-->

قصة قصيرة جديدة قضية ظلم لحنين جمال - الفصل 2 - الأربعاء 24/7/2024

  

قراءة قصة قضية ظلم كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




قصة قضية ظلم

رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة حنين جمال

الفصل الثاني

تم النشر يوم الأربعاء

24/7/2024


" يُداعِبُ الرُّوحَ في الأحْلامِ أحْبابُ، غابُوا عنِ العيْنِ لكن قَطُّ ما غابُوا، يشْتاقُ قلبي إلى لُقْياهُمُ دوْماً، والشَّوْقُ دوْماً إلى الأحْبابِ غَلاّبُ ". 


«قسـم الشرطـة».


كانت "ميلاء" محبوسة في إنفرادي قاعدة علي الكنبة وهي منكمشة في نفسها تعيط، جه حد وقف قدام الحديد وقال بسخرية:

_دي أخرت إللي بيحشر منخيرة في شيء ميخصهوش، شوفي حصلك إي بدون ذنب أترفع عليكِ قضية قتل، غير التهمه اللي تلبستك.


ميزت هي الصوت وبصت بسرعه لكن إتصدمت لما شافته:

_"شهاب".


برق "شهاب" وقال برفض:

_"ميلاء" مستحيل تكوني إنتِ المتهمه. 


قربت من حديد السجن ومسكت فية بقوة وقالت:

_تخيل بقي إني أنا المتهمه، أنا إللي قتلت "بدر العثماني" بطعنة السكين.


هز راسة برفض وقال:

_لأ مستحيل! مش إنتِ لأ متقوليش كدا انا هطلعك من القضية زي الشعرة من العجين!! إزاي وصلتي لهنا احكيلي هجبلك أكبر محامي يترافعلك عن القضية.


هز رأسها ودموعها نازله منها بغذراة:

_خلاص مبقاش ينفع لما الطب الشرعي يكشف البصمات علي السكينه التهمه هتثبت عليا، والقضية المرفوعه عليا هتمشي.


مسك ايديها وهو بيهز فيها جامد:

_قوليلي من عمل فيكِ كدة وإزاي وصلتي لهناك.


بصته بخيبة أمل وقالت بجمود: 

_إنتَ السبب إنتَ إللي مردتش علي موبايلي لما رنيت عليك علشان اقولك بابا عرف اني قعدت معاك في الكافية وهو كان حالف عليا أو قعدت معاك تاني، هنطرد من البيت وابقي ولا بنته ولا يعرفني، وفعلًا دة اللي حصل، فضلت ماشية في الطريق مش عارفه أنا رايحه فين من غير هدوم أو موبايل، رنيت علي موبايلك من رقم غريب كانت ست معديه وطلبت منها كانت رافضه، و وافقة بالعافية تديني الموبايل رنيت عليك، وللأسف هزقتني وقفلت في وشي.


Flash back: 


قالت بكل قلق وتوتر وهي عاوزه تعيط:

_ألووو "شهاب" أنا "ميلاء" ألحقني بابا طردني من البيت.


رد عليها ببرود وجحود:

_اقفلي يا "ميلاء" مش ناقص هزارك دلوقتي علشان انا زهقان وعفاريت الدنيا بتتنطط في وشي.


_إسمعني بس هقولك أرجوك متقفلش في وشي الموبايل.


=غوري في ستين داهية مش وقت هزار.


مخلهاش تكمل كلامها وراح قافل علي طول، لان من وقت ما موقف "شهد" بنت خالته حصل وهو عفاريت الدنيا بتتنطط قدامه.


Back:


كملت كلامها بعياط وشهقات صوت عالية وهي بترجع مكانها تقعد:

_فعلا كلام بابا طلع حق كلكوا مظاهر خداعه، أنتم مظهر وبس، فكرتك جوهر وهتعمل بأصلك، لكن طلعت واطي وندل ضحكت عليا وكانت تجربة تسلية معايا!! علشان اول ظرف أزمه حصل معايا هربت مني ومظهرتش، ودلوقتي بطلب منك تسبني وتتفضل تمشي!!. 


أعترض "شهاب" علي كلامها وهو بيصرخ:

_مستحيل أسيبك لأ مش همشي، هقوملك أكبر محامي يترافع عن القضية أنتِ مستحيل تقتلي، أصلًا اللي إنطعن بالسكينه ده إبن عمي، ومرات عمي هي اللي رافعه القضية، هخليها تتراجع عنها هنسحب الشكوة.


رجعت شعرها ورا ودنها وقالت بتعب:

_سبني وامشي مش عاوزة اشوفك قدامي.


