رواية جديدة حارة الدخاخني مكتملة لأسماء المصري - الفصل 2 - 3 الأربعاء 21/8/2024
قراءة رواية حارة الدخاخني كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية حارة الدخاخني
للكاتبة أسماء المصري
قراءة رواية حارة الدخاخني
رواية جديدة قيد النشر
من روايات وقصص
الكاتبة أسماء المصري
الفصل الثاني
3
تم النشر يوم الأربعاء
21/8/2024
لم تستطع إخبارها أنها الآن وبتلك اللحظة نارها نارين، نار القلق البالغ على أخيها ونار تحرقها بألم الفراق على حبيبها الذي فقدته، ولكن الأخيرة ظنت أنها حزينة فقط لضياع حلمها فجلست بجوراها على الفراش تربت عليها:
-ياما قولتلك انه شايفك اخته وانه بيحب سهر من صغره وهيتجوزها وانتي اللي في دماغك في دماغك.
بكت منهارة من حديثها فاحتضنتها والدتها تواسيها:
-خلاص يا بنتي قطعتي قلبي، انسيه يا ملك وبكره لما تدخلي الجامعه ياما هتقابلي وتشوفي وساعتها هتعرفي إن حب المراهقه ده ولا حاجه.
ظلت تنتحب بداخل حضنها:
-انسيه يا ملك وفكري في مذاكرتك ومستقبلك هو الابقالك، فرحيني وادخلي كليه حلوه عشان تعوضيني عن اخوكي اللي ساب المدرسة من الاعدادية.
ذكر سيرة شقيقها جعلها تنهار أكثر ووالدتها تظن أن بكائها فقط على حبها الضائع فظلت تمسح على ظهرها بحنان وتهدأها بصوتها الهادئ المطمئن فاستكانت قليلاً.
وقفت والدتها أخيرا تمسك هاتفها:
-أما اشوف اخوكي فينه لدلوقتي؟
ترقبت رده وملك تتضرع بسرها أن يحفظه ويعيده سالما:
-مقفول.
قالتها وهي تنزل الهاتف من على أذنها متذمرة:
-أنا مش عارفه ايه حكاية التليفونات المقفوله دي طول الوقت، حاجه تزهق.
❈-❈-❈
أغلقت المكالمة مع جارتها ورفيقة عمرها والتفتت للجالس على الأريكة وبسمته تتسع ﻷذنيه فامتعض وجهها عندما عاتبها:
-إلا ما هان عليكي تزغرطي زغروطه واحده تفرحيني بيها يا امه.
سألته بعد أن امتنعت عن الرد مقوسة فمها بسوقية:
-احطلك تتعشا؟
رفض وهو يضحك استسلاما على تصرفاتها:
-ﻷ يا امه أكلت، حماتي كانت عملالي عشا.
جلست تضحك وهي تحرك يديها متسائلة:
-ويا ترى عملتلك ايه المحسوكه دي؟
ضحك عاليا وأجابها:
-مكرونه نجرسكو بالفراغ وحاجه تانيه كده شبه الكريب.
مصمصت شفتيها محركة إياهما:
-نجـ.. ايه يا عين أمك؟ نجرسكو ازاي يعني؟
ابتسم يجيبها:
-مكرونه بشاميل بالفراغ يا امه.
وقفت تتحرك صوب المطبخ وعقبت عليه ضاحكة:
-يعني اللحمه اكمنها غلت شويه تقوم تستخصر فيك وتعملها بالفراخ، ده أنت يا بني كل يوم والتاني مطلعلهم طاولة سمك بأد كده، دي من كتر السمك اللي عندها بقت تشحته للجيران.
تبعها للمطبخ وانحنى يقبل راحتها:
-بطلي شغل حماوات بقى، اعمليلي شاي معاكي.
وضعت الإناء على النار والتفتت تسأله:
-اتكلمت مع ابوها في موضوع المؤخر ولا سكت زي عادتك.
ابتلع ريقه وقد علم أنه قد خطى بنفسه خطوة للأمام وقريبا للمشاكل العائلية التي حاول جاهداً أن يتلاشاها:
-هبقى اتكلم معاه بعدين.
صرخت رافضة:
-نعم نعم، بقولك ايه يا تتكلم انت يا اتكلم أنا عشان ابوها كل حاجه يقولك عليها تقول، آمين وعشان كده مستهبلك.
رمقها بنظرة مندهشة وسألها متفاجئا:
-مستهبلني؟ أنا يا امه؟ انتي شايفاني أهبل؟
أومأت تضحك بسخرية:
-ايوه أهبل وبيضحك عليك وأنا بكره هروح اتكلم معاه عشان...
قاطعها رافضا:
-أنتي عايزه تصغريني قدام أهل الحارة؟ قولت أنا هتكلم معاه يبقى خلاص وبعدين أنا ما صدقت يوافق على كتب الكتاب فمتقفليهاش انتي بقى.
ناولته كوب الشاي وملامحها لا تبشر بخير:
-يا ابن الهبله، هو ماسك عليك زله ياض ولا ايه؟ ما تنشف كده وقوله 80 الف كتير، مين في الحته اتكتب لها المبلغ ده؟
رد وهو يخرج مبتعدا عنها ولكنها لحقت به:
-اختها يا امه.
