-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 28 - 4 - الجمعة 26/7/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل الثامن والعشرون

4

تم النشر يوم الجمعة

26/7/2024

عادت ديمة إلي منزلها لتكمل فترة النقاهة به، وتماثلت للشفاء بدرجة كبيرة بعد عدة أيام.. ومرت أشهر وهي سعيده بحياتها التي تسير مع زوجها وطفلها الصغير "آدم" والذي وافق  على تسميته بذلك الإسم بعد معاناه.


تعالي صوت الصغير فجاه في الغرفه يبكي لتنهض ديمة تذهب له بسرعة، بينما طرق آدم علي باب الغرفة وتقدم منها وهي تبتسم له بلطف وحنو لطالما لاق بها كثيراً، اقترب منها يجلس الي جوارها يقبل قمة رأسها وطفله أيضاً الذي تهدئ قليلاً عندما رآه وهو يتحدث  


= عاملة اية يا حبيبتي، و حبيب بابا عامل قلق ليه وبيعيط


ربتت علي صدره و هي تبتسم ابتسامة هادئة

مجيبة بهدوء 


= الحمد لله يا حبيبي طمني عليك


شدد من ضمته لها وهو يلاحظ تعبها الشديد من حيث رعايتها للطفل والمنزل ودراستها ليقول مرددًا باقتراح 


= ديمة حبيبتي الترم الثاني قرب يبدأ و مش عاوزين زي المره اللي فاتت تجيبي مجموع قليل، كده لا قدر الله ممكن تعيدي السنه.. انا شايف الأفضل تسمعي كلامي ونجيب حد يساعدك .


تنهدت بانزعاج وهي ترد هاتفة بإرهاق


= تاني يا آدم قلت لك ما تقلقش انا هعرف اظبط وقتي بين البيت والدراسه انا بس عشان في الاول محتاجه وقت، عشان اتعود 

ما تقلقش عليا ولو احتجت يا سيدي انا بنفسي هاجي اقول لك .


أجاب بهدوء رغم تشنج تعبيراته بعدم رضا


= مش عارف اقول لك ايه دماغك ناشفه، خلينا في المهم.. وحشتيني !!


رفعت جسدها قليلاً وطبعت قبله علي وجنتيه هاتفه بنبرة حنونه 


= وانت كمان، عارف انا كنت فاكرة اني حبيت قبل كده 


لاحظت تغير ملامح وجهه لتسرع هي بالقول بتوضيح


= بس طلعت معرفتش يعني اية حب غير و انا جنبك يا حبيبي، وده الحب اللي بيفضل معلم جوانا لآخر العمر يارتني كنت شوفتك وعرفتك من زمان 


أبتسم من لطافة حديثها و استند برأسه علي

كتفها قائلاً بحب 


=انا كمان عايز اقولك على السر اللي في قلبي انتٍ اول حب في حياتي يا ديمة و مش بس اول حب.. انتٍ اول حب و اخر حب و كل الحب بس كنت عْبي و مبقولش بس هقول .. هقول على البنت الحلوة الصغيرة اللي كبرت قصاد عنيا فجأة و فرحت لفرحها و اسودت الدنيا في عيني و في وشي لحرْنها..و ما كنتش شايف حد غيرك يا حبيبتي.


بعد فتره قد نام الصغير ليقضوا وقت مع بعضهم البعض وانتهز آدم الفرصه، يسحب مقعد صغير من جانبه وجلس امام البيانو واضعاً اياها بين احضانه ورأسه علي رقبتها من الخلف ويعزفان معاً! لتضحك كانت سعيدة جداً، طفلة بما تحمله الكلمة من معنى تعزف بحب..


استدارت له وهي شعرها تطاير من شدة الاستدارة بينما النور ينضح من وجهها! 

شاحبة أثر التعب والمجهود مع الصغير لكنها فاتنة اقسم بأنه سيحارب الدنيا لاجلها!


استمع الى صوت جرس الباب ونظر لساعة يده فأستقام متحدثاً بتعجب 


= مين اللي هيجيلنا في وقت زي ده.


نهضت خلفه متحدثة بقلق


= انا ما طلبتش حاجه من البواب والوقت متاخر فعلا .


عقد حاجيبة باستفهام وذهب يفتح الباب ليتفاجا بابنته وهي تنظر له بحده، هاتفا مصدوم 


= رنا .!. 


ضاقت ابنته نظراتها نحوه فبدت أكثر حدة عن ذي قبل، وهي تتسائل بلؤم


= كويس والله انك لسه فاكر عندك بنت اسمها رنا مين بقى الهانم دي وبتعمل ايه في بيتي .


ارتبكت ديمة من تلميحاتها الخفية لكن لا تريد ان تتدخل بينه وبين ابنته، وشعرت بتأثير حضورها عليه، لكنه ارتدي سريعًا قناع الجدية قائلاً بصلابة


= دي ديمة مراتي وحاسبي على كلامك وانتٍ بتتكلمي عن مراتي وام أبني! خير اؤمري جايه في وقت متاخر عاوزه إيه.