بعدها صرخت بحدة:

_انا بكرهك بكرهك يا "شهاب" ومش عاوزة اشوف وشك تاني، لان بسببك بابا إتبري مني، ياريتي كنت سمعت كلامة ومعملتش كدة!! هو كان معاه حق لما قال إنك بتتسلي وبتلعب بمشاعري. 


كانت دموع "شهاب" سبقاه وهي نازله علي خده وعاوز يأكد لها أنه بيحبها لكن هي رافضة الفكرة نهائي، ومش طايقة تشوفه قدامها، لحد ما جه مأمور السجن وهو بيقول:

_الزيارة إنتهت يا "شهاب" بية مضطر تخرج داوقتي.


قال "شهاب" آخر كلمتين لـِ"ميلاء":

_إياكي تعترفي بأي حاجه تقلب القضية ضدك!! خليكِ باردة لحد ما المحامي يوصل. 


سابها وخرج لان موعد الزيارة بتاعته إنتهت وهو ميعرفش إنها هي المتهمه في القضية، لكن لما عرف أتواعد أنه يرفع لها أكبر محامي، يترافع عن القضية، أما هي فضلت غرقانه في المشهد ووالدها بيطردها برا البيت. 


❈-❈-❈


«في المستشفـي».


كانت قاعدة السيدة "رانيا" جمب "بدر" علي السرير وهي ماسكة إيده وعيونها بتدمع:

_مش عاوز تقوم لي يا "بدر" قوم يا حبيبي بلاش تخلي قلبي بيتقطع عليك كدة، علشان خاطري قوم هو أنا موحشتكش؟؟ ولا حتي "لارا" إنتَ ما تعرفش هي قلقانه عليك قد اي، مش راضية تاكل لقمة طول ما إنتَ تعبان كدة، علشان خاطري قوم بقي.


مردش عليها وزي ما هو في عالم بيصارع فية حياته الماضية، لكن نايم وسامع كل شيء حلولية بس مش قادر يتكلم أو يفتح عنية، باست والدته راسه بحنان وقالت:

_حقك هيرجع يا حبيبي حقك هيرجع متقلقش إحنا خلاص كلها بكرا ولا بعدوا والمحامي بتاعها يجي يحدد الجلسة لها في المحكمه، ولما تعترف قدام القاضي إنها هي اللي قتلتك!! ناري هتبرد، أنا رفعت عليها قضية قتل والقضية ماشية، ولازم القضية تمشي دة أنا كنت خلاص صدقتها أنها هي اللي اسعفتك، لكن لنا شوفت صورتها محطوته في دولابك وانا بجبلك هدوم المستشفي علشان تغير تأكدت أنها هي اللي قتلتك، اكيد في حاجه بنكم لولا الصورة انا مكنتش عرفت انها هي المجرمه.


رجعت باسته مرة تانية وقالت:

_سلام يا ضي عيوني انا همشي دلوقتي علشان هروح النيابة.


سابته وخرجت وقفت مع الدكتور تكلمة بقلب مقبوض:

_قولي يا دكتور هيفوق أمتي ؟؟.


رد عليها الدكتور بآسف:

_والله يا هانم انا مقدرش اقولك بعد يوم او بعد يومين؟؟ لان الغيبوبة دي!! ممكن تكون يوم اسبوع شهر سنه عشر سنوات، علي حسب إستجابة المريض لأرض الواقع.


هز راسها بيأس وقالت:

_شكرًا يا دكتور أستأذن أنا دلوقتي.


هز راسه بالموافقة وقال:

_إتفضلي !.


❈-❈-❈


«بيت محمد الشافعــي» 


خبط الباب قام "محمد" والد ميلاء فتح الباب وقال:

_مين، إستني جاي أهوو.


فتح الباب وأول ما شاف إن "شهاب" إللي واقف قدامه راح قافل في وشة، فصل "شهاب" يخبط علي الباب ويزعق:

_يعمي أفتح الباب عاوزك في موضوع مهم بسرعه بخصوص "ميلاء".


زعق والدها بعد ما فتح الباب وقال بصرامة:

_متجيش سيرتها هنا في بيتي!! خلاص أنا أتبريت منها ليوم الدين، جاي دلوقتي علشان تطلب إديها مني، وانا بقي بقولك معنديش بنات للجواز، ويلا إتفضل من هِنا علشان مقلش منك قدام الجيران.


زق "شهاب" الباب ودخل بعنف لجوه وهو بيتكلم بصوت حاد:

_يعمي إفهمني بنتك في السجن متهمه بجريمة قتل.


قالت "عزة" والدتها بخضة:

_إي إنتَ بتقول إي يا إبني، إزاي حصل كدة!!.


