-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 30 - 4 - الإثنين 29/7/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل الثلاثون

4

تم النشر يوم الإثنين 

29/7/2024



أدمعت عينها بانزعاج قهراً، فصعب عليها تعلم بأن هناك امرأه اقرب لابنها منها، ثم زفرت بيأس قائلة بصوت حزين للغاية 


= ممكن لو كنت في وقت تاني كنت زعلت من كلامك، بس انتٍ معاكي حق وهو كمان معاه حق ما يسالش فينا ويزعل مننا.. بس انتٍ مش عارفه حال ابوه بقي وحش ازاي من ساعه ما مشي وكلنا بقينا عارفين قمته وندمنا على كل حاجه عملناها معاه زمان.. انا كل اللي عاوزاه انه يسامحني. وانتٍ ام و اكيد عارفه يعني ايه ضناكٍ يكون بعيد عنك ومش طايق يشوفك وكمان غلطانه في حقه 


مسحت بيدها علي كتفها باشفاق ثم فكرت قليلاً قائلة بعطف


= بس أم منذر ما تعيطيش، طب حاضر سيبي الموضوع ده عليا وانا هحاول اعمل اللي في ايدي! 


مسحت دموعها وانتزعت عنها حزنًا مؤقتًا و

سألتها بحماس


= بجد يعني أعتمد على الله ثم عليكي؟


تنهدت بعمق وهي ترد عليها بنبرة جاد 


= ربنا يكرم يا رب! هحاول اخلي بنتي هي اللي تفتحه في الموضوع وتيجي منها هي وهو مش بيزعل منها مهما تقول له وتعمل.


رفعت حاجبها بدهشة وضيق بسبب كلامها الغريب عنها، فمن الواضح أن الأمور تغيرت كثيرًا في الفترة التي ابتعد فيها ابنها عنها! واقتربت تلك العائلة أكثر من ابنها... وما زالت ضحى تحتل مكانًا كبيرًا في قلب ابنها وحياته بأكملها، تنهدت بشكل طويل، معبرة عن يأسها ثم شعرت بالرضا والاطمئنان بسبب الأمل الضئيل.


❈-❈-❈


=يا ست هانم.. يا ست ديمه.. بقيلي ساعه بانده عليكي وبقول لك البيه الصغير صحي وبحاول اسكته مش راضي يسكت الظاهر عاوزك .


انتبهت ديمة إلي المساعدة وهي تقف جانبها وتمسك طفلها في يديها يبكي، فكانت تجلس تفكر في حال زوجها وسرحت كأنها منعزله عن حولها، حدقت فيها مدهوشًة لتقول بصوت خفيض قائلة 


= معلش يا نعمات ما سمعتكيش دماغي مش فيا، سرحت شويه.. هاتيه.


ظلت نعمات مكانها لتنظر ديمة ناحيتها باستغراب، ثم أخفضت عينيها حرجًا منها وهي تردد بابتسامة متوترة


= لا مؤاخذه يا ست هانم كنت عاوزه اقول لك كلمتين بخصوص اللي حصل قبل ما البيه الكبير بيمشي أصل سمعتكم وانتم بتتخانقوا بس والله ما قصدي انا سمعت غصب عني، بس معلش ما تزعليش والله كلهم كده عصابين من اقل كلمه حتى لو الست ما عملتش حاجه 

وموضوع الارقام الغلط ده كل الرجاله كده حتى جوزي! ده يا لهوي لو عرف بيهد الدنيا رغم ان ما ليش دعوه بس الغيره بقى هنعمل ايه 


نظرت لها بانزعاج كبير، وأجابت بصوت خافت لكنه يحمل الجدية


= وهو ايه علاقه ده بالغيره يا نعمات ما انتٍ قلتيها بنفسك بتبقى نمر غلط احنا مالنا، تؤ و بعدين آدم الموضوع عنده غير مش فاهمه حالته إللي اتبدلت دي فجاه.. ما هو مش معقول كل القلق ده عشان رقم غريب يعني 


سارعت الأخري تستحسن وجهه نظرها كي تطمئنها قائله بتوضيح جاد 


=يا ست هانم ما هي الفكره بيبقوا فاهمين ده كويس! بس بيتجننوا من فكره اي راجل يقرب مننا حتى لو واحد وقفك في الشارع بيسالك عن عنوان وحتى لو راجل كبير.. وحتى لو نمر غلط بيبقوا مش عاوزين حد يقرب مننا و بياخدوا الموضوع على كرامتهم و رجولتهم أوي كده.. كل واحد بقى و عقله مريحه وهم تفكيرهم كده! عاوزه نصيحتي خدي على قد عقله في المواضيع دي وبلاش تقوليله حاجه زي كده من نفسك طالما هو ما اكتشفهاش.. والأمور ان شاء الله هتتحل بينكم.


