكمل اللوحة الخلابة لعيناه التي نحتتها بدقة مع دقات قلبه المخترقةةلهيئتها..همس اسمها ومازالت عيناه تحاصر جسدها الغض أمامه :

-ايه الجمال دا ياروحي...رفعت ذراعيه تحاوط عنقه ترفع نفسها

-يعني انا كنت وحشة ياجسورة والنهاردة بس حلوة  في عيونك 

مرر أنامله على وجنتيها إلى أن توقف على شفتيها 

-طول عمرك خاطفة قلبي وروحي ياجنى، نزل بأنامله لتلك النقوش التي رسمتها على كتفها ومقدمة صدرها، اقترب ليقرأ مابها ...هنا انهارت كل دوافعه ولم يعد لديه قدرة على التحمل..فما كما يقول ابن الرومي 

"لا يهدأ قلب العاشق حتى يبادلها المحبوب الوله"..نظرات بينهما للحظات وهو يغوص بجمالها الطاغي..فركت كفيها خجلًا من نظراته الاختراقية، تبتعد عنه، ولكنه جذبها بقوة لتصبح بأحضانه بالكامل..لف ذراعيه حول جسدها ..ارتجف جسدها وارتعشت شفتيها مع رفرفت اهدابها تهمس له

"كان نفسي أعمل ليلة مميزة وأقولك كل عيد وانت معايا"


قالتها بنبرة شجية ليرتجف جسده، ولا يشعر بشيئا كالمخمور الذي سكب من كؤوس الخمر مايذهب العقل ولم يتبقى سوى نبض قلبه بعشقها..انحنى يضع جبينه فوق خاصتها لتلفح أنفاسه الحارة وجهها بالكامل، وتصبح ساقيها رخوة مما جعلها ترفع كفيها على وجنتيه مبتسمة 

-هقع على فكرة، كأنك أول مرة تشوفني، مرر أنامله على تلك النقوش 

-ايه دا ياجنى، الخط مش واضح 



❈-❈-❈

لمعت عيناها بالسعادة وهمست له 

"بحبك ب لغات العالم يابن عمي"

لمس النقوش كأنه ينحت اسمه ثم تحدث بصوت مبحوح اقرب للهمس

-يعني دا اسمي ..ثم رفع رماديته ليعانقها كحال قلبه ..كتبتيه ازاي، اوعي حد يكون رسمهو لك..هزت رأسها بالنفي وحاوطت خصره واضعة رأسها موضع نبض قلبه لتستمع لـ أروع معذوفة لديها، انا أشتريت الحنة دي وبحثت عن معنى الاسم بلغات مختلفة وعملتها ، صدقني محبتش حد يلمس حاجة تخصك 

هنا فاق التحمل قدراته ولم يعد لديه قوة التحمل على التماسك


ليجذب تلك الحمالة بقوة اذهلتها ويغوص بترانيمه المقدسة لها وحدها، وينقش لها بحبه على طريقته الخاصة، ويدخل بها ل جنته التي يكتب على بابها لم يدخلها سوى مهلكة الروح والقلب والعقل، فهيا اقتربي مهلكتي لنغوص بمتعة العشق الطاغي الممزوج بنبض قلوبنا ..تغيب بها قلوبهما بموجات العشق الساحر، الذي يخدر الجسد والروح معًا، ليصل إلى قمة السلام النفسي، فإذا الأرواح تعانقت ينبض القلب بأجمل ترانيم العشق..ولا يستطع شاعرا ولا أديبا أن يوصف ذاك المزاق سوى المغرمين بلحن الغرام 


لم يشعرا بكم الوقت وهما يسرقان لحظات من الزمن لتحفر السعادة بالقلوب..

بعد فترة كان يخلل أنامله بخصلاتها البنية التي تشبه عيناها ..ابتسمت قائلة:

-فاكر ليلة العيد وإحنا صغيرين، هز رأسه مبتسمًا: 

-مش فاكر غير حالتي دلوقتي..لكزته بكتفه، واعتدلت تستند على ذراعها 

-بطل بقى متكسفنيش، حاوط رأسها يجذبها لحضنه

-إنتِ فصيلة على فكرة، يعني بعد الليلة الحلوة دي تقولي لي فاكر واحنا عيال .. والله عايزة تنضربي 


دفعته تضحك بصوت مرتفع: 

-إنت ايه يابني، بقولك فاكر طفولتنا ، مال دا ..وضع إبهامه على شفتيها

-أنا بتكلم بجد ياجنى، مش عايز افتكر أي حاجة وخاصة الليلة، عايز افتكر بس لحظاتنا الحلوة دي 

اعتدلت جالسة، جذب كنزته وألبسها إياها

الصفحة التالية