-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 42 - 5 - السبت 20/7/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الثاني والأربعون

5

تم النشر السبت

20/7/2024 

بغرفة أوس 

انتهى من صلاة القيام ونهض متجها إلى غرفة ابنته وجد زوجته تقص لها قصة سيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم ..تراجع إلى غرفتهما وجلس يجذب ذاك الإطار الذي يجاوره، رفعه يجذبه يطالعه..صورة تجمع إخوته جميعهم "جاسر وغنى، وياسين وربى وهو "مرر أنامله إلى أن وصل إلى صورة أخيه وضعفت جفونه لتنبثق دموعه رغمًا عنه بعد تذكره لبعض من ذكرياتهما، وضع الإطار سريعًا يزيل عبرات ضعفه ..وصلت إليه ياسمينا أسرعت إليه هاتفة:

-أوس مالك حبيبي ؟!«هز رأسه يتمدد على الفراش مواليها ظهره بعدما أزال دموعه

-ياسمين أطفي النور تعبان وعايز انام 

جلست بجواره على الفراش تربت على كتفه

-أوس مالك حبيبي انت تعبان 

استدار إليها وبنبرة متألمة 

-ممكن تاخديني في حضنك  من غير اسئلة ..تمددت بجواره سريعًا دون حديث تمسد على رأسه لبعض الوقت حتى ذهب بسباتًا عميق 


بغرفة ياسين 

دلف إلى غرفته يبحث عن زوجته ، وجدها تخرج من مرحاضها تلتف بمنشفتها ..توقف يطالعها بعيونًا عاشقة 

اصطدمت بوقوفه عندما كانت منشغلة بمنشفة رأسها ..تلاقها بذراعيه لتصبح بأحضانه ..ارتجف جسدها تهمس بتقطع 

-جيت امتى ؟!

رفع كفيه ونزع منشفة خصلاتها لتنساب قطرات المياه لعنقها وهو يفترسها بملامحه الصقرية، دنى ينحني برأسه بحناياها يستنشق رائحتها بوله عاشق حد النخاع 

-ريحة الورد تجنن ياروحي ..زاغت ابصارها تبتعد عن نظراته الافتراسية لتهمس بتقطع: 

-ياسين ابعد شوية الفوطة هتوقع ..همس بجوار أذنها

-خليها توقع هيكون احسن، ارتجف جسدها من أنفاسه الحارة التي داعبت عنقها المرمري ..شعر بضعفها بعدما خارت قواها لتستند بجسدها عليها لينحني يحملها بين ذراعيه هامسًا بصوت خافت:

-الفوطة وقعت ياقلبي تعالي ألبسك علشان متبرديش ..حاوطت عنقه تدفن رأسها بصدره بعدما توردت وجنتيها من تلميحاته 


بعد فترة كانت ترسم دوائر وهمية على صدره تناغشه بضحكاتها الأنثوية المزهقة لقلبه ..ضربها بخفة 

-ايدك ياماما، دي ملك الحكومة ..لكمته بضحكاتها الناعمة 

-ماهو أنا الحكومة ياحضرة الظابط..قهقه عليها بصوته الرجولي الذي خلب عقلها لتتطلع إليه بموج بحرها:

-اول مرة تضحك من زمان قوي ياياسين..تدوم ضحكتك حبيبي، اخيرا رجعت الضحكة لعيونك 

جذب رأسها لصدره يتلاعب بخصلاتها ثم قبل جبينها واعتدل جالسًا يجذبها لأحضانه 

-عاليا فيه موضوع مهم قوي، يعتبر حياة أو موت وعايزك تسمعيني للأخر، وإياكي حرف من اللي هقوله يطلع برة الأوضة دي مهما كانت الظروف ، رفع ذقنها يتعمق النظر ببحر عيناها قائلًا

-جاسر عايش!! 

