رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 34 - 4 - السبت 3/8/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الرابع والثلاثون
4
تم النشر يوم السبت
3/8/2024
قطب آدم حاجبيه من مقصدها المبهم وقبل ان يعترض مجدداً هزت كتفيها واضافت بمكر غامض
= انا عارفه ان انت ما كنتش ممانع من البدايه واهي جت من عند ربنا عشان نخرج سوا واظن هتكون مطمن عليا اكثر واحنا مع بعض ولا اروح لوحدي احسن وانت و نعمات تفضل هنا تخلي بالك من الولاد ؟!.
❈-❈-❈
ارتدى منذر حلة جديدة سوداء ناثرًا عليها عطره الهاديء، ومن أسفلها قميصًا أبيض اللون وتأكد من إكمال وجاهته بوضع رابطة عنق تحمل لون الحلة، بدأ حقا كرجــال الأعمال في تلك الهيئة الكلاسيكية الرائعة، و ارتدات ضحي أيضا ثياب مبهجه بعد محاولاتها بإقناع زوجها في الخروج الى اي نزهه بدلاً من التي تاجلت يوم حادث والده.
ألتفت نحوها وحاوط خصرها المليء نسبياً ثم انحني بجسده قليلًا واحتضن وجهها براحتيه ليقبلها قائلاً بحب صادق
= ايه القمر ده؟ صحيح الشياكه ليها ناسها بس انتٍ برده اللي محليه اللبس.
هتفت ضحي بابتسامة عريضة
= ده عشان عيونك هي اللي جميله يلا بقى عشان ما نتاخرش.
هز رأسه بالموافقه وابتعد عنها ليتحرك لكن تفاجأ بهاتفه يرن برقم رغد، تأسف لزوجته واضطر ان يجيب بتعجب
=الو ازيك يا رغد.. ايوه تمام بس انا فكرت الكلام ده بكره، اصل انا دلوقتي في البيت و ورايا مشوار ومش فاضي... بجد ماشي تمام تشرفي طبعاً.
أغلقت هاتفه بينما جزت الأخري علي أسنانها بغيظ وهي تردد بصرامة
=هي الهانم دي عاوزه ايه؟ حتى يوم اجازتك بتتصل ما تقوليش ان انت رايحلها
هز رأسه برفض ليقبله من جبينها مرددًا بتوضيح جاد
=لا يا حبيبتي هي اللي جايه، في ورق مهم لازم اطلع عليه عشان ميعاد تسليم المشروع اتقدم، وهي كمان هتاخد مني الملف بتاع المشروع.. معلش أوعدك مش هناخد اكتر من ربع ساعه وبعد كده نمشي.. وهي وفرت عليا المشوار وبتقول انها كانت قريبه من البيت بالصدفه وهتعدي.
لوت شفتاها باستخفاف وهي تقول بنبرة غير مصدقة
=بالصدفه وانت بياكل عليك الكلام ده؟ انا البنت دي بصراحه مش بطقيها ولا بستريحلها
داعب طرف أنفها بإصبعه، ونظرت لها بأعين لامعة قبل أن يجذبها نحوه ليحضنها بحنو صادق، واردف مازحًا
= مش ناويه تنسي بقى قلتلك كانت بتلبسني الكرفته معلش يا حبيبتي ضيفه عندنا برده وتاخد الواجب ما أنا اكيد مش هقول لها يعني لا ما تجيش.. يلا روحي جهزي واجب الضيافة عشان هي خلاص كمان خمس دقائق وهتكون هنا.. بس اوعي تحطلها حاجه كده ولا كده انا عارفك
نفخت بضيق شديد ثم أولته ظهرها متجهة نحو الخارج مبرطمة بكلمات ناقمة.
لكن اضطرت ضحى بالفعل ان تنتظر حضورها وراحلها حتى تستمتع بوقتها مع زوجها، وقد جاءت بالفعل ولم تتاخر، اقترب منذر نحو رغد ليرحب بها بترحيب حاره، فلم تشعر الأخري بجسدها وهو يهب واقفًا مستقبله حضرته الآسرة بتلهف كبير، لوي ثغره للجانب مُشكلًا ابتسامة هادئ
= نورتيني، اتفضلي واقفه ليه معلش بقى تعبتك بس هو الشغل اللي طلع فجاه لو حد قالي كنت عملت حسابي وسبتلك الملف هناك.
