-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 36 - 3 - الثلاثاء 6/8/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد


الفصل السادس والثلاثون

3

تم النشر يوم الثلاثاء

6/8/2024


أغمض عينيه بألم هاتفا بحسرة


= كبرت وفهمت ان الاعتذار مش دايما بيكون الحل! أوقات فعلا بيدوب المشكلة خالص.. يعني مجرد كلمة انا اسف دي بتقصر مسافات طويلة اوي وبتخلي اللي قدامك بيقدرك .. بس اكتشفت ان انا كنت دايما بقولها على حاجات انا مش غلطان فيها وعمرها ما اتقالتلي رغم ان ناس كتير غلطت فيا، والمشكله انهم اهلي.


وضعت يدها فوق يده بحنان بالغ وبدأت تردد برقة زائدة كعادتها 


= ما تخافش يا منذر انا جنبك لو احتجت اي حاجه، بس عشان خاطري جرب تحكيلي؟؟ صدقني هتفرق لما تحكي لاكتر من شخص على اللي جواك وبعدين جاهز فعلا اشوفلك حل وما تندمش انك حكيتلي.. جرب!. 


❈-❈-❈


بعد مرور أسبوعين.


إستمرت ضحى حوالي ثلاث ساعات في تجهيز نفسها، فكانت تريد أن تظهر بشكل رائع علي غير العاده اليوم بالأخص، وكلما ارتدت شيء تشعر بانه غير مناسب حتى بالنهايه اختارت فستان من اللون الازرق جميل مع حجابها و وضعت مكياج بسيط جداً.


اقترب منذر بتلك اللحظة وقبلها بشغف ثم داعب وجنتيها بإصبعه بإعجاب مرددًا  


=ايه القمر ده بس، مش يلا بقي يا حبيبتي عشان اتاخرنا أوي، انا هنزل أشغل العربيه تكوني انتٍ كمان نزلتي ورايا مش عاوز تاخير.. وسيبي البنت بقى لوالدتك عشان ما

تبهدلكيش ونرجع نستنى تاني لحد ما تغيري 


ابتسمت وهزت رأسها بالايجاب بمشاعرها المضطربة وخجلها حين بدأ يلثم عنقها بشفتيه بقبلات رقيقه متفرقه صعوداً لأذنها، وحين لاحظت أنه بدأ الاندماج هتفت بسرعه 


= طب يلا وانا هحصلك، بس هدي البنت لماما الاول.


أبتعد عنها بصعوبة وهز رأسه ثم استمع إلى صوت صغيرته تهتف ببراءة بكلمات غير مفهومة وهي ممسكة بكتف أمها


= بـ.... بــا .. بــا


أبتسم منذر بحنان يقبل يد ابنته مرددًا بحب 


=حبيبه بابا راجعلك على طول مش هنتاخر اقعدي مؤدبه بقى مع تيته.. أنا تحت يلا! 


استمرت الصغيرة في ترديد كلماتها حتي رحل والدها، بينما اقتربت والدتها حتي تأخذ الصغيرة منها وقالت بإصرار 


=فرصتك النهارده ما ترجعيش الا وانتٍ قايله له على خبر حملك بدل ما يعرف من بره و المشكله تكبر، وبعدين هتستني ايه لما بطنك تكبر مثلا وتولدي


نظرت ضحي إلي الخلف بخوف ثم قالت بحذر


=حاضر يا ماما بس وطي صوتك لا يسمعك انا اصلا كنت هقول لك والله في نفس اليوم لولا انه رجع متضايق من موضوع والده وكان على اخره.. اروح ازيد عليه بقي! ما تقلقيش هو النهارده شكله هيخرجنا بعد الحفله هنتهز الفرصه واقول له 


ردت عليها كوثر بتأكيد قائلة بتلهف 


=ايوه جدعه قوليه احسن وسط الناس عشان يعرف يمسك اعصابه وما يتعصبش عليكي يلا يا حبيبتي عشان ما تتاخريش وانا هدعيلك


هزت رأسها بالايجاب وهي تردد بلهفه وقلق


=ايوه بالله عليكي ادعيلي يا ماما عشان مش عارفه ليه قلبي مقبوض من ساعه لما صحيت وخايفة من رده فعله لما يعرف .


