-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 42 - 7 - السبت 20/7/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الثاني والأربعون

7

تم النشر السبت

20/7/2024 

رمقها جاسر بسخط وهتف محذرا إياها :

-مهما كان اللي يحصل اياكي تقربي مني تاني سمعتي، اتجننتي ايه اللي عملتيه دا 

توقفت تطالعه بذهول :

-اه كنت سكت لحد ماتيجي وتاخد التليفون وتعرف أن حضرتك بتمثل عليهم مش كدا ، كان لازم اعمل حاجة تشتت انتباهها ..

جذبت كفيه واجلسته 

-انسى اللي حصل وفكر هتعمل ايه في المصيبة دي، كدا مش هتسكت وهتضطر تتمم جوازكم دي زرقة وانا عرفاها 

-هو عزيز مش بيحبها..تساىل بها جاسر 

ارتفع جانب وجهها بشبه ابتسامة ساخرة:

-دي مالهاش في الحب، دي متجوزة خمس مرات قبل كدا، جواز فسح ..لازم تشوف هتعمل ايه، انا هقوم زمان يحيى رجع بيدور عليا 

اومأ لها ثم أخرج هاتفه بعد مغادرتها ونهض من مكانه 

-راكان فيه مصيبة ولازم أخرج منها بأي طريقة 

اعتدل يستمع إليه بتركيز ثم اجابه متهكمًا:

-ماتتجوزها ياخويا، وعيشلك يومين حلوين اهو ارتاح من زنك 

-راكاااان ..صاح بها جاسر فتوقف ونيران غاضبة تشعل صدره من ضحكات راكان الذي تلاعب بمشاعره 


صمت للحظات ثم تحدث:

-ايه بطلت ضحك ..اعتدل راكان يمسح على وجهه ومازالت ابتسامته لها صدى إلى أن هتف 

-قولها عندك حمى شوكية ولا اي حاجة امنع الجواز دا 

صمت جاسر للحظات ثم هتف 

-أنا هنزل الفيوم بكرة ، عايزك تبعتلي جنى وكنان وحشوني وجهز تقرير طبي بالإيدز 

اووووه..ايدز مرة واحدة يابني 

-اه ...واقفل بقى 

قاطعه راكان ..استنى 

-انزل القاهرة بلاش الفيوم 

لا لا بلاش القاهرة دلوقتي ، هضعف وهقابل امي لأنها وحشتني جدا، وانا مش عايز أضعف دلوقتي..خليني بعيد احسن، انا لما بكلم ياسين واسمع صوتها بتجنن مش هقدر مرحلهاش لولا وعدت بابا كنت زماني رحت لعندها المرة اللي فاتت 

تنهد راكان ثم تحدث :

-تمام هكلم سيادة اللوا علشان يعرف يخرج جنى بأسلوبه من حي الألفي من غير ماحد يشك 

-شكرا ياراكان ..قالها وأغلق الهاتف ثم رفعه مرة أخرى يحادث حبيبته 

-كانت تجلس أمام رسمتها التي ترسمها بإبداع وابتسامة رائعة تزين ملامحها دلفت والدتها وجدتها تستمع إلى الموسيقى وترسم مع ابتسامة غابت لوقت طويل ..تحركت إلى أن توقفت خلفها، ثم انحنت تقبل رأسها 

-حبيبتي بتعملي ايه !!

أشارت على الرسمة قائلة:

-برسم جاسر ياماما ، أيه رأيك في الصورة حلوة..شوفي المرة دي لبسته تي شيرت زيتي ، بعشق اللون دا عليه 


جلست بمقابلتها تطالعها بحزن

-وبعدهالك ياجنى هتفضلي لحد امتى كدا ، مش كنتي بتقولي مش هتيجبي سيرته تاني وهتفوقي، وبابا خرجك من المستشفى علشان كدا 

نهضت من مكانها وأخرجت ثياب نومها، نظرت والدتها إلى تلك المنامة الحمراء 

-هتلبسي دي ..