تطلعت نحوه بنظرات متشوقة وإعجاب فحقا كل شيء صغير وكبير فيه يقول انه يليق على تلك الاجواء وأنه منهم!، ابتسمت بهدوء وقالت
برقة زائدة
=لا ولا يهمك انا عارفه ان الموضوع حصل فجاه وانت ما لكش ذنب، عشان كده قلت انتهز الفرصه واعمل لك زياره بنفسي
حدق منذر في باقة الورد التي تحملها متساءلًا بفضول
=تشرفينا اكيد، لمين الورد اللي انتٍ جايباه ده لضحى أكيد مش كده.. هي هنا على فكره وشويه وهتيجي ترحب بيكي، وبالمره سوء التفاهم اللي حصل يوم الشركه يتحصل بينكم
احتدت نظرات رغد للغاية وأظلم بريق عيناها عندما جاءت سيره ضحى، وتمنت ان تخبره بأن هذه الورود له لانه يستحقها وليست لتلك الساذجة، لكنها فضلت الصمت افضل.
بعد فترة تقدمت ضحى منهم، فبادلتها رغد بنظرات حزينة ومتأسفة لقوع الاختيار عليها لتكون زوجة رجل أعمال مثل منذر، شاب طموح ومجتهد. كيف يمكن لفتاة مثلها أن تكون زوجة بسيطة له وحبيبته أيضًا؟ فدائمًا تراها من وجهة نظرها أنها غير مناسبة له ولا لمكانته الاجتماعية الجديدة. كانت تتمنى أن تكون العروس شابة مثلها على الأقل بمكانة مناسبة له، ولكن في النهاية القرار الأخير بيده. خرجت من حالة التفكير المؤقتة علي هتاف ضحي القائلة
=اهلا يا مدام رغد نورتينا.
ابتسمت ابتسامة بسيطة وهي تقول بود زائف
=البيت منور باصحابه شكرا.
نهض منذر وهو يتحدث بصوت هادئ
=طب انا هقوم اجيبلك الملف عشان ما تتاخريش لو وراكي مشاوير تاني لحظه واحده
لم تفارقه عيناها رغم ابتعاده من المكان و بقيت أنظارها معلقة على ما تبقى من أثره، عقدت ضحي حاجيبها للاعلي باستنكار عندما لاحظت انظارها المعلقه نحو زوجها، كتمت غيظها داخل نفسها الغاضبة، فهي لا تعرف هل حقا عيناها من زوجها او تتخيل ذلك.
جلست ضحي مكانه بعد رحيله، ثم ضمت الصغيره التي كانت تحملها إلى صدرها لتقبلها من جبينها بحب وبدات الصغيره تبتسم و تلاعبها أيضا.. تابعتهما رغد وهي تتقد غيظًا من استحواذها على منذر وقلبه وأيضا انجبت منه، همست لنفسها بنبرة مغلولة
= ما فيهاش اي حاجه زياده مش عارفه حابب فيكي ايه؟ ولا سر تعلقة زي ما تكون سحر له لو مش بصدق بالحاجات دي كنت قلت هو ده السبب فعلا، لأني مش لاقيه فيها اي ميزة
بس متاكده انه قريب هيسيبك..
فكرت أن الفرصة أمامها بدلا من أن تعيش تعيسه الحظ هكذا للإلتقاء بمنذر تسعى لإختلاق الفرص معه.. ثم قالت باهتمام زائف
=جميله أوي بنتك وكويس انها طلعت شبه باباها، عقبال ما تاخد صفاته كمان وتتعود على مكانته الاجتماعيه الجديده.. وما تفضلش زيك!
احتدت عينيها بغضب وتحدثت بنبرة حاده
=هو طبعا اتمنى انها تاخد كل حاجه من باباها بس مش فاهمه! إيه ما تفضلش زيي اللي هو ازاي؟ فيا ايه غلط مش عاجب حضرتك
مطت شفتاها للإمام بعدم مبالاة وهي تقول بنبرة متعمدة التحقير من شأنها
=بلاش تزعلي كده وافهميني الاول عشان انا بتكلم لمصلحتك بجد، انتٍ لحد دلوقتي ما عرفتيش تتاقلمي على العالم الجديد بتاع جوزك، انا فاهمه انكم زمان يعني كنتم ناس على قدكم وهو كمان! بس شوفي منذر كده؟ دخل في الاجواء بسرعه كأنه كان واحد منا اصلا.. بجد شاطر وبيعرف يطور نفسه في اي مكان هو فيه انما انتٍ حاسه لسه بدري عليكي او مش شاطره كفاية زيه عشان كده بقولك سيبيه البنت تطلع لي باباها افضل.