قعد "شهاب" علي الكرسي وبدأ يحكي اللي حصل معاها:

_في نفس اليوم إللي عمي طرد فية "ميلاء" من البيت!! أتقبض عليها فية بتهمه القتل، "ميلاء" لما مشيت مكنتش عارفه تروح فين؟؟ فضلت ترن عليا كتير بس انا كنت مشغول في إجتماع معرفتش ارد عليها وغير ذلك الرقم ماكنش متسجل لأنها كلمتني من الشارع فعلشان كدة معرفناش عنها اي اخبار، فضلت هي ماشية في الطريق لقت واحد في سكة مقطوعه مرمي علي الأرض مطعون في بطنه بالسكينه!! وللاسف الشديد لمست السكينه وشالتها من بطنه ورمتها علي الأرض وبعدها اسعفته سبب مسكتها للسكينه التهم والأدلة الجنائية ثبتت عليها، وللأسف الشديد المجني علية كان ابن عمي "بـَـدر".. ومرات عمي رفعت عليها قضية، وأنا جيت اروح علشان اكمل إجراءات القضية أكتشفت إنها "ميلاء".


حطط امها اديها علي قلبها قالت بعياط:

_يا حببتي يا بنتي اي اللي حصلك دة احنا السيب فيه !.


قال "شهاب" بتوتر لولدها:

_بطلب منك يا عمي تجي معايا حالًا علشان تشوف "ميلاء" وتطمنها علي اللي حصل دة!! وانا بوعدك هجيب لها أكبر محامي يترافع عن القضية.


قام والدها بهيبة وهو رايح ناحية الاوضه بتاعته:

_استناني هغير هدومي في ثانيه وجاي معاك.


رد "شهاب" بستعجال:

_بسرعه يا عمي قبل ما تتعرض علي النيابة تاني، القضيه كانت متأجله.


❈-❈-❈


«برا أوضة النائب».


جري "شهاب" علي السيدة "رانيا" وقال قبل ما تدخل أوضة وكيل النيابة: 

_يا مرات عمي أرجوكي إسمعي كلامي وإتنازلي عن القضية، صدقيني "ميلاء" معملتش أي حاجه.


نزلت السيدة "رانيا" إيد "شهاب" عن اديها وقالت:

_مش هتنازل عن القضية، لان مفيش غيرها اللي طعن ابني في بطنه، والنهاردة اخر تحقيق لها مع النيابة وهتتعرض بعدها علي المحاكمه القانونية.


سبته ودخلت بعدها جات الشرطه ومعاها "ميلاء" وأديها في الكلبش داخلين ناحية الأوضه، جري عليها والدها واخدها في حضنه:

_"ميلاء" يا حببتي متقلقيش إحنا جنبك اهو.. وخليكي عارفه اني فضهرك وحاميكي إياكي تعترفي بأي حاجه جوة، "شهاب" جابلك محامي كبير يترافعلك عن القضية، مهما سألوكي قولي معرفش ومشوفتش إياك تعترفي بأي شيء ؟؟.


شدها الضابط من والدها دخل بيها علي النيابة علشان تتسائل.


❈-❈-❈


«أوضــة الـنـائـب». 


قال وكيل النيابة بكل برود:

_لأخر مرة هسألك قتلتيه لي ؟؟.


رد هي بعياط وصوتها الضعيف:

_انا مقتلتهوش والله العظيم مقتلتهوش صدقني!!.


حط القلم قدامه وطقطق صوابع إيدة وبعدها طرقع رقبته وقال وهو بيرجع ضهرة لورا:

_قوليلي إي اللي حصل بضبط أثناء وجودك لمكان الجريمة.


دموعها نزلت اكتر وقالت:

_بردو مش مصدقني، بص حضرتك والله العظيم انا كنت ماشيه في الطريق بليل ووسمعت صوت حد جريت لقيته مرمي علي الأرض وفي بطنه سكينه شلتها من بطنه وكان هو وقتها غايب عن الوعي!! لقيت موباية في العربية حطيت صابعه علي البصمه فتح بعدها رنيت علي الإسعاف جات بسرعه وأسعفته المستشفي، هو ده كل اللي حصل والله العظيم.


بعد ما خلصت كلامها قال المحامي الترافع عن القضية:

_يا حضرة النائب، موكلتي قالت لك انا مقتلتش لأنها فعلًا ما قتلتش، كانت ماشية في الطريق لاقت الجريمة دي حاصله.


قال وكيل النيابة:

_بص الطب الشرعي أثبت إن البصمات بتاعتها، ومعاناة اوراق بكدة.


رد المحامي بكل غرور:

_والطب الشرعي أثبت بردو أن الجريمة حدثت الساعه ¹² وربع، وإن البصمات إللي علي السكينه كانت ¹² ونص إلا خمسة، يعني بعدها بـِ عشر دقايق بضبط ودي الورق اللي بيثبت ذلك، يعني "ميلاء" ملهاش أي علاقة بالقتل نهائي، والبصمات اللي موجودة علي السكينه لأنها كانت بتحاول تساعدة.