تحركت قائلة :

ماما روحي نامي حبيبتي وهاتيلي كنان علشان ينام في حضني زي كل ليلة علشان يعوضني غياب أبوه..قالتها ودلفت المرحاض تغلقه خلفها 



❈-❈-❈


تنهيدة حزينة تناظرها بعيونًا متألمة على حالة ابنتها، توقفت الكلمات على أعتاب شفتيها وهي تراها تخرج من الحمام بعد فترة قليلة ترتدي ذاك القميص ..وآه حارقة من قلب ام متألم على فلذة كبدها..توقفت نهى متجهة إليها تسحب كفيها 

-ايه رأيك اصرحلك شعرك، رفعت نهى تستنشق رائحته ثم رفعت كفيها تمسد عليه بحنان اموي 

-ماشاء الله حبيبتي شعرك طول عن الاول، استدارت لوالدتها تحتضن كفيها مبتسمة:

-ماما أنا مش صغيرة علشان تعامليني كدا، روحي ارتاحي حبيبتي وأنا هنشف شعري واسرحه لوحدي 


ملست على وجهه امها 

-حبيبتي وشك تعبان ليه كدا، لو علشاني والله ياماما أنا كويسة كويسة قوي كمان ياروح قلبي 

قبلت جبينها متحركة للخارج بعدما فقدت الحديث معها ..دلفت للداخل وجدت صهيب يتحرك ببطئ بالغرفة بعد جلسة العلاج الطبيعي..تحركت إليه تساعده 

-صهيب مستنتش ليه..أوقفها بيديه

-خليكي يانهى أنا همشي لوحدي، عايز اعتمد على نفسي كفاية اللي إنتِ فيه 

لم تكترث لحديثه ووصلت إليه تحتضن كفيه تتحرك بجواره إلى أن وصلوا الشرفة، ساعدته بجلوسه مبتسمة :

-ربنا مايحرمني منك ياابو عز، هروح اجبلك كاسة عصير من اللي بتحبه 

عانق كفيها يجذبها ثم أشار إلى المقعد:

-اقعدي حبيبتي انا كلمت منيرة وهتعملنا احنا الاتنين 

-جنى عاملة إيه دلوقتي!!

ابتعدت بنظرها عنه حتى لا تحزن قلبه وأجابته 

-كويسة حبيبي طلبت كنان ينام معاها ،  خليت منيرة تودهولها وتكون قريبة منها لو احتاجت حاجة 

-الحمد لله حاسس انها فاقت وشوية شوية هترجع لحياتها تاني 


صمتت ولم تجيبه

بغرفة جنى أنهت لملمة خصلاتها بدخول منيرة تحمل كنان 

-كنان نايم يامدام ادخله ولا ارجعه اوضته ..نهضت من أمام مرآة الزينة واتجهت تحمله وتضمه لأحضانها تقبله 

-روحي إنتِ..تذكرت حديث معشوقها عن حالتها 

-منيرة هاتيلي شوية فواكه وكوباية لبن 

-من عيوني !! وضعت ابنها فوق فراشها ثم انحنت تقبله بعيونها العاشقة وهي تمرر أناملها على ملامحه التي تشبه والده..وضعت أنفها بخصلاته تستنشق رائحته وكأنها تستمد رائحة زوجها منه، تمددت بجواره ومازالت تداعب ملامحه هامسة لنفسها 

-بابا وحشني قوي حبيبي ، ياترى عامل ايه دلوقتي ..استدارت تجذب هاتفها لمحادثته، ولكنها تذكرت حديثه 

