رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 34 - 5 - السبت 3/8/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الرابع والثلاثون
5
تم النشر يوم السبت
3/8/2024
وضعت خصله من شعرها خلف اذنيها وهي تتصنع الإحراج وأجابت بحزن مصطنع
= شكلها فهمتني غلط لما حاولت اتكلم معاها واعرض عليها اني اساعدها انها تتغير وتكون جنبك دائما، ده حتى اتضايقت أوي مني و قالت عليا سطحيه وبتدخل في اللي ما ليش فيه.. حاول توصل لها اعتذاري ورغم انها شتمتني في بيتها بس انا هعذرها .
شعر بالضيق الشديد من أفعال زوجته مؤخرا، ثم أخذ نفساً مطولاً و زفره على مهل وهو يرد بحذر
= معلش يا رغد امسحيها فيا، هي اكيد ما تقصدش.. ضحى قلبها ابيض وطيبه بس مش عارفه الايام دي بقت غيرتها تتحكم فيها ليه.
❈-❈-❈
علي مضض اضطر ان يذهب آدم مع ديمة إلي حفله الخطوبه بعد إصرار كبير منها ولم يعرف كيف يمنعها مثل المره السابقه، ولم يستطيع تركها ان تذهب الى هناك بمفردها و تتركه مع افكاره و هواجسة؟ مع من ستذهب وتقابل هناك؟ لذلك ذهب معها وهو غير راضي لكنه مضطر!
وصلوا بالفعل إلي هناك وكانت ديمه متحمسه وذهبت لتسلم على الجميع بفرحه وحماس، بينما هو تنهد بضيق مكتوم من النظرات الفاضله ووجوده في مكان لا يعرف أحد به.. تحرك جانب وتركها مع اصدقائها الفتيات يتسامرون.. لكن عيناه لم تنخفض عنها ابدأ لحظة وكان يراقبها طول الوقت.
بعد مرور وقت، بدأ يراقب ما حوله بتركيز وهل من أحد ينظر إليها وقد جاء بعض من الشباب يتقدمون منها ليسلمون عليها كان الأمر عادي لكن بالنسبه اليه كان صعب للغاية أن يتحمل أحد يقترب منها غيره، حاول ان يسيطر على نفسه و انهم اصدقائها بالجامعه ويرحبون بها لا أكثر.. لكن اكثر ما يؤلمه بانهم من عمرها.
عند ديمة استاذنت من اصدقائها بأنها ستذهب الى الحمام وتعود، بينما كانت أعينه عليها متابعة لكل ما يصدر منها، فاستغرب كثيرًا لابتعادها عن أجواء الحفل دون إبداء أي مقدمات، بدا مزعوجًا من خروجها بمفردها خاصة أنها ترتدي ثوبًا لافتًا للأنظار رغم احتشامه بالتأكيد، لكنه لا يعرف نوايا البشر هنا!
فهي فتاه صغيره وجميله وملفته للجميع و متزوجه من رجل يكبرها بسنوات كثيره لذلك معه الحق ان يخاف عليها ويفعل المستحيل، و بلا أدنى لحظة تفكير أو تردد، انطلق ورائها وهو متجهم الوجه.
لكن توقف امامه شخص فجاه وهو يقول باهتمام
= ازيك يا استاذ ادم حضرتك مش فاكرني انا وليد انت كنت استاذي من حوالي ثلاث سنين!
انا خدت بالي من ساعه ما دخلت وعمال اشبه عليك وقلت لازم اجي اسلم عليك .
تنهد بضيق مكتوم وهو يرد بنفاذ صبر
= آه تمام اهلا بيك.. معلش انا ياما بدرس لناس كثير فمش كلهم بفتكرهم فرصه سعيده
كاد أن يرحل لكن أجبره ذلك الشخص علي أن
يتحركان الاثنتان نحو الجانب بعيدًا عن الضوضاء المحيطة بهما، ثم أشار بيده وهو يهتف مبتسماً بحرج
= معلش أعذرني في السؤال، والله أنا مكسوف من حضرتك ومحرج، بس.. بس ملاحظ انك دخلت مع الانسه اللي هناك دي وعمال تبص عليها.
قطب حاجبيه بقوة وتساءل بسخط
= انسه! مش فاهم داخلك ايه ابص ولا ما بصش قول على طول اللي عاوزاه!
