-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 41 - 5 - الأثنين 15/7/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الواحد والأربعون

5

تم النشر الأثنين

15/7/2024 

تحرك خطوة للخارج ثم توقف 

-عايز رقم بابا لازم أكلمه ..اقترب منه مستاءً وحدثه بنبرة رافضة:

-مينفعش انت كدا بتكشف نفسك 


استدار إليه واجابه دون تردد

-ابويا لازم أقابله في اسرع وقت، هاتلي رقم تليفونه بقولك 


جز راكان على أسنانه يتمتم 

-غبي ..عارف مش هخلص منك 

امسك هاتف وبسط يديه 

-دا تليفون متراقب مني ، مستحيل حد يعرف يدخلك منه، لو حد حاول يراقبك منه هعرف، وعلى فكرة عز ابن عمك اللي عمله 


هز رأسه وابتسم 

-طول عمره عفريت ..خطى إليه يلكزه 

-إنت بتلعب بيا يالا ..يعني افتكرت 


كان يطالع الهاتف وكأنه لم يستمع لحديثه ..فلكزه بقوة 

-بكلمك على فكرة ..دنى منه جاسر وابتسامة ساخرة تجلت بملامحه

-تخيل افتكرتهم كلهم الا انت . تفتكر ليه يمكن علشان واحد مغرور وبارد 


دفعه بقوة حتى تراجع بجسده وارتفعت ضحكاتهما:

-ماخلاص عرفنا انك التنين المجنح 

توقف يطالعه بصمت لا يعلم ايسعد ام يحزن 


بعد عدة ايام اخر 

دلف راكان إلى حي الألفي وتوقف أمام البوابة الرئيسية 

-ايه ادخل ولا تفتشني .

ألقى الضابط تحيته العسكرية يشير لأمن البوابة

-افتح لسيادة المستشار يابني..دلف للداخل وهو يتحدث إلى جاسر المستلقي بداخل السيارة 

-أنا هوقف العربية قدام بيت عمك صهيب واحاول أشد الإنتباه ..اتمنى ياجاسر متعملش حركة تضيع تعبي، ربع ساعة بالكتير هتطلع اوضة مراتك هي مابتنزلش تحت دا اللي فهمته من ياسين ومن امبارح من وقت مابعت لها الورد وهي مش على لسانها غير انك عايش ..طمنها وانزل ، حاول ماتتخطاش الوقت  علشان اعرف احتوي الدنيا تحت 


اومأ متفهما وترجل راكان من السيارة، بجوار زوجته التي رمقت جاسر بابتسامة،  بقدوم جواد يجاوره حازم وسيف لمقابلتهما


تحرك جاسر صاعدا للأعلى سريعا في الوقت الذي انتبه الجميع على زيارة راكان برفقة زوجته إلى منزل جواد بسابق موعد 


❈-❈-❈


فتح باب الغرفة بهدوء وقام بإغلاقه ظل يطالعها لبعض الوقت، جلس على ركبتيه وعيناه تفترسها ، ثم انحنى يطبع قبلة على جبينها فتحت عيناها بعدما شعرت بوجوده ..ابتسمت ظنا أنه يراود أحلامها 

-"وحشتيني"..قالها بعيونا محتجزة بالعبرات ..نهضت من مكانها تردد اسمه

-"جاسر"انت هنا حقيقي

استمع الى طرقات على باب غرفتها ..فجذبها يطبع قبلة على خاصتها واتجه إلى الشرفة ينظر للخارج وهي خلفه تنادي باسمه 

-جاسر متمشيش لو سمحت ..قفز من النافذة ليصل إلى سيارة راكان بدخول جواد حازم بعدما دفع الباب بقدمه يصيح بعز على صرخات جنى 


حاول منعها عندما وجدها تتجه إلى الشرفة لتلقي نفسها ..صرخ جواد حتى تجمعت العائلة بذاك الوقت استأذن راكان مغادرًا حي الألفي


لحظة فقدت جنى عقلها عندما استمعت الى كلمات جواد حازم وهو يشير إليها بالقاء سلاحه لتربط كلامه بكلام عمه وتشعر بنيران تشعل صدرها لتطلق طلقة نارية تخترق صدره جواد 


دقائق من الهرج والمرج وهي تصرخ بالجميع إلى أن فقدت قواها وسقطت مغشيا عليها ليتم نقل جواد إلى المشفى..


