-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 41 - 6 - الأثنين 15/7/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الواحد والأربعون

6

تم النشر الأثنين

15/7/2024 

استند برأسه وانسابت عبراته 

استمع الى صوت خلفه..رفع عيناه بعدما أزال دموع ضعفه 

جلس بجواره ينظر للمقبرة..طالعه جواد بذهول:

-بتعمل ايه هنا، انا عارف مقابركم مش هنا 

ظلت نظرات راكان على المقبرة ثم تحدث

-جاي أقبض عليك ياباشا، قالها مازحًا 

عاد جواد ينظر للمقبرة دون حديث، حتى توقف راكان يبسط كفيه إليه 

-المكان دا مش مكانك ، فيه مكان تاني انا متأكد هيعجبك اتمنى تجي معايا من غير ماتسأل عن حاجة، دا لو واثق في راكان 


ازدادت دقات قلبه يشير بعينيه إلى المقبرة

--ابني فين ياراكان، اتمنى تحترم عقلية جواد الألفي 


ابتسامة هادئة، يساعده على النهوض متحركًا إلى سيارة راكان 

-لا المرة دي العزومة عليا علشان اشكي ابن حضرتك الحلوف 


طالعه بصمت دون حديث لا يعلم لماذا يشعر بريبة حديثه، لا يعلم لماذا هذا الشعور الذي يراوده ..اتجه بنظره الى سائقه وهتف

-ارجع انت ياجمال، انا هروح مشوار مع حضرة المستشار 

استقل السيارة بجواره إلى أن وصل إلى سيارة أخرى بمكان اخر بعد عدة مناورات من راكان 


بعد فترة دلفت السيارة إلى محافظة الفيوم ومنها إلى منزل العائلة 


توقفت السيارة بداخل حديقة المنزل، كل هذا وجواد صامت، ولكن كانت اعينه ترشق راكان بكثيرا من الاسئلة 


ترجل راكان واستدار إليه يفتح باب السيارة يشير إليه بالتوجه للداخل 

تحرك وهو يستند على عكازه، ودقات قلبه تتقاذف بداخل وتتسارع أنفاسه حتى أوشكت على التوقف 


أسنده راكان عندما لمس حالته ..نظر إليه راكان مستغربًا صمته توقع ذهوله 


فُتح الباب أمامهما ..نظر إلى ذاك الشاب الذي توقف ينظر إلى جواد كأنه يحفظ ملامحه..زاغت أعين جواد يبحث عن جاسر وكأن رائحته تجذب قلبه، ليترك ذراع راكان متحركًا للداخل يبحث بعينيه مردد بحال قلبه .

-جاسر هنا..جاسر عايش ..هذا ما أكده قلبه الضعيف ..توقف بمنتصف الردهة وشعر بخيبة قلبه الضعيف، يسب حاله 

-"اجننت يارجل..اين ذهب عقلك وايمانك بربك "

خرج ياسين من الغرفة اولا يهتف باسم والده ..استدار جواد يطالعه بشك اختل توازنه 

-ليجلس اخيرا بعدما فقد الوصول إلى مبتغاه ..تحرك ياسين إلى والده 

-ايه اللي بيحصل هنا يابن جواد!!

تسائل بها جواد وهو يرمق ياسين بأسف 

قطع حديثه خروج جاسر بخطوات مبعثرة وجسدًا واهن حزين يهمس اسم والده 

"بابا"..ثوان كفيلة  لفقدان اتزانه وذهاب عقله ليستند متكأ على المقعد وبعينين متسعة كاتساع بين السموات والأرض..ينظر إلى ابنه بذهول ..تجمد الدم بعروقه وشحب وجهه يردد بلسان ثقيل 

"جاسر"..اقترب منه يلقي نفسه بأحضانه وارتفع صوت نشيجه كطفل فقد والديه آلان ..لحظات مميتة لم يشعر سوى بتوقف قلبه، شحب وجهه بالكامل ليسقط بين ذراع ابنه ، ولم يسيطر على دموع عيناه، أيعقل أن ربه ربط على قلبه ليعود قرة اعينه، هل حقا يعود الميت بعد موته 

احتضن جاسر وجهه بعدما وجد شحوب وجهه

-حبيبي أنا جاسر، اللي اندفن مش انا ،خطفوني من المستشفى وكنت فاقد الذاكرة ولسة قريب افتكرت 


-بابا سامعني ..تثاقلت أنفاسه واهتزت الجفون يدقق النظر بملامحه يهمس بتقطع 

"جاسر"..دفن رأسه بصدر والده 

-وحشتني حبيبي والله غصب عني اشوف كسرتك دي ..رفع كفيه المرتجف كحال جسده يحتضن وجهه وعيناه تفترس ملامحه كحيوان مفترس ..يمرر أنامله على وجهه كأنه يتاكد من وجوده 