-حبيبتي اوعي تتصلي بيا مهما حصل وانا لو وقتي مسموح هكلمك اكيد 


تعاظم اشياقها بداخل قلبها وهي تتذكر اخر لقاء بينهما، وصوته الحنون بأذنيها ..أطبقت على جفنيها محاولة تهدئة روعها حتى لا تهاتفه بسبب اشتياقها الكامن بداخل قلبها ..قطع حزنها رنين هاتفها، التقتطه سريعًا وهي ترى صورته تنير شاشة هاتفها، انسابت عبراتها عندما شعرت بشعوره بها 

-حبيبي..كلمة رغم بساطتها الا أنها اخترقت ثنايا روحه ليجلس بمكانًا فسيح مبتعدًا عن كل ما يؤلم روحه ينظر للبحر 

-روح حبيبك..استمعت لتلاطم الأمواج فنهضت من فوق فراشها 

-إنت على البحر..نظر بتيه لايعلم كيف وصل إلى هنا فأجابها 

-مشيت كتير معرفش وصلت ازاي، يمكن علشان وحشاني محستش بنفسي 

جلست أمام لوحاتها التي تحمل صوره 

-جاسر وحشتني قوي، عايزة اشوفك، عارفة بحملك فوق طاقتك، بس حقيقي مش قادرة اتنفس حاسة الاسبوع اللي عدى بسنين وانت بعيد عني ..لو ممكن

قطع حديثها قائلاً :

-جهزي نفسك بكرة راكان أو ياسين هياخدوكي الفيوم، ونتقابل هناك 

-الفيوم ..قالتها مذهولة ثم تسائلت 

-الفيوم بعيدة عنك ليه كدا 


ارجع خصلاته للخلف بسبب الهواء وتابع حديثه:

-مش مهم المهم اشوفك 

-طيب خليك عندك وانا اجي لك مرسى مطروح وحجة ممكن اكون نازلة مصيف ..صمت للحظات يفكر بحديثها ثم أجابها :

-مينفعش ياجنى، ممكن الشكوك تكون حواليكي، يعني ازاي جوزك ميت ونازلة مصيف 

-اسكت ياجاسر مش عايزة اسمع الكلمة دي ابدا ربنا يخليك ليا يارب 


غير مجرى حديثه وتسائل:


-بتشوفي ماما ..تذكرت ماصار لها بتلك الأيام فأردفت مستنكرة مافعله ياسين 

-ياسين اخوك دا عايزة اضربه 

زوى مابين حاجبيه متسائلاً:

-ليه عمل ايه حبيبي !!.

أجابته بقلب ممزق: 

-تخيل بيقولي انا جمعتك بجاسر علشان محدش هياخد على كلامك، بس دا ميمنعش انك متتكلميش مع ماما في أي حاجة 

-ليه بيقول كدا!!

تابعت حديثها قائلة بنزق 

-حضرة الظابط خايف اعرف ماما غزل انك عايش، وبعت لي عاليا تراقبني ..خنقني بجد 

تجمعت برك الدموع بعيناها تطالعه برجاء

-عايزة ارجع بيتنا ياجاسر، مش عايزة اقعد هنا، عايزة ابني يكبر في بيتنا 

ودا رافض حتى ارجع جناحنا اللي في بيت عمو جواد، كل كلامه أوامر بس متخرجيش من هنا، أنا مبقتش أقابله ولو دخلي بشتمه وبطرده 

صمتت تزيل دموعها واستانفت:

-رايح يقول لبابا محدش يقرب من جنى ياعمو علشان دا علاجها ممنوع تخرج لوحدها ممنوع وممنوع 


فاض به الألم والغضب معًا فحاول تهدئتها :

-معلش حبيبي هما خايفين كلام يخرج هنا ولا هنا، بابا واخد احتياطاته مش اكتر علشان الخدم، خايف يكون حد من الخدم مش موثوق فيه زي زمان 

كفكفت دموعها وهاتفته بنبرة حزينة

-اللي وجعني بجد حبي ليك بقى عندهم جنان 

-متزعليش ياجنجون انا اللي مجنون بيكِ ياستي، قالها مازحًا ثم غير الحديث 

-كنان عامل ايه..ذهبت ببصرها لأبنها الغافي واجابته 

-نايم اهو ..