نطت من فوق الفراش تصرخ 

-جاسر عايش ..دفعها بقوة يكتم أنفاسها بخاصته للحظات، ثم تركها يشير بابهامه محذرا إياها بعدما سحب أنفاسها بقبلته

-اسمع صوتك هخنقك، مجنونة هتفضحيني ..وضعت كفيها على صدرها تحاول تنظيم أنفاسها إلى أن هدأت..رفعت عيناها إليه منتظرة حديثه :

قام بقص ماحدث من اول اكتشاف راكان إلى مقابلته بجاسر 


انسابت دموعها بقوة على وجنتيها مما جعلها تجذب روبها ترتديها متوقفة تدور بالغرفة كالذي فقد عقله

-يعني جاسر عايش..اتجهت بنظراتها لزوجها تترجاه بعيناها بحقيقة حديثه ..أومأ لها بعينيه المبتسمة

-حبيبتي ياجنى يعني كان إحساسها صح، يعني مش مجنونة زي ماكلنا اتهمنها 


اومأ لها واستأنف حديثه: 

-بالظبط كدا، شوفت الحب مش أنتِ ياست بلقيس

اقتربت منه ومازالت تحت تأثير الصدمة ولم تكترث لحديثه

-يعني إنت قابلته، شوفته قدام عيونك،لمسته كدا واتاكدت أنه هو ياياسين 

سحبها بقوة لتجلس تحت حنان ذراعيه..تمسحت بصدره 

-ياسين بجد جاسر عايش ..ذهب بذاكرته إلى مقابلة راكان منذ يومين 

فلاش باك 

ترجل من سيارته متجها إلى عمله، وجد راكان يعرقل طريقه 

-عايز اقبض على حضرة الظابط 

رسم ابتسامة على وجهه وشاغبه بحديثه:

-ياترى خطفت قلب سيادة المستشار ولا ايه ..خلع نظارته ينظر لمقلتيه

- قابلت جاسر، واتكلمنا، ولازم دلوقتي تيجي معايا علشان تقابله !!

تجمد بجسده، ودقات عنيفة تصخب بصدره، وشعر وكأن الأرض تدور به 

-إنت كلمته، يعني اتأكدت أنه هو 


ارتدى راكان نظارته واستدار إلى سيارته 

-الحقني بعربيتك، وبلاش تهور اللي يشوفك هيقول ماله دا..اجمد كدا صاحبك جاي عليك ، اعمل حجة وتعالى ورايا على بيتكم في الفيوم 

اومأ برأسه سريعا بوصول كريم 

-حمدالله على السلامة ياسيد الناس، القاهرة نورت تاني ..لم ينظر إليه كان مازال تحت تأثير الصدمة، ونظراته تراقب مغادرة راكان ، لم يشعر بكريم الا حينما ربت على كتفه

-ياسين إنت معايا 

اه..استدار يهز رأسه وتحرك للداخل وخرج خلال دقائق متجها إلى الفيوم 


وصل بعد فترة ..ترجل من سيارته سريعا لا يعلم كيف وصل إلى هنا، كأنه طائر ب جناحين، وهناك صور لأخيه تراوده وعقله يرسم الكثير من كيفية اللقاء 


بالداخل، قبل قليل 

كان جاسر ينتظره على أحر من الجمر

اتجه إلى راكان الذي جلس أمام حاسوبه وكأنه يراقب أحدهما فتسائل

-قولت هيجي وراك، اتأخر ليه ..رفع رأسه من فوق جهازه

-ممكن زحمة طريق، أهدى اكيد جاي 

خلل أصابعه بخصلاته يرجعها للخلف بقوة، ثم تحرك ذهابا وإيابا 

نفث راكان تبغه وقام بتوبيخه 

-مش عارف اركز منك، دا اخوك اومال لو مراتك هتعمل ايه ..توقف جاسر يرمقه باستياء يشير إلي جهازه 

-اشتغل وانت ساكت، هتفهم احساسي ازاي ..انا مش مستني ياسين بس ..انا منتظر عيلتي كلها، فيه ريحة امي وابويا واخواتي وابني ..يمكن حاجة تصبرني على انا فيه، بدل حضرتك رافض مقابلة ابويا 


قطع حديثهم فتح الباب ودلوف ياسين بخطوات متمهلة ورغم خطواته الهادئة إلى هناك عيونا صقرية جائعة تبحث بلهفة بأركان المنزل عن أخيه


توقف جاحظ العينين عندما وجده متوقفًا بمقابلته، يردد بتقطع 

-جا..سر..تحرك جاسر إليه بينما توقف الآخر وكأن ساقيه فقدت الحركة ولم يعد لديه القدرة على التحرك انش واحد، حتى ارتجفت عيونه محاولا التأكد من وجوده ..وصل إليه جاسر 

ونظرات اشياق متعانقة قبل تعانق الأجساد

جذبه بقوة لأحضانه 

-حبيبي اتأخرت ليه؟!

