-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 28 - 5 - الجمعة 26/7/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل الثامن والعشرون

5

تم النشر يوم الجمعة

26/7/2024

جمعت ضحي بواقي الطعام في المطبخ بعد ان تناولوا، ثم ذهبت الى المرحاض لتغسل يدها وفجأة همهم منذر لها يـدنـي فوقها وكأنه يقيدها وأخذ الصابون من يدها يمد الـرغويه فوق سطح يديه و رمـى الصابونه في الحوض ليحيط كفيها بين خاصته يشاركها رغـوته.. عقدت حاجيبها للاعلي قليلاً بتعجب مما يفعله ثم ابتسمت بخفه على أفعال زوجها المشاكسه

وقاومت تلك الإبتسامة التي تحاول الظهور على محياها، متسائلة 


= إيه اللي بتعمله ده مش قادر تستنى لما اطلع و بعد كده تدخل تغسل ايدك


رد عليها بصوت خفيض متغزلاً فيها


= وافوت فرصه أكون جنبك ولازق فيكي كده وفي حضني ما تجيش بقول لك؟ ما تيجي ناخد دش سوا


دفعته بقوة من قبضتيها فتمكنت من تحرير نفسها منه بخجل، وردت بصرامة زائفة


= قليل الأدب، عيب كده! أبعد عشان متهيالي سمعت تليفوني بيرن .


لكنه لم يعدها تخرج هو قبل أخذ قبلة حتى

وإن كانت بريئة وبخفة لم تلاحظها ضحي قبل وجنتيها فتقوس ثغرها الوردي ببسمة خجولة، تحسست وجنتيها أثر قبلته، اتسعت ابتسامتها لكنها سرعان ما أخفتها معاتبة بقلة حيائها، ثم هرب من أمامها .


تنهدت ضحي وخرجت وتوجهت نحو الفراش واستلقت أعلاه ثم ضمت ذراعيها أعلى صدرها وأوصدت عينيها لتشعر بعناق لها مرة أخرى؟ وكان من زوجها ليس غيره الذي أخذ مكاناً بجانبها، ابتسمت ابتسامة مشرقة وهي تشعر به يضع رأسه على كفها، يقبلها بِلُطف تُعامل به الزهور،هتف مرددًا باستفسار


= ما قلتليش ايه رايك في موضوع الشغل اللي قلت لك عليه .


هزت رأسها بعدم معرفة وهي تقول بنبرة ناعمه 


= مش عارفه والله يا حبيبي، انا مش بفهم في شغلك أوي بس حسب اللي انت حكيتهلي انها فرصه ما تتعوضش و انت سألت عنهم اكتر من مره وعرفت انهم مش بيكدبوا، بس في نفس الوقت مش عاوزك تضغط على نفسك عشاني وشوف لو مرتاح تمام انما لو مش مرتاح يبقى بلاش.


كان مستمتعًا بقربها فهي أعادت إحياء روحه من جديد، أضافت طعمًا إلى حياته الجافة بعد أن ضنت عليه مسبقًا بقسوتها، فلا ضرر من التريث حتى يصل إلى مبتغاه! لكنه انتبه إلي كلماتها ليرد بنبرة متفائلة


= احنا مش اتفقنا هنحاول ما نتكلمش ولا نفكر في الموضوع ده، دي إرادة ربنا يا حبيبتي و مبتتعاندش، يعني لو ربنا مش رايد مهما نعمل ونجيب فلوس مش هنوصل لنتيجه، أنا أكيد نفسي يبقى عندي حد يكمل اسمي بس الحمد لله، ربنا يبارك فيكي وسبحان الله مبقيتش بفكر في الموضوع زي الأول، من ساعه ما حسبتها كده ان تاخير الخلفه او عدمه لصالحي .


أبعدت عينيها عن مقلتيه التي تبثان لها حبًا غير محدود، وظل على ثغرها بسمة ناعمة تلهب المشاعر أكثر ثم قالت برضا صادق 


= عارف انا كمان بقيت راضيه والله بس بخاف عليك يا منذر إحنا عايشين مرة واحدة فمفيش وقت تعمل جدع و تضيع على نفسك حلم الابوه وعمري ما هشوفك قليل الأصل لو عملت كده.