توتر ذلك الشخص وهو يقول بفضول كبير
= هو بنتك اللي هناك دي متجوزة ولا مخطوبة؟ وما تفهمنيش غلط بس انا غرضي شريف
خمن آدم ما يرمي إليه دون أن يفصح له علنًا عن نواياه، لذا انقلبت ملامحه للاستياء واحتج مرددًا
= ما تدخل في الكلام على طول وهو ايه اللي غرضك شريف وعمال تسال عليها ما تفهمني مالك ومالها .
ابتلع الآخر ريقه قائلاً بارتباك واحراج
= اهدى بس حضرتك متعصب ليه؟ انا كنت بس عاوز اطلبها للجواز من حضرتك بس أنت اللي فاهمني غلط ووالدي ووالدتي كمان هنا.. انا واخد بالي من ساعه ما دخلت وباين عليها محترمة! وقلت مش هلاقي فرصه أنسب من كده.. هي مش بنتك برده ولا حضرتك اخوها الكبير.
لم يتحمل كلماته ولا اهتمامه عنها فأفلتت اعصابة بعنف يزجره مرددًا
= ولا اخوها ولا ابوها دي مراتي! وثاني مره أبقي اتاكد الست اللي انت عينك منها دي تبع حد ولا لاء، ولولا ان احنا بفرح ناس كنت هتشوف تصرف تاني مني.. اوعى من وشي.
تحرك من مكانه يسحب يد زوجته بغلظة ليغادر الحفله بغضب واضح و غيرة قاتله..
بقوة أمسكت ديمة يده ترفعها بعيد عنها بتعجب وحرج وقبل إن تتحدث همس
من بين أسنانه
= تعالي انتٍ الثانيه هنا، هي كلمه واحده انا هطلع وانتٍ هتطلعي ورايا على طول! ده لو مش عاوزه فضايح هنا يلا.
رأت ديمة غضبة الذي اصبح متهور فتوجست خيفة أن يرتكب شيئًا أحمقًا دون أن يعي و بحرجها أمام الجميع وبالاخص إمام اصدقائها، لذا أسرعت خلفه محاولة فهم ما الذي به.
لم يتحدث بحرف طوال الطريق ولا هي، لكن سريعًا ما تحول خوفها إلى حنق ظاهر في نظراتها حينما تذكرت كيف جذبها امام اصدقائها و وضعها في موقف محرج، وعندما وصلوا إلي المنزل أسرع يسألها بنظرات نارية
= ايه اللي قومك من عند اصحابك و وقفك بعيد لوحدك؟
لم يعطيها فرصه للتبرير او الرد بسبب غيرته الشديده، لينقلب حاله رأساً على عقب وتتبدل تعابيره للشراسة والعنف يصيح
= ما تردي كنتي بتعملي ايه لوحدك؟ ولا عاجبك الرجالة يتفرجوا عليكي ويعاكسوكي
أنصدمت من طريقته تجاهها على شخصها دون تقديم أي مبررات تستوجب ذلك ناهيك عن إهانته بشكل سافر، هتفت معترضة بحده
= ايه اللي بتقوله ده، رجالة مين ومعاكسة ايه دي؟
أبتسم بسخرية وهو يقول بصوت غاضب
= هو إنتٍ فايقة ولا عارفه اللي بيحصل وراكي، انا كان عندي حق لما قلت لك بلاش تروحي الخطوبه ولا يحصل الـ....
قاطعته ديمة بنبرة جافة باردة كالجليد القاسي
= عندك ولا كلمة زيادة، مش هاسمح بأي اتهام أو إهانة! انت مكلفتش خاطرك حتى تسمعني وعمال ترمي اتهامات وخلاص؟ مع اني مش عارفه مين المفروض يحاسب التاني بعد لما عرفت ان انت ما وفقتش اروح الخطوبه ولا حاجه انت منعتني بس بطريقه تانيه
اضطربت ملامحه وقال بهمس ساخط وهو يشيح بنظره عنها
= ايه الكلام الاهبل اللي انتٍ بتقولي ده.
