قراءة رواية مملكة الذئاب 2 Black لزينب عماد - الفصل 20 - 1 - الإثنين 3/6/2024
قراءة رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني
بقلم الكاتبة زينب عماد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب عماد
الفصل العشرون
1
تم النشر يوم الإثنين
3/6/2024
أصبحت السماء حالكة السواد وما كان يعطيها رونق وبهاء رغم ظلمتها...تلك النجوم المرصده وذاك القمر الذى لم يكتمل بعد...والذى أضاء جزء ليس بالبسيط بتلك الغرفه المتهالكه....وخاصة على الفراش الذى جمع بين شخصين لم يكن يخيل لأحدهم أن يجتمعوا على طاولة واحده فما بالك بالنوم معاً على فراش واحد...
كان الملك نيكولاس غارق بنومه وهو لايزال ممسك بأيدى ليلى وكأنه يخشى فقدانها بأى لحظة...وعلى النقيض كانت ليلى مستيقظه تنظر له بهدوء وعقلها يعيد عليها ما دار بينهم من حديث لم يتخطى بضع كلمات...ولكن فهمت منه الكثير وهو أن القابع جوارها لقى طفولة مؤلمة وهذا جعل جزء كبير منه محطم... إلا أنه برع بمطث هذا أمام أعين الجميع....ولكن حين اختلا بنفسه كُشف الستار عن ذلك الضعف الذى حاول إخفائه...
ابتسمت ليلى وقد تمثلت سابين أمامها...أجل يشبه شقيقتها ولكنه ليس مثلها فهى رغم عدم معرفتها بقصته إلا أنها لا تظن أن هناك من عاش أسوء مما عاشته سابين....
تنفست ليلى بهدوء وهى ترى الإرهاق مرتسم على صفحات وجهه بوضوح وكأنه لم ينم لأعوام...وهذا منعها من محاولة إبعاده أو إيقاظه...ظلت هكذا لما يقارب الساعتين وأكثر حتى بدأت تشعر بالملل يتسلل إليها....فحاولت النوم ولكن عقلها يرفض ذلك فقد نامت لوقت طويل خلال الأيام المنصرمه....وهذا ما لم تعد عليه كما أنها تشعر بالجوع الشديد فهى لم تتناول الطعام منذ ثلاثة أيام....وهذا شئ لم يحدث من قبل ف هى تقدس الطعام بدرجه كبيره...
لهذا قررت المحاوله لفك تشابك يدها مع يده فى محاولة منها بعدم إيقاظه......وباللحظة التى لمست بها يده فتح عينيه وهو ينظر لها بقسوة وكأنه على استعداد تام بقتلها إذا حاولت الرمش بدون إذنه.... لم تشعر ليلى بالخوف من تلك النظرات فهى إلى حد ما تعلم سببها لهذا رفعت يدها الحره ووضعتها على وجهه تربت على وجنته بلطف....وهى تقول بود: أعتذر عن إيقاظى لك....
وعادت لتتسطح جواره من جديد وهى لاتزال تنظر لعينه التى بدأت تلين من جديد مكملة:فالتعد للنوم لا تقلق لن أترك جوارك حتى تنعم بنوم هانئ....رمش نيكولاس بعينه بضع مرات يحاول إستيعاب كيف أتى إلى هنا وكيف سقط نائماً جوار هذه الفتاة...
وحين كاد عقله يعود لرشده....وضعت ليلى يدها على صدره تهدهده كطفل صغير قائله بحنان:لا تخف أنا ساظل جوارك لن أرحل فالتنم....
ظنت ليلى أنه سيبعد يدها ويعنفها على طريقتها بالحديث معه إلا أن ذلك لم يحدث...بل بالعكس أغمض عينه وقرب يدها منه وهو يضمها لصدره أكثر بكلا يديه ويسقط بنوم عميق مرة أخرى....
هنا كانت الصدمه من نصيب ليلى التى ظلت تنظر له لوقت لا تعلمه....من سرعة استيقاظه وسرعة عودته للنوم مرة أخرى....ولقد رق قلبها لهذا الفتى الذى يقبع داخله....كما قررت أن تجعله رفيقاً لها رغم أنفه فهى تعلم أنه حين يستفيق ويدرك ما حدث بينهم سيلعنها ويلعن نفسه التى انساقت خلفها من أجل القليل من النوم....التى أدركت أنه لم يحصل عليه سوى الأن وهو يحتضن يدها ويمنعها من الإبتعاد عنه....
ظلت ليلى على هذه الحالة تبتسم بين كل فنية والأخرى....حتى سقطت بالنوم من جديد وهى لا تعلم ما الذى ينتظرها بالغد...هل هو صباح مشرق أم أنه لازال محمل بالغيوم؟!...
❈-❈-❈
استمر السير لما يقارب يوم ونصف اليوم حتى استطاع الملك إستيفان الوصول لمملكة كِينا....
وبالفعل أصابه الصدمه هو ومن معه بسبب ما رأوه فهو الأخر لم يكن يظن أن الأمر سيصل لمثل هذا الحد...
كانت سابين أول من بدأت بالتحرك وتقديم المساعده لمن يحتاجها....وهرول خلفها الكثيرون منها فينسيا لينا اجل فقد أصرت الفتاة على الذهاب معها وتقديم المساعدة...كما أنها تشتاق ل ليلى التى تتمنى أن تأتى مع الملك نيكولاس حتى تستطيع رؤيتها....