كانت ديمة صامته وهي تصغي إلى باقي الحديث تفكر في بشكل جدي وعندما صمتت الاخري، أخبرتها باهتمام


= ما بحبش اخبي عنه حاجه واحنا متعودين على كده من اول ما اتجوزنا، وبعدين اخبي ايه هو انا عملت حاجه غلط اصلا 


ترددت نعمات في كيف تبرر لها رغبتها في التوضيح اكثر، لكنها دنت منها لتردف بنبرة ذات مغزى


=اصل يعني وما تزعليش مني انتٍ وضعك مختلف شويه؟ يعني صغيره وحلوه وهو كبير عنك بكتير فالفرق ده برده بياثر على الراجل ويشعلله اكتر واكتر في المواضيع دي بالذات، بيبقى خايف لا تروح لحد تاني اصغر منه ويعجبها وهو يتركن على الرف 


هزت رأسها إيجابًا بشرود ثم انتظرتها حتى انصرفت من امامها فتحدثت مع نفسها قائلة بعتاب وضيق


= يا ترى ايه اللي شقلب حالك يا آدم معقول بتعاقبني على اللي حصل زمان طب اشمعنا دلوقتي! لسه فاكر يزعل ويشك ولا ممكن نعمات عندها حق وموضوع السن ده هو اللي تعبه وتاعبني معاه! لو كده يبقى انا اللي ازعل هو مش عارف انا بحبه قد ايه يبقى ليه يفكر في حاجه زي كده؟ ربنا يهديك.


❈-❈-❈


كان منذر يجلس اعلى مقعد مكتبه بالشركه ليتابع بترقب أعماله، وفي ذلك الأثناء دخلت رغد دون ان تستأذن فلقد اعتادت على الدخول هكذا و دلفت وهي تقول بسعادة


= منذر كويس انك هنا كنت لسة جاية بدور عليك.. عشان اباركلك على المشروع الجديد بتاعتك في الشركه معانا 


نهض من مكانه قائلاً بابتسامة عريضة 


= ميرسى يا مدام رغد


احتقن وجهها بصورة بائنة وهي تقول بعتاب


= اية بقا مدام رغد دى احنا خلاص بقينا صحاب مش كدة ولا اية؟ شكلك تعبان اوى اكيد ماكلتش حاجه من الصبح و عمال تشتغل من هنا لهنا.. ايه رايك لو نروح نتغدى وبالمره تعزمني بمناسبه المشروع الجديد اللي توافق عليه في الشركه.. ولا شكلك بخيل ومش هترضى 


هز رأسه بعدم اعتراض وهو يقول بتفكير 


= لا خالص الموضوع مش كده، تمام فى كافيه قريب لمحته وانا جاي لسه فاتح اية رايك نروح مع بعض؟ بس اقل من نص ساعه مش هقدر


أجابته رغد بامتعاض


= وده ليه وراك ايه يعني مش خلاص الشغل قرب يخلص.


تنهد منذر مطولاً وهو يقول بابتسامة لطيفة 


= للاسف مش هينفع اسيب ضحي لوحدها 

وعلى فكرة انا لسه زعلان منك وما نسيتش ان انتٍ الوحيده إللي في الشركه هنا ما جيتيش تباركيلي علي اول مولد ليا .


حدقت فيه بنظرات مذهولة فلم تكن تعرف ما هي المناسبه لديه وتفاجات بأنه أنجب من زوجته، تداركت الموقف بسرعة وقالت بابتسامة هادئة 


= لا ما تزعلش هعوضك اكيد بس انشغلت شويه ومبروك اكيد.. بس قولي مش تقريبا كانت مراتك عندها مشاكل في الخلفه قلتلي حاجه زي كده. 


