-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 30 - 3 - الإثنين 29/7/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل الثلاثون

3

تم النشر يوم الإثنين 

29/7/2024



قبلت ديمة رأس طفلها بعد ان غطى في النوم وبعدها أمرت المساعده ان تهتم بالطفل الآخر و ذهبت لترى زوجها، دلفت الي الغرفة لتجده يقف أمام المراه يرتب خصلات شعره و هو يرتدي ملابسه للخروج تقدمت منه بهدوء حتي وقفت خلفه و حاوطه خصره بكلتا يديها مستندة رأسها علي ظهره، امسك بيديها يمسد عليها برقة وهو يبتسم ثم التفت اليها واضعاً يدها اعلي صدره متمسكاً بيدها لتبتسم و هي تنظر الي عينه و قالت بصوتها العذب 


= هو انت على طول بتحلو كده! عارف لو واحده بس فكرت تقرب منك هعمل لها ايه؟ و لا انت فكرت تقرب منها؟ هخلص عليها فورا و بعد كده هستلمك انت كمان عشان تبطل تهتم بنفسك كده بزياده 


نظر اليها و هو يضع يده علي وجنتيها اليمني ثم قبل وجنتيها اليسري و هو يتحدث اليها قائلاً 


= عمري ما هعمل كده عشان بكل بساطه ما اقدرش اعيش اللي جاي من غيرك وانساكي وانسي كل اللي فات قبل ما اقابلك حتى 


تحسست ذقنه النامية و هي تتحدث بهدوء

قائلة 


= انا مش عايزة افتكر حاجة غير انك في حياتي، أنتٍ و أولادي.


ابتسم لها ثم هتف بنبرة لأول مره تسمعها وهي نبره حب جارف 


= عارفه يا ديمة من غيرك البيت ده مكنش هيمشي ولا هيرجع يبقيله حس و روح..

ربنا ما يحرمنيش منك أبدًا.. 


بادلته الإبتسامة بصمت ثم اقترب واحتضانها 

ليخرجوا الى الخارج كانت حينها المساعده تطعم امير الذي أبتسم باتساع ورفع يده في الهواء الى والده، استجاب له ادم وقبله عده قبلات متفرقه على وجهه جعله يضحك بشده

ابتسمت ديمة عليهما ثم هتفت قائلة


= معلش يا نعمات بعد ما تأكلي أمير دخليه 

ينام جوه جنب اخو وسيبي الشباك مفتوح ما تقفلوش عليهم دلوقتي .


هزت الأخري رأسها بالايجاب بطاعه واخذت الطفل من والده ورحلت للداخل، ليتسال آدم بتركيز شديد 


= مش كده ممكن يتعبوا لما تسيبي الشباك مفتوح عليهم ويجيلهم برد.


أومأت بعينيها متفهمة، وهي تردف قائلة بابتسامة لطيفة


=لا ما تخافش الاوضه جوه دافيه عشان الشمس عندهم قويه والشمس مفيده ليهم وبعدين مش هطول شويه وهقفله 


زفر آدم بملل وهو يرد بمكر متعمداً 


=اممم ده احنا ما شاء الله اتطورنا خالص و بقينا امهات بحق وحقيقي فعلا.. فكريني كده لما كان آدم عنده خمس شهور وكان عنده مغص وانتٍ كنتي اديتيله برشام واتعاملتي معاه كأنه واحد كبير مش طفل


ردت عليه ديمة بعبوس


= ادم وبعدين قلتلك مش بحب افتكر الموضوع ده عشان بتضايق من نفسي والحمد لله ان ربنا ستر وهو كويس دلوقتي، وبعدين انت عارف لما رحت بي المستشفى لقيت كام أم قاعده بابنها بحاجات ذي كده، يعني ما تحسسنيش بقى ان انا أم مهمله


ابتسم من حالة الشد والجذب الدائرة بينهما، وهتف معلل بتوضيح 


=لا يا حبيبتي ما تقوليش على نفسك كده انا بهزر انتٍ احسن ام في الدنيا، وبعدين اهو اديكي بتتعلمي من اخطائك 


في ذلك الأثناء تعالي هاتف ديمة لكنها أغلقت الخط علي الفور وهي تنفخ بملل، نظر آدم لها بضيق وهو يقول بشك 


=مالك هم اخواتك رجعوا يكلموك تاني 


تطلع فيه بنظرات مطولة، و هتفت بلا وعي 


=اخواتي! لا طبعا ولا اعرف عنهم حاجه من ساعه ما قطعوني اخر مره.. إيه اللي خلاك تقول كده عشان يعني بقفل التليفون ومش عاوزه ارد.. دي نمره كده واحد فاضي شكله بيعاكس 


اشتعلت حدقتاه من حديثها فصاح بعصبية


= نعم! بيعاكس ازاي؟ ومن امتى الكلام ده وازاي ما تقوليش حاجه زي كده .


عقدت حاجيبها باستغراب وهي تسأله بتعجب 


=مالك يا ادم الموضوع مش مستاهل رقم زي اي رقم رديت عليه واكتشفت ان واحد مش محترم وعملت للرقم بلوك على طول لكن هو رجع يكلمني من نمره تانيه و اديني برده بعمل بلوك وبقفل في وشه الخط


ضاقت نظراته أكثر وهو يرد بشراسة


=والله يعني كمان بيكلمك من اكتر من نمره وانتٍ عادي وما فكرتيش تبلغي جوزك عشان يخلص الموضوع ده بدل ما البيه التاني فرحان أوي وهو عمال يلعب ويلطف معاكي و مفكرك راضيه بحاجه زي كده وموافقه.. لكن لو كنتي قلتلي كنت دخلت في الصوره واتلم وخاف


انتبهت لجملته التهكمية بالصرامة والشدة، ناهيك عن سماعها لتلك الكلمات التي لا تفهم هل هي شكوك ام غيره، فانزعجت من تصرفاته المستفزة لها، وقالت بحدة


= بالراحه و وطي صوتك عشان الاولاد انت مكبر الموضوع كده ليه؟ انت بترجع من الشغل تعبان عشان الأيام دي الامتحانات شغاله ورغم كده بتغصب على نفسك تقعد معانا شويه وانا بلاحظ ده بنفسي فهدوشك ليه بموضوع مش مهم.. قلت مسيره يزهق لما افضل اعمل له بلوك من كل رقم ما اكيد مش هيفضل كده طول الوقت


ابتسم بسخرية واستهزاء وهتف بتنهيدة مستاءة


=لا هيفضل كده عادي يا هانم اللي زي دول ما بيزهقوش وبيكونوا عاملين حسابهم ومش بعيد يكون شغال في سنترال ومش فارق معاه الموضوع ولا يغرمه حاجه، مش لاقيكٍ ساكته تلاقيه قال ما لكيش راجل فصطاتك بقى كل يوم برقم شكل! 


رفع كفيه عاليًا وهو يضيف بصرامة شديدة 


= هاتي تليفونك وريني الرقم ده انا هعرف اتصرف معاه بمعرفتي و أقلها لما سجنته كمان وخليته عبره للاشكال اللي زيه .


سحب منها الهاتف دون انتظار ردها، بينما شهقت مصدومة من فعلته، وتلاحقت دقات قلبها ورددت من بين شفتيها بنبرة مدهوشة


= ممكن تهدي انا أكيد ما كانش قصدي كده ولا فكرت في كل ده ومش اول رقم يتصل بيا أكيد حتى من قبل الجواز ويكون نيته يعاكس، وانا بتصرف التصرف ده وعمرهم ما بيحاولوا يتصلوا معايا تاني لكن الغلس ده فضل مصمم يتصل من كذا رقم وانا اول ما بسمع صوته بقفل على طول ومش بحاول حتى اتكلم معاه ولو كنت بعمل حاجه غلط ما كنتش قلت لك زي دلوقتي عادي 


هو واثق من إحساسها الصادق نحوه، لكنه يتخذ حذره على الأخير حتى تتهيأ كليًا لذلك ولا تفكر في الإبتعاد عنه والذهاب إلي غيره، ابتلع ريقه قائلاً بجمود


= الوضع دلوقتي اختلف وانتٍ على ذمه راجل واي حاجه تحصل معاكي تعرفيني بيها وانا اللي حدد! اذا كانت حاجه عاديه ولا حاجه لازم أخذ فيها قرار .


❈-❈-❈


رتبت مايسه موعدًا مع كوثر بعد معاناه فهي لا تأتي لمنزلها إلا قليلاً جداً من بعد وفاه زوجها، و تمكث مع بناتها، حتى أخيرا عثرت عليها و ذهبت لها دون أن تبلغ زوجها بذلك، فقد كانت بحاجة ماسة إلى أي عون لتحرز خطوة في تحسن علاقتها مع أبنها الأكبر ومستغلاً فرصة تواجد زوجها بالعمل لتحظى بحديث ودي جاد في منزل كوثر تحركت بتأنٍ وهي تتجه نحوها لتقابلها في غرفة الضيوف مع واجب الضيافه.


ولقد تفاجأت مايسة بمقابلتها وهي أكثر حيوية تعاملها باحترام و ود عكس سابقآ، صافحتها أم منذر قائلة بهدوء حرج 


= معلش يا أم ضحي جيتلك من غير ميعاد بس اول ما عرفت من حد في الشارع كنت قايله له اول ما تيجي يتصل يقولي جيتلك على طول عشان الحقك قبل ما تمشي تاني.


أشارت لها بالجلوس على الأريكة وهي ترد بابتسامة لطيفة


=ده بيتك يا مايسة واحنا أهل ونسايب، ولا نسيتي؟ ده انتٍ ام الغالي 


هزت رأسها بامتنان رغم ظهور الإرهاق والتعب على وجهها، لكن قالت باهتمام


= كتر خيرك يا أم ضحي، هو انتٍ بتشوفي منذر أبني مش كده؟ بالله عليكي لو تعرفي مكانه ما تخبيش عليا انتٍ ما تعرفيش انا محتاجه لي قد ايه انا وابوه 


هزت رأسها بالايجاب ثم قالت بصوت متردد


= اكيد يعني عارفه مكانه بحكم انه متجوز بنتي وبروحلها كل فتره، بس في نفس الوقت عارفه ان بينكم مشاكل ومش عاوزه ادخل نفسي عشان ما ازعلش منذر، ده بقى زي ابني واكتر.. وهو بصراحه طول الفتره اللي بعيدها عنكم ولا عمري شفته بيجيب في سيرتكم انا مش قصدي حاجه وحشه يعني بس قصدي لو كان عاوز يعرفكم مكانه كان قال فبلاش تيجي مني



الصفحة القادمة