رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 28 - 3 - الجمعة 26/7/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثامن والعشرون
3
تم النشر يوم الجمعة
26/7/2024
❈-❈-❈
كان منذر في عمله شارد الذهن طول الوقت يفكر في شيء واحد فقط كيف سيدبر المال لعمليه ضحى حتى تستطيع الإنجاب، فهو حاول بكل ما في أن يطمنها بينما هو لا يعرف ما الذي سيفعله بالفعل للحصول على ذلك المال لأجلها.
ظل هكذا طول اليوم ولم يختفى ضيقه من ذلك الأمر مع استحواذ حماسه المتقد لنجاح مشروعه الجديد، والمرتقب على كامل تفكيره،
الزم نفسه التفكير بالعمل مجبر حتي يعمل أكثر و يربح أموال أكثر بسرعه، هو بالفعل يرغب ان يكون له طفل واحد فقط حتى لا يعيد مأساته مع والده ويفرق بينهما دون أن يدري، لكن بنفس الوقت لا يريد ذلك الطفل الا من امراه واحده فقط وهي ضحى بكل تأكيد.
لذلك من المستحيل ان ينفصل عنها او يتزوج بغيرها ويحرق قلبها المرهف، بعد أن أصبح للحب عنوانًا يخلد بداخله أسماء عشقهم وانعم معها بأحاسيس لم يختبرها من قبل، حلق معها في عنان السماء مستنشق أكسيد الغرام الذي حفز حواسه بالكامل ليغدو تحت سيطرة العشق العميق، وتعلم معها معنى الحنان و الحب والقوه والصبر التي تجيد فنونها ببراعة هي حقا امرأه رائعه ولم يجد غيرها بحياته، يكفي بأنها تحملت ما لم تستطيع تحمله امرأه غيرها وظلت تسانده و تدعمه حتى استطاع تجاوز الكثير من معاناته الشيقه وبالنهايه فاز بذلك واستطاع كسب المعركة.
وتعالج علي يداها هي قبل الطبيب! فبعد كل ذلك يتركها ويذهب لغيرها بكل جحود من أجل طفل لم يستطع اسعاده، طالما سينجيبه من غيرها.!
جف حلقه من التوتر ثم رفع رأسه للسماء ولجأ إلي ربه متعشمًا به خير أن يساعده في مشكلته، هامس بتوسل
= يا رب دبرها من عندك عشان خاطرها هي حتي، نفسي اساعدها وهي صبرت عشاني كتير .
وفي ذلك الأثناء اقترب منه شخص مرتدي بدله رسميه ليقف أمامه وهو يقول بابتسامة هادئة
= حضرتك أستاذ منذر
لوي ثغره ببسمة عابثة وهو يقول باختصار
= وعليكم السلام ايوه انا منذر خير؟.
جلس دون أستاذن ولا استرخاء ثم مد يده نحوه قائلاً بغموض
= عاوز حضرتك في الشغل! يعني احنا شفنا تصميماتك على النت وعجبتنا جدآ وحاولنا نتواصل معاك على الصفحه بس ما حدش رد بس ما استسلمناش وحاولنا نسال لحد ما عرفنا طريقك
عقد حاجيبة باستغراب ثم رد عليه بعبوس
=مش فاهم حاجه ليه كل اللفه دي يعني، على العموم لو عاوز تتفق على شغل مع الأستاذ إللي قاعد هناك
هز ذلك الشخص رأسه برفض وهو يقول بجدية
=انا عاوز صاحب الشغل نفسه ورحت سالت بره قالوا انت يا أستاذ منذر، انا مش عاوز اتفق على كام قطعه واخدها، انا عاوزك في شغل من نوع تاني، اعرفك بيا الأول اسمي معتز نجيب وبشتغل في شركه يو سي بي ودي لو جربت تبحث عنها هتلاقيها مشهوره جدا و شركه كبيره ومعروفه.. و اتفضل الكارت بتاعي كمان عشان تصدقني وعندك ارقام في تقدر تتصل وتسال عني .
أبعد منذر قبضتي عن العمل، لكن لم يتحرك الأخير قيد أنملة من مكانه، وظل واقف ليردف قائلاً بنفاذ صبر
= معلش لا مؤاخذه هو ممكن حضرتك تلخص في الحوار عشان انا عاوز اكمل شغلي بسرعه ومش فاهم بصراحه المطلوب مني وانت عاوز مني ايه .
أبتسم مجاملاً ثم دنا منه وهو يقول بنبرة متفائلة
= تمام هشرحلك باختصار في البدايه انا شفت شغلك في بيت واحد صديق ليا كان لسه متجوز وعجبني جدآ فكرت انه جايبه من بره لان الأدوات والخامات كانت متينه والشغل مبهر لكن لما سألته اتفاجئت ان بيقول لي الشغل عملته عند واحد مصري بسيط فاتح دكان على قده، وعرفت اسمك منه وحاولت اعمل شير علي النت وفعلا لقيت صفحتك و الشغل اللي انت بتعمله عليها ومن هنا حاولت ابحث عنك واوصل لك .
