-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 28 - 6 - الجمعة 26/7/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل الثامن والعشرون

6

تم النشر يوم الجمعة

26/7/2024

رمقه بنظرات احتقارية فهدر فيه بعصبية وهو يشير بيده


= ولما انت مش عيل صغير يا فاشل يا عديم المسؤوليه، ليه مش عارف تتعلم الشغل يا اخره صبري، ما بتكملش طلعتين وتقعد تشتكي و تمثل وتمسك قلبك آمال لو كنت شغال شغل منذر كله وتفضل واقف طول النهار على رجلك! كنت عملت إيه.؟ 


لوي ثغره للجانب باستخفاف ودني أكثر منه مواصل حديثه الهجومي الكلامي العنيف بنبرة عدائية عكس سابق 


= انت بالذات ملكش حق تعترض، كنت بتفضل قاعد والفلوس توصل لك على الجاهز ويا دوبك بتصرف فيها وترجع تطلب غيرها، وفر تلك كل حاجه من غير تعب ولا مجهود! ويوم ما احتاجك تقولي ما تكلمنيش بالاسلوب ده ومش هعمل ومش قادر! 


بدأت الناس تتجمع أكثر ويتهامسان وينظران الى معاذ، الذي خجل أكثر وكاد أن يبكي من شعوره بالاهانه، ليرد بحرج أكبر 


= يا أبويا ما يصحش كده و...


استشاط شاهين اكثر منه وتأجج بداخله شحنة الغاضبة التي كانت طول الوقت يفرغها على منذر دون التفكير في مشاعره هو الآخر، 

والآن أصبح يفرغها في معاذ طفله المدلل الذي لا يتحمل ذلك لكن لم يهتم ولا يفكر بذلك، وصاح بانفعال 


= بلا ابويا بلا زفت اتحرك من قدامي و شوف الشغل اللي جوه يا فاشل يا عديم المسؤوليه يا صايع، الكلمه اللي اقولها هنا في الوكاله تمشي حتى لو على مين؟ 


بدأ يردد نفس الكلمات التي كان يخبر منذر بها، 

ثم تابع بوعيد مخيف محدجًا إياه بنظرات عدائية مقلقة


= ولو مش عاجبك غور وروح اشتغل عند حد تاني بس إياك تيجي تطلب مني جنيه واحد.. الفلوس اللي ما تتعبش فيها مش هتاخدها من هنا ورايح .


نظر معاذ له مدهوش من حديثه الأكثر اهانه على الإطلاق، هو يطعنه علنًا أمام الجميع دون مبالاة بالتفكير في مشاعره وبوقاحة شرسة! 

وتعجب أكثر لجحود قلبه إليه وقد رآه وجهًا أخرًا كشف إليه منه مؤخرا، ولم يعرف هل يذهب لكن من أين سيحصل على المال الذي اعتاد عليه؟ لكن من ناحيه اخرى فكر هل كان منذر يتحمل كل ذلك، كيف؟!. 


❈-❈-❈


رفعت ديمة العصي البلاستيكيه أمام وجهها وهي تراقب العلامتين بأعين مذهوله غير مصدقة حالها، أخذت دقائق تستوعب ثم تنهدت بقله حيله وخرجت بتعب من المرحاض لتتوجه إلى الصالون لتبتسم وهي تري زوجها يداعب طفلهما بحب وقد بدأ يتركه ويلتقط إياه بيديه في جو مرح، تحمحمت بصوت مسموع لتهتف بتردد 


= آدم انا كنت عاوزه اقول لك حاجه مش عارفه هتفرحك ولا تزعلك


حرك رأسه بمعني تتحدث وهو يرمقها بنظراته المتيمة بها، مرادف باهتمام 


= قولي يا حبيبتي خير .


لمعت عيناها بارهاق قائلة بصوت مختنق


=آدم انا لسه عامله اختبار الحمل عشان كنت شاكه ان انا حامل والاختبار طلع للأسف إيجابي! 


تقدم آدم منها بهدوء بينما هي أخفضت رأسها زافرة بصوت مسموع وهي تفكر في تعبها في الحمل والولاده والتربيه من جديد بالإضافة إلى طفل آخر، وتابعت حديثها قائلة بارتباك وآسف


= مش عارفه ازاي ده حصل مع اني كنت باخد البرشام في ميعاده وانت اللي كنت بتديهلي الفتره الاخيره بنفسك، ما بتردش ليه اكيد متضايق عشان آدم لسه ما كملش سنه و لخمتك بطفل تاني مش كده .


