رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الفصل 42 - 2 - السبت 20/7/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الفصل الثاني والأربعون
2
تم النشر السبت
20/7/2024
رفع ذقنها بإنامله وابتسم :
-بتقولي جاسر صغير عايز يتاكل
هزت رأسها بابتسامة لمعت عيناها باثرها فدنى من شفتيها وعيناه تخترق عيناها
-طيب جاسر الكبير حرام يتاكل ولا بقى رخم ومالوش في الاكل
افلتت ضحكة خجلة تلكمه بصدره
-بس إنت على طول كدا بتحب تهزر، انا بقول ايه وانت بتقول ايه
قهقه بصوت مرتفع يجذبها بقوة لتسقط فوق صدره بعدما تسطح قائلًا من بين ضحكاته:
-ماليش دعوة لازم اتاكل يعني الشبر ونص عايزة تاكليه والطول دا كله مش عجبك .
غمز بعينيه يداعب شفتيها
-طيب جربي على الأقل هتشبعي بسرعة، أما الصغير دا مش هيسلك سنانك
ارتفعت ضحكاتها تلكمه تدفن رأسها بصدره:
-بس بقى متبقاش قليل الادب
هب معتدلا يرسم الذهول
-يالهوي انا هبقى قليل ادب، تراقص بحاجبه
-طيب هو في أجمل من كدا ياجنجون ماتيجي نجرب
تراجعت بضحكاتها :
-تجرب ايه يا مجنون..ذهب ببصره لذاك الطبق الذي يوضع به الفواكه
امال بجذعه يجذبه ثم أشار إليه
-قصدي نجرب الفاكهة دي، دايما دماغك شمال انا عجبني الرمان دا
زوت مابين حاجبيها تنظر إلى الرمان
-لا والله..!!
وضع حب الرمان بفمها مقتربا منها
-اه والله..ثم مرر إصبعه على ثغرها
مقتربًا عايز ادوق حبيبي
ارتجف ثغرها كحال جسدها من لمسته، لا تعلم لماذا تشعر بتلك المشاعر وكأنها أول لمساته، زاغت عيناها تبتعد برأسها عنه، أدار وجهها إليه
-مالك ياجنى!!
وضعت رأسها على كتفه تبتعد من نظراته الهائمة التي تجعل قلبها يتقاذف داخل قفصها الصدري، لتهتف بصوت خافت:
-هتعمل فيا ايه تاني ياجاسر، مبقدرش اعيش وانت بعيد عني، هو أنا فعلا كدا مجنونة
اعدل رأسها ينظر لعيناها
-زي ماأنا مجنون بيكِ ياجنى، اول حاجة فكرت فيها بعد مارجعت لي الذاكرة اشوفك بأي طريقة، رغم رفض بابا
-عمو!!..اعتدلت تطالعه مذهولة وتسائلت:
-عمو كان عارف انك عايش
ربت على كفيها يهز رأسه بالنفي ثم أجابها
-لا حبيبي لسة عارف النهاردة، بس راكان عارف من شهرين أو اكتر ، وياسين عرف من أسبوع بس متقبلناش غير امبارح بس
-ياسين كان عارف انك عايش من اسبوع وساب عمو جواد يدخلني المستشفى
-جنى الموضوع مش سهل، انا امي لسة متعرفش لحد دلوقتي ، ومش هقولها غير لما اخلص شغلي
هبت من مكانها فزعة:
-لا دا انت مجنون، يعني ايه، يعني هتفضل مستخبي، لا ياجاسر مش معاك في كدا، هو فيه اجمل لما طنط غزل وأخواتك يعرفوا انك عايش .
