-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 42 - 8 - السبت 20/7/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الفصل الثاني والأربعون

8

تم النشر السبت

20/7/2024 

مهلكة ياجنة حياتي، ليتني نسمة هوا لأقبل وجنتيك، وآه عاشقة من نبض قلبه وبداخله امنيات كثيرة  ..رغم حالميته بها إلا شعر بألمًا يخترق روحه


لما استمع إليه عما حكته عن  ياسين ..نقش احرفه ليهاتفه 

بغرفة ياسين 

أنهى صلاة قيامه يضع سجادته بمكانها ثم التفت لزوجته التي تعد حقيبتها ، تحرك إلى أن وصل خلفها، يرفع خصلاتها يضعها على جنبًا يضع ذقنه على كتفها 

-هتقعدي كام يوم هناك ..رفعت عيناها من فوق أكتافها مبتسمة

-يعني اسبوع، مش عايزة ماما تزعل مني وتقولي اهملتيني في عز تعبي


طبع قبلة على وجنتيها :

-تمام حبيبتي المهم خدي بالك من نفسك ومن راسيل، وقت ماتحبي ترجعي كلميني 

استدارت بجسدها تحاوط خصره 

-ماتيجي معايا تقضي اليوم هناك، ماما هتفرح قوي، بدل الحمدلله اطمنا على جاسر 

رفع ذراعيه يزيل خصلاتها من فوق وجهها ، محتضنا وجنتيها 

-مينفعش ، مقدرش اسيب بابا وخصوصا بعد معرفتنا بوجود جاسر، وكمان الناس اللي شغالة عندنا في الحي كتيرة وبابا لوحده مش هينفع ياخد باله من كل حاجة ، غير طبعًا جنى دي اكبر مصيبة خايف تقول لماما وتهد اللي بنعمله 


اومأت برأسها متفهمة ثم ضحكت بعدما تذكرت مناوشته مع جنى، أمسكت زر كنتزه تتلاعب به ثم اردفت

-قسيت على جنى ياياسين، رايح تقولها متخلنيش احجزك في المستشفى حق وحقيقي والدليل كلامك دا مش خايف تشتكي لجاسر 


ضحك بصوته الرجولي يشير إليها بيديه:

-من جهة هتقول حفظها ، دي مصيبة وهتعرفه، لازم اضغط عليها ياعاليا، حياة اخويا اهم من زعل جنى، مبقناش نثق في حد فلازم ناخد احتياطتنا 

احتضنت كفيه وبنبرة حزينة 

-صعبان عاليا قوي طنط غزل ، مش عارفة ردة فعلها هتكون إزاي بس اللي متأكدة منه هتتصدم صدمة كبيرة ، مشفتهاش بتتعامل مع كنان ازاي ، دي بتعامله كأنه جاسر 

بتر حديثهما رنين هاتفه ، ابتسم يغمز إليها 

-اهو ياستي ..لكزته تشير للهاتف 

-افتح اللاسبيكر علشان خاطري عايزة اسمع صوته 

-نعم ياختي !!

تسمعي صوت مين، رمقها بعينيه يشير للداخل 

-روحي شوفي بنتك امشي ..قالها وهو يتحرك اتجاه الشرفة

-ايه ياياسين ساعة علشان ترد 

تحمحم معتذرا ثم اجابه :

-التليفون مكنش جنبي..قاطعه باستنكار على رده البارد 

-بكلم راكان مابيردش ، وخايف اتصل ببابا مش ضامن تليفونه ، عايزك تجيب لي جنى بكرة الفيوم من غير ماحد يشك 

استفهم باستهحان 

-ليه الفيوم يعني، طيب ماتيجي انت هنا بيت عمو باسم، على الأقل بابا يشوفك هو كمان 


اجابه بعيونا مليئة بالقلق 

-عزيز حاسه مراقب بابا معرفش ليه، دخلت فجأة عليه وشوفت صورة بابا على تليفونه، فأنا مش عايز اغامر بحاجة ..راكان عارف بيعمل ايه وهيعرف يتصرف ومش عايز اتعب بابا ، انت حاول تخرج جنى من حي الألفي وتعمل زي ماراكان فهمك المرة اللي فاتت 

تسلل القلق بداخله فتسائل بنبرة قلقة

-وعزيز يراقب بابا ليه !!

