-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 42 - 6 - السبت 20/7/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الثاني والأربعون

6

تم النشر السبت

20/7/2024 

❈-❈-❈

صباح اليوم التالي على طاولة الطعام 

بحثت بنظرها على كنان ثم اتجهت إلى عاليا 

-هو كنان فين ؟!

رفعت نظرها إلى ياسين الذي اتجه لوالدته

-بابا قال لازم يروح لمامته شوية كل يوم، مش لازم تبعد عنه 

-في المستشفى والصبح ياياسين ..قالتها غزل مستنكرة 

احتضن كفها :

-ماما كل يوم الصبح جنى بتخرج للحديقة حوالي ساعتين وكمان عاملين برنامج علاجي حلو برة المستشفى والدكتور شايف قربها من ابنها احسن علاج، كنان هيكون اكتر واحد يقدر يرجعها لحياتها 


ابتعدت بنظرها عن ابنها تزيل عبراتها متذكرة حديثها مع جواد بصباح اليوم

"وعد ياجواد هحاول انسى، هحاول ابعد عن الحزن وارجع زي الاول، بس لو سمحت بلاش تلومني في الحزن على ابني، أنا هحاول"

قبل رأسها يحتضن وجنتيها 

-غزل أنتِ كدا بتموتيني كل ما اشوفك كدا قلبي بيوجعني، لو عايزة جواد يموت فعلا خليكي قافلة على نفسك كدا مابقاش عندي كلام اقنعك بيه، بس تأكدي قلبي بينزف من عجزي، ومامتنسيش أن جاسر كان روحي وحياتي ياغزل مش ابنك لوحدك 


بعد عدة أيام عاد جاسر إلى مرسى مطروح مع احتياطات راكان وجواد الكاملة لسلامته ، وصل إلى مدخل المحافظة وجد يحيى بانتظاره 

-حمد الله على السلامة يافندم ..

حضنه جاسر بمحبة ثم أشار له بتحذير

-بلاش الكلمة دي هزعل منك، وعايزك تتعامل معايا زي الأول وكأن مفيش حاجة حصلت 

أشار يحيى على تلك الحقيبة 

-دي راكان باشا جابها وقالي حضرتك عارف هتعمل ايه 

فتحها ووجد بها تلك المواد المخدرة 

زفر بأختناق متسائلاً :

-هم طبعا مفكرني سافرت علشان اجبلهم الزفت دا 

اومأ له ثم هتف

-أنا شايف إن دا احسن حل علشان تعرف وتخرج براحتك، وانا كلمت الراجل بتاعنا في لبنان وفهمته كل حاجة ، متخافش هو هيعرف يقنع عزيز انه عرف يخرجك من المينا من غير ماحد يشك فيك أو يفتشك، يعني ابعدنا عنك اي شبهات تدينك ويخليهم يشكوا فيك 

سحب كم من الهواء يزفره بقوة يرجع خصلاته بغضب ثم توجه إلى يحيى وتسائل

-انتوا مين بالظبط ..انزل بصره للأرض واجابه 

-سيادة اللوا، هو اللي اتعامل بموضوع لبنان ، وكمان طلب مني اكون ظلك علشان ميحصلش اي خطر يضرك، وبتمنى أن حضرتك تسمع كلامه من فضلك 

-"بابا " رددها بينه وبين نفسه متجها إلى السيارة يشير إلى تلك الحقيبة

-حطها في العربية وربنا يستر مانتمسكش بيها على الطريق

ضحك يحيى قائلا

-متخافش معانا حصانة ..استقل السيارة يرتدي نظارته 

-طيب يابتاع الحصانة ماتفرحش  قوي راكان دا ممكن يبعيك في لحظة 

ارتفعت ضحكاته عندما استمع الى صوت راكان بسماعته 

-سامعك ياجسورة وعندنا حسابات اغلط كويس 

لم تتحرك عضلة من وجهه واستمر بطريقة بروده قائلا

-مش عيب تتصنت على الناس، تبقى مستشار قد الدنيا وتتصنت عيب في حقك على فكرة 

-سبه راكان واغلق الهاتف بوجهه..هنا ارتفعت ضحكات جاسر يغمز إلى يحيى

-سوق يابني، دا واحد فاضي ايه اللي جابه مرسى مطروح اصلا


وصل إلى المنزل الذي يقيم به التميمي..هرولت إليه سمارة لتلقي نفسها بأحضانه تراجع للخلف يشير بيديه:

-خليكي عندك سمارة..توقفت تطالعه  بشك ثم اقتربت بغضب:

-ليه بقى إن شاء الله دا مقابلتك ليا بعد اسبوع كامل 

رسم ابتسامة يشير لملابسه 

-ابدا بس وانا جاي سمعت فيديو في الباص بيقول الست لو قربت من الراجل بدون عقد فدا حرام وهندخل النار وانا خايف عليكي حبيبتي تدخلي النار

-ياسلام بتهزر مش كدا!!