احتضن وجهها وحاول تهدئتها واقناعها:
-جنى ممكن تسمعيني، لازم الناس دي يتقبض عليها دول خطر جدا
تراجعت تبعد كفيه عن وجهها تهز رأسها رافضة حديثه
-ولو ياجاسر، لازم طنط غزل وأخواتك يعرفوا..صمتت للحظة ثم رفعت عيناها التي ازرفت دموعها
-دا بابا عجز بسبب خبر موتك، يادوب ياحبيبي لسة بيعرف يسند نفسه، تخيل لما يعرف انك عايش
مسح على وجهه بعنف محاولا تهدئتها:
-عارف ..راكان قالي كل حاجة، وعلشان الوجع دا كله لازم اخد حق وجع السنة دا كله
-جاسر انت معرفتنيش حاجة عن السنة اللي بعدت عني فيها ، عايزة اعرف كل حاجة
قام بقص لها كل مامر به إلى أن وصل إليها
نظرت إليه بذهول تشير لنفسها
-يعني إنت خاطب واحدة تانية
-جنى اهدي مش زي ماانتِ متخيلة
اشعل حقول نيران قلبها بنار الغيرة حتى تحولت إلى كتلة نارية، تتسابق أنفاسها تشعر وكأن جدران الغرفة ينطبق على صدرها، فتحت فمها للحديث ولكن هربت الحروف من مخارجها وكأنها لم تعد تعلم كيفية الحديث ولم يتبقى سوى انفجار عبراتها
لتنساب بكثرة حتى أصبحت كنوة شتاء متصاعدة، تراجعت تجذب الغطاء تداري جسدها ثم نزلت من فوق الفراش تتحرك بجسد مرتجف وحال لسانها:
-عملت ايه في دنيتي علشان اتوجع الوجع دا كله، مرة فيروز ودلوقتي البت الجديدة ..هو لدرجة دي السعادة مش مكتوبالي، يعني مش كفاية بعدك عني لا واحدة كمان تشاركني فيك ..ليه، انا قلبي خلاص مبقاش فيه حتة صغيرة
طالعها بأعين عاجزة كيف يمتص ألمها، لقد أزهقت روحه بكلماتها، ونزف قلبه، فنهض متجهًا إليها وحاول الاقتراب منها:
-جنى عمري..أشارت بيديها لتوقفه
-وديني المستشفى ياحضرة الظابط ، ياريتك مارجعت، على الاقل كنت رسمت لنفسي حياة اعيش فيها، وابني احلامي مع حبيب خيالي..
-جنى اسمعيني لو سمحتِ
اتجهت إليه وبرقت عيناها بشهقاتها المرتفعة لما استمعت إليه صارخة به
-ايه ..ايه حضرة الظابط لحد امتى هكون من اول اولياتك، لحد امتى هدوس على وجع قلبي ..ارتجف جسدها من بكاؤها ولم تعد قدماها قادرتين على حملها لتهوى على الأرض بركبتيها يرتفع نحيبها
-يارب خدني بقى مبقتش قادرة اتحمل الضغط دا ..يارب خدني قالتها وهي تنزل برأسها اسفًا وبكاء قطع نياط قلبه ..ليجذبها لأحضانه
ويخرصها بطريقته، ظل لعدة دقائق وهو يحاول السيطرة على حزنها حتى تمدد على الأرضية يجذبها لأحضانها يهمس لها بعض الكلمات لتهدئ وهمس بنبرته الحزينة:
-عارف انا دايمًا باجي عليكي، بس وحياة ربنا ياقلبي عمري ماهقرب من واحدة ولا أخليها تلمس حاجة تخصك، طيب عارفة رغم أنا كنت فاقد الذاكرة وهما فهموني أنها خطيبتي بس مكنتش بخليها تقرب مني، زي مايكون قلبي كان رافض الفكرة
مسد على خصلاتها وانحنى يطبع قبلة مطولة على جبينها
-يارب اموت بجد لو حاولت أذي قلبك ياجنى
رفعت عيناها التي تورمت تهمس له
-قلبي بيوجعني قوي ياجاسر، حاسة مبقتش قادرة اتنفس
انحنى برأسه يقبل موضع قلبها، يهمس لها بعيونًا تهيم عشقًا لها
-ألف سلامة على قلبك ياروح جاسر..غرز رماديته بعيناها
-وعد من حبيبك مستحيل أقرب من اي ست غير جنجونة قلبي ..دنى يلمس ثغرها بخاصته
-"بحبك بجنون ياجنة قلبي"