عقدت حاجيبها بدهشة من جرأتها للتحدث عن علاقتها بزوجها هكذا، لكنها حاولت السيطره على نفسها وهتفت بنبرة ثابتة
=لا انتٍ فاهمه غلط او المجتمع اللي انتٍ جايه منه هو اللي علمك تبقي متعايله ومغروره مع الناس اللي مفكراهم اقل منك وانا سواء كنت في المجتمع القديم اللي على قد حالنا من وجهه نظرك او دلوقتي بتعامل بطبيعتي واللي اتربيت عليها، ومنذر كمان كده! بيتصرف بطبيعته اللي اتربى عليها مش المجتمع بتاعك
توهجت عيناي رغد بوميض متحمس وهي ترد باستفزاز
=يبقى ما تعرفيش جوزك كويس! لأنه اتغير وبقى زي المجتمع بتاعي ودي حاجه اعتز بيها وفرحانه بيها اني عرفت بفتره قصيره اعلمه ده.
رمقتها ضحي باحتقار وهي تجيب بوقاحة فظة
=والله طب شاطره! بس مش ملاحظه معلش في كلمه انك سطحيه زياده عن اللزوم لان الانسان الحقيقي المحترم مش بالمجتمع اللي هو فيه ولا بالناس اللي حواليه، الشخص بتربيته واصله اللي بيحتفظ بيه مهما ربنا كرمه.. وآه مره ثانيه ما حدش في الكون ده بيبقى عارف كويس الشخص اللي متجوز وبيحب غير مراته واللي هي انا طبعا .
ابتسمت ابتسامة مشرقة معتمدة وهي ترد
عليها بنبرة رقيقة
= شكلك اتضايقتي مع اني بقول لمصلحتك بدل ما تصحي الصبح تلاقي جوزك يبدلك بواحده تانيه.. طالما مش عاوزه تتعودي و تتاقلمي على اللي هو بقى فيه أو ممكن مش بتحبي التغيير وده هيخسرك كتير.
مـــالت ضحي للامام بعد ان تقدمت الخادمه منها تضع الشاي امامهم ورحلت، لتقول بخفوت جاد
=انا بقول تشربي احسن الشاي اللي اتحط قدامك وتسيبك من اهتمامك لحياتي مع جوزي عشان دي في النهايه اسمها خصوصيات وما حدش ليه دعوه... سكرك قد ايه يا مدام رغد
استشاطت نظراتها، وشعرت بغلي الدماء في عروقها لكنها رسمت ابتسامة صفراء قائلة
=زي منذر بالظبط انا وهو بنشربه زي بعض من غير سكر عشان كده ملناش في الشاي أوي.. بس ممكن اخذ زيه قهوه مظبوطه وفي كوبايه هو بيشربها كده وبيحبها كده.. أصلا تقريبا كده فينا حاجات مشابهه كتير من بعض بنحبها انا وهو.
اتسعت عينا ضحي باستنكار من تصرفاتها الجريئه وقبل ان تعلق، اقترب منذر قائلًا بابتسامة هادئة
=اتفضلي يا رغد الورق اهو! انا لاحظت انك مش جايه بعربيتك خليني ابعت السواق يوصلك عشان ما ينفعش تمشي لوحدك المنطقه هنا مش ساكنه أوي .
لم تستطيع رغد السيطره على رغبتها في
مليء جفنيها برؤياه حتى وإن أفتضح أمرها
فهو يثبت لها يوماً بعد يوم أنه المعنى الحقيقي للرجولة المتأصلة. ذلك الشيء الذي انعدم تماماً في طليقها السابق او بمعنى اصح كلهما.. والى هنا لم تستطيع ضحى السيطره على نفسها ونهضت راحله بعصبية شديدة التفتت رغد نحوها ثم ابتسمت مجاملة وهي تشكرها
= فرصه سعيده يا مدام ضحى اتشرفت بيكي
ايه ده هي راحت فين؟!.
رمقها منذر بصرامة شديدة وهو يردد بصوت مرتفع ليمنعها من الرحيل
= ضحى في ايه؟ ضحي مالك استني هنا.