نظر لها مطولاً وهو يرد بابتسامة عريضة


=هشش اوعي تقولي كده تاني مره انا ساكت بحاول استوعب كلامك الحلو! انتٍ عبيطه يا ديمه بقى انا ازعل عشان انتٍ هتجيبيلي طفل تاني وعيلتنا هتكبر.. وانا كنت محروم من كل ده.. ما تقلقيش هنحاول ندبرها سوا وانا مش هسيبك.


تنهدت ديمة بارتياح وهي تري رده فعل زوجها الجيدة لكن عقدت حاجيبها باستغراب فرده فعله كانت طبيعيه للغاية ولم يتفاجا بخبر حملها وكأنه كان يعرف ومنتظر ان تقول له ذلك، هزت رأسها برفض فبالتأكيد كان يشك مثلها وليس اكثر فمن أين سيعرف مثلاً.


آفاقت من شرودها عندما لف ذراعه حول خصرها مضيفًا بصوت آجش


= الف مبروك يا حبيبتي يتربوا في عزنا، بس اعملي حسابك المره الجايه انا اللي هسمي الطفل مش انتٍ..هاه .


❈-❈-❈


بعد عده شهور، بداخل أحد العماير الواسعه  في منزل جديد حيث قام منذر بعد استقرار الأمور بعمله بشراء مبنى كامل مكون من عده شقق فاخرة قام بكتابة نصف المبنى باسم ضحي رغم اعتراضها و عدم موافقتها الا انه كتب نصفه لها فقد اخذ على نفسه عهداً بان كل شيء يرزقه الله به سيفعل ذلك الشيء ويكتب النصف باسمها.


ولم يعد يعرف شيء عن أسرته ولم يحاول ولا يريد، فهو يحمد الله كل يوم على استقرار  أموره! وبالنسبه لموضوع طلقته غاده فبعد موت الطفل قد انغلق الموضوع تماماً بينهما حتى ينسوا تماماً، وبالنسبه الى عمليه ضحى فهم في انتظار النتيجه للمره الثالثه هل ستكون بالايجاب ام بالسلبي !؟ 


مثل كل مره لكن لم ييأس منذر من الأمل في الله وكان يحاول يبث ذلك الأمل أيضاً في زوجته رغم حزنها الشديد على فشل العمليه في المرتين السابقين. وبالنهايه قرروا عند المحاوله الثالثه سيغلق ذلك الموضوع تماماً بينهما ولم يفتح مجدداً وسيكتفوا بحياتهم هكذا.


ولم يقف الأمر الى هنا فقط حيث عانت أيضاً ضحى من فقدان والدها المفاجئ والذي توفي إثر مرض خبيث، كانت حينها صدمه كبيره للجميع وغير متوقعة لكنها حدثت مع الأسف وقد مات.


كان منذر يجلس في غرفته الواسعه بمفرده وهو يضع النقود بداخل الحقيبه قبل ان يذهب ويضعها في البنك كالعاده.. فلا يصدق بأنه بهذه المهله البسيطه قد جمع ذلك المال كله، تنفس بعمق و هو يحمد الله بداخله فقد بدأت حياته تستقر حيث أصبح عمله أكثر نجاحاً من قبل.. و زوجته الجميلة معه.. لذلك هو حقا يشعر بالاكتفاء والرضا أن يقضي حياته هكذا بدون اطفال ومع ضحى فقط.


وفي ذلك الأثناء اقتحمت ضحى الغرفه وهي تصيح باسمه بصوت مرتفع والدموع تنساب من عينيها، انتفض أعلي الأريكة علي الفور ثم اقترب نحوها بذعر وممرراً يده بحنان فوق خدها قائلاً بقلق


= في ايه ؟ انتٍ كويسة يا ضحي.. رد عليا فهميني مالك بتصوتي ليه حد من أهلك 

جريله حاجه .


هزت رأسها ودموعها تزداد ثم هتفت بصوتٍ خافت واهن وبحدقتين مهتزتين


= أنا حامل يا منذر أخيراً.


اتسعت عينين منذر بصدمة فور سماعه كلماتها تلك، ليشعر بضربات قلبه تتقافز بصدره بجنون قبل أن يشدد ذراعيه من حولها وبتلهف ضمها وتخلى عن صبره وهو يظهر سعادته الكبيرة ولسانه لم يتوقف عن ذكر الله وشكره للحظه.


يتبع

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة