-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 42 - 4 - السبت 20/7/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الثاني والأربعون

4

تم النشر السبت

20/7/2024 

مين دي تعرفها..أغمض الطفل عيناه يصفق بيديه يضحك ثم هز رأسه بالموافقة 

-دانا ماما..قبله بقوة يضع جبينه فوق جبينه يداعبه..

-دانا ماما..اسمها جنى ولا اقولك بلاش جنى خالص اسمها مامي يالا قال دانا 

ضحك الطفل بشقاوة ، فانحنى يداعبه


-اكلك منين ياقط ياصغير..وصلت إليهم ببعض الطعام تضعه فوق المنضدة تنظر إليهما بإبتسامتها الجميلة ..طالعها بتدقيق مبتسمًابعدما أنار وجهها بعيونها اللامعة بالسعادة


-جذبت المقعد بجواره وبدأت تطعم ابنها إلى أن انتهى من طعامه ..دنى منها يهمس بجوار أذنها

-طيب وانا ماليش في الدلع ..رفعت نظرها إليه ترد عليه بصوت خافت

-إنت ليك في الدلع كله حبيبي..قالتها وهي تمسد على وجهه..

امال برأسه مرة أخرى يقترب من ثغرها

-عايز أفطر لازم تفطريني ..اتجهت إلى الأطعمة وهتفت مبتسمة

-عمو جواد جايب كل حاجة بتحبها، زي مايكون طول الوقت اللي فات دا مكنتش بتاكل علشان كدا جايب جميع انواع الاكل اللي بتحبه 

جذب رأسها هامسًا لها 

-بس أنا اكلي المفضل حاجة تانية 

ارتجف جسدها من همسه وانفاسه التي دغدغ بها مشاعرها مما جعلها تضع رأسها بعنقه تستنشق رائحته الرجولية بوله 

-وحشتني قوي .. النهاردة بس حاسة بالحياة ..أطبق على جفنيه فهو علم بكم الآلام التي مرت بها..جذبها بقوة لتجلس فوق ساقيه الأخرى، يضمها بذراع ويحمل ابنه بذراعه الآخر قائلا

- انا عارف انك بتحبيني ومتأكد من دا قوي، بس مكنتش اعرف انك بتحبيني قوي كدا 


❈-❈-❈


تعمقت بالنظر لعيناه تردف بنبرة شجية 

-ليه بتقول كدا ، شوفت حبي قليل عليك علشان تقولي كدا ..رفعت كفيه تضعه على موضع قلبها 

-هنا مفيش غير دقات لجاسر وبس، دا حب اكتر من خماستشر سنة ياجاسر ، من اول ما قلبي عرف يعني ايه حب وأنا الهبلة العبيطة اللي مفكرة دا حب اخوي، وبعد دا كله نتحوز ونعيش مع بعض 

اه عشنا مع بعض سنتين بس بالسنتين دول كل لحظة فيهم وانا في حضنك بعمر كامل وانا بعيد عنك 

ضمها بقوة لأحضانه وكأنها ستختفي من العالم يضع رأسه بخصلاتها

-آسف ياجنى، آسف على كل لحظة بعدنا فيها عن بعض، وعد مني ياروحي بعد ما اخلص القضية دي مش هبعد عن حضنك ولو دقيقة واحدة 


لمست وجنتيه وابتسمت 

-المهم تكون كويس وقدام عيوني ياجاسر، انا مش طالبة اكتر من كدا 

قبل يديها التي تضعها على وجنتيه وجذب رأسها ينثر ترانيم عشقه فوق ثغرها لبعض الوقت ثم نهض يسحب كفيها وهو يحمل ابنه ودلفا للداخل 


-بحي الألفي قبل عدة ساعات 

ولج جواد بعد توديعه لابنه إلى منزله وجد ياسين بإنتظاره طالعه مبتسمًا بعدما ضاعت الابتسامة لشهور ثم تسائل:

-مامتك نامت ولا صاحية !!