ولقد كان يوماً شاق على الجميع فلم يرتح أحدهم...
بل كان الجميع يعمل منهم من يساعد المصابين وأخرون يصنعون الطعام لإطعام الجوعه...ومنهم من يعيد بناء المنازل واصلاحها حتى تصلح للعيش بها.... كان الأمر مأسوى وأكثر من شعر بالأسى هم الملوك الذين لم يقدموا يد العون لهؤلاء الذين لم يكن لهم ذنب بما حدث لهم....
أظلمت السماء وتوقف العمال عن العمل فإختفاء ضوء السماء منعهم من اكمال عملهم...وقرر الجميع أخذ بعض الوقت للراحه حتى يأتى الصباح ويعودوا لإستكمال عملهم....
كما أن الملك إستيفان يريد الجلوس مع الملك آيدان للتحدث بشأن المستجدات...فهم لم يلتقوا بعد فلم يصل له سوى رساله من الملك آيدان تخبر الملك إستيفان أنهم سيلتقون بالمساء بسبب كثرة الأعمال...
وبالفعل عاد إستيفان وبعض رجاله خاصة حين لم يجد سابين ومن معها فظن أنهم قد ذهبوا للمكان المتفق عليه للقاء الملك آيدان....فهم أصبحوا بمنتصف الليل أو أكثر...لهذا توجه مع أحد جنود الملك آيدان لأحد البيوت التى اتضح أنها بأخر العاصمه....
وحين دلف للداخل وجد الملك آيدان ينتظره بالفعل....ولكن عينه بحثت عن ضالته فلم يجدها....فأغمض عينيه يحاول التحلى بالصبر قائلاً بتسأل فمن الممكن أنها تستريح بأحد الغرف وهو قد أساء الظن بها:أين سابين؟!...
تجعد حاجبى آيدن تعجباً وهو يقول بتسأل هو الأخر: هل أتت معك الملكة سابين؟!...
تنهد إستيفان بإرهاق وهو يدلك ما بين عينيه فهو لم ينعم بالراحه منذ أيام وها هى صغيرته أتت لتجعل إرهاقه مضاعف....فكاد يستدير ليخرج من المنزل ويبحث عنها فوجد ألفين قد دلف وهو يقول بهدوء دون مقدمات:لقد أصرت سابين على تمشيط المنطقه بأكملها لترى هل هناك من يحتاج المساعده من الجرحى والمصابين...فقرر ديفيد والفتيات الذهاب معها للمساعده...وأرسلت بعض الجنود لحمايتهم ولتقديم المساعده....
كاد إستيفان يتحدث إلا أن ألفين يعلم ما سيقوله صديقه لهذا سبقه هو قائلاً:لا فأنت تعلم أنه لا أحد يستطيع أن يغير من رأيها خاصة حينما يتعلق الأمر بمساعدة المحتاجين....
تنهد إستيفان وهو يعلم صدق حديث ألفين لهذا سار يجلس على أحد المقاعد وألفين جواره فتحدث ألفين بإحترام:أعتذر ملك آيدان على عدم تحيتى لك حتى الآن...أومأ له آيدان بود وعيناه تخبره قائله لا بأس....
فعاد ألفين يقول بثبات:ألم يأتى الجميع بعد؟!..أومأ له آيدن بالنفى قائلاً:ولكن أظن أنهم قد يصلون غداً صباحاً....
أومأ له ألفين بتفهم وبينما كلاهما يتحدثنا بشأن مملكة كِينا والوقت الذى تحتاجه لتعود كما كانت... باغتهم إستيفان بسؤاله وهو يقول ناظراً ل آيدان:هل كنت تعلم بشأن ما حدث بهذه المملكه من خراب؟!...
أجابه آيدن بحزن:أجل لقد علمت بالأمر ولكن بعدما تم تدمير أغلب المكان....وحين أردت التدخل امتنع مجلس الشيوخ من الموافقه على مثل هذا القرار.... بحجة أن الحرب قد دمرت مملكة كِينا بالفعل...وأن أى تدخلى لن يعيد ما تم تدميره بل سيدمر شعبى ورجالى....وللأسف الشديد أذعنت لقرارهم هذا...لهذا أنا أحمل جزء كبير من الذنب جراء ما حدث لهم...
أجابه ألفين بدبلوماسيه بصفته مستشار ملكى:لو كنت أحد رجالك لكنت أخبرتك بالكلام نفسه...نظر له إستيفان بطرف عينيه وآيدان بصدمه من حديثه إلا أن ألفين قال مكملاً موضحاً سبب حديثه:بالفعل إذا حاولت إرسال رجالك فلن يقدموا المساعده فقد تدمرت المملكة بالفعل....ولكن كنت سأخبرك أن تستعد لأن القادم أسوء فمن فعل ذلك بمملكة لم تخض حرباً ضد أى مملكة من قبل ماذا قد يفعل بمملكة كمملكتنا....كما أننى كنت سأنصحك بإرسال المساعدات كما فعلت أنت الآن...لهذا لا تحمل نفسك ما لا ذنب لك به....
استمر حديثهم لبعض الوقت حتى شعر إستيفان أن الوقت قد تأخر بالفعل وأن السماء أوشكت على الشروق وسابين لم تعد هى ومن معها بعد...لهذا قرر الذهاب للبحث عنها فطلب ألفين أن يظل هو مع الملك آيدان يكمل له شرح مخططه وسيذهب هو لإعادتها....