-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 25 - 4 - الأثنين 15/7/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل الخامس والعشرون

4

تم النشر يوم الأثنين

15/7/2024

تحرك آدم من مكانه ليذهب نحو حُجرَتهُ تحديداً بعد عودته من الخارج بقميص ابيض وبنطال رمادي توجه نحو الباب هاماً بالداخل لولا سماعه لصوت تلك القابعة في المطبخ فأستدار وتوجه نحو مركز الصوت فوجدها واقفة بصعوبة ترفع قدميها لتصل للصنبور والماء بللت الارضية والحوض وشعرها وجسدها، لم يقاوم ذلك المنظر بل اقترب والتصق بها من الخلف ممسكا الصنبور ومتحدثاً بدهشة 


= بتعملي ايه؟ ايه اللي حصل للحنفيه 


هلعت ديمة من فعلته فدفعته فوراً من خلفها

بقوة فهي لم تنسى انسحابه بعدما استسلم لعشقهم للمره الثانيه على التوالي، هتف آدم بسرعه


= انا كنت عاوزه اساعدك أهدي، الميه كده هتنفجر وسعيلي انا عارف المحبس فين 


كادت أن ترفض باعتراض لكن فجاه صدي انفجار الصنبور عليهما فهلعت كون الماء كانت بارداً مع هذا الجو الصقيع! بينما هو تبللت ثيابه، متحدثاً بضيق 


= قلتلك، عنيده بسرعه حاولي تمسحي الميه دي وانا هقفل المحبس.


أسرعت تفعل ما أمرها به، وبدات تشعر بالساقعه والتجمد قبل أن يخونها جسدها وتسقط علي الارض إلا أنه امسكها جيداً وحملها عن الارض، شهقت بخفة لمفاجأة رؤيته أمامها بعد ان اغلق محبس الماء، شعرت بنفسها تطير في الهواء و ذراعين صلبتين تحملانها بخفة بإتجاه غرفة النوم.. وهو مرددا بعتاب 


= غيري هدومك بسرعه قبل ما تبردي، انتٍ بتسقعي من اقل حاجه وهتتعبي كده.


ابعادته عنها تتنفس بصوت مسموع وهي تضع كليتا يديها على صدره تدفعه بعيداً عنها، إلا انه احكم قبضته على خصرها و الاخرى خلف رأسها ليعيدها اليه من جديد و يعصرها بين أحضانه مانعاً عنها كل محاولات الهرب... وهمس محاوله تهديئتها بحذر 


= وبعدين! خلي خلافتنا على جنب عشان ما تتعبيش.


نظرت له مطولاً بسخرية مريرة، بينما كانت رغبته بها تتضاعف يوماً بعد يوم، كيف

لأحدهم أن يؤذي فتاه مثلها ويكسر قلبها، توزع الحب لكل من حولها منذ تلك اللحظة التي خطت عيناه على تصرفاتها معه كان راغباً

دوماً في حبها وليس بتحطيمها..


ليحملها في جزء من الثانية مجدداً يضعها على الطاولة، جعلها تجلس هناك كي تساويه طولا، وقف وسط ساقيها وحاول مساعدتها في تبديل ثيابها وخلع الكنزه خاصتها لتقول بخجل شديد 


= خلاص ابعد انا هعرف اكمل .


كان سيبتعد بالفعل لكن سعلت عده مرات و اصطكاك أسنانها ببعضهم من شده البرد، لم يتحمل المزيد ليحتوي ظهرها و يضمها إليه بذراعيه مشددًا من ضمه لجسدها المرتجف وهو يقول بقلق شديد 


= شفتي شكلك تعبتي، اقلعي هدومك بسرعه وغيريها.. آآ او انا هساعدك تعالي 


كانت ترتعش من البرد ويتنفض جسدها ولم تستطيع منعه، وعندما بدا يساعدها شعرت بالحرارة والخجل الشديد يجتاحون

جسدها لتبتلع ريقها وهي تنظر الي الاسفل

سريعاً ساحبة الهواء الي رئتيها، وكانت تراقبه فهي حقا لا تعرف كيف تحكم عليه هل هو ظالم ام جيد فنظراتها تجعله عاجزًا عن التطلع لغيرها.


أغمضت عينيها شاعرة بالحسرة من علاقتهم التي ليس لها أمل بالمره، بينما هو أراحها على الفراش ليحضر لها منشفة لف بها جسدها المبتل وبعدها لف المفرش حولها وبدا يلبسها ملابسها عندما جعلها تنهض من جديد.. 


ابتلع آدم ريقه بتوتر فكان تحت تأثير ما يفعله بها، لم يتوقف عن اختلاس النظرات دون انتباه منها، كونه شاعراً بالعاطفة معها، القلب يرغب والعقل ينهر، مشاعر مختلطه تطوف به الآن تأخذه فى جوله من جلد الذات، متردد متمنع، راغب نافره، حزين لبعدها.. يفرح لمحاولاتها المستميته فى إسترجاعه.. 


رغم أن الأخري غرور الأنثى يحيها على نشوة انتصار كبريائها المهدور سابقا فى عشقه.. لكن حال قلبها يبث لها أشواق مضيئه فى هجرها له.. باتت الحيره تضرب قلبها وقلبه بلا هواده.. 