-معرفش ودا اللي بحاول اتأكد منه، انا بحاول على قد مااقدر ابعد شكهم فيا ، اعمل زي مابقولك كدا ، وخد حذرك كويس

صمت للحظات وهتف :

-ياسين عايز اكلم ماما من غير ما تحس وياريت لو تفتح كاميرا، قلبي وجعني قوي من وقت ما شفتها اخر مرة ، 


-حاضر ياجاسر، بس هتعمل زي اخر مرة بجد مش هساعدك تاني، لولا وجود بابا كنت زمانك بوظت الدنيا

انبثقت دمعة حارقة لوجنتيه

-ياسين امي وحشتني ومن حقي اشوفها مش قادر اتحمل فكرة أن بيني وبينها حيطة ومشفهاش، شعور صعب قوي ياسين 

-حاضر ياجاسر، كفاية علشان هعيط وكدا هنزلها هقولها كل حاجة 

ابتسم يزيل دموعه قائلًا:

-أوس أخباره ايه ؟!

-مش عارف ؟! ..مش عارف قالها متعجبًا 

-بجد مش عارف من وقت اختفاءك وهو من الشغل للبيت مبيقعدش معانا، وعامة مفيش حد بيقعد مع حد دلوقتي 

-عايز اكلمه..استدار للخارج 

-أنا نازل عنده المكتب هو بيشتغل على مشروع جديد، هتلاقيه صاحي، وكمان ماما كانت بتساعد ربى في بعض الابحاث، اه على فكرة روبي هتبقى دكتورة نسا رسمي الشهر الجاي

-حبيبة اخوها وحشتني قوي ..دلف إلى غرفة المعيشة يهمس له افتح الكاميرا 

تبسم ياسين ينظر لوالدته 

-الغزالة لسة صاحية ولا ايه؟!

رفعت رأسها عما تفعله تطالعه بابتسامة 

-حبيبي فكرتك نمت ..تحرك إليها ثم انحنى يطبع قبلة فوق جبينها 

-مجاليش نوم فقولت انزل ارخم على ربى 

تهكمت ربى وهي تعمل على حاسوبها

-أيوة ظابط دمه تقيل مستنية منه ايه 


ضمت غزل رأسه تضع كفيه فوق رأسه

-بس ياروبي ياسين دمه مش تقيل هو بس عصبي شوية ..ظلت تنظر إليه لبعض اللحظات ثم هتفت:

-مراتك نامت ..اتعشيت حبيبي 

اومأ لها مبتسمًا ومازال يحرك هاتفه لتظهر أمام جاسر 

نهضت ربى تلقي نفسها بينهما 

-اااه اخيرا خلصنا يامامي، لازم انام شهر بعد كدا 

ضغط جاسر على شفتيه يمنع بكاؤه وهو يراهم أمامه دون أن يحدثهم مااصعب هذا الشعور ياالله 


لكزها ياسين 

-ابعدي يابت هو احنا مش جوزناكي جاية ترمي نفسك علينا ليه، روحي شوفي جوزك بدل مايتجوز عليكي 


-سامع حد جايب في سيرتي بالباطل 

نهضت ربى تلقي نفسها پاحضان عز 

-تعالى خد حقي من المفتري دا يازيزو

لف ذراعيه حول جسدها يضمها لأحضانه متحركًا حتى وصل لجلوس غزل وألقى نفسه بجواره، انحنى يقبل جبينها 

-عاملة ايه الغزالة النهاردة ؟!


لمعت عيناها بنجومها تهز رأسها تبتعد بنظرها عنه حتى لا تبكي 

-كويسة حبيبي ، جنى عاملة ايه ، رحت اشوفها قالولي نايمة ، مش عارف تجيب كنان معاك وحشني مشفتوش النهاردة 

ارجع بجسده مغمضًا عينيه 

-كنان نايم دلوقتي ، جنى كويسة الحمد لله ، حالتها اتحسنت جدا على ايد الدكتور دا، وبقت تنزل الجنينة ورجعت شغلها النهاردة مع عاليا ، احسن بتمنى ترجع تضحك تاني والله ياطنط، لأنها تعباني جدا، بس اللي وجعني أنها لسة مُصرة على وجود جاسر 


ربتت على ظهره وهاتفته بنبرة تقطر ألما من ثنايا روحها

-حبيبي اعذرها اللي راح مكنش عادي، دي روحها، الله يكون في عونها ، اصعب ألم يمر على الحبيبة 

غير ياسين الحديث متسائلًا 

-عز أوس خلص شغله 

اومأ يشير بخروج أوس من الغرفة يملس على عنقه 

-أنا طالع ارتاح تصبحوا على خير 

أوقفته غزل :