❈-❈-❈


تنحنح معاذ وهو يحل أزرار قميصه وعينيه على وجه بسمة الذي كان صافي بإتقان إذ أنها لم تقوم بوضع زينة الوجه في البيت أمامه.. فهكذا اتفقوا ستكون حياتهم يوم ستسير كما تريد ويوم تسير كما يريد ويتشاركون بكل شيء حتى احتياجاتهم لبعض.. ساعدت بسمة في تغيير ملابسة وعندما غادر الغرفة ليغتسل جهزت ملابس آخر له، عاد بعدما أن اغتسل وجلس جانبها ثم هتف بتعب


= دماغي وجعتني من دوشه الزباين خصوصا لو معاهم عيال! هو احنا صحيح ناويين نجيب اخ لمالك امتى؟ هم بيوجعوا دماغي صحيح بس نعمه من ربنا.


وضعت بسمه يدها فوق بطنها وهي تتخيل حملها من جديد لكن عندما تذكرت المسؤوليه التي كانت تحملها لوحدها هزت راسها معترضة وصححت له وهي ترفع إحدى حاجبيها


= هم نعمه وكل حاجه بس خليك فاكر قبل ما تجيبهم أن عليك مسؤولية حمايتهم، وحسن تربيتهم وتشاركهم في كل حاجه مش تسيب الحمل كله على مراتك.. وده الأهم من إنجابهم، هاه مستعد لكل ده؟. ولا مفكر هتبقى اب كده بالمجان من غير مجهود .


ابتسم معاذ هامسًا مُجيباً أياها بنبرة مطمئنه


= كل ده عشان قلتلك عاوز عيل تاني! طب ايه رايك بقى ان انا بأكثر وقت بعمري مسؤولية، هاتي بس انت طفل تاني وانت تشوفي.


هزَّت رأسها مترددة وردت بضيق


= اه وبعد كده ألبس انا وتشيل ايديك زي ما كنت شايلها في تربيه مالك وجيت على الجاهز في الاخر بس بدات تهتم، ما تطلبش يا حبيبي طفل تاني وانت ما عندكش نيه تهتم بيه من الاساس 


غمغم بملل وهو يحني رأسه ليطبع على وجنتيها قبلة شغوفة


= بسمة حبيبتي هو انتٍ يجرا ليكٍ حاجه لو ما قفلتهاش في وشي، انا عاوز اجيب اخ او اخت لمالك وبعدين ما انا بقيت اصرف اهو عاوزاه ايه تاني؟ 


احتدت ملامحها الواجمة المكفهرة وهي تبادله النظر هاتفه


= هو انت مفكر مسؤوليتك كاب تجيب فلوس وبس! لا يا حبيبي في مسؤوليه تانيه اكبر انت كنت راميها عليا زمان وانا مش هعيد اللي حصل زمان تاني خلاص! عاوز تخلف تبقى توعدني بكلمه شرف من راجل بحق! انك هتتشارك معايا كل حاجه في ولادنا من اول ما يجوا الدنيا لحد ما يكبروا.. اكل وشرب ولو لازمت تغيرله ولما يتعب في نص الليل انت اللي تنزل بيه مش اخوك زي زمان، وتربي معايا مش ترمي عليا وبس.


صمت معاذ قليلاً يفكر فيه حديثها ثم قال بتردد بحنق


= يعني هي دي مشكلتك ماشي بوعدك اهو أني هساعدك بتربيتهم، وأكون أب صالحا  و رجل مسؤولية ومش هعمل زي زمان.. ها ايه رأيك؟


كتفت بسمة ذراعيها وقالت دون اقتناع


= ما باخدش منك غير كلام وبس! بس اديك شفت عملت ايه عشان تبقى مسؤول وتنزل تشتغل فمستعده اعمل المستحيل ثاني لو هترمي عليا الحمل من جديد 


احتضانها ثم ما لبث يناغشها هامس بحب 


= ما يبقاش قلبك اسود بقى! طب بحبك 


هزت رأسها كأنه يقول شيء عادي ثم أجابت وهي تزم شفتيها


= ماشي، ربنا يكرمك


أجاب معاذ بحنق بعد خطف قبلة سريعة من شفتيها 


= ربنا يكرمك! دي تقولها للسواق لما يقول لك خلي عليكي يا ست المره دي وبتكون عزمه مراكبيه كمان ما تردي عدل عليا يا بسمه زي ما بكلمك .