❈-❈-❈


وضعت مايسة الطعام فوق السفره بإنهاك وبدأ أبنها الصغير ووالده يتناولان، وهي كانت تدلك قدمها من التعب والمجهود الذي بذلت إياه اليوم مفردها دون مساعده احد! خصوصاً بعد رحيل بسمة.. وبعدها الخادمه التي جعلها زوجها ترحل بسبب قله المال، ومن بعدها تولت هي جميع المهمات من حيث الطبخ و التنظيف والذهاب الى السوق و كل شيء بمفردها دون مساعده كما اعتادت.


للحظه شعرت بالبؤس علي حالها ثم نظرت إلي زوجها بتذمر واضح و قالت بغيظ محتقن


= ما ترجع البنت اللي كانت بتساعدني تاني يا شاهين، انا ما بقتش حمل شغل البيت لوحدي

من ساعه ما اللي اسمها آآ بسمه دي كمان مشيت 


عند ذكر اسم بسمة نظر معاذ نحوها مطولاً بعتاب خفي، بينما ترك شاهين الطعام بحدة وهو يلوح بذراعيه بتعصب


= حد قال لك ان انا بشتغل في الممنوعات ولا واقع على بنك اجيبلكم فلوس منين؟ انتٍ عارفه كانت بتاخد كام في الشهر وياريته كان عاجب سيادتك اديني مشيتها لك خالص من قله الفلوس.. 


ابتلعت ريقها بتوتر وضغطت علي شفتيها بضيق شديد، بينما عاد مره أخرى يتناول وأضاف بعدم اكتراث


= وبعدين ما بسمه كانت بتعمل فوق وتحت في البيتين وعمرها ما اشتكت ويوم ما كانت بتحاول بس يتلمح انها تعبت كنتي بتنفجري فيها وتقولي هي دي حاجه دي؟, ده انا ياما كنت بعمل قدك وعشره وحاجه بسيطه اعملي بقى الحاجه البسيطه وانتٍ ساكته، وخلي عندكم دم واحساس انا بجيب القرش بالعافيه وبتعب فيه فمش هروح اضيعه على خدامه وده أصلا شغلك من الأساس وانتٍ ملزمه بي. 


وعند تلك الجمله تذكرت بانها كانت دائما تخبر إياها لبسمه عندما تتذمر وتشتكي من أعباء المنزل! تقسم اذا رأتها بسمة في تلك اللحظه ستشعر بالشماته والانتصار عليها، لتضغط على يدها بقهر مكتوم بصمت، بينما لم يستطيع أحد مجادلته لأنهم يعلمون جيد حالته في الفتره الاخيره أصبح شديد الغضب وسريع الإنفعال، ثم وجهه نظره إلي إبنه وقال بجمود جاف


= وانت التاني اعمل حسابك من بكره هتنزل تشتغل معايا العمال كل يوم عمالين يطفشوا ويتامروا عليا، ما هو ما يبقاش عندي راجل شحط كبير ومستني ياخد المصروف مني بدل ما ينزل يساعدني ويشتغل .


وزعت مايسة أنظارها المستنكرة بين الاثنين هاتفة بعدم تصديق


= أنت اتجننت يا شاهين انت عاوز تنزله يشتغل وهو تعبان


لم يظهر أي تأثير واضح عليه، وصاح قائلًا بامتعاض


=هو مين ده اللي تعبان هو انتٍ ما بتشوفيش ولا ما بتحسيش، انا اللي تعبان وهيجرى لي حاجه من القرف اللي بشوفه في الشغل كل يوم مع الناس انا اللي شايل وساكت و كل حاجه فوق دماغي! وانتٍ وابنك مكبرين دماغكم وكل اللي يهمك الفلوس تيجي لكم و تصرفوا هنا وهناك.. وبعدين لو ما كانش عندك أب يصرف عليك كنت هتعمل ايه؟ كنت هتضطر تنزل تشتغل وانت حاطط جزمه قديمه في بقك.. بدل ما تيجي منك يا أبن الـ... وتقول اريح ابويا .


اتسعت عينا معاذ بذهول وصدمه وهو غير مصدق حديث والده وبأنه سيعمل معه حقا، 

أضاف شاهين هاتفا بنبرة مهددة


= قصر الكلام الواد ده لو ما نزلش واشتغل معايا في الوكاله مش هياخد مني مليم تاني وبلاش أسمع كلمه انا تعبان ولا مش تعبان عشان انت زي القرد قدامي أهو والدكتور بنفسه زمان ياما كان بيقول لنا ان ما فيش اي خطر عليه ويقدر يعمل ما بداله، بس الغلط علينا واديني بصلحه .



الصفحة التالية