-انت عايش ياحبيبي..هز رأسه بدموع عيناه، يرفع كف والده يقبله 

-أنا في حضنك ياحبيبي..ابنك لسة عايش ..انا موجود قدامك اهو 

ابني ابني جاسر..رددها بلسان ثقيل وهو يضمه بقوة لأحضانه، كأن قوة جواد الألفي كانت بابنه واااااه عميقة خرجت من جوفه لتمحي أحزانه 

-حبيبي انت لسة عايش..احمدك واشكر فضلك يارب..ظل يردد بقلبه قبل لسانه 


اللهمّ لك الحمد كلّه، ولك الشكر كلّه، وإليك يرجع الأمر كلّه علانيّته وسرّه، فأهل أنت أن تحمد، وأهل أنت أن تعبد، وأنت على كلّ شيءٍ قدير. اللهمّ لك الحمد حتّى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت، ولك الحمد بعد الرّضا. اللهم لك الحمد كالذين قالوا خيراً ممّا نقول، ولك الحمد كالّذي تقول، ولك الحمد على كلّ حال.


ضمه بقوة لأحضانه وكأنه سيتركه ويغادر مرة أخرى ..تحرك ياسين يجلس بجوار والده من الجهة الأخرى وانحنى يطبع قبلة على رأسه بعدما وجده يحتضن رأس جاسر بقوة 


ربت على كتفه متسائلا: 

-بابا حضرتك كويس !!.هز رأسه وابتسامة من بين دموعه، ينظر إلى جاسر يمرر كفيه على وجهه

-هعوز اكتر من كدا ايه علشان اكون كويس ياياسين ..اخوك رجع من الموت 

أفلت ضحكة من بين دموع يضغط على وجنتيه 

-اخوك ابو أربعين روح رجع تاني ، هكون طماع لو عوزت حاجة تانية يابني، لا دا انا اللي المفروض اتبرع  بكل حاجة، هو فيه احسن واغلى من كدا ..وضع جبينه فوق جبين جاسر يحتضن رأسه

-رجعت روح ابوك ياحبيبي..بكى على ردة فعل والده يضم وجهه بحنان ثم قبل جبينه وكفيه 

-ربنا يخليك ليا ياأحسن اب في الدنيا

توقف ياسين يساعده على النهوض  ولكنه رمقه بنظرة مستاءة

-ابعد يالا ..انا قادر اقف لوحدي، وأسند نفسي ..استند على المقعد متوقفا ومازالت نظراته على ابنه يضمه لأحضانه


-سندي  اهو، رفع نظره الى جاسر يسحبه من عنقه يضمه:

-علشان تعرف انك سند ابوك يبقى لازم تكون قادر توقف تسند ابوك ..اتجه بنظره الى راكان الذي توقف مستند على الجدار يطالعهم بدموع انبثقت رغما عنه 


-عارف اكيد انت ورا دا ..شكرا 

ازال عبراته متأثرا بذاك المشهد، ثم اقترب ورسم ابتسامة 

-الصراحة متوقعتش ردك دا ..قولت هتهد الدنيا وتغضب وتقول مخبين ومش مخبين ..رجع بنظره الى جاسر قائلا:


-لاني متأكد ابني مايعملش كدا 


قهقه راكان رغم حدة الموقف يشير إلى جاسر 

-عارف قالي ايه ..تذكر حديثه 


فلاش 

تنين!! أردف بها راكان ثم رمقه 

-يعني إنت كنت عارف وبتستهبل يالا

 مط جاسر شفتيه ...مش لما اتأكد انك عارفني..لوح بكفيه مشيرا إليه :

-اه هتقولي كنت عارف انك عايش ..طيب ليه راجع لي دلوقتي 


ارتسمت ابتسامة ساخرة على وجهه

-لا ياحبيبي عيني عليك من زمان، بس سبتك براحتك 

طالعه برهة وتلاقت عيناه المشتعلة بالغضب بعيناه الباردة 

-طيب علشان بضايق منك لما تقلب للزج كدا ..اسمعني علشان معنديش خلق لحضرة المستشار الفذ 

-عايز اقابل ابويا..تقولي مينفعش همسك المسدس دا وهخلص منك 


❈-❈-❈


توقف راكان يضع كفوفه بجيب بنطاله ، واقترب من وقوفه وبنبرة باردة اجابه 

-وريني اخرك هتعمل ايه 

رفع عيناه مزمجرًا ورغبة جامحة في اقتلاع رأسه بعد حديثه البارد:

-تمام انا هوصله ومش محتاج لمساعدتك الموقورة، دنى خطوة واضعًا كفه على كتفه:

-عارف لو طلعت قدامي تاني ، هكلم سيادة اللوا واقوله على اللي عملته فيا 

وشوف بقى هيعمل فيك ايه 

التوى زواية فمه بعبث ثم رفع أنامله يحك ذقنه 

-يعني عايز توقعني مع ابوك ..ربت على كتفه يستند عليه ورمقه بنظرة خبيثة 

-اقابل ابويا ومراتي، ازاي ماليش فيه 

ذكائك اللي بتعرضه عليا شغله ازاي اقابل ابويا ومراتي من غير ماحد يعرف ويحس ..