باغتها بتطويقها من كتفيها ليضمها إلى صدره، ورفض إبعادها عنه واردف لها بنبرة صادقة 


= كل أنواع الرزق بيجي لكل شخص لوحده إلا الخِلفة ده رزق مرىٖـوط لإتنين، فلو مكتوب لي يبقى عندي إبن هيبقى منك إنت ولو مش مكتوب ليا و سيبتك و إتجوزت حد تاني ممكن مخلفش بس هبقى خسرت البني آدمه اللي بحبها.


ابتسمت ضحي بحب وهي تقول بنبرة متيمة


=انت جميل أوي يا منذر مش عارف هما ازاي ما كانوش شايفين قيمتك.


همس لها بتنهيدة حارة نابعة من أعماق قلبه الذي يهيم عشقًا بها


=انا جميل عشان انتٍ بس معايا.. منذر من غير ضحي ذي الروح اللي مابتتنفس.


تقوست شفتيها مبرزة ابتسامة صغيرة ثم تحدثت قائله بحكمة 


= تعرف زمان انا مكنتش مستعجله عالجواز بس الناس اللي كانت بتخطب حواليا دول موترني بيدوني نفس إحساس ان اللجنه كلها خلصت الامتحان قبل نص الوقت ماعدا انا! فما كنتش عارفه بقي انا بطيئة ولا هما حالين غلط ولا ايه الليلة دي!! بس فهمت حكمه ربنا هنا متاخر  


تطلع فيها باهتمام ثم أضافت قائلة بهدوء جاد حيث كانت متصالحه مع نفسها 


= أنا عمري ماحد اتقادملي بس أنا عرفت السبب ان ربنا مش عاوز يعلقني بحد وخلاص لانه عارف اني بتعلق بالناس بسرعه فعرفت  أنه خايف على قلبي، خايف من اني اتوجع انا الوحيده إللي كان لازم أثق وابقي عارفه أن ربنا شايلي الأحسن والافضل منكرش ساعات كنت بزعل لما حد أصغر مني يتجوز بس كان لازم أقول عادي عندي امل ان ربنا هيعوضني


رفعت عينيها نحوه لتنظر إليه بتأمل وقد أشرقت نظراتها بلمعان محبب، وطوقت عنقه بذراعيها قائلة بصوت خفيض


= والاحسن اني كان لازم ما اسمعش كلام الناس عشان لما يجي الحلو اتمسك بي، عشان كده انا هتمسك بيك يا منذر 


انحنى عليها ليحصل على قبلة و زادت قبلته تعميقًا وتلاشى معها خوفها نهائيًا، أبتعد عنها ليحدق فيها بنظراته الشغوفة بها، ثم ابتسم قائلاً مداعبًا


=إيه العقل والحكمه اللي نزله عليكي دول، شاطره خليكي كده بقى و الحمد لله انك اتاخرتي عشان تكوني من نصيبي.. و طلعتي احلى نصيب .


❈-❈-❈


=بسمة !.. 


التفتت بسمة بالخلف لترى معاذ طليقها يهتف باسمها فعندما وجدها تمر بالشارع بذلك الوقت لم يستطيع السيطره على نفسه وذهب لها، لتقف أمامه وحدقت فيه بثبات قبل أن تقول ببرود


=افندم خير!. 


عقد حاجيبة باستغراب وهو يتسائل بشك


= انتٍ رايحه فين على الصبح كده لوحدك؟ مش شايفك يعني حتى معاكي ابنك ورايحه توديه المدرسه مثلاً ولا حاجه ونازله بطولك.


نفخت مستاءًه منه لترد هاتفه بحنق


= مع اني ملكش فيه بس هرد عشان اريح فضولك واخلص رايحه الجامعه! وابويا عارف عاوز حاجه بقى .  