حدقت فيه مطولاً لم تقاوم رغبتها في التحدث عما بداخلها، ثم قالت بنبره ساخره وهي تنظر إليه بإستياء وحزن
=ده مش كلام اهبل دي الحقيقه تنكر ان انت اتصلت بنعمات وقلتلها تقول ابنها تعبان وما تجيش ولا ترد عليا؟ لا ما شاء الله بتعلم المساعده اللي بنامنها على بيتنا انها تكدب! واياك تعمل لها حاجه ولا تطردها زي ما هددتها انا اللي ضغطت عليها بالكلام وهي اتعرفت، لكن اللي مش قادره افهمه عاملتك دي ليه؟؟
نظر لها شزراً وأصبح الوجوم هو المسيطر على تعابير وجهه الذابل قبل أن يتحدث بسخرية عنيفة
=آه يعني انتٍ كنتي عارفه كل حاجه ولعبتي عليا اللعبة دي عشان تضطريني اروح معاكي الحفله مش كده؟ يعني ما طلعتش لوحدي بلف وادور وبكدب
أغمضت عيناها متألمة وهي تتنهد بيأس منه
ثم عادت تفتح عينيها وتحدثت بنبرة جاده
=لا يا ادم انت اللي بتكدب وتلف وتدور مع ان لما بعمل كده بتقوم الدنيا، بس انت عادي تعمل كده وزياده.. أنا الايام اللي فاتت عماله افوت واكبر دماغي كتير واقول معلش واديك اعذار ومبررات لكن لحد هنا وكفايه انا مش لاقيلك مبرر للي انت عملته بتمنعني ليه اروح وشفت مني ايه عشان تشك فيا .
كان كمن يقف على نيران متقدة، ثم فرك قبضتي يده بعصبية لاعن إصرارها على أن تذهب الى تلك الحفله ويراها الاغراب و يعجبون بها، وهو الوحيده الذي يملك ذلك الحق وأثمن اللحظات معها، هز رأسه بنفي متحدثاً بجمود
=انا مش بشك فيكي ومش هستنى لما اشوف حاجه، واحد من اللي هناك كانت عيني عليكي وجي يطلبك مني شفتي الهنا اللي انا فيه ؟ و لاحظت ناس عينهم كانت عليكي ليه اتحط في وقف زي ده ما تخليكي في بيتك وخلاص لازم يعني المنظره وتروحي هنا وتيجي
رفعت ديمة وجهها الخالي من أي تعابير وأجابت عليه
=من زمان وفي ناس قليله الربايه و عينهم زايغة وانت شايف الحل ان اقعد في بيتي بدل ما هم اللي يتربوا! والموقف اللي انت بتقول عليه واحد جه يتقدملي عادي ياما بتحصل ومجرد سوء تفاهم وانتهى انما بعض الناس اللي عينها مني اعتقد ان ده مش حقيقي وان ده خيلك المريض!
أخذت نفساً مطولاً و زفرته على مهل وهي تضيف بجدية
= عشان حتى لو بجد فده برده ما يعبنيش في حاجه المفروض يكون عندك ثقه في نفسك اكثر من كده وفيا، مش مع اول حد ولا نظره حتى تقلب الدنيا وتمشيني وتحطيني في موقف محرج مع اصحابي، اوعي تفكر اني مش فاهمه انت بتعمل كل ده ليه؟؟ عشان غيرتك اللي هتخلينا نسيب بعض في يوم لانك مش عارف تتحكم فيها، وفهمه كمان سببها السن اللي بينا و انت حاطط في دماغك ان ممكن ابص لغيرك ولا عيني تزوغ واندم أن اتجوزتك .
اقترب منها بملامح وحشيه قاتمه وعينان يتطايران منهما شرارات الغضب صارخاً في وجهها قبل ان يحكم قبضته علي فكها يعتصره بقوه
=بطلي خيابه وكلام اهبل هتدفعي ثمنه بعدين عشان لو حصلت حاجه زي كده بس مجرد تفكير؟؟ ده انا اموتك فيها ولا عمري اسيبك.
ضيقت عينيها عليه قبل أن تبعد يده وأجابت بكل بساطه
=تمام وانا عاوزك تعمل كده فعلا عشان الموت اهون ليا من اني اسيبك يا آدم ؟؟
ذهل من اجابتها وردت فعلها التي أخمدت النيران داخله أخيراً، كاد يطفو على ثغره طيف ابتسامة سعيدة، لكن منعها من الظهور قبل تشكلها عليه ليحافظ على غضبة الزائف، لترمق ديمة الواقف أمامها بنظرات حانية ودمدمت تضيف له بتعاطف صادق
=ايه بتبصلي كده ليه مستغرب كلامي مثلا؟ الموضوع بسيط لو فكرت بينك وبين نفسك لمجرد دقيقه واحده! انا محدش غصبني اكمل معاك بالعكس ده انا عديت اهلي عشان ما تطلقنيش؟ وانت رفضتني بالاول اكتر من مره وانا برده حاولت معاك.. يبقى بكل بساطه ليه هسيبك وانا بحبك و عملت المستحيل عشان ما تسيبنيش وتبعد عني، حاول تفكر في كلامي وتقتنع بيه عشان انت لو استمريت كده انا مش عارفه علاقتنا هتنتهي بايه.