تحرك بجواره متجهًا إلى مكتبه ودلف للداخل مجيبا 

-تعبتني جدا لحد ما اقتنعت ، وكويس أن حضرتك عملت حسابك وكلمت عمو باسم وفهمته ..جلس على الأريكة وفرد ساقيه متألمًا ..اقترب ياسين 

-حضرتك كويس..اومأ له بابتسامة مريحة كطفل حصل على جائزة وأشار له بالجلوس 

-عايزك تروح المستشفى وتكلم الدكتور وقوله بابا اخد جنى هيسفرها برة، ومش عايز حد يعرف، لو عز سأل عليها خليه يتعامل مع الموقف دون ماعز يشك. في الوقت دا لا زم  أنك تقنع عز أن كدا احسنلها وانا هتابع حالتها بنفسي  

قطب جبينه متسائلاً :

-عز مستحيل هيقبل الوضع دا، وهيحاول أنه يضغط على الدكتور ..صمت لفترة ثم نظر لوالده 

-حضرتك بتفكر في ايه يابابا، وليه مش عايز جاسر يجي هنا 

اعتدل بجسده يطالع ابنه ثم اجابه:

-علشان لو جه هنا هيقتلوه هناك، اه انا بقولهالك مش تستغرب، دول ناس طايلة وممكن متجيش في جاسر  بس ممكن تيجي في اي حد من العيلة ..ايه نسيت عملوا فيك علشان يلهو اخوك عن القضية ولا الخدامة اللي دخلوها بيتي وبيت حازم، لازم نكون سابقينهم بخطوة، الكل عارف أن جاسر ميت ، يعني عدم معرفتهم دلوقتي مش مشكلة كبيرة 

-طيب جنى، ليه عايز تقنع عز أنها في المستشفى 

-ايه ياحضرة الظابط عايز أحرم اخوك من مراته، طيب هو خطط علشان يعرف يفلت منهم اسبوع ويجي يشوف مراته وابنه، انا احرمه منهم ليه، لازم اشوف حاجة ابعد بيها جنى عن حي الألفي والمستشفى مكنش قدامي غير بيت باسم اللي في اكتوبر، اهو بعيد عن الكل وفي نفس الوقت مفيش حوله غير مزارع والفلاحين اللي حارسين المزارع دول عارف تاريخ كل واحد فيهم وعارف هيعملوا ايه لو حسوا بالخطر، غير الكاميرات اللي مالية البيت وحرس باسم اللي مختارهم بعناية 


اومأ ياسين متفهما ثم هتف متسائلا:

-طيب كنان ازاي هيوصل لابوه 

أغمض عيناه بعدما تمدد على الأريكة 

-بعد الفجر جواد هياخده هناك وبحجة جنى عايزة تشوف ابنها والدكتور كلمني ومكنش قدامي حل غير اقرب جواد من جنى الا بالطريقة دي 

يعني ايه تقرب جواد من جنى، حضرتك كنت عايز تجوز جنى لجواد لولا ظهور جاسر

تنهيدة عميقة ممزوجة بالألم ليجيبه 

-كان مجرد اقتراح على صهيب وحازم علشان ابن اخوك ..نهض ياسين مذهولا يدور بالغرفة

-ايه اللي حضرتك بتقوله دا ، ليه احنا رحنا فين علشان تجوز جنى لجواد، دا روح جاسر فيها 

-ايه كنت هتتجوزها انت ياحضرة الظابط ولا اجوزها لأوس 


ارتعش ياسين بجلوسه..يحرك رأسه برفض:

-مش قصدي يابابا..اعتدل جواد بجلوسه، وسحب نفسًا يزفره بهدوء ثم رفع عيناه لابنه

-ساعات فيه حاجات بتبقى مرغم تعملها حتى لو غصب عنك ياياسين، وانسى الموضوع دا وركزلي في اللي طلبته، بكرة لازم كنان يكون عند أبوه ، خليه يشبع منه قبل مايسافر 


قالها ونصب عوده متوقفًا يجذب عصاه ، ليغادر فأوقفه ياسين 

-ليه ماوقفتش جاسر يابابا مش كفاية وجع قلب 

-لانهم مش هيسبوه عايش، وكلنا اعمارنا مقدرة يابن جواد رغم الوجع والفقدان بس مينفعش امنع اي حد فيكم على أداء واجبه انا في وقت من الأوقات عارضت بس طلعت غبي وضعيف الايمان ..استدار برأسه ورمقه قائلاً:

-يعني زي ماانضربت بالرصاص وانت راجع من شغلك ، رغم انك مكنتش في مهمة بس كان ممكن تموت ، لو لينا اعمار مكتوبة لسة في الحياة مما تهرب هيجي أجلها حبيبي..

"وأينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة" 


مش دا كلام ربنا ، احنا ايه يابشر علشان نعترض ونحرص، أول مرة أحس أني غبي، وربنا فوقني، ورغم اعتراضي رجع لي روحي بس الدرس كان مؤلم يابني بكرة لما ابنك يكبر هتفهم كلامي، بس نصيحة مني اترك المخلوق للخالق مفيش حد هيحافظ عليه قد ربنا ..وانا استودعت ربنا في كل ماأملك ..قالها وتحرك للخارج 


صعد إلى غرفته وجد زوجته تقرأ بكتاب الله..ومااعظمه من كلمات تهدئ من ضعف القلوب وتقويه بالأيمان وتنير القلب قبل الوجوه

"اللهم اجعل القراءن العظيم ربيع قلوبنا يارحمن يارحيم"

ظل يتابعها لعدة دقائق بصمت، طالعها بعيون مليئة بالحب والحنان وهي ترتدي ذاك الرداء الأبيض، حقا كانت بأعينه ملاك من ملكات الحور لقلبه الشغوف بعشقها ..صدقت قرائتها ورفعت رأسها بابتسامتها الخلابة التي تخطف لبه ..اتجه إليها يقبض على كفيها بحنان أبوي قبل عاشق، يساعدها بالوقوف

حاوطت خصره تضع رأسها على صدره 

مهما طالت السنوات يظل صدره ملجأها ليسحب احزان قلبها ..لف ذراعيه حول جسدها وانحنى برأسه يضعها بخصلاتها واطبق على جفنيه

-عاملة ايه حبيبة جود !!


خرجت من أحضانه تعانقه بعيناها 

-ياااه ياجواد من زمان قوي ماقولتش الكلمة دي 

احتضن وجهها بين راحتيه وانحنى يطبع قبلة حنونة على جبينها 

-آسف ياقلب جود ..عارف قصرت معاكي وأهملتك الايام اللي فاتت ، وعد ياغزالة قلبي هنسى كل حاجة واعيش لغزل واحفادنا وبس 


انسكبت دمعة من طرف عينيها فازحها بإبهامه ينظر إليه بقلبًا مفتت بالألم بسبب أوجاعها ..سحب أحزانه بعيدًا عنها وحاول سحب أحزانها ليهتف بنبرة حنونة:

-ليه البكى دا ياقلبي..ارتفع نشيجها تضع رأسها بصدره حتى لم تسيطر على شهقاتها 

-مش قادرة ياجواد، انا ضعيفة قوي ومش قادرة اتحمل وجعه قلبي، ادعي لي ربنا يربط على قلبي، حاسة الدنيا بتخنقني وبتقولي مالكيش انك تفرحي 


سنة عذاب والم ومش قادرة اتخطى فقدان ابني، قولي عملت ايه علشان تقدر تواجه الألم دا ..

-اشش اهدي ياغزل حرام عليكي متقوليش كدا ياحبيبتي ، كدا ياغزل ينفع تعترضي على ربنا ، يعني احنا مين علشان نقول لربنا ليه 


سحبها إلى فراشهما وساعدها بنزع ثياب صلاتها ..ثم نزع ثيابه يشير إليها لجذب بيجامته

-خلاص نسيتي جوزك ياغزل، حتى مبقتيش تساعديني في لبسي..اومأت له تتحرك متجهة لغرفة ثيابه لجلب ملابسه، جلس محاولا السيطرة على حزنه، كيف له أن يتعامل معها بعد معرفته بوجود ابنه قطع شروده مع نفسه ، حينما ربتت على كتفه تطبع قبلة على وجنتيه معتذرة

-حقك عليا حبيبي..قالتها واتجهت إلى ناحية الفراش الأخرى لتتمدد تواليه ظهرها لتغفو هروبًا من ظهور حزنها أمامه حتى لا يضعف بسببها 