-هو عندك ؟!

تنهدت وأجابته : مبقتش انام غير في حضنه الصغير اهو يعوضني اشتياقي لابوه


-أكيد بتهزري صح ..

افتح الكاميرا وانت تعرف ..

نظر إلى صورة ملاكه الغافي بفراشه..مرر أنامله على صورة ابنه مبتسمًا

-هو ماله صغنن كدا ولا السرير اللي كبير .. ظل يطالعه لدقائق ثم هتف -قومي الواد دا بقى راجل ونايم مكان أبوه 


وجهت الكاميرا عليها واجابته بضحكاتها:

-بس يابابا هزعل منك، انا هنا راجل مع ماما لحد ما ترجع 


افترسها بنظرات عينيه العاشقة قائلاً :

-حبيبي ايه الجمال دا، يعني تحلوي وانا بعيد كدا 

نظرت لثيابها ونظراته ثم جلست على الفراش 

-افهم من كلامك اني كنت وحشة وانت هنا 

هز رأسه بالنفي وآآه جياشة مليئة بالاشتياق 

-دلوقتي بس اتمنيت اكون طائر بأجنحة علشان اوصلك واخدك في حضني لحد ماتذوبيني عشقًا مهلكتي 


انزلقت دمعة رغما عنها مع ارتجافة قلبها تطالعه بحنان عيناها كحنان الام لرضيعها 

-حبيبي إن شاءالله هترجعلي قريب وتعمل كل اللي عايزه المهم تاخد بالك من نفسك 

سحب نفسًا طويلا حتى شعر بثقل تنفسه ينظر غارقا ببحور عيناها 

-أنا بعمل دا كله علشانكم، لازم أأمن حياتكم 

تململ طفله بنومه يهمس باسم والدته 

انحنت تقبله تمسد على خصلاته، مما شعر بتآذر آلامه بالبعد عن تلك الجنة الصغيرة ..كانت نظراته تتجول على أناملها التي تخلل خصلات طفله ولم يستمع لحديثها معه، ذهب بخيلاته بنومه على ساقيه ومداعبة خصلاته 


-جاسر روحت فين !!

كاد وجع البعد أن يضعفه فغير الحديث قائلا بمزاح: 

-الواد دا ينام في اوضته ياجنى، مش مسموح لك تاخدي حد في حضنك غيري سمعتيني، وكمان البسي قدامه لبس كويس، هتنامي جنب الولا بقميص نوم، اتجننتي 

ارتفعت ضحكاتها تهز رأسها بشقاوة 

-جسورة حبيبي الغيور من ابنه، ابني هينام في حضن مامته ياحضرة الظابط ولو تقدر تجي مكانه معنديش مانع 

-لا والله !!


غمزت بعيناها تقبل وجنة طفلها تهمس إليه !!

-حبيبي اللي شبه باباه وعايز يتاكل 

جز على أسنانه يرسل بعيناه سهام لو تقتل لقتلتها قائلا

-ماشي ياجنى هتروحي مني فين!!

ارتفعت ضحكاتها يطالعها بعيونًا قاتلة لقلبه الضعيف وهو يرى دلالاها بتلك المنامة التي سلبت عقله حتى فقد اتزانه مردفا بصوت صاخب

-اقفلي يابت واتخمدي، وإياكي تنامي كدا جنب الواد ..قالها وأغلق الهاتف وهي مازالت تضحك على مظهره الذي صورته بالطفولي 

ابتسم بحالمية ينظر لأمواج البحر هامسًا لنفسه

-مهلكة ياجنة حياتي، ليتني نسمة هوا لأقبل وجنتيك، وآه عاشقة من نبض قلبه وبداخله امنيات كثيرة  ..رغم حالميته بها إلا شعر بألمًا يخترق روحه

الصفحة التالية