رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 19 - -2 الإثنين 24/6/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل التاسع عشر
2
تم النشر يوم الإثنين
24/6/2024
رمقها آدم بنظرات متفحصة وهو يقول
= ما تخافيش أنا معاكي!
شعرت برغبه بأن تمسك يده حتي تشعر بالطمأنينة والأمان وسط ذلك الوحوش من وجهه نظرها؛ تقدمت ببطء حتى لا يلاحظ أحد خوفها منهم وينتصر عليها واقتربت وذلك الاحساس المزعج سيطر عليها حيث تشعر بشئ فارغ وكأن ذلك الأهل أغراب عنها وآدم فقط هو القريب منها.
هزت رأسها مبعدة تلك الأفكار من رأسها ثم امتدت يدها نحوه دون ان يلاحظون وهو رغم استغرابه لكن لم يعترض! حيث هي قبل ان تمـد يـدهـا لمشابكه خاصته حدقت بكفه الذي امتد من الوراء وهـو يـريد مشابكه يـديهـا بالخفاء كما تريد وأحترم خوفها.. فعلاً بسيط ولطيف قد جعل قلبهـا ينبض بعنف.
غريبة في التفكير لم تستطع يوماً تفكيك شخصيته تلك ولطالما كانت بالنسبة لها لغزاً محير ولكن هناك شيء وحيد تعلمه ان هناك في مكان ما من روحه شخص طيب تعرض للظلم.
ثم هتف وتحدث آدم بهدوء حذر
= هي دي الأصول يا أهل البلد جاي ليكم لحد عندكم وبدل ما تكبروني! تسمعوني كلام زي ده وانت لسه قايل بلسانك انها مراتي و أننا مش بنعمل حاجه غلط
كادت أن تتعالي الأصوات بالغضب أكثر لولا تدخل عمهم الأكبر سناً وسطهم، فهتف معلناً بصياح
= استنى انتوا الاتنين خلينا نعرف هو جاي ليه بالاول، وطالما جي لحد بيتنا يبقى لي عندنا واجب الضيافه وبس.. تقدر تعتبرني في مقام عمهم اتفضل عاوز تقول ايه يا استاذ
دنت منه ديمة وضغطت بيدها علي يده و همست بصعوبة بالغة
= ده يكون عم بابا الله يرحمه.
ابتسم آدم مجاملاً له وشعر بأن ذلك الرجل سيكون له طوق نجاء لحل تلك المشكله لذلك يجب أن يكسبه بصفه احتراما، وهتف قائلاً بجدية بالغة
= أهلا بحضرتك أنا اسمي آدم، وانا جاي في خير ومش عاوز اتخانق ولا امد ايدي زي ما الأستاذ عمل واتهجم على حرمه بيتي معني يعني اعرف ان دي مش اصول البلد عندكم هنا
صـــاح به كامل بصوت هـــادر وقد إحتقنت نظراته
=انت بتخرف تقول ايه؟ ما تكونش جاي تحاسبني عشان مديت ايدي على بنت اخويا امال عايزني اعمل ايه لما اشوفها خارجه من بيت مش بيتها وانا متاكد اللي ساكن هنا راجل لوحده عازب! ده اقل حاجه كسر رقبتها
هتف مثله بصوت هـــادر ومخيف وقد تحولت نظراته للعدائية
= وبعد ما اتاكدت انها مش بتعمل حاجه غلط وانها مش بتكدب ومتجوزه فعلا تمد ايدك عليها تاني ليه؟ ما تحضرني يا حج وقبل ما ابن اخوك يغلط تاني الغلط بدا من عندكم ولو انتم فعلا يهمكم بنات اخوكم على الاقل كنت اشوفكم كل يومين والثاني عندهم لكن انا المره الوحيده اللي شفتكم فيها كان يوم عزاء المرحوم! ومن ساعتها ما لقيتش حد اقدر اطلب ديمة منه غير ازواج البنات التانيه ما هو ما تاخذنيش يا حج في الكلمه اي حد مكاني كان هياخد نفس الفكره اللي انا اخذتها ان انتم كل اللي يهمكم الورث ومش فارقه معاكوا البنات يبقى علي أي أساس هطلب ديمه منكم ولا هي هتقول لكم