أغمضت عيناها تدفن نفسها بأحضانه، حتى توقف يحملها متجهًا إلى فراشهما يضعها عليه بهدوء، ثم يتسطح بجوارها يضمها بقوة ويذهب بسباتًا عميق
مرت عدة ساعات حتى استمع الى آذان الفجر، ليعتدل يستغفر ربه ليزول الشيطان من فوق رأسه، ويذكر ربه متجهًا إلى الحمام ليغتسل ويخرج بعد قليل ويتجه إلى الحي القيوم ليقيم الصلاة التي اقسم بها رب العالمين
"والفجر وليال عشر"
انتهى بعد قليل ليذهب ببصره لتلك الغافية بنومها الهادئ، اتجه إليها يمسد على خصلاتها يهمس بجوار اذنها
-حبيبي الفجر أذن قومي علشان تصلي
تمتمت بنومها
-هنام كمان شوية بس ..أزال الغطاء ثم رفعها بين فولاذيته القوية ليتجه بها إلى الحمام ينزلها بهدوء لتعانق رقبته
-جاسر عايزة انام
قام بوضعها تحت الدش لتنساب المياه فوقها وهي بين النوم واليقظة إلى أن فتحت عيناها تستوعب ما يفعله
فتحت عيناها تطالعه بحب متذكرة حديثهما قبل نومها، لتحتضنه تضع رأسها بصدره
-بحبك قوي ياجاسر..ابتسم بحنان وهو يقوم بمساعدتها بالاغتسال لفترة ثم ساعدها بإرتداء قميصه، وتحرك يبحث في المنزل عن شيئا ترتديه لأداء صلاتها ..إلى أن عثر أحد الثياب لحياة زوجة باسم ..بسط كفيه
-البسي دا لحد ماتصلي، لما اشوف ياسين هيجيب الهدوم امتى
هزت راسها وتناولت منه ذاك الرداء
انتهت بعد فترة لتجده يجذب صينية بها كوبا من اللبن وبعض السندويشات
واتجه إلى الشرفة ، يسحب كفيها بيدٍ والصينية بيدٍ
-تعالي ياحبيبي ..جلس وأجلسها على ساقيه يضمها بذراعها ويطعمها بالآخر
عايزك تفوقي ياجنى، عايز جنى حبيبتي اللي سبتها من سنة..نهض من مكانه واتجه إلى المرآة
-شوفي كدا..عجبك شكلك دا، شوفي جسمك كأنك طفلة عندها عشر سنين
حاوطت خصره
-إنت رجعت يبقى كل حاجة هترجع، المهم انك رجعت ياجاسر
أخرج رأسها ثم رفع ذقنها يطالعها بأعين مظلمة بنيران عشقه هاتفًا بنبرته صوته الأجش بمشاعره :
-وحياة كل وجع لأخليهم يندموا
استدارت إليه سريعًا تحتض وجهه:
-مش عايزة انا راضية المهم تكون جنبي، ابعد عن الناس دي ياجاسر لو بتحبني
حاوط خصرها واتجه إلى الفراش ساعدها بالجلوس بعدما نزع ثياب صلاتها ثم جلب كوب اللبن وساعدها بإرتشافه
-أنا مش بس بحبك ياجنى علشان تقولي لو بتحبني..مرر إبهامه على وجهها الذي انطفأ بريقه ثم طبع قبلة خاطفة على ثغرها
❈-❈-❈
-بلاش تخيريني بين حبي وبين واجبي ياجنى، بلاش لو فعلا بتحبي جاسر لانك كدا بتخسريني شخصية جاسر ..يرضيكي جوزك يكون ضعيف ويتمسك بيكي ويتنازل عن حق ربنا في الدفاع عن الأرض والعرض
طالعته مذهولة ..مد يديه يكمل ارتشافها للبن واستأنف :
-ماهو لو سبت المجرمين دول يتاجروا في المخدرات والأسلحة يبقى بقضي على جيل الشباب، اللي بعد كدا مش هنلاقي اللي يدافع عن أهل بيته وأرضه ..انا كدا ادتلهم فرصة يتلاعبوا بعقول الشباب
رفع كفيه يجمع خصلاتها المبتلة، ثم اتجه وجذب فرشاة الشعر وجلس خلفها وبدأ يمشط خصلاتها البنية ثم طبع قبلة فوقها وهمس لها
-تخيلي لما كنان يكبر ويلاقي الحاجات دي عادية ويتعاطها هو أو غيره هتكوني مرتاحة ..لا حبيبي ربنا بعتنا نعمر الأرض بالخير مش بالفساد ياروح جاسر