غمز بعينيه إليها :

-اصبري دا باقي اسبوعين ومش هاخدك في حضني بس لا هنعمل حاجات اكتر ..اقتربت منه وهو يتراجع للخلف حتى اصطدم بالحائط خلفه

-لسة هستنى اسبوعين ياغريب، اللي سمعته دا للناس اللي مبحبوش بعض بس أنا بحبك وانت بتحبني مش انت بتحبني 

-غريب ..صاحت بها سمر عندما وجدت اقتراب سمارة منه ، تراجعت سمارة ترمقها بنظرات نارية 

-ايه محدش قالك المفروض تخبطي ، على واحد وواحدة بيحبوا بعض

تحركت سمر تدفعها بقوة تسحب كفيه 

-امشي ياشيطانة من وشي بابا عايز غريب، واتهدي لما يبقى جوزك ياختي 


خرج مهرولا للخارج ينظر لسمر بابتسامة امتنان ..

-سيبك منها دي واحدة حقيرة ..المهم ادخل لبابا جوا اقتربت تهمس إليه 

-بابا هيحاول يختبرك  في حاجات ركز وخلي تواصلك مع يحيى مفتوح طول الوقت..يحيى بعتني اقولك كدا 

أومأ ودلف للداخل 


قابله الجيار يفتح ذراعيه 

-برافو عليك يابطل، ازاي عملت كدا ..اتجه ببصره إلى يحيى وأجابه

-مفيش حاجة تخليك تقول كدا ، الحاجات دي دخلتها في العاب الأطفال والسيد حماد عرف يخرجني من هناك وهنا برضو مشكوش في حاجة 


ارتشف عزيز مشروب الكحول قائلا:

-مين اللي قابلك هناك ..غرز عيناه بمقلتيه متسائلاً:

-حماد ولا منير ..جلس يضع ساقًا فوق الأخرى ينظر لأظافره ثم رفع عيناه إلى عزيز واجابه بنبرة متهكمة 

-لا دي موديلز شهيرة هانم ..قاطعهم دلوف سمارة 

-احنا عايزين نقدم الفرح بتاعنا، غريب مكسوف يطلب منكم كدا 

جحظت عيناه ينظر إليها بذهول ..فاتجه سريعا ببصره إلى يحيى الذي صدمته لم تقل عن صدمة جاسر ، فتح فمه للحديث ولكن قاطعه عزيز عندما هب من مكانه 

-إنتِ بتقولي ايه ياسمارة، اتجننتي، تحركت إلى أن جلست بجوار جاسر تضع ذراعها على كتفه

-مالكش دعوة ياعزيز، انا بكلم خطيبي مش كدا ياغريب

انزل ذراعها بهدوء وتوقف ونظراته على عزيز الذي أصابه الجنون وهتف

-أنا مطلبتش حاجة وزي ماعزيز قال مش وقته، انا راجع تعبان من السفر، وعايز ارتاح، نكمل كلامنا بعدين 

تحرك إلى غرفته يغلقها خلفه سريعًا، تحرك يبحث بأرجاء عن مراقبة، توقف متسمرًا بعدما وجد تلك الكاميرا المعلقة بالنجفة..تراجع بجسده وكأنه لم يرى وقام بخلع ملابسه بهدوء ملقيًا نفسه على الفراش وتصنع النوم وهو يفكر كيف له أن يتخلص من تلك الكاميرا 


باليوم التالي استيقظ وقام بإشعال سيجاره ثم توقف يبحث بحقيبته واضعًا السيجارة على الفراش، بجوارها  بعض الأوراق الغير مهمة، ليمسك رمادها بالفراش، وبالأوراق جذب ثيابه وتحرك إلى الحمام وابتسامة ساخرة على وجهه..ملأ البانيو غير مكترث لرائحة الدخان بالخارج وليكمل استحمامه ..استمع الى طرقات قوية 

ولكنه لم يهتم ودخل العاملون بالمنزل محاولون السيطرة على الحريق الذي اشتعل بالفراش بالكامل ..استمع الى طرقات على باب الحمام 