-حبيبي تعالى اشرب حاجة مع اخواتك 

اتجه إليها يقبل جبينها 

-ماليش نفس ياست الكل، عندي شغل بدري هطلع ارتاح ، ياله تصبحوا على خير 

-"أوس" قالها ياسين متوقفا إليه 

-بقولك عايز عربيتك بكرة علشان جنى عندها جلسة ومعرفش هترجع في نفس اليوم ولا هتبات 


ارتفع حاجبه متعجبًا ثم تسائل :

-وعربيتك فين، وبعدين انا معرفش مش مرتاح للدكتور دا، عايز اعرف ايه كورس العلاج اللي يخليها اسبوع برة المستشفى وقال ايه تحسن طبيعي ، اتجه بنظره الى عز 

-إنت ساكت ليه على الموضوع دا، بكرة تشوف ايه حكاية الدكتور الاهبل دا 

كتم ياسين غيظه من ذكاء أوس يريد أن يلطمه على وجهه وخاصة بعد وقوف غزل 

-يعني ايه جنى بتتعالج برة المشفى مش فاهمة وكمان بتاخد كنان معاها 

فتح ياسين فمه للحديث ولكنه قطعهم دلوف جواد 


❈-❈-❈


-قاعدين كدا ليه الساعة اتناشر ياله كل واحد يطلع اوضته 

تنهد بارتياح عندما سحب عز ربى وخرج وتحرك جواد إلى غزل 

-ياله حبيبي علشان ننام ..

اتجه أوس لوالده :

-بابا عايز اتكلم مع حضرتك في موضوع دكتور جنى دا 

أشار إليه بيديه:

-حبيبي الدكتور دا موثوق فيه، وانا بنفسي بتابع معه متخافش ، ثم اتجه بنظره الى ياسين 


ايه اللي حصل لدا كله 

حمحم ياسين مستطردا:

دكتور جنى اتصل وعايز يشوفها بكرة

فهم جواد مايشيراليه

-خلاص انا هتصرف. ..حاوط جسد غزل وصعد للأعلى دون حديث آخر 


رمق أوس ياسين قائلاً:

-برضو اسأل على الدكتور دا، انا مش مرتاح له ، متنساش جنى دي كانت ايه لجاسر، مش عايز تهاون في موضوعها هحاسبك ومش هرحمك..قالها وتحرك للأعلى


زاد الألم ليخرج من رماديته على هيئة حزن بنبرته قائلاً:

-خلاص ياسين انا هقفل سلام 

كور ياسين قبضته بحزن بعدما شعر بأخيه وتحرك متجها إلى جواد حازم 


بالحديقة كان يتحدث بهاتفه 


فارس ..اعتدل مستدير يشير إليها إلى أن ينهي مكالمته ثم اتجه إليها 

-نعم ياهنا..

فركت كفيها واقتربت منه قائلة:

-عايزة منك خدمة

ضيق عيناه منتظر حديثها..فقصت له ماتريده 

أشار إليها بالمغادرة

-امشي يابت من هنا بدل مااضربك قلمين على وشك، ناقصني بنات متخلفة.. اقتربت تجذب كفيه قائلة: وحياتي يافارس 

-وحياتي يافارس!! رددها بذهول ثم أردف:

-هو أنا قولت لك قبل كدا انك غالية عاليا..شكلك بتفهمي تركي بس ..اسمعي ياست" هنا علشان خلقي ضيق ماهو احنا ولاد صهيب كلنا مجانين بشهادة الأطباء على رأي عز 

-أنا مبحبش البنت اللي ترمي نفسها على ولد..فكك مني علشان مكسرش دماغك..وياله وريني جمال خطواتك بدل مارميكي طعم للسمك ..

تحرك يهز رأسه 

-البت دي مش متربية وعايزة اللي يربيها، معرفش عمو سيف كان فين 


هرولت خلفه تمسك كفيه بعدما وجدت دخول سيارة جواد إلى الحديقة 

حك فارس ذقنه يطالعها بنظرة خبيثة وهي تومأ رأسها منتظرة موافقته ..تحرك وهو يعانق كفيها إلى وصول  جواد وابتسامتها تنير وجهها 