باليوم التالي بغرفة جواد حازم بالمشفى ..فتح عيناه يردد اسمها ، توقف جواد مقتربا منه 

-حمدالله على السلامة حبيبي..اومأ بعينيه يردد اسمها

-جنى..ربت جواد على كتفه 

-هي كويسة متخفش، ملحقتش تعمل حاجة في نفسها..اقتربت مليكة تبكي 

-حاسس بايه ياحبيبي 

ابتلع لعابه محاولا الحديث ولكنه لم يقو ليغمض عيناه مرة أخرى 


بعد فترة عاد جواد إلى منزل صهيب ومعه الطبيب، توقف أمام صهيب 

-لازم الدكتور يشوفها مبقاش ينفع اتركها كدا 

هز صهيب رأسه بعجز وانسابت عبراته 



بعد فترة عاد جواد إلى منزله مصطحب بجواره ذاك الصغير


بغرفة غزل، جلست ربى بجوار والدتها 

-ماما حبيبتي محتاجة شوية مراجعات وسديهات ، المناقشة قربت وأنا معملتش حاجة 

رفعت عيناها إليها:

-حبيبتي ماليش نفس لحاجة، ممكن تسيبي ماما ترتاح شوية ..احتوت كف والدتها بحنان واستنكرت حديثها :

-فين دكتورة غزل القوية اللي مكنش حاجة تهزمها، لو سمحتي ياماما أنا محتاجكي الايام الجاية قوي، انا تعبانة قوي ياماما


ثقل تنفسها تنظر لأبنتها بعجز ورجفة قلبها من حزن ابنتها البائن بملامح وجهها بعدما كان يشع بالفرحة والحبور

لتتحول ملامحها إلى الحزن والعبوس وكأن عمرها تخطى الأربعون 

فتحت أحضانها لأبنتها

-تعالي حبيبتي..أطلقت العنان لتلقي نفسها بأحضان الحنان ..ولما لا و حضن الام افضل مكان لنزع الخوف والشعور بالحنان..ربي يرحم والدتي وأمهاتكم جميعا


مسدت غزل على رأسها تقبلها :

-ألف سلامة عليكي حبيبتى ، عارفة قصرت معاكي وشيلتك حِمل تقيل، قطع حديثهم دلوف جواد وهو يصطحب كف الصغير

-مين جاي يزور النانا الجميلة ..هرول كنان إليها بخطواته الصغيرة يتمتم بصوت طفولي وهو يصفق:

-نانا ..نهضت من فوق فراشها سريعًا تفتح ذراعيها 

-قلب وعيون نٓانا ..ضمته بقوة لأحضانها تستنشق رائحته وكأنها تستنشق رائحة حبيب الروح، ولما لا والابن المفقود هو الروح المفقودة ..حملته متجه به إلى ثلاجتها الصغيرة تجلب إليه الشيكولاته، ثم جلست فوق الأريكة ووضعته بأحضانها 

-حبيب نانا عامل ايه النهاردة..أشار إلى أسنانه 

-اوف اوف ..ضمت وجهه تقبلة بقوة 

-هنا اوف اوف ..رفعت عيناها التي لمعت بالسعادة 

-سنانه بتوجعه، تحرك إلى أن جلس بجوارها 

-نهى بتقول بيطلع ضروس وبيعيط كتير وعايز أمه 


ضمته لأحضانها تفتح إليه ماجلبته 

-كنان حبيبي هتاكل واحدة من دي بس علشان اوف اوف 

قهقه لها عندما لم يفهم حديثها ..انبثقت عبرة عبر وجنتيها 

-تدوم الضحكة ياقلب نانا ..تدوم الضحكة ياحبيبي وربنا يتولاك 



اتجه ببصره الى ابنته الصامتة 

-روبي حبيبتي" عز" جه من الشغل انزلي له وكمان ايهم عند راسيل اخدته عاليا 

هزت رأسها وتحركت للخارج توقفت على باب الغرفة تنظر إلى والدتها التي انشغلت بكنان بعيونًا حزينة، ثم تحركت إلى غرفة ياسين، دلفت للداخل وجدت عاليا تجاورهم بالجلوس وتقوم بتركيب بعض الألعاب 