وهنا ســاد الإرتباك والقلق بين كامل وفضل، و نظر عمهم الأكبر بحيرة وهو يتلفت حـــوله لكن إستشاطت نظراته غضباً وهو يعاود النظر إليهم وسألهم بصوت قاتم يحمل الشراسة
= هو الكلام ده صح هو انتم ما كنتوش بتسالوا على البنات امال كل اما اسالكوا تقولوا بنروحلهم كل أسبوع ليه والفلوس اللي كنت بتاخدها مني عشان تديها لهم يا فضل.. ما تردوا الكلام ده صح
إزدرد فضل ريقــه بإرتبــاك كبير وبحذر شديد دنــا منه وأجابه بتلعثم
= يا عم صالح ما تفهمش غلط هم اللي ما كانوش عاوزينا واخر مره اتخانقنا لما قلنا ديمه تيجي تسكن معانا ويومها اتخانقنا جامد والهانم رفضت تروح معانا وقالت هتفضل لوحدها في الشقه اهون ما تيجي تسكن هنا
كادت أن تفتح ديمة فمها وتبرر الامر لكن لم يساعدها فمها من شده الخوف والتوتر لكن أخذ الآخر ذلك بالنيابه عنها، رمقهم آدم بنظرات إحتقــــارية وتحدث بجمـــود أشرس
= حقها ما هتعمل ايه وهي ما هتعرفكمش ولا كانت بتشوفكم من وهي صغيره حتى، اخوكم الله يرحمه كان استاذي وكنت دايما باستمرار بزوره في شقته يومياً وعمري ما شفتكم بالصدفه حتى عنده وهو كان بيلمح لي بحاجه زي كده اوقات، و دايما كان بيوصيني على البنات عشان عارف ان هيسيبهم لوحدهم
يبقى معلش الغلط من عندكم سواء هي ما رضيتش تيجي تقعد معاكم وهي مش عارفاكم ولا شافتكم عمرها في حياتها ولا حتى دلوقتي .
شعروا الإثنان بالغضب منه لكن لم يستطيع أحد الإعتراض في حضور عمهم الذي هــز رأســه بأسف وهو يرد عليه باختصار
= تمام ممكن يكونوا غلطانين في النقطه دي فعلا بس ممكن افهم حضرتك جاي هنا ليه؟!.
إحتقن وجـــه آدم نوعاً ما وهو يقول بإصرار
= قلت لحضرتك انا مش جي اتخانق انا جاي في خير، وكل اللي عاوزه ان الود يرجع بينكم تاني حتى لو مجرد كلام بمعنى عاوزين تزوره ديمة اهلا وسهلا مش عاوزين براحتكم ! بس ما حدش بعد كده يرجع يحاسبها على اي حاجه وانتم اللي بعدتوا من الأول، وقبل ما تفهمني غلط انا مش بحاسبك لاني ما ليش حق بس بتكلم في حق ثاني واظن ده حقي لما ارجع الاقي مراتي مضروبه لازم احاول ارد لها جزء من اعتبارها حتى لو كانوا اهلها
تنهد ذلك الرجل بقوة وهو يتحدث بتفهم
= ماشي يا ابني عداك العيب، وانتٍ يا ديمه حقك علينا وما حدش هيضربك تاني ولا هيتعرضلك وإذا كان على الزيارات هحاول كل شهرين اجيلك بنفسي بحكم السن واني مش قادر على الحركه كتير بس استاذنكم تسيبوا نمره تليفونكم عشان اقدر حتى اتواصل معاكم كل أسبوعين احنا برده أهل وما ينفعش نقطع التواصل خالص كده.
أبتسم آدم وهو يقول بجدية
= تحت أمرك وتشرفنا اكيد، يلا بينا يا ديمه سلام عليكم
ابتسمت ديمة بشرود وسعادة فلقد تحققت رغبتها و وجدت من أصبح يهتم بها أخيرًا دون مقابل بالإضافة إلى أن كان لديها تلك الليلة درع حمايه بحق.