حرك منذر يده ثم زفر قائلاً بتنهيده 


= ايوه بس الحمد لله أصلها ما كانتش مشاكل كبيره ولا حاجه الموضوع مطولش وربنا رزقنا ببنت وأخيرا بقيت اب بسبب ضحى..ده أنا حتي استنيتك امبارح كتير كنت عاوزه اعرفكم على بعض اصلك لما تشوفي ضحي هتحبيها أوي 


هزت رأسها بإيماءات خفيفة مرددة بهدوء زائف


= هحبها زيك كده! هو انتم تقريبا اتجوزتوا جواز صالونات مش كده؟ 


هز منذر كتفه مبتسماً هاتفا موضحًا


= هو بصراحه مش عارف اذا كان جوازنا ينفع اقول عليه حب ولا صالونات بس في الحالتين حبينا بعض بعد الجواز، بس يعني! ايه اللي خلاكي تخمني التخمين ده


مطت فمها بملل لتقول مرددة بضجر 


= اصلي مش عارفه ليه بحس الاحساس ده يمكن عشان مش بشوفها بتهتم بيك زي ما كل زوجات رجال الأعمال بتعمل وتتصل تطمن عليك كل شويه في التليفون وكده.. انا فاهمه انها جايه من طبقه بسيطه زيك بس دلوقتي الحال اتغير وانت اهو ما شاء الله عليك اللي يشوفك يقول اتولد وعاش غني وده المجتمع بتاعه ولايق عليه جدا.


نظر منذر لها متعجبًا من سؤالها فهو طول الوقت يتحدث معها عن ضحى وكيف كانت تسانده وحبه الكبير لها فبالطبع ستخمن بأنهن متزوجوا عن حب، هز رأسه الإيجاب قائلاً 


= لا بيتهيالك ضحي احلى واحسن حاجه حصلتلي في حياتي، واحنا على طول على اتصال بس هي الفتره الاخيره يمكن عشان كانت تعبانه ومش حمل اي حركه.. عمليه الحقن المجهري برده ما كانتش سهله عليها 


ازداد انعقاد ما بين حاجبيها خاصة أنها لم تكن مقتنعة برده، وقالت باهتمام


= اتمنى ده بس حاسه الموضوع هيطول معاك لان اكيد لسه في رضاعه وتربيه والامور دي بتاخد وقت، عشان كده لازم تفكرها ان انت بقيت رجل اعمال واكيد هتحتاجها وجهه معاك طول الوقت في الحفلات اللي جايه و المناسبات.. واكيد يعني لما يسألوا عنها في الحفله مش هتقول لهم مش فاضيه عشان بترضع البيبي.. الاجواء دي ما تمشيش معاهم الأعذار دي.


ثم أضافت بعبث من التأجيل الذي لا داعي له


= انا بقول لك كده مش قصدي حاجه غير مصلحتك ومصلحه الشركه أكيد، أنت الحمد لله اتطورت واتعلمت الأمور دي بسرعه وجبنا لك ناس يعلموك عشان وجهتك قدام الناس و لما حاولنا نعمل مراتك برده، فاكره ان انت رفضت وقلت عندها ظروف خاصه بتمنعها من انها تتعلم الأمور دي حاليا.. وانا عرفت ساعتها منك نفسيتها وموضوع الخلفه ودلوقتي خلاص ما بقاش فيه اعذار


استغرب من تصرفاتها وكلماتها المتجاوزة معه وإصرارها على تعليم أو اظهار زوجته في ذلك المجتمع لكنه يعلم جيد بأنها محقه وهو في حاله تغيير ملحوظ عن سابق، ليقول مرددًا 

بدهشة


= حاسس مكبره الموضوع ليه يا رغد، ضحي شاطره زيي وهتتعلم بسرعه ومن غير حتى مدرسين متخصصين لكده، وانا بنفسي ممكن اعلمها ده.. وبالنسبه للحفلات والمناسبات اللي جايه اكيد هنلاقيلها حل بس اكيد الفتره دي مش هتنفع لان عندها اهتمام أكبر وأفضل وهي أنها تعتني بي بنتنا


وضعت رغد يدها على كتف منذر قائلة بابتسامة مشرقة


=خلاص يا منذر سيب الموضوع ده عليا يعني ممكن اروح انا مكانها واكون جنبك ونقول انها تعبانه أو اي حاجه.. وبالمره انا عندي خبره اكتر منك ومنها وهعلمك عشان تعلمها.. اتفقنا.


حدق أمامه بنظرات أكثر شرودًا مديرًا في رأسه فكرة رغد وأن ضحي مازالت لم تدخل ذلك العالم بعد وتتاقلم على حياتهما الجديده عكسهم، لكن ربما بطريقة ما أو بأخرى سيتمكن هو من فعل ذلك.


الصفحة القادمة