بدأ عابسًا نوعًا ما وهو يصغي إلى حديث ذلك الرجل بفتور واضح عليه، بينما الآخر مال بجسده للأمام قليلاً ليتابع حديثه الجاد قائلاً
=لاني لما عرضت قطعه على الممولين اللي انا شغال معاهم في الشركه انبهروا زيي لان واحد زيك بخبرتك و بالشغل الرائع ده لازم شغله يتصدر ويطور اكتر سواء هنا ولا بره! مش تفضل في حته الدكانه دي تعمل لناس حواليك
مش مقدرين فنك ولا تطويرك في الشغل
اتسعت عينا وشعر بالإهانة بحديثه ليرد بصلابة مخيفة
=هو انا مش فاهم بصراحه هو انت بتمتحني ولا بتقل ادبك يعني عليا، مالها الدكانه مش عاجبك ليه .
تراجع بحذر عن حديثه وهو يقول باعتذار
=لا اهدى بس انت فهمتني غلط! كلنا ياما بنبدا صغيرين وبعد كده بنكبر وده ان شاء الله اللي هيحصل معاك لو سمعت كلامي! أولا اعتبرني مجرد نقطه وصل هتكون بينك وبين الشركه اللي انا بشتغل فيها، هم بعتوني مخصوص عشان أعرض على حضرتك فكره ان احنا نبقى شركه مع بعض واحنا هنساعدك بالفلوس عشان تطور شغلك وتقدر تعرضه على ناس كبار في السوق .
حك منذر طرف ذقنه وهو يعيد الكلمات بعقله ثم أردف قائلاً بجدية
= اه فهمت لا معلش ما بحبش اكون شريك والدكانه الحقيره دي عجباني وناوي اكمل فيها للأبد فما تضيعش وقتك بقى على الفاضي .
زفر الرجل باستياء لكونه لم ينجح بالأمر، و قال بصوت مزعوج
=استنى بس يا استاذ منذر هو انت زعلت من كلامي انا والله ما اقصد كده، اسمعني بس انا جاي لمصلحتك احنا لما نكون وكلا لشغلك ونديك ادوات اكتر هنقدر نعرض شغلك على ناس تقال وممكن كمان نصدر بره! وكل ده هيكون لمصلحتك وهجيبلك فلوس كثير واسمك يكبر
نظر له بجمود غير عابيء بحديثه ورد ببرود
=يا سيدي انا ولا زعلت ولا حاجه سواء بكلامك او من غير كلامك انا مش عاوز اكون شريك طول عمري واخد على الشغل لوحدي وانا اللي بدي الأوامر مش هيجي بعد كل العمر ده، ناس هي اللي تمشيني على مزاجها وتصرفلي بشغلي
نظر له باهتمام وهو يقول بامتعاض مزعوج مستخدمًا يده في التوضيح
= ومين قال لحضرتك كده طب ما تدينا فرصه وجرب تيجي الشركه وتسمعنا وتفهم وجهه نظرنا، وهات معاك محامي او حد ثقه عشان يفهم كلامنا أكثر إحنا والله نيتنا خير وعاوزين نكبر شغلنا وشغلك واحنا الاتنين نستفاد، وبدل ما كان بيخشلك بالكتير الوفات هيخشلك بالملايين بعد كده!.
انتفض منذر فزعًا على إثر سماعه كلمه ملايين محدقًا فيه بذهول، متسائلاً باندهاش
= ملايين!. هو انت مين بالظبط جي تشتغلني ولا في ايه في دماغك هي بسهوله كده الواحد ممكن يعملهم الملايين دول.
أكد له بثقة وهو يومئ بعينيه ثم عبس بوجهه مرددًا بعتاب لطيف
= ما انت لو تيجي معايا الشركه وتسمع راي الخبره او تفكر تسال علينا هتعرف انت هتتعامل مع مين بالظبط! وان انا بقدملك فرصه عمرك ولو ضيعتها هتخسر كثير وعمرها ما هتتعوض.. انا مش بقول كلام على الفاضي انا عارف كل كلمه بقولها والملايين دي تقدر تدخلها في فتره قصيره لو وافقت اننا نبقى شركه.. وده هيكون قصاد خبرتك في الشغل والمشروع الجديد اللي انت عملته وهنطوره معانا اكتر
تراجع بحذر للخلف قائلاً بدهشة كبيرة
= انت كمان عارف عن المشروع اللي انا عملته
اتسعت ابتسامته بثقة كبيرة ثم هلل متحمسًا بانفعال
= انا اعرف كل حاجه عندك يا منذر في الشغل عشان انا بتكلم بجد مش مجرد كلام، انا اقدر اجيبلك اكبر عقود من ناس ممولين سواء هنا ولا بره وبفلوس كتير، المهم توافق انت وتدينا فرصه حتى مجرد كلام وتسمع لو ما عجبكش العرض خلاص هنسحب بهدوء ولا اكني جيت.
وضع يده على إحدى المقاعد ونظر إلى الأمام بعيون فارغة، وهو يفكر في شيء واحد فقط. إذا كان هذا الشخص يقول الحقيقة فسيتاح له الفرصة للقيام بعملية ضحى في وقت مبكر بأسرع وقت ممكن، وهذا ما يعني الكثير بالنسبة له وهو مستعد لفعل أي شيء من أجلها، فهي تستحق ذلك وهو أقل ما يمكن أن يعطى لها كمكافأة لصبرها الكبير معه. زم فمه قليلاً بتفكير ثم زفر بيأس قائلاً بتردد
= طب خلاص سيبني افكر في الموضوع واسال كمان عنك وعن الشركه دي، ولو طلع الموضوع فعلا جد هوافق اجي معاك واسمع عروضكم؟ بس هجيب بدل المحامي اثنين زي ما قلت اتفقنا.