رد عليها معاذ بتذمر واضح وغيره اشتعلت داخله 


=بقيتي تروحي وتيجي براحتك ومش همك حد! الله يرحم زمان كنتي بتعمليها من ورايا  قوتي أوي يا بسمه وما بقتيش تخافي


عوجت فمها بحده ناظره له باستخفاف ثم قالت بطريقه مستفزة مقصودة 


= إسم الله وانا هخاف من ايه؟ منك مثلا ما كنتش بعملها وانا على ذمتك و لما تطلقني 

هخاف منك واعمل لك انت حساب؟لا يا اخويا ولا بخاف ولا بترعش حتي لما بشوفك، انا عيني قويت عشان أبويا خلاص فهم انا عاوزه ايه؟ وما بقاش يمانع.. ولا اكتر ولا أقل.. عن أذنك بقى عشان متاخرش على محاضراتي.


كادت أن ترحل لكنه أسرع إليها يخبرها بأي شئ وهو يهتف بتلعثم


= استني عندك آآ مالك ابننا اعملي حسابك انا هاجي اخده واعدي عليكي بالليل اشوفه 


رفعت حاجبيها الي الاعلي غير مصدقة وهي ترد باستهزاء


= مشاويرك كترت أوي على البيت! وكل يوم والتاني تعدي تاخد ابنك، الله يرحم أيام زمان  كان ناقص بس ابوس إيدك ورجلك عشان تعبره


تطلع فيها بنظرات تحدي وهو يردف بغيظ محتقن


= هو انتٍ لا عاجبك كده ولا كده؟ ده ابني و غصب عنك هشوفه وقت ما اعوز! ولا عاوزاه هو كمان يخرج عن طوعي.. تبقي بتحلمي مش هسيبلك الواد تربي على مزاجك .


لوت شفتاها باستخفاف ولم ترد عليه بينما أشاح بوجهه يسير بسرعة نحو الأمام وكاد أن يصطدم بشحض يمر بالشارع لكن تفاداه ورحل دون الاعتذار حتى وغادر المكان.


❈-❈-❈


بعد مرور شهر.


بداخل احد الشركات الشهيره، تشكل على ثغر السكرتيره ابتسامة ودودة وهي ترحب به ثم قالت بابتسامة عريضة


= وده كمان يا أستاذ منذر ملف بيشرح كل التفاصيل اللي قلناها واكتر وممكن تدرسها أنت والمحامي براحتك زي اللي فاتوا، احنا اهو اديناك اكتر من شهر تسال براحتك عننا اظن لو نيتنا وحشه كانت اتكشفت .


رفع منذر رأسه الى كل العاملين وكبار الشركه الذي أمامه ثم تنحنح متحدثاً بخشونة طفيفة


= انا قرأت الملفات اللي فاتت انا و المحامي وسالت على شركتكم فعلا سمعتها سابقها، وما حدش قال لي حاجه وحشه عنكم بس انا اللي ماخرني في القبول بصراحه عشان اول مره اخش في موضوع كبير زي كده اكبر مني عشان كده متردد . 


رد المدير التنفيذي قائلاً بعدم مبالاة


= تقدر تحط كل الشروط الجزائية اللي انت عاوزها قبل ما نمضي العقود، وتضمن حقك بالطريقه اللي عاوزها ما عندناش مانع.


تشكل تفسير مبدئي في ذهنه عن الموضوع بعد حديثه الجاد، وربط سريعًا أن العقود جاهزه لكن تتوقف علي الامضاء لكن رغم كل ذلك كان متردد بالموافقه، اغتاظ منه صديقه  المحامي تبعه كونه مزال متردد بعد كل تلك الضمانات التي تقدمت من الشركه وغير متأثر بحالتهم الماديه التي ستتحسن على الجميع، لذلك مال عليه و همس له من بين شفتيه بغيظ


= جري ايه يا منذر هو انا قلتلك ايه واحنا في الطريق، يعني بعد كل الضمانات اللي قدمها لينا والكلام اللي قلتهلك واحنا في الطريق و برده متردد يا ابني وافق دي فرصه العمر خلي الخير يعم على الكل ومراتك تعمل العمليه .


رفع صاحب الشركه رأسه لينظر في وجه الاثنين وهو يلاحظ همساتهم، ليقول باهتمام 


= في حاجه؟!. 


استدار المحامي ناحيته مرددًا بحرج وهو يشير بيديه


= احم لا ما فيش حاجه كل خير ان شاء الله بس يعني استاذ منذر عشان يضمن الشغل و مش قصدنا حاجه وحشه بس عشان ده اول تعامل بينا عاوز ياخد الفلوس الاول!. 