مط راكان شفتيه ونظراته ثابتة عليه 

ثم اومأ برأسه 

-تمام ..هعملك اللي انت عايزه بس وحياة أبوك لا اخلصه منك بعدين 

جذب سيجاره وأشار إليه بالخروج 

-الزيارة خلصت كنت منورني والله ، كان بودي اعزمك على قهوة سادة بس معنديش بن ..ثم صاح قائلا 

-يحيى ..وصل الضيف أصله يتوه 

جز على نواجزه مقتربا منه يهمس له 

-اتنفخ حلو عليا بس اوعى لتفرقع


كان يقص لجواد الذي مازال يطالع ابنه باشتياق ..

-حاسس بايه دلوقتي يابابا..تسائل بها ياسين 


ابتسم جواد ومازال تحت صدمة وجوده، اتجه إلى الأريكة يسحبه كطفل ذات الخمس أعوام . ..جلس وأجلسه بجواره يحاوط أكتافه


-حاسس إن ربنا احن من أي حاجة، وكأن الايام اللي عدت دي محستش بيها ..اللهم لك الحمد..احكي لبابا ياحبيبي..قولي ايه اللي حصل ياله


-سامع ..يارب تكون حاجة مستاهلة وجع قلوبنا ، ثم رمق ياسين 

-إنت عرفت امتى ؟!

-لسة امبارح والله يابابا ..بس كنت عارف الجثة اللي اندفنت مش بتاعه من كام شهر، رفع رأسه إلى راكان وأشار إليه 


-حضرة المستشار رفض اعرفك، علشان مكناش متأكدين أنه عايش 

قص له ماصار منذ افاقته إلى أن تقابل براكان 

احتضن كف والده 

-أنا مينفعش ارجع دلوقتي ، مينفعش نسيبهم وهم ممكن يخططوا لقتل حد فينا

وافقه راكان الرأي..وتحدث:

-دا رأيي مش لازم حد يعرف بوجوده ، انا مكنتش عايز حضرتك تعرف لكن هو أصر على مقابلتك 

-بابا..استدار ينظر إليه بنظراته الحنونة، كأن كلمة بابا لأول مرة يسمعها من طفل يبلغ من العمر اشهر معدودة، كأنه لأول مرة يستمع لتلك الكلمة التي تجعل قلبه معذوفة موسيقية 

هز جواد رأسه ينتظر  حديثه 

-عايز اشوف ماما وجنى !!

هنا تذكر وجود جنى بالمشفى، هز رأسه بالرفض 

-ماما مش وقتها خالص حبيبي ..لازم تهدى ونعرف ازاي نمهد لها ومن رأيي بلاش مامتك حاليا لحد ما تشوف هتعمل ايه ..أما جنى سهل تشوفها، جنى محدش هياخد بكلامها ..ضحك يطالعه

-البت طلعت حاسة بيك فعلا، الوحيدة اللي رفضت موتك 

نهض من مكانه يشير لوالده 

-عايز اشوفها لو سمحت يابابا 

نهض راكان يشير إليه وتحدث بنبرة تحذيرية 

-فهمه خطورة الوضع ياحضرة اللوا، لازم تهدى وتفكر في كل ردة فعل 

رمق راكان بنظرة نارية

-هشوف مراتي الليلة ياراكان وبأي طريقة، ومش هأجل ولا لحظة 


حمحم ياسين مردفًا 

-خلاص يابابا، خليه يشوفها 

نهض جواد وتوقف أمامه 

-حبيبي أنا مراعي شعورك، بس انت لازم تقعد مع نفسك وترسم لنفسك ازاي تدخلها مينفعش انا ادخل . صمت للحظة ثم تحدث:

-جنى في المستشفى ياجاسر، ودا هيكون صعب انك تشوفها حاليا 

تحرك للخارج سريعا ولم يمهله لتكملة حديثه 

-أنا هعرف اوصلها مش عايز مساعدة من حد ..زفر جواد يمسح على وجهه 

-اهو المرة دي هيندفن حق وحقيقي

الصفحة التالية