وبالنهاية اقترب وقبلها لشعوره بتلك العاطفه وحملها لتحاوط خصرة بكلتا ساقيها ولاتزال قبلتهما كما هي لم تنفصل كانت تضع كفاً على ذقنه المُلتحي وأخرى على شعره الليلي كما إنه كان يعبث بخصرها وهو يحملها حتى

سقط جسديهما على سريرها. 


اعتدل بعد فترة واعتدلت معه بقلق من تحركه لكنه دفعها بلطف مرة أخرى من جديد لتتمدد

على الفراش ثم مد يده ليجذب الغطاء و يدثرها به وهو يتحاشى بصعوبة النظر إليها... لكنها امسكت يده بقوة وادمعت عيناها بحزن وهي تقول بألم 


= لا ارجوك ما تعملش كده فيا تاني؟ ما تسيبنيش بعد ما تعشمني فيك كل مرة 


مسح دموعها بحنان وابتسم وهو يقول بهيام


= انا مش عارف ازاي عيله صغيره زيك قدرت تخليني افقد عقلي ودي حاجه مش بتحصل مع راجل زيي.. أهدي يا ديمة مش هبعد !.. 


لم تفهم معني كلماته جيد ايقصد لم يبعد الآن فقط؟ أم طول الوقت لكنه.. عاد يقبلها ولم يكن بأمراً قلبه فقط؟ بل عقله وقلبه أيضا، لقد سلم و رفع الرايه البيضاء نتيجة لما أصبح يحدث معهما... 


باباً مغلق عليهما العتمة تحوم حولهم، والرغبة والشغف يشتعلون بلا رحمة..والجنون وربما الحب أيضاً، ليعوضها ويحتويها بدفئه الذي غمرها به سابقا.


❈-❈-❈


شعرت ضحي أن قواها خارت فور تلقيها كلمات تلك الحيه غاده وجعلت نار الغيرة تلتهم إياها بقوه خصوصاً انها ما زالت لم تحصل على أطفال بعد وبدأت تفقد الثقه أكثر بنفسها بسبب حديث حماتها المستمر حول عمرها، فأخر ما كانت تريده أن يحدث هو اشتعال قلبها بالغيرة بعد أن كان أكثر مكان حبًا و غلاوة بقلبها، كم شعرت في تلك اللحظه بالغل والحقد تجاه غاده رغم انها تعلم جيد بان ذلك الطفل ليس من صلب زوجها لكن يكفي بان الجميع متاكد من ذلك ويعاملها على ذلك الأساس.


في تلك اللحظه دلف زوجها من باب المنزل وكان يحمل عده أوراق بيده تخص المشروع الجديد وضعها داخل الدرج، ثم نظر لها و قال مبتسماً بهدوء


= السلام عليكم، انتٍ هنا انا قلت تلاقيكي لسه عند والدتك و ما روحتيش


لم تبادله السلام، بل ظلت محدقًة فيه بنظرات قاتمة، لقد حدث خطأ غير مقصود في مخطط حياتهم سيودي بهم إلى التهلكة أن لم تقنعه بوجهه نظرها، لترد بجمود 


=انا ما رحتش اصلا عند ماما وقاعده مكاني من ساعه ما سبتني الصبح 


اتسعت عينا من جملتها تلك، فشخص أبصاره بقلق وهو يردد بلا وعي


=وليه ما رحتيش مش انتٍ استاذنتيني الصبح

هي امي ضايقتك في حاجه تاني 


أومـــأت برأسها إيجابًا وهي تحاول السيطره على مشاعرها المختلطه داخلها من غضب وحزن تجاهه، فقالت بجدية مريبة


= مش والدتك غاده طليقتك! سمعتها وانا نازله عندكم وهي جايبه اللي المفروض يكون ابنك بكل بجاحه وواقفه قدام الباب وهي شايفاني وحطت عينها في عيني بكل ثقه وما كانتش خايفه و تقول ده ابن منذر الوحيد ومش هيجي زيه في العيله.. و والدتك ووالدك قاعدين حاضنين الولد و موافقينها على كلامها طبعاً .


عقد حاجيبة بدهشة و نفور فظيع أثر سماع إسمها فقط كعادته ومجيها الى هنا بطفلها، تساءل منذر باشمئزاز


= وده ايه اللي جابها دي؟ خلاص يا ضحى أهدي اديكٍ قلتيها بنفسك انك عارفه انها بجحه والكلام معاها مش هيفيد بحاجه وانا ياما حذرتها ما تقربش من هنا وما لهاش علاقه بيا.. لكن هي عايشه الدور أوي ومصدقاه.. كبري دماغك منها وما تفكريش فيها عشان ما تتضايقش


نهضت ولم تستطيع السيطره على اعصابها أكثر وردت عليه محتجة بانفعال


=ولله! وانت شايف ان هو ده الحل اكبر دماغي، طب ولحد امتى ما انت عملت قبل كده زيي وكبرت دماغك يجي اربع سنين واكتر كمان وايه اللي حصل؟ اللي حصل انها عماله تزيد في عمايلها بكل بجاحه ومن غير كسوف ولا خايفه من الفضيحه لانها متاكده  انك مش هتعملها! وانت جاي دلوقتي بتاكد على كلامك عشان تخليها تتمادي في عمايلها اكثر مش كده.. لكن دي مش عايزه حد يكبر دماغه معاها دي عاوزه اللي يواجهها

الصفحة التالية