صمت معتز قليلاً وهو ينظر الى مديره الذي هز رأسه بالموافقه، ليقول مرددًا بعملية 


=تمام ما فيش مشكله هنصرف لي شيك بنص مليون جنيه بس يعمل حسابه الشغل هيبتدي من بكره والعقود هتتمضي دلوقتي وكده نكون احنا الاتنين ضمنا .


تجمدت أنظار منذر الجاحظة أثر سماع المبلغ، وتوقف عقله عن المقاومة والتردد وبدأ عقله يستوعب الأمر من جديد، هل بالفعل سيعطيه ذلك المبلغ وسيكون اول دفعه للعمل معهما! ليتحدث مع نفسه قائلاً 


= نص مليون أول دفعه! امال بعد كده هيدوني كام؟ هو انا خلاص فعلا داخل على مرحله الملايين ومش واخد بالي ولا ايه.


زفرت بصوت مسموع مستسلم عندما لم يجد أي مانع أو مشكله ما بالأمر، وأصبح شريك بالفعل معهما وبدأت أول خطوه في القادم للتغيير الجذري .


بعد أن تمت الإجراءات واخذ الشيك بالفعل تحرك ليرحل هو والمحامي وكان معتز يخرج معهما أيضا، ليتفاجأ منذر بأنه اصطدم بفتاه ما وهي تتقدم للدخول تجاهه هز رأسه معتذرا وهو يقول بصوت آجش


= لا مؤاخذه يا هانم ما خدتش بالي منك.


نظرت له مطولاً بأعين لامعة وهي تدقق في هيئته بتعجب وهو يرحل من امامها، ثم التفتت إلي معتز و سألته عنه قائله بفضول كبير 


= هو مين اللي كان خارج من مكتب بابي ده؟ شكله غريب وأول مره اشوفه في شركتنا.


أشار معتز لها بيده ليرد قائلاً باستفسار 


= ده أستاذ منذر وقريب هتشوفيه هنا كتير 

اصل ده الشريك الجديد اللي كنت بقول لك عليه، وفرجتك على شغله وعجبك يا مدام رغد.


❈-❈-❈


في البلد لدي إبن عم آدم، أردف حسين بنبرة قاتمة وهو ينظر له بازدراء


=كنت فاكر هتنسانا ومراتك الجديده وابنك هينسوك اهلك، بس والله لسه فيك الخير وبتسال علينا .


شعر آدم بعدم ارتياح وهو يرد هاتفا بتوضيح جاد 


=ما تقولش كده يا حسين انتم اهلي، وديمه ما لهاش دعوه بتاخيري، هي مش وحشه زي ما انت فاكر، انا اللي بتأخر عشان أكيد مش هسيبهم لوحدهم وقت طويل وهي ما لهاش 

غيري


هز رأسه بعدم مبالاة وأجابه بهدوء واثق


=وحشه ولا حلوه لنفسها انا مالي بيها، على العموم خلاص انت حطيتني قدام الامر الواقع لما خلفت منها! مش هقدر اقول لك سيبها ولا سيب ابنك تربيه عيله لسه مش فاهمه حاجه في الدنيا، بس خليك فاكر كلامي الجوازه دي من البدايه فاشله واللي مخليها تكمل بس عشان خاطر العيل اللي ما بينكم بس هيجيلها وقت واكيد هتزهق ومش بعيد تسيبلك العيل تربي لوحدك أو مين عالم هتاخده معاها ومش هيفتكرك زي بنتك الاولى.