رمقته بسمة بدهشة من جرأته رغم خجلها منه في هذه اللحظات إلا أنها لم تستطع إخفاء دهشتها من تصرفاته الجديدة، وهتفت بجفاء زائف 


=يوووه عايزني أقول إيه يعني بحبك!.. طب يا سيدي بحبك بس مش قايلة. 


انشق ثغره عن ابتسامة عريضة فلم يتمالك نفسه مرددًا وهو يُقهقه عليها 


= خلاص يا اصاله ما انتٍ قلتيها! 


ابتسمت بنعومة رغم عنها فشدها له وهو يحاوط كتفها بذراعه وبدأت بمداعبة كفه بإبهامها كما يحب وتحدث بمكر 


= ايه رايك لو نجيبه دلوقتي بما ان مالك عند ابويا لسه.


بدأت بسمة ترفع أصابعها برشاقة تحل أزرار قميصه دون أن تبعد عينيها آسرة عينيه وتهمس له بنعومة وإغواء


= الظاهر طلعت مش لوحدي بس اللي بسرب الواد واستفرد باللي في البيت.. 


اتسعت عينا من فعلتها و انكمشت ملامحه و هو يقول مبرر بقلق مفكر إذا كانت تراجعت عن اتفاقهم.


= بسمة آآ ما احنا اتفقنا.. مش كل يوم انتٍ اللي لازم تبداي؟ ولا تقربي بالشكل ده مني! 


هزت رأسها بتأكيد وهدوء متفهمة ثم سارعت لإطفاء الإضاءة و تركت الأباجور مطفأة دون أن تلقي نظرة عليها أيضا، ثم بدأ في الاقتراب لمساعدتها في خلع ملابسها في الظلام الدامس.. كانت تحاول أن تحافظ على حالة اليقظة والتحفيز فيه دائمًا، ولم يكن الأمر سهلاً أو بسيطًا أن يتغير في لحظة.


هذا هو طبعه وعليها أن تقبل ذلك، وفي الوقت نفسه تحاول أن تكون هي المبادرة في الغالب. تكتفي بإظهار الاهتمام والتجاوب من جانبها ولذا يجب عليها أن تستجيب لبعض طلباته أيضًا حتى يستجيب لطلباتها هو الآخر، لكي تسير الحياة كما يرغبان دون مشاكل أو أزمات. بعد الاتفاق على ذلك، تدرك ثقتها العالية بنفسها أنها تكون امرأة جذابة بدون أن تحتاج إلى أي شيء إضافي من جانبه وهذه ميزة جيدة فيه أيضًا ويجب أن تعترف بها.


لذا صارت هذه الليلة لطيفة فرغم كل شيء عليها أن تتقبل طبيعة وتناقضاته وهو لا يحب منها أن تتصرف بجرأة أو ترتدي ملابس فاضحة أمامه حتى لو أعجبه الأمر بمرات قليلة.. ومع الوقت ستكون هذه المرات القليله دائماً.


❈-❈-❈


كانت الحفلة تسير بشكل عادي ولم يترك منذر ضحي بمفردها لأنها لا تعرف أحد هنا و تشعر بالاحراج أو الملل، بينما الأمر عند رغد كان مختلف التي كانت تحاول الالتصاق بمنذر منذ وصوله وتفتح معه اي احاديث جانبيه، حيث تضايقت من وصول زوجته معه اليوم! و حاولت ضحى أيضاً ان تسيطر على غضبها من تلك السخيفه.


وبعد ذلك دار الحديث عن اجتماع سوف يعقد

بالايام القادمه مع مجموعة شركات متخصصه

في التجارة وكان هناك ملاحظات من منذر على هذا الاجتماع المرتقب ومن رغد لانها سوف تراجع مع الفريق القانوني العقد جيداً، تدخل بعض الناس بالحديث معهم حتي قالت احد زوجات الأعمال بانزعاج 


=ما خلاص يا جماعه هو انتوا ما زهقتوش من الشغل؟ هي الحفله معموله ليه مش علشان نتبسط، اتكلموا بقى في الشغل بكره في الشركه.. ولا ايه.