-غريب اطلع بسرعة اوضتك بتولع 

خرج بعد قليل متصنع الدهشة 

-إزاي ولعت الأوضة ..قالها بذهول هو ينظر لأرجائها ..رمق التميمي عزيز بنظرة تشكيكة ثم جذبه للخارج 

-إنت اللي ولعت في الأوضة 

نزع نفسه وتحرك للخارج سريعا بعدما استمع الى حديثه بصدمة 


مرت الايام سريعا وجاسر يحاول بكل طرقه أن يصل إلى ذاك الرجل الذي يقوم بتمويلهم بالأسلحة والمخدرات 

بحث عن الأسماء الحركية إلا أنه لم يتوصل لشيئا 


نظر بساعة يديه وتحرك للخارج وجد سمر تجلس تطالع النجوم بصمت ..جذب مقعد وجلس يراقبها بهدوء، شعرت بوجوده فاستدارت مبتسمة :

-إنت مخرجتش معاهم ..!!

لا خرجت وأنا عفريتي ..افلتت ضحكة ناعمة فجلست بمقابلته 

-مجتش فرصة اسألك عامل ايه دلوقتي واخبار الصداع 

ذهب ببصره بعيدا عنها وتذكر الأيام السابقة مع تعايشه لذاك الصداع الذي كان نتيجة تناوله لتلك المواد المخدرة، فأردف:

-الحمد لله بقى يقل عن الأول ..استندت على الطاولة مقتربة منه

-افتكرت كل حاجة ولا لسة 

ابتسامة واسعة على وجهه وهو يطالعها بامتنان 

-الحمد لله افتكرت كل حاجة ، حتى اخوكي المتخلف دا افتكرت عمايله معايا 

تراجعت بظهرها وعبس وجهها تبتعد عن عيناه قائلة:

-عمرك سمعت عن اخت بتكره اخوها وبتتمنى موته النهاردة قبل بكرة 


أصابت قلبه بالحزن عندما علم ماتشير إليه ، سحبت نفسا وانسابت عبراتها 

-دخل ماما دار عجزة الحيوان، بعد مامضها على كل ماتمتلك، وعمل شهادة تثبت أنها غير مؤهلة للأعتناء بنفسها 


اتجهت بنظرها إليه وانسابت عبراتها بقوة حتى ارتجف جسدها من شهقاتها 

-بكرهه وعايزاه يموت، ماما الدكتورة اللي كل كان بيعتبرها مثله الأعلى المتخلف طلعها مجنونة، معرفش ليه الحكومة سايبة واحد مجرم زي دا 


-سمر ..كرر ندائه عليها عدة مرات إلى أن نظرت إليه فهتف :

-كل مايدينو رجالتهم شالوه، حتى الفيديوهات اللي معايا معرفتش اوصلها واللي فهمته أنهم نجحوا في تلاعب الفيديو اللي وصل للنيابة، وبكدا مفيش حاجة تدينهم..بس وحياة وجع اهلي عليا لاربطهم بالكلبش كلهم اصبري عليا

ظلت كما هي تنظر للبعيد وعيناها تتدفق منها العبرات إلى أن أخرج هاتفه الخاص يضعه أمامها قائلاً بابتسامة عذبة :

-تعالي شوفي القمر دا ، وانسي عزيز الكلب ميستهلش دموعك دي، وانا هقف جنبك مستحيل اخليه يقربلك، أنتِ جميلك في رقبتي طول عمري 

مسحت دموعها تطالعه بابتسامة حزينة

-إنت جميل قوي ياجاسر، وتستاهل تعيش حياتك، حرام تفضل مع المجرمين دول 


اومأ لها وحاول خروجها من حالتها 

-بلاش انت جميل دي، جنى لو سمعتك هتموتك وطبعا انا مقدرش أقف معاكي ضد جنجون 

-ياااه باين عليك بتحبها قوي 

فتح هاتفه ينظر لصورها وابتسامة لامعة بعشقها وكأن لايوجد سواه بالمكان قائلاً:

-لو فيه اكتر من العشق كنت عشقتها اكتر واكتر ، جنى بالنسبالي الحياة ياسمر، هي موجودة يبقى أنا موجود 


مراتك حلوة اوي بتحبها !!

هز رأسه بالنفي وابتسامة عاشقة لمعت بعيونه 

-لو فيه في الحب أعلى من مراحل العشق يبقى هي عندي كدا 

وضعت خديها بكفيها تستند بذراعيها 

-ياسيدي !!

جنى هي الروح لجسدي، يعني من الاخر انا موجود علشان هي موجودة 

-يابختها ياعم المغرم

مازالت نظراته على صورها هاتفا 

-قصدك يابختي بيها!!