صححت له وقد انتفخت فتحتي انفها من الغيظ:
-اختها اتكتب لها 50 يا فالح، ليه بقى السنيورة يتكتب لها 80؟
ارتشف رشفة صغيرة من كوبه وابتسم يجيبها:
-عشان أنا شاري يا امه ومش ناوي أطلق يبقى المؤخر 80 ولا 100 هيفرق في ايه؟
ردت تضربه أعلى رأسه:
-يفرق في فلوس المأذون يا ميلة بختي، أنت ياض واقع كده ليه هو أنت لقيه؟ ده أنت ألف من تتمناك لولا بس انك سبت شغلك ومسكت دكانة ابوك كان زمانك بيه والحارة كلها بتحلف بيك.
ضحك وهو يعلم أن كل أم تجد ابنائها أعلى من الجميع:
-ليه اللي خلقني مخلقش غيري؟
ردت وهي تصر على أسنانها منه:
-ياض ده أنت تجارة انجليزي اللي محدش في الحارة دي كلها عرف يدخلها.
سحب نفسا عميقا وطرده بفروغ صبر وعلق عليها:
-وسهر برده آداب انجليزي يعني نفس مستوايا في التعليم و...
قاطعته ساخرة:
-آه ونفس سنك كمان يعني قطر الجواز اهو بيجري من جنبها وعشان كده ابوها وافق يكتب احسن تزهق وتسيبها وانت عارف كده كويس.
نظر لشاشة هاتفه وللوقت بالتحديد وهو يعقب:
-اولا سهر اصغر مني بسنتين، وثانيا من امتى قطر الجواز بيفوت في ال25؟ سهر عندها 25 سنه يا امه.
ردت بضيق:
-انت اللي في دماغك في دماغك وانا غلبت معاك.
زفر زفرة يأس من الوصول معها لحل قد يرضيها وهتف يخبرها:
-صحيح بكره خدي اختي وسهر وانزلو اشترو الموسم احسن نسيت، وانتي ازاي يا امه متفكرنيش بس؟
ضحكت مستسلمه منه:
-اهم فكروك يا اخويا، والمعدوله بتنزل تختار اغلى حاجه.
علق عليها وقد قارب على الانفجار:
-كله رايح بيتي.
ضحكت تسخر منه:
-طول ما هي لقياك مريل عليها كده هتفضل تسرسب منك الفلوس وانت زي الهبل، ده شقاك وتغبك يا ابن الهبله.
تضايق وشعر النعاس فنظر للوقت مجددا وتسائل عله يهرب من هذا النقاش الغير شيق بتاتا:
-هو حسين فين؟
أجابته فورا دون تفكير:
-كان ع القهوة هو انت مشفتهوش وانت طالع؟
نفى مؤكدا:
-مكانش ع القهوة اصلا.
ضحكت ساخرة:
-تلاقيه بيتسرمح هنا ولا هنا.
لم تكمل سخريتها ففتح الأخير الباب فهتفت تشير له:
-اهو يا أخويا جه، كنا جبنا سيرة جني مقطع حته.
تفاجئ الأخير بوصلة التوبيخ التي استقبلته بها:
-كنت فين يا خلفة الندامه انتي لدلوقتي؟
رد بعد أن خلع حذائه وجلس بجوار أخيه:
-كنت بقضي مصلحه كده وعربنت على العربية النقل بتاعة بكره عشان نلحقوا المعدية من بدري.
ربت حسن باستحسان:
-طيب اتعشا ونام عشان تلحق تصحى.
وافقه ووقف متجها لغرفته ولكنه التفت سريعا يسأله:
-أنا كنت سامع زغاريط وأغاني وفرفشه من بيت ست الحسن بتاعتك لعله خير!
ضحك بسعادة وأخبره:
-هكتب الخميس إن شاء الله.
باركه محتضنا إياه فعادت والدتهما لوصلة الزم والتذمر ولم تصمت حتى هتف حسن:
-يا امه افرحي لابنك بدل التقطيم ده كله.
ردت تضرب فخذيها بكفيها:
-افرح! حاضر هفرح لجوازة الندامه دي وانت راخر ابقى كمل عليا وروح هاتلي وحدة شبه ست الحسن.
قبل راحتها وابتسم يشاكسها:
-ارضي انتي عني بس وأنا اخليكي تختاريلي العروسه بنفسك.
لمعت عينيها بفرحة تسأله:
-بجد يا حسين؟ هتخليني اختارلك عروستك؟
أومأ مؤكدا فصرخت:
-طب احلف، احلف ع المصحف انك هتسيبني أنا اللي اختارلك العروسه.
قبلها من أعلى رأسها:
-والله العظيم هسيبك تختاريها على ذوقك بس تختاري حاجه فلكه كده مش جسم عصاعيصي زي بتاعة اخينا دي.
أشار ﻷخيه فضربه خلف رأسه موبخا إياه ووالدتهما تكمل فرحتها:
-لااااا ده أنت عروستك عندي وحاجه آخر جمال والله ولو عايزني اخطبهالك من بكره أنا معنديش مانع.
رفض فورا:
-لااا لسه شويه، اصبري حتى نخلصو من الأخ ده وبعدها نفكرو في الجواز.