هز رأسه بالايجاب وهو يردد


= فعلا معاكي حق، خلاص يا منذر خلينا نقفل على الشغل وما تقلقش رغد ليها اسلوب خاص

بالاقناع وبيشهدتك كمان و دائما تمدح شغلها فخلينا نعتمد عليها بكره تخلصلنا العقود.


ابتسمت رغد قائلة بتفاخر متعمدة إثارة غضب ضحي


= لا كده يبقوا اطمنوا طالما منذر بنفسه مدح فيا وعجبته! وبصراحه من اول ما اشتغل معانا وهو ملتزم جدا فلما يشكر في حد يبقى لازم تطمنوا.


كانت النيران تشتعل في صدر ضحي من هذه  الفتاة و اغتاظت من جرأتها وتساءلت مع نفسها لماذا منذر يترك لها تقرير امور خاصه بعمله ولا يشعر حتى الآن باعجابها تجاهه، كان منهمك معها بالحديث حتى انه نسيها، قطع الصمت السائد بينهما أحد السيدات تتسائل باهتمام 


= مدام ضحى ساكته ليه و مش بتشاركنا في الأحاديث ولا شكلك زيي زهقتي من كلامهم عن الشغل ومش فاهمه حاجه .


وقبل ان ترد امسك منذر يدها يقبلها بحب مرددًا 


= ضحى ليها عالم خاص لوحدها، وبالنسبه لها كلامنا عن الاعمال و التجارة ممل


برزت رغد أسنانها من خلف ابتسامتها العابثة وهي تتسائل باستخفاف معتمد 


= ويا ترى ايه هو عالمها بقى! اه صح ما انا جيت مره زرتكم وشفت بنفسي اصلها لسه مخلفه بيبي من فترة ومشغوله معاها جدا.. ست بيت يعني شاطره وكده.. عشان كده بالنسبه لها كلام الشغل والثقافه مش ذوقها! 


زفرت ضحي أنفاسها لعلها تتمالك أعصابها قبل ان تفعل شيء متهور وتندم عليه بعد بسبب استفزازها المستمر والمعتمد وقبل ان يتحدث احد مجددا، قالت نفس السيدة وهي تضع أمامهما اطباق الطعام 


= معاها حق بصراحه ده احنا لينا الجنه ان احنا مستحملين كل الكلام ده عن الشغل، اتفضلوا يا رب الاكل يعجبكم.. يا ريت بقى نوقف كلام خالص ونركز على الاكل


عندما جلسوا على الطاولة كان والد رغد بسيوني على راس المائدة وعلى يمينه منذر و على يساره زوجته وبجانبها ابنته رغد وضحي بجانب زوجها الذي لم يتركها بالطبع تبعد عنه، وفي ذلك الاثناء بدات تشعر ضحى بالغثيان وهي تنظر الى الطعام باشمئزاز محاوله ان تسيطر على نفسها حتى لا تلفت الانتباه، قطبت جبينها تلك السيدة مرددة بتعجب


= خير يا مدام ضحى الاكل مش عاجبك ولا ايه تحبي نغيره؟ ملاحظه انك ما اكلتيش حاجه 


قاطعها منذر مجدداً توًا قبل أن تفتح ثغرها للرد هاتفًا بهدوء جاد


= معلش أصل ضحى ملهاش في الأكل بتاع بره، ومتعوده على اكل البيت افضل يعني وأمان 


شعرت ضحى بالانزعاج قليلا فلا تفهم كلما وجه إليها احد سؤال يتحدث هو بدلاً منها، هل لهذه الدرجه يخشى ان تحرجه أمامهما ولا يثق بها...أجابت السيدة مبتسمة


=خير ما عملتي ما فيش طبعاً غير اكل البيت الصحي اللي بيتعمل قدام عينينا وضمنينه.


ضغطت رغد على شفتيها قائلة بتبرم


=معلش بقى يا سوزي ما هو قال لك من البدايه انها ليها عالم خالص لوحدها وما لهاش في الكلام بتاعنا ولا ثقافتنا ولا ليها في الاكل بتاعنا كمان.. على الله بس منذر هو كمان يكون لي جزء في حياتها أو عالمها الخاص ده


الصفحة التالية