جلست بجوارها وتنهيدة حزينة خرجت من فمها ..رفعت عاليا نظرها إليها متسائلة:

-عملتي ايه..هزت رأسها بحزن وبنبرة متألمة:

-حاولت أخرجها لكن ماعرفتش، هي قالت هتخرج بس كنان جه وانشغلت بيه ومكملناش كلامنا 


وضعت عاليا الألعاب أمام الأطفال واستدارت إليها 

-ايه رأيك نخلي كنان هنا، كدا كدا جنى مبتسألش عليه، وأنا شايفة طنط نهى بتتعب كفاية عليها جنى وعمو صهيب 

سحبت كم من الهواء تهز رأسها رافضة حديثها

-مينفعش ياعاليا، عمو صهيب مش هيوافق 

نهضت عاليا تجذب كفيها، واتجهت إلى الشرفة وجلست بمقابلتها 

-بالعكس مجرد ما تقولي علشان ماما هيوافق، غير أن البيتين جنب بعض وقت مايحتاجه هيلاقيه 

مسحت ربى على وجهها تهز رأسها بالعجز، ثم توقفت :

-عز رجع من الشغل، خلي ايهم مع راسيل وشوية وهرجع اخده منك، مبقاش عايز الدادة بتاعته 

ابتسمت لها قائلة:

-حبيبتي ولا يهمك انا هاخد بالي منه. 

بغرفة غزل 

غفى الطفل بأحضان غزل ظلت تمسد على خصلاته وتبحر بعينها على ملامحه التي نسخة مصغرة من والده 


جلس بجوارها يضم رأسها لأحضانه 

-ايه رأيك ننزل نتمشى تحت شوية كنان نام ..رفع ذقنه ينظر لعيناها 

-جنى نقلتها المستشفى ..حالتها بدأت تسوء عن الأول 

انسابت دموعها تدفن رأسها بأحضانه 

--ابني وحشني قوي ياجواد، كل يوم اقول بكرة هنساه زي خاله، لكن قلبي نار ياجواد ..صمتت تشهق بقوة قائلة

-هتصدقني لو قولت لك اتمنيت كلام جنى يكون حقيقي .. والله اتمنيت اصلي مريت بوجعها، هي معذورة ياجواد..بس انا زعلانة منك جالك قلب توديها المستشفى 

نهض من مكانه وسحب وشاحها يطبق على كفيها بحنان 

-ياله تعالي ننزل نقعد مع صهيب شوية، سايب سيف عنده، من وقت مااخدت جنى وهو قافل على نفسه 


تمددت على الفراش تنظر الى كنان 

-عايزة انام ياجواد ..ماليش نفس أخرج..روح انت عند صهيب 

بتر حديثهما رنين هاتفه:

-أيوة!!

على الجانب الآخر:

-همس بصوت متقطع خافت 

-"بابا"

هب من مكانه يتسائل بأنفاسًا سريعة:

-مين معايا !!

شهقة خرجت من فمه وهو ينظر حوله بضياع ثم اغلق الهاتف بعدما فقد الحديث

هوى جواد على المقعد بعدما فقد توازنه وكأن الأرض تسحب من تحت أقدامه، ينظر بتيه إلى غزل التي تسائلت:

-مين اللي اتصل ياجواد ..هز رأسه عندما فقد الحديث 


دقائق وهو يحاول لملمة شتات نفسه، حتى توقف يستند على عكازه متحركا للخارج دون حديث آخر 


بعد فترة وصل إلى المقابر..ترجل من السيارة بسيقان مرتعشة وكأن سيقانه رفضت تحركه إلى هذا المكان 

ظل يتحرك بخطوات متعثرة إلى أن وصل إلى مقبرته، هنا فقد جميع حواسه فسقط على الأرض أمام المقبرة

الصفحة التالية