هنا آفاق من صدمته وآآه عميقة خرجات من ثنايا روحه 

-حبيبي حمدالله على سلامتك ، عانق الأخوان بعضهما البعض بقوة وكأن كل واحد منهما يأخذ قوته من الاخر ..جاسر الذي وجد به رائحة والديه، وياسين الذي أعاد الله سنده وقوته..ظل لعدة دقائق وكلا منهما يمتص من الاخر مايريده 


❈-❈-❈


أخرجه جاسر يحتضن وجهه

-عامل ايه وبابا وماما عاملين ايه 

أزاح دموعه يهز رأسه بدموع عيناه

-هيكونوا عاملين ايه من غيرك، ماما حالتها وحشة قوي ، وبابا بلاش اقولك أنه اتكسر ..

كور قبضته بغضب متجها بنظراته إلى راكان وحاوط كتف أخيه:

-عايز ابويا لازم اقابل ابويا، انت قولت هتقابله ليه رجعت في كلامك 

زفر راكان باستياء واردف: 

-كان لازم اخدك على قد عقلك، اللي بتطلبه دا صعب، عايز تقابل مراتك وابوك ازاي بس 

وصل إليه بخطوة، ودفع الطاولة بقدمه ليسقط جهازه ليتحطم فوق الأرضية

-عايز اقابل ابويا ياراكان، و النهاردة سمعتني لازم أقابله بأي طريقة، وزي ماجبت ياسين هتجيبه 


جز على أسنانه ينظر لجهازه المتحطم 

-إنت ياغبي ابوك مش هيتحمل فكرة انك عايش ويسيبك تعمل اللي عايزه، دا اب فقد ابنه وفجأة بعد سنة رجع قدامه، ازاي هيتنازل عليك بعد ماداق وجع بعدك 

أطبق على عنقه وهمس بفحيح 

-ابويا هتجيبه ياراكان يااما انا اللي هرحله، سمعتني، لازم ابويا يعرف اني عايش 

لكمه بقوة مبتعدًا عنه 

-طيب بكرة النهاردة مينفعش، علشان ابوك مش في البيت عند باسم دلوقتي


خرج من شروده على حديث عاليا 

-دا حلم دا ياياسين ، معقول الميت بيرجع 

-عاليا جنى عرفت جاسر عايش، وراحلها وهي دلوقتي معاه، عايزك لما ترجع متسبهاش ولا لحظة ، علشان نعرف نرد على كلامها اللي بتقوله 

-يعني جاسر عايش صح والله عايش ..قالتها وهي تصفق بيديها والسعادة تتقاذف من عينيها ..جلست على ركبتيها تنظر إليه 

-حبيبي براحة عليا وفهمني ازاي جنى معاه دلوقتي هي مش في المستشفى 

جذبها من عنقها واخرصها ثم تراجع 

-تعالي ننام جننتيني دا جنى نفسها معملتش كدا 

وضعت اصبعها على شفتيها وأخرجت زفرة تعاتبه

-كدا ينفع اللي عملته..تسطح يشير بعينيه

-ولو منمتيش هعمل حاجات تانية،اطفي النور، دا طلعتي أجن من الكل ..ياله ، قالها بنظرة صارمة لتجذب الغطاء وتغلق الإنارة الخافتة تتمتم 

-قلب ابو  رجل مسلوخة ..

-هتنامي بالروب ولا ايه ..دفعت الغطاء وصاحت غاضبة

-حضرة الظابط مش صابر البس هدومي كل كلامه زعيق وبس..أخفى ابتسامته ثم توقف متجها إلى غرفة الملابس ليجلب لها تلك المنامة 

-اتفضلي علشان تعرفي بس انا كريم وجبت لك حاجة تلبسيها 

رفعت حاجبها ساخرة لا والله 

-عاليااا..

اوووف على عاليا وسنينها، ماكنت حلو دلوقتي نفسي اعرف بتقلب بسرعة ليه 

قالتها وتحركت متجهة للحمام 

-نام ياحضرة الظابط ..يارب تحلم بوحش ياكلك ..وضع كفيه تحت رأسه وابتسم على حديثها ظل لفترة ثم رفع هاتفه 

-جواد عامل ايه 

اجابه جواد قائلا: كويس الحمد لله 

-اسمعني كويس ونفذ اللي هقولك عليه

الصفحة التالية