❈-❈-❈
علم معاذ بأمر والده وقد جاء على الفور ليراه ويطمئن عليه، لم يتحمل مظهره وهو فوق
الكرسي المتحرك هكذا وبكى بحزن عليه وعاتب نفسه بشدة لانه لم يقتنع من البدايه بانه مريض وبحاجة له، وخزه تأنيب الضمير والذنب وهو يردد
= حقك عليا يابا والله ما كنت اعرف ان حالتك صعبه كده ولا أنك عملت حادثه سامحني انا اسف و والله ما هسيبك بعد كده وهفضل جنبك .
تنهد شاهين بأنفاسه الثقيلة ثم ابتلع ريقه بيأس و قال بصلابة
= ما تتعبش نفسك خليك في حياتك انا خلاص اتعودت على كده وبقيت مقتنع ان كل واحد فيكم بقيله حياه، هقول إيه ؟ ياريتني عرفت أربيك كويس ولا عرفت اعاتبك صح لما غلطت! فضلت أندم وأقول ليه يارب.. بس لما حصل اللي حصل رجعت افكر ازاي اكفر عن ذنوبي عشان لما اموت ابقي سايب في الدنيا عيال بيحبوا بعض وسند لبعض في ضهري إنما لو فضلت عايش وشايفكم كده هفضل مقهور وبموت كل ليله من احساس الذنب
تنحنح معاذ يجلي صوته قبل أن يتحدث بقله حيله قائلاً
= لو اعرف طريق اخويا هروحله واطلب منه يسامح.. بس أمي قالتلي على اللي حصل وأنه مش عاوز حد فمش هقدر اروحله بالعافيه ولا اجيبه بس خلينا في المهم دلوقتي سامحتني وهتاخذني في حضنك وتدعيلي زي زمان ولا هتدعي عـلـيا
ساد الصمت المتوتر بينهما للحظات قبل أن يكسره شاهين ساخراً بمرارة طافحة بالذنب
= ادعي عليكم! عمري ما اقدر دة انا طول الوقت بدعي ربنا يحنن قلوبكم عليا بس انت بالذات قـسـيت عليا أوي، تعالي.. تعالي في حضني ما اقدرش اردك مكسور الخاطر وانا مستني السماح من حد تاني اصلا
أدمعت عيني معاذ أكثر وهو يقبل يده بحب وآسف مرددًا بندم
= أنا آسف يا أبويا .. أنا آسف.
بينما في الخارج كانت جاءت بسمه لتطمئن على حماها أيضا، تناولت كيس الحلوى من طفلها مالك لتفتحه له ليتناوله، لكن ارتعش جسدها على صوت حماتها الممتعضة من عدم مبادرة بسمة للسلام عليها وبادرت وهي تقول بجفاء
= اخبارك ايه مع جوزك اتعلمتي ولا لسه زي ما انتٍ لسانك سابقك زي تصرفاتك المتهوره.
رفعت ملامحها المتجهمة نحوها وهي تحاول السيطره على اعصابها فرغم عدم إجبار زوجها علي مجياها الى هنا لكن حاولت ان تطبق الاصول وتأتي تطمئن على حماها ومع ذلك لا تطيق أبدًا أن تتعامل معها بأكثر من إلقاء السلام، ازدادت تجهم وهي تردد باستياء
= والله يا حماتي الحمد لله كويسين واهو معاذ ربنا يهديه شويه يشتغل وشويه يرجع زي زمان و زي ما اتعود منكم! بس انا في ظهره و متاكده ان شاء الله طالما بعد عن كل حاجه وحشه هيتغير.
كانت تعبر بنبرة مقصودة لتوصل إليها أنها لم تكن الوحيدة المخطئة في علاقتهما، وأن معاذ أيضًا ارتكب أخطاء، وكانت هي السبب وجزء من تلك الأخطاء ولا يمكنها أن تنكر ذلك، لوت شفتاها باستخفاف وهي تقول بنبرة حادة
= طب قومي على المطبخ اعملي لعمك و جوزك حاجه يشربوها وشوفي كمان ضايفي نفسك وابنك.
أصدرت صوتاً ساخرا، وفهمت جيد ما الذي تحاول الوصول اليه حتى تجعلها تعود مثل سابق تخدمها، لكنها هتفت معترضة
= ما لوش داعي يا حماتي احنا شويه و ماشيين وشاربين الحمد لله قبل ما نيجي