-->

نوفيلا جديدة عشق الجاسر لسهام محمود - جـ 1- الخميس 18/7/2024

 

قراءة نوفيلا عشق الجاسر

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى



قراءة قصة عشق الجاسر

قصة قصيرة جديدة

من روايات وقصص 

الكاتبة سهام محمود

الجزء الأول

تم النشر يوم الخميس

18/7/2024


 لا نملك السلطة الكافية التي تجعلنا نتحكم في قلوبنا مهما حدث ٭


٭ أعجبت به فـظنت أنه إعجاب عابر سـ يزول مع مرور الوقت ٭


٭ لكنه تجذر داخل قلبها رويداً رويداً دون أن تدرك بأفعاله و مواقفه ٭


٭ أصبحت أسيرة لـ تفاصيله و قلبها امتلئ شغفاً به ٭


٭ و حتى يراها في عالمه المحصور بين جدران العمل ٭


٭ صنعت فخاً لطيفاً لـ يسقط فيه بكل خفة شديدة ٭


٭ أحبت عشق الجاسر بكل قلبها و روحها قبل عيناها ٭

خرجت من غرفتها بعد إرتداء ملابسها كاملة بسرعة لتجد والدتها و والدها يتناولان طعام الفطور، امسكت بـ رغيف الخبز و حشته ببعض الجبنة و شرائح الطماطم، قبلت وجنة والدها الذي قال متعجباً:



"مالك ي بت متصربعة كدة ليه ع الصبح؟!"


"ماليش ي حاج تأخرت ع المحاضرة و عندي شغل النهاردة بردو"



هزت والدتها رأسها بعد أن قبلتها على وجنتها هي الاخرى لتقول:



"ربنا يسترها معاكي ي حبيبتي، خلي بالك من نفسك و هخلي اخوكي يعدي عليكي و هو مروح من الشغل ياخدك"


"ماشي هبقى اكلمه انا، سلام"


"مع السلامة"




وضعت سعاد يدها على وجنتها متنهدة بقلق نظر إليها عصام مستغرباً يسألها بحيرة من أمره فقد كانت تبتسم منذ لحظات قصيرة:




"مالك ي سعاد فيكي حاجة؟!"


"بالي مشغول بالبت ي عصام، حاسة انه في حاجة مخبياها عني"


"الله!! ليه بس ايه اللي حصل للكلام ده؟!"



ارتشف قليلاً من الشاي بعد أن استنبط ما يجول في رأسها فـ قهقه عليها:



"كل القلق ده عشان رفضت العريس اللي كان متقدملها الاسبوع اللي فات؟!"


"ما هو انا عايزة اعرف اللي في دماغها عشان ارتاح"


"بنتك مفيش حاجة في دماغها ي سعاد اطمني، انا واثق فيها لو في حد في حياتها كانت جات و قالتلي انا شخصياً"




ربت على كتفها بهدوء لكن رغم ذلك قالت سعاد ببعض الغموض:



"بنتك دي لو انت فاكرها ملاك بجناحين يبقى انت ع نياتك ي اخويا، بنتك دي ميتخافش عليها اصلا، مش انا مخلفة بنت و ولد لكن انا مخلفة رجالة بشنبات"


"عسل احلى حاجة فيها انها راجل بشنبات عاجبني"


"اما نشوف اخرتها معاك و مع بنتك ايه"


"حلو ان شاء الله، بس انتي افطري دلوقتي عشان نروح نشوف المحل يلا"




اومئت له تكمل طعامها و هز رأسه من طريقة تفكيرها التي لن تتغير بسبب قلقها على ابنتها.


عبست ملامح وجهها و هي تجلس في قاعة المحاضرات اثناء النظر إلى هاتفها، جلست بجانبها صديقتها المقربة مرام متنهدة من حالتها هذه التي كانت عليها منذ زمن.




نظرت لها و قالت بنبرة حزينة:



"بقالي اسبوع مشفتوش ي مرااااام"


"تلاقيه راح هنا ولا هنا بحكم شغله ي بنتي، اهدي كدة"


"هو معقول الضباط يغيبوا عن البيت كدة؟! ده انا اموووت لو مشوفتوش النهاردة خلااااااص، اريييد هوااء اريييد ماااء"



صفعتها مرام من غيظها على ظهرها و كتفها تصرخ بها بنبرة عالية:



"هو كان البعيد جردل مية ولا انبوبة اكسجين اللي خلقها ربنا عشانك؟؟ يخربيت أم الحب لو كان زي كدة ده انتي فقعتي مرارتي اللهي تتفقع مرارتك ي شييخة"


"يخربيت لسانك فضحتينا!!"





كتمت فمها بكفها عندما نظرت حولها لتجد انظار بعض الحاضرين عليهما بسبب صراخها منذ لحظات، اخفضت صوتها و قالت لها بهدوء:



"بصي ي عشق انتي عارفة من الاول انه سكته صعبة و تقيل، و بقالك اربع سنين بتكراشي عليه و هو مش حاسس بيكي اصلا ده انا اشك انه يعرف اسمك اصلا"


"ياااا سلاااااام ده احنا جيران من خمس سنين و اربع شهور و ست ايام، يبقى ازاي ميعرفش اسمي؟!"


"بعيداً عن انك وحدة مهووسة بيه اصلا، انتي اول ما شوفتيه كان من اربع سنين عشان هو كان في محافظة تانية، اهله بقى هما اللي جيران من خمس سنين و الذي منه"



اراحت عشق ظهرها على الكرسي و قالت بنبرة عابسة شبه حزينة:



"طيب اعمل ايه ي مرام؟! مش بإيدي اول ما شوفته حبيته على طول، سواء كان من المواقف القليلة اللي جمعتنا و بينتلي رجولته و شهامته مكنتش فكرت فيه اصلا بس انا شايفة فيه كل حاجة كنت بتمناها"


"طيب ماشي ي ستي، نضمن منين بقى انه مش مرتبط او بحب او انه في حد في حياته اصلا؟!"




رفعت حاجبيها بثقة و قالت:



"انا مراقباه على طول و اضمنلك انه مفيش حد"


"طيب ي آنسة عبقرينو ما تشوفي حل لنفسك بقى و تنجزي قبل ما يتلهف منك، ده واد بريمو الصراحة و خسارة لو طار من ايدك"


"هفكر في طريقة تحل المشكلة دي اكييييد"


"ورينا شطارتك بقى"



غمزت لها مرام لتضحك عشق و هي تنظر إلى صورته على هاتفها، شاب فارع الطول و عريض المنكبين، شعره الاسود و لحيته الخفيفة زادته وسامة مع بشرته الحنطية و ملامح وجهه الحادة، عيناه البنية الداكنة آسرتها منذ الوهلة الأولى التي أبصرتهما بها، كما انه كان يرتدي زي ملابسه الرسمي الاسود و يحمل سلاحه الخاص في جانب خصره يجعلك تعلم هوية عمله بكل سهولة.




داعب إبهامها صورته بإبتسامة سعيدة قبل أن تغلق هاتفها بسبب بدأ المحاضرة.

❈-❈-❈


عشق عصام سلطان فتاة شابة في اوائل عقدها الثاني تدرس هندسة البرمجيات الإلكترونية و في عامها الاخير من الجامعة، متوسطة الطول و جسدها متناسق، ذات شعر بني داكن طويل ناعم قليلاً و بشرتها حنطية فاتحة، عيناها بنية براقة و فاتحة جميلة، رشيقة في حركتها كثيراً و هي تعمل في متجر متخصص في صيانة الحواسيب بدوام جزئي حتى تتعلم ما تدرسه في الجامعة و تنمي مهاراتها اكثر فـ أكثر.




حياة عشق مثل أي فتاة عادية، تعيش وسط جو أسري متناغم في بيئة شبه هادئة إلى حدٍ ما و كان نمط حياتها مملاً إلى أن رأت الضابط جاسر وائل الحصري المُلقب بـ "أبن الجيران"، عندما أنتقلت عائلته للسكن في العمارة المقابلة لهم رأته لأول مرة بعد مدة عام من تواجدهم تلى ذلك علمت عن طريق الصدفة أن السبب كان عمله حيث كان يعمل في محافظة أخرى و استطاع أن يأتي للعمل هنا في قسم المباحث الجنائية بمديرية أمن المركز.




استطاعت أن تعرف عنه كل شيء بسبب خبرتها في جمع المعلومات، و القدر ساعدها في بعض المواقف التي جمعتهما سويا بشكل عابر أظهر من خلالها كما قالت سابقاً رجولته و شهامته فيها، و لامس وترها الحساس مما جعلها معجبة به لمدة أربع سنوات متواصلة دون البوح بمشاعرها لأحد سوى صديقتها المقربة مرام، و بحجة إكمال دراستها كانت ترفض من يتقدم إليها.




لكنها سئمت من هذا الوضع و تريد أن تأخذ خطوة حتى تتمكن من ترك بصمة في حياته لـ يراها بشكل واضح خاصة أنها متأكدة من عدم وجود أحد في حياته من الجنس الآخر.



يا ترى ما هي الحيلة التي ستتبعها عشق حتى تتمكن من لفت إنتباهه و هل سنتجح ام تفشل؟!