بص وكيل النيابة علي أوراق المحامي ورجع بص علي اوارق المجني علية:

_الاوراق الاتنين قدامي، أوراق المتهمه بتثبت إنها مقتلتهوش، وأوراق المجني علية بتثبت إنها قتلته، أرجوا منك يا سيادة المحامي تحدد يوم للمحامه القانونيه.


رد المحامي بثقة أنه هيكسب القضية وقال:

_يوم ¹⁵ في الشهر الساعه ¹⁰ صباحًا أول جلسة في المحكمه عن القضية.


بص وكيل النيابة علي الضابط جنبه وكلمه وهو بيبص علي "ميلاء: 

_أكتب عندك، ((يغلق المحضر رقم** في يومه وساعته وتاريخه لعدم وجود أدلة كافية!! ليقرر الدافع عنها باتخاذ قرار فرض المحاكمه في اليوم** من الساعه العاشرة صباحاً وسيتم هذا الأجراء من اليوم الساعه**))•.


إنهارت "ميلاء" مكانها وهي بتقول بعياط:

_انا مقتلتهوش.


أستأذن المحامي وخرج، وبعدها اخدو "ميلاء" علي البوكس، وقف "شهاب" وهو بيسأل المحامي عانها:

_إي اللي حصل إحكيلي.


قال المحامي برزانه:

_الأوراق إللي معايا مكنتش كافية إنها تثبت براءتها، وحتي أوراق المجني علية مكنتش كافية بردو إنها تثبت التهم المنسوبة إليها!! حددنا جلسة يوم** مع المحكمه. 


قرب "شهاب" من المحامي وقال بفحيح:

_"ميلاء" تطلع براءة هي ملهاش في الجريمه دي إخرجها منها بطرقتك واللي إنتَ عاوزه هدفعه المهم تخرج منها براءة.


طبطب المحامي علي كتف "شهاب":

_ثق فيا القضية كدة كدة ماشية، لكن خلال الفترة إللي هدرس فيها القضية براءة المتهمة هتظهر فيها من أول جلسة. 


_أما نشووف الثقة الزيادة اللي عندك دي. 


❈-❈-❈


«قصر العثماني».


كان نازل "شهاب" من علي السلم بستعجال لكن وقفته "جميلة": 

_مالك بتجري كدة لي يا "شهاب" اهدي يا حبيبي براحه علي نفسك.


زق أمه وقال:

_بعد إذنك يا ماما سبيني داوقتي مش قادر أتناقش انا مستعجل ارجوكي سبيني.


مسكت والدته إيدة قبل ما يمشي:

_استني عندك رايح فين، رايح تدافع عن إللي قتلت ابن عمك، سبها تروح في ستين داهية ونخلص منها، انا مش عارفه هي عملالك اي دي متهمه في جريمة قتل مش سهلة علشان تخرج منها.


نفض ايد امه عنها وقال بصريخ وصوت عالي:

_وهي مقتلتش حد انا السسب في اللي حصل مع "بدر" ده انا الوحيد اللي مسؤول عنه انا اللي سلط علية واحد يطعنه بالسكينه في بطنه.. لكن للاسف هي اللي جات في الرجلين وإتهمت بالقتل وشالت التهمه لوحدها. 


حطت "جميلة" إديها علي بقوها وقالت بتحذير:

_أخرس وطي صوتك لحد يسمعك وتروح في داهية.


بعدها اخدته ودخلت اوضه المكتب علشان تشوف لي عمل كدة، قفلت واراها الباب وقالت له برعب:

_بتسلط علية واحد لي ؟؟.


إدها ضهرة وقال ببرود:

_علشان أورث انا الشركه والقصر وكل حاجه "بدر" أخدها مني، مش علشان أهملت الشغل لفترة جدي يكتب كل حاجه بأسمه، لا وبيخير ما بنا إللي هياخد باله من الشغل اكتر واحد، كل حاجه هتكون من حقة، والاستاذ "بدر" طبعًا مضيعش الفرصة ونفذ اللي جدي "عثمان" قال علية وكسب هو في النهاية وبقي كل شيء من حقة، وانا عملت كدة علشان يموت واخلص منه بعدها أورث من بعدة وكل شيء يصبح ملكي انا واتجوز "ميلاء" حببتي اللي قلبي دق لها، بس حدث عكس كل دة!! وروحنا إحنا في الرجلين والدنيا انقلب فوقي انا واللي بحبها. 


فضل يكسر في كل حاجه حولية وبعدها ساب اوضه المكتب وخرج،  علشان يروح المحكمه ويحضر القضية. 

الصفحة التالية