لا بجد يابختها بحبك 

فتح رسالة من ضمن رسائل احزان قلبها وأشار إليها :

اقرأي دي وانت تعرفي يابخت مين بمين ..


بسم الله على قلبي المحطم، وبسم الله على ملهمي الذي مازالت رائحته تفوح بداخلي 


بعد السلام والتحيه عليكما 

وبعد أن تبخرت أشواقي لتلك الأحضان التي اشتهيها، واعتدت روحي 

التي تفوح بها رائحه الالم 

اجل علمت انها من مهلك روحي

أ فلا أحد غيره معذبي ومهلكي 


استيقظت ذات صباحًا بعد أن لافحت الشمس وجههي لتخبرني كيف لكِ أن تغفو عيناكي وخليلُ قلبك يبعد المسافاتِ،


فتحت عيناي التي انطفأ بريق العشق بها تبحث عنك بين الأركانِ، 


حبيبي الذي ضاقت بي الدنيا بعده 

كيف لي ان اصف لك أشواقي وعذابي

كيف لي ان اصف ذاك النبض الذي اختبأ بين اضلعي يؤلمني من فراقك 

أجل مهلكي انا الذي حفرت الألم بداخلي، انا الذي ضعت بين دموعي وآهاتي 


من ذا يبلّغك بأنّي مُتعبُة؟

‏والشوقُ في جنباتِ قلبي يلعبُ 


‏من ذا يُبلغك بكُلِّ بساطةٍ 

‏أنِّي بدون وجودك أتعذّبُ


‏جاسري وحنين أشواقي مني اليك روحي تتعذب، ألم يدلك قلبك أنني متلهفة لرؤياك

ألم يدلك قلبك عاشقي بل مهلكي أن روحي لقُربَك تتعطش


أزال دموعه التي انسابت رغمًا عنه بعدما تذكر ماحدث لهما بالماضي 

كانت سمر منشغلة بالصور، إلى أن وصلت إلى صورة كنان 

-مين دا ابنك..شبهك قوي على فكرة اكيد ابنك ..ابتسم يهز رأسه قائلاً :


شوفي دا كنان عنده سنتين، بس لمض ولسانه طويل 

افلتت ضحكة تنظر إليه :

-هيجيبه من بعيد، نسيت نفسك، انا دلوقتي فهمت حالتك يوم ماكنت بتولد البقرة

ارتفعت ضحكاته متذكرًا ذاك اليوم ، وتناسى ما كان يؤلم قلبه منذ قليل، فلقد لاحظت سمر حزنه وحاولت إخراجه بطريقتها دون أن يشك ، 

رفعت نظرها لتسأله عن صورة غنى التي تشبه ولكن 


اقتربت منه  فجأة تقبله بعدما جذبت عنقه ليصبح بمستواها 

دفعها بقوة فاقتربت منه قائلة

-غريب انا بحبك قوي ومستحيل أتنازل عنك لسمارة 

-إنتِ بتقولي ايه يابت ..والله لاشرب من دمك ..قالتها سمارة وهي تجذبها بعنف ..أما ذاك الذي توقف مذهولا في بادئ الأمر من فعلتها الجريئة، رمقته بنظرة ليفهم مغزاها، فاتجه يدفع سمارة بعيدًا عنها 

-اتجننتي ازاي تمدي ايدك عليها 


طالعته بنظرات نارية: 

-نعم ..انت بتقول ايه، ايه عجبك بوستها دا انا خطبتك حتى مابترداش تمسك ايدي ، وطالع بحلال وحرام ..ايه رأيك بقى البنت دي مستحيل تقعد في البيت دا الا لما نتجوز وعلى الله تقرب منك تاني

وصل عزيز مترجلا من سيارته على صوت صراخ سمارة، هرول إليها 

-مالك بتزعقي ليه حد مزعلك 

أشارت إلى سمر التي تحركت تقف خلف جاسر خوفًا من بطش عزيز،

-اختك الزبالة شوفتها بتبوس خطيبي 

اتجه بنظراته إلى سمر ضاحكًا فأخير وجد مايفعله لكي يفسخ الخطبة ..تمهل بحديثه ورغم شعوره بالراحة اتجه بنظره الى جاسر

-الحق على خطيبك، مش عليها ، ثم اتجه إليها 

-علشان تعرفي مين بيحبك بجد ومين بيلعب بيكي ..قالها وهو يجذبها ويتحرك للداخل 

تنفست سمر الصعداء تهوى على المقعد تحمد الله أن عزيز لم يضربها ككل مرة

الصفحة التالية