ارتدى ثيابه وتسطح بجوارها يسحبها لأحضانها يمسد على خصلاتها هامسًا بجوار أذنها :

-شعرك ابيض ليه كدا يا زوزو ، مش ناوية تصبغيه، لا انا ماليش دعوة، انا راجل مزاجي وبحب مراتي تفضل في عيوني صبية وشقية، وحضرتك نسيتي كدا ..اعمل ايه دلوقتي وانا شايفك كدا ..طول الوقت حزن وقافلة على نفسك، ثم ملس بيده على قميصها الاسود الطويل 

-والقميص دا مبيتغيرش، طيب يعني

لاحظي انك وحشتي جوزك، ولا يروح يتجوز بنت صغيرة تعيشه الكام يوم اللي فضلينه 

استدارت إليه سريعا ترمقه بنظرات نارية وكأن اشتعال غيرتها حولتها إلى شخص اصابه الجنون، لترفع ابهامها بتحذير 

-أنا مبحبش الهزار حتى في الكلام دا يابن عمو حسين، بنت مين اللي صغيرة اللي ترجع شبابك إن شاءالله ودلوقتي انا بقيت وحشة ومعجباش الباشا

ارتفعت ضحكاته يداعب خصلاتها 

-دا انت اللي باشا ياغزالتي

ضيقت عيناها تدقق النظر بعيناه

-مالك النهاردة ياجواد، شايفة وشك منور وكأنك رجعت عشر سنين لورا 


تسطح يضع كفيه تحت رأسه مردفًا

-كويس انك اخدتي بالك ياغزل 

اعتدلت تستند على ذراعها تحاصره بنظراتها 

-جواد إنت بتحب عليا 

نظر إليها بذهول حتى توسعت عيناه فجأة،  فأطلق ضحكات صاخبة كادت تصم أذنها ..اعتدلت جالسة تدفعه بكفيها

-لا والله انت وراك حاجة النهاردة ولو مقولتش ايه سبب الضحك دا هسيب لك الاوضة، وروح للمكيفاك كدا، دا انت مضحكتش كدا يمكن من عشر سنين، أشارت بيديها عليه عندما ازدادت ضحكاته 

-شوف بتضحك ازاي ..طيب قوم روح للمفرحاك كدا ياسيادة اللوا 

جذبها بقوة حتى سقطت فوقه وهو يحاصرها بذراعيه ومازالت ضحكاته تنير وجهه، رفع خصلاتها التي غطت وجهها تحاول الفكاك من قبضته

-وسع ياجواد، زعلانة منك، زهقت مني علشان حزينة على ابني واكيد اتعرفت على واحدة صغيرة، مش واحدة شعرها ابيض زيي 

بتر حديثها بجوفه للحظات مسيطرًا على نوبة غضبها..بعد قليل توسدت ذراعيه

-مش تقولي مالك النهاردة 

جذب رأسها لصدره ، يمسد على خصلاتها وتنهيدة عميقة مغمض العينين للحظات حتى رفعت رأسها 

تلمس ذقنه 

-جواد اوعى تكون اضيقت مني الايام اللي فاتت وعرفت واحدة حق وحقيقي ..ابتسامة حنونة طالعها بها ثم رفع ذقنها وتعمق النظر برماديتها

-مجنونة ياغزالة روحي، كنت عملتها وانا شاب لما اعملها وانا عجوز يامجنونة

-عجوز!! مين دا إن شاءالله اللي عجوز

لمست وجهه باناملها ونظرة عاشقة تحيط هالته من عيناها 

-مين دا اللي عجوز إن شاءالله ، انت اجمل راجل في الدنيا

وضعت رأسها بحنايا عنقه، تحيط جسده بذراعها

-انت عوضي حبيبي عن كل ألم وكل حزن سكن روحي، واللي متعرفش قيمة راجل زيك يبقى حرام عليها الحياة اصلا

ضمها بقوة لأحضانه فقد نجح فيما سعى إليه وهو نسيانها اوجاعها ولكن كيف للقلب أن ينسى حزن فقد الغالي

الصفحة التالية