ثم هب واقفاً من على المقعد و ما زالت ديمة تتشبث بقبضته بقوة وخوف وشعر آدم أن الأمر لم يتوقف عند ضربهم لها فقط و يوجد من الأسرار أكثر وسوف يستفسر عنها لاحقاً، لكن فجأة تحرك ذلك الرجل نحوهم صائحاً بصرامة
= على فين انت عاوز الناس تاكل وشنا! انت هتتغدى وتبات معانا النهارده والدنيا كمان ليلت والطريق وحش عندنا بالليل الصبح تروحوا أحسن.
❈-❈-❈
دلف منذر الي منزله ليلقي بمفاتيح سيارة الخاصة به علي اقرب أريكة واجهته ثم ارتمي بنفسه علي الأريكة المقابلة بعد ذلك ليتنهد بقوة عضلات جسده متيبسة وكأنه كان يركض طوال اليوم، فكان يفعل كل شيء بنفسه كالعادة ولم يجد أحد يساعده ويخفف عنه، اعتدل ليفرغ ما بجيوبه محفظته وهاتفه وفي ذلك الأثناء إقتربت ضحي منه بِخُطى مترددة وحين شعر بها رفع رأسه ناظراً نحوها
تنهد بقله حيله وهو ينظر إليها ثم ابتسمت بحنان تعلم ما به جيداً تعلم انه يبذل قصاري جهده ليبدو طبيعيه تعلم انه يبذل مجهودا شديداً ليغتصب ابتسامه صغيره فقط .
إبتسمت له إبتسامة رقيقة وهي تقول
= حمد لله على سلامتك، ما رضيتش أنام إلا لما اطمن عليك
بدت عيناه تلتمع و تضعف وتلين نظراته وفي
الحال وضع كفاه على وجهه يَمسحه مُحاولاً
بعثرة الضعف الذي كان على ملامحه... فذلك كثير عليه حقا كان بالفعل يرغب بتلك الاجواء يعيشها لكن لم يتوقع حدوثها وعندما حدثت أيضا تشعره بالضعف تجاهها، هل ربما ذلك يحدث لانه كان واضح أمامها واظهر عيوبه!
فإلتوى ثغره بإبتسامة ناعمة وهو يرد
= تعرفي انا عمري ما فكرت مين اللي اسمحله يشوف مميزاتي و عيــوبي ؟.
اقتربت منه لتجلس ثم ربتت على ظهره و ضغطت على شفتيها قائلة بحذر
= ولا حد.. محدش مسموحله حتى اقرب الناس ليك لان مش كل الناس لازم تعرف كل حاجه بص انا عندي منطق اني مبحبش أقرب من الأشخاص أوي و مبعملش زوم على حياة الناس لاني بحس ان الناس من بعيد أحلى
فانا بحب اعيش كده و احب احس انه كل حاجه حلوه و كل الحاجه جميله، انما لو قربت من الناس هلاقي حاجات مش هتعجبني
و الناس بقا اللي هتختار تستحمل الحاجات اللي مش هتعجبك فيهم دول قليلين اوي
فأنا بحب اكون بعيد أحسن.. وأنا شايفه انت كمان لازم تعمل كده أنت مش لازم كل حد يعرف كل حاجه عنك
عقد حاجيبة بانزعاج من طريقتها الجديده تلك ثم قال بتهكم بعد أن نفذ صبره
= مش عارفه العقل اللي نزل عليكي مره واحده ده ولا انتٍ كنتي كده من الاول وانا مش واخد بالي؟ ولا تكونيش بتستخدمي الطريقه دي عشان تحاولي تأثيري عليا واعمل اللي انتٍ عاوزاه فقلتي اخده بالسياسه؟؟؟ ضحي لو دي وجهه نظرك فاللي احنا بنعملوا غلط واللي انتٍ قلتي من شويه برده غلط و القعدة دي غلط كمان .
اجابته بعد تنهيدة مطــــولة
= ساعات الغلط بيبقى هو الصح بس للأسف بيجي في وقت غلط، منذر مفيش انسان بيحاول مش بيفشل بس في حاجة عاوزك تبقى عارفها مفيش فاشل بيحاول.