تلاشت ابتسامته تدريجياً و صمت قليلاً وهو ينظر له بأعين مرتبكه بقلق ليفكر في حديثه هل من الممكن ديمة تتركه وتاخذ الطفل! و تكتشف مؤخراً بعد ذلك بأن مشاعرها نحوه كانت مشاعر مراهقه وليس حقيقيه؟ ويعود وحيد من غيرها مجدداً بعد أن اعتاد وتعلق بالطفل! فلأ هذه المره لم يتحمل بعد اشخاص اخرى عنه، ليرد عليه بتلعثم قليل


= ايه لازمته الكلام ده! ده بدل ما تبارك لي و تدعي ان ابني يتربي في عزي بدل ما يبعد عني، ان شاء الله مش هيحصل حاجه ذي كده تاني.. ديمة بتحبني وهي معايا عشان خاطري انا مش عشان خاطر العيل 


احتدت نظراته وهتف من بين أسنانه بقسوة


= وانت صدقت عيله صغيره ما تعرفش عن المسؤوليه حاجه ومرهقة لسه وطايشه! انا مش بقول كده عشان اخوفك انا بقول كده عشان اواعيك وما تعملش غلطه زمان تاني، و لا انت بقى مش ناوي تتعلم من اخطائك وكل مره كده تخلف من واحده والعيال تتربى بعيد عنك.. الظاهر كده العيب طلع فيك .


❈-❈-❈


في حي السيده زينب بداخل وكاله شاهين، 

أسرع احد العمال في خطاه وهو يدعو الله في نفسه أن ينجيه من شر ذلك المقيت، فهو صحيح لا يضمن ما يمكن أن يحدث له بعد إن ترك ذلك العمل لكن من الجانب الآخر لا يريد خساره كرامته، ليردف قائلاً بحنق 


= الأرزاق على الله! هو انت مفكر نفسك اشتريتنا يا عم .


تنهد معاذ بتعب شديد وهو يرى العامل الاخير يذهب من الوكاله بسبب تصرفات والده، وذلك يعني بأن الحمل سيزداد عليه هنا بمفرده! 


بينما لم يتوقف لسان شاهين عن وقاحته مع الآخرين ولا كلماته الفجة، وخرج وسط الطريق 

ليرد عليه قائلاً بتبرم ساخط 


=في 60 داهيه اللي يقعد هنا يمشي على مزاجي انا مش هتيجي على اخر الزمن تمشي كلامك عليا يالا، ده شغلي و فلوسي وانا اللي همشيهم على مزاجي.. وحتى لو لوحدي في الدكان برده مش هخلي حد يتحكم فيا


كان الجميع حوله يراقب ما يحدث بأعين مصدومة وهم مستغربين من احواله التي تبدلت في الفترات الاخيره، ليضرب أحدهم كف علي كف قائلاً 


= لا حول ولا قوه الا بالله الراجل اتجنن من ساعه ما ابنه الكبير مشي وسابه وما بقاش في حد طايقه، وكل ما يجيب عمال جديده ما يكملوش أسبوع ويمشوا


تقلص معاذ المسافة بينه وبين والده إلى خطوة واحدة وزاد هو من نقصها بميله علي والده برأسه هامس بضيق


= يابا خلاص فرجت الناس علينا وبعدين ما انت السبب لازم يعني تعلي صوتك وتشتم، الراجل لسه بيدي وياخذ معاك في الكلام مش هيجرى حاجه لو سمعت وجهه نظره وبعد كده

كلامك هو اللي يمشي.


رد عليه بشراسة وهو يستدير نحوه يرمقه بنظرات خطيرة 


=نعم انت كمان هتعمل عليا بتفهم! ده انت بالك اقل من سنه ماسك الشغل وكل يوم بتخسروا وما كسبتنيش جنيه غير العربيه اللي جبتها لك وكل يوم والثاني تبوظ فيها حاجه وادفع يابا! هتعمل عليا راجل يا ابن الكلب و بتفهم احسن مني طب اشرب الصنعه الاول وبعد كده يبقيلك كلمه .


اصطبغ وجــة معاذ بحمرة غاضبة من كلمات والده المهينة والمسيئة إليه.. لم تكن المره الأولي فمنذ أن بدأ العمل معه! وهو لا يتحمل ذلك الوضع حقا جديده عليه ولا يستطيع الصمود والتحمل مثل أخيه الآخر ولا يستطيع تحمل إهانته أكثر من هذا أمام الجميع، ليقول مرددًا بحرج شديد 


=هو انت هتسيبه وتمسك فيا قلت لك ما بحبش الاسلوب ده، مش كل ما اكلمك تشتم فيا الناس عماله تبص علينا ما ينفعش كده انا مش عيل صغير قدامك

الصفحة التالية