ترجل جواد ينظر لكفيهم المتشابكين، ابتسامة ساخرة تجلت بعينيه

-دا ايه الحب اللي مالي حي الألفي دا، شايف النجوم بتتحتفل بيكم 


دفعها فارس بقوة حتى أصبحت بين ذراعي جواد يشير إليه بسخط

-لو منك هروح اكتب عليها حتى عرفي، البت مجنونة بيك يااخي، وانت عامل فيها من شبرا ..ياسيدي ريحها وخليها تبعد عن دماغي ..أشار إليها غامزا 

-كدا عداني العيب بدل مانعمل فيلم هندي رميتك في حضنه لو هو باقي عليكي هيضمك ويقولك متبعديش عني ويحارب القطط الموجودة في الحي أما بقى لو رماكي احفظي كرامتك يابنت عمي ودوسي على قلبك المصدي بحبه 

-ياله باي وعيشوا اللحظة وعكسها..قالها وتحرك يهز رأسه متمتم 

-البت دي هبلة عايزاني أمثل حبها ..غبية متعرفش سمي اللي بيمثل 


بتكلم نفسك ياحبيبي..أردف بها عز 

نظر إليه بتهكم يشير إلى هنا 

-البركة في بنت عمك الهبلة، انا طالع انام عيلة كلها هبلة والله العظيم، قالها وهو يرى عز يحمل ربى ..اقترب منه 

-نزلها ياحبيبي ، دي مش طفلة عندها عشر سنين دي اللي قدها جدة

وضعت ربى رأسها بصدر عز خجلا 

رمقه عز غاضبا 

-امشي يالا من هنا ..تحرك فارس وهو يطلق صفيرا ثم توقف وهتف

-خايف على ضهرك والله نفسي اعرف بتاكلوا ايه ..اكتر حاجة بتعملها العيلة دي تشيل نسوانها ..صمت للحظات يحدث نفسه:

-هوو انا بكرة هشيل مراتي كدا ..ليه أن شاءالله معندهاش رجلين، دا في المشمش اشيلها وضهري يوجعني أن شالله ماتشالت ..استدار بعدما استمع الى ضحكات جواد حازم، تهكم بينه وبين نفسه

-اهبل وعبيط ، اقسم بالله البت هنا دي قادرة وفعلا مالهاش غيرك ياغبي اهو حلة ولقيت غطاها ..


بعد عدة أيام بالفيوم 


خرجت من مرحاضها تبحث عنه، دارت عيناها بالغرفة، فهي تركته غافيًا..تحركت إلى غرفة الملابس استمعت إلى حديثه مع تلك الفتاة

اشتعل قلبها بنيران الغيرة، فدفعت الباب بقوة تقترب منه بنظرات نارية تريد إحراقه بها 

-بتعمل ايه؟!.

وضع كفيه على شفتيها وأكمل حديثه

-تمام حبيبتي ، إن شاءالله هرجع بعد يومين..سلام 

ركلته بقوة تدفعه بجنون

-حبك بورص ياامور، هي مين دي اللي حبيبتك أن شاءالله 

قهقه عليها وهو يراها كقطة شرسة، لم يرحم قلبها المسكين ، ليستند على كتفها 

-خطيبتي عندك اعتراض ..صمتت تجز على اسنانها حتى لا تطبق على عنقه ..لحظات كفيلة بسحب أنفاسه إلا أنها صدمته حينما قالت 

-تعرف عمو جواد كان هيجوزني جواد ابن عمته..ياخسارة اهو كنت غيرت نوع البرفيوم بتاع الرجالة

صمت للحظات يهز رأسه يتلاعب بخصلاتها 

-تغيري نوع البرفيوم ..اممم ، طيب ياروحي عاجبك النوع اللي هتغيره ..تحركت إلى الخزانة بعد مااصابت هدفها 

-الصراحة ياجسور انا غايبة عن الوعي وقتها الريحة ملحقتش اشمها، بس ياحبيبي هتفضل تستهبل كدا ممكن اشمها عادي ..دنت بجسدها وابتسامة ساخرة بعدما وجدت تغير ملامحه 

-هو انا ماقولتلكش..صمت ينتظر حديثها 

-يووووه من حبي فيك بقيت انسى اسمي حتى، خايفة اقوم في يوم ماافتكرش انا متجوزة ولا أرملة ماهو انت عند الكل ..مطت شفتيها تنظر ليديه التي يضغط عليها حتى ظهرت عروقه من كثرة انفعالاته ناهيك عن لون عيناه التي تغيرت ..لم تعريها حالاته واكملت حديثها 

-روح كمل اتصالك مع خطيبتك، اه متنساش تقولها تجهزلك عشا رومانسي ياامور 

قالتها واستدارت تخرج ثيابها وإذ بها تصرخ وهو يرفعها بين ذراعيه متجها إلى خزانته ..انزلها بهدوء امام الخزانة وقام بدفع كل زجاجات عطوره حتى انسكبت جميعها ..كدا ريحتي وقعت على الأرض ياجنجون ممكن اغيرها لوتحبي بس لازم تتعاقبي على كلامك حتى لو هزار 

اختبأت بأحضانه تدفن رأسها بصدره

-جاسر مش قصدي اللي فهمته، انا بضايقك بس ماهو انت ضايقتني، بس زعلت على اللي عملته مين قالك أن ريحتك وحشة دي اجمل ريحة في الكون كله ..رفع ذقنها يفترسها بعيناه كالحيوان المفترس وكلماتها تصم أذنيه لينحني إليها يعاقبها بطريقته العنيفة ..طريقة عاشق مجنون بغيرته الجنونية ، تناسى أن مابين ذراعيه زوجته حبيبته ملاكه ولم يتذكر سوى أن أحدهم سيمتلكها غيره 


بعد فترة كانت تجلس أمام مرآة زينتها تنظر بانعكاسها لنومه الهادئ، كالذي اقتنص جائزته..ظلت نظراتها عليه ثم اتجهت تنظر إلى نفسها وعلاماته التي تركها ..لا تعلم تفرح ام تحزن بما فعله 

مررت أناملها وتحجرت عيناها بنجومها المتلألئة نتيجة مافعله بها ..نهضت من مكانها بألمًا يخترق جسدها بعدما انهت زينتها واتجهت لتتمدد بجواره، رفعت كفيها على وجنتيه ودنت تدفن رأسها بعنقه تعشقه بكل حالاته، تعلم جنون غيرته ورغم ذلك طعنت قلبه بها، تعلم أنها تجاوزت بالحديث ولكن كان لعاقبها نصيب الأسد، لتفترس بين فكيه كالغزالة الضعيفة لا حول لها ولا قوة 


شعر بها فجذبها بقوة ليخبئها بالكامل بأحضانه كأنه يبعدها عن عيون الجميع

-لو كنتِ عملتي اللي قولتيه ومجتيش احضني صدقيني كنت هزعلك اوي 

ظلت كما هي بأحضانه تهمس له 

-إنت ترياق لسمي ياجاسر 

-إنتِ الروح للجسد ياحبيبة جاسر


بعد عدة ايام عاد إلى مرسى مطروح 

قابلته سمارة ونيران الغضب تخرج من عيناها 

-فيه عريس يختفي قبل فرحه ياغريب كدا ..يعني مش كفاية أجلت الفرح شهر ، أنا مبقتش متحملة برودك 


ألقى ذاك المظروف أمامها 

-شوفي دا وبعدين صرخي..ومليون مرة اقولك مبحبش الصوت العالي


فتحت الظرف وإذ بها تنصدم ، رفعت رأسها تشعر ببرودة تجتاح جسدها مرددة كالمجنونة

-ايدز..عندك ايدز !!


أغمض عيناه يضع كفيه تحت رأسه

-سمارة انا تعبان وعايز انام ممكن تخرجي ..اقتربت منه متسائلة :

-إزاي دا حصل، لا مش مصدقة، احنا نعمل تحليل في مكان تاني 

-سمارة لو سمحتِ مش قادر اتكلم دلوقتي 

خرجت كالمجنونة تدور حول نفسها وحملت الظرف متحركة لسيارتها 

-لا ماهو أنا مستحيل اتنازل عنك 


❈-❈-❈


بعد فترة عادت تجلس أمام منزلها تنظر للامام بشرود ..اقترب منها عزيز، جلس خلفها يضمها لأحضانه

-مالك حبيبتي قاعدة كدا ليه زي اللي ميت له حد 

رفعت نظرها تطالعه بحزن 

-غريب ياعزيز طلع مريض ايدز وكمان حالته خطرة 

-إنتِ بتقولي ايه !!

ألقت الظرف بيديه 

-شوف وانت تصدق، امسك الظرف يقلب فيه ثم رفع رأسه رافضا مايقرأه

-لا الموضوع دا مش لازم اسكت عليه اكيد فيه حاجة غلط ..دا من بيت مفيش غير على لسانهم دين وقيم وأخلاق ..تذكر فيروز يهز رأسه 

-ممكن فيروز السبب ..ارجع خصلاته بغضب كاد أن يقتلعها من جدورها 

-ودا اتأكد منه ازاي ..صمت قليلا ثم نهض 

-مفيش غير سمر هي اللي تقدر تأكدلنا دا 

بعد مرور ثلاث شهور بعد ظهور جاسر

نهضت تمسك أحشائها تهرول إلى الحمام تقوم بالتقئ ..جثت على الأرضية بوهن وجسدها ينتفض بقوة، دلفت غزل تبحث عنها 

-"جنى"

تحاملت ناهضة وهي تتحرك بوهن 

-أنا هنا طنط غزل ..استدارت تطالعها بشهقة 

-حبيبتي مالك ايه اللي عامل فيكي كدا ..تراجعت على الفراش تلقي نفسها 

-شكلي اخدت برد، ممكن تاخدي بالك من كنان ..قالتها وغمامة سوداء تحيطها حتى أغمضت عيناها لتذهب باغمائها، ربتت غزل على خصلاتها اعتقادا ذهابها بالنوم 


باليوم التالي توقفت تنظر لذاك الاختبار بقلبًا ينتفض حتى ظهر خطين به ..ابتسامة لمعت بعيونها 

-ياكرمك يارب، وضعت كفيها على احشائها 

-هيكون لنا ابن تاني ياجاسر ..

ااااااه قالتها بفرحة عارمة تنتظر اتصاله على أحر من الجمر ..مرت ايام ولم يهاتفها ..دلفت عاليا إليها ذات يوم

-حبيبتي تعالي ننزل الجنينة 

نظرت الى عاليا قائلة

-جاسر مكلمش ياسين ؟!

هزت رأسها بالنفي 

جلست حزينة وهتفت :

-عاليا أنا حامل لازم جاسر يعرف 

بتقولي ايه حامل !!

ألف مبروك ياقلبي ..طالعتها بحزن 

-حامل وجوزي مش موجود ، أنتِ واخدة بالك من المصيبة 

وضعت عاليا كفيها على فمها بعدما فهمت حزنها 

-وبعدين!!

-ياسين أو راكان لازم يكلموه 

ضمتها عاليا تربت على ظهرها 

-هقول لياسين متشليش هم حبيبتي 


مساء اليوم وقفت تساعده بأرتداء ملابسه وهتفت قائلة:

- ياسين كلمت جاسر

اغلق زرائر قميصه وقام بتمشيط خصلاته دون الرد عليها 

فلكزته بكتفه:

-ياسين جنى حامل ..قالتها بدخول غزل بعدما وجدت باب غرفتهما مفتوح 


ليسقط مابيديها توزع نظراتها بينهما بذهول 

-جنى مين اللي حامل 

بمنزل صهيب ..تحرك كنان بغرفة والدته وهو يعبث بأشياء والدته ، يخرج مايوجد بأدراجها..دلف صهيب خلفه يخطو بخطوات بسيطة بسبب ثقل قدمه ..

-حبيب جدو انت هنا ..ياله أخرج حبيبي..ارتفعت ضحكات الطفل وهو يحمل صورة جاسر يشير إلى صهيب 

-بابا جاسر 

امسك ماامسكه كنان ينظر بحزن لصورة جاسر..اتجه يجلس على الفراش يطالعها بأعين مشتاقة 

"ياحبيبي يابني ..آآه ، قالها وهو يضم صورته لأحضانه يتمتم بنبرة متقطعة من بكائه

-وحشت عمك قوي ياحبيبي، كدا هان عليك صهيوبة ياجاسر، وحشني صوتك حبيبي وشقاوتك، ياحرقة قلب قلوبنا عليك ..قبل صورته ينظر إلى الأشياء التي بعثرها حفيده حتى توقفت عيناه على ذاك الاختبار ، انحنى يجذبه ينظر به ويقلبه بين يديه 

-اختبار حمل ..بتاع مين دا 

دلف عز ينادي على والده 

-بابا فينك ..قالها ودلف للداخل بعدما استمع الى ضحكات كنان وهو يتحرك بالغرفة 

-جدو ..جدو ..تحرك سريعا لوالده حينما لم يجد رده ..توقف متسمر ينظر لشحوب وجه والده الذي رفع اختبار الحمل 

"ايه دا ياعز، مين اللي حامل"

قالها صهيب بدخول غزل متسائلة:

"فين جنى ياصهيب"

يتبع ...

إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة سيلا وليد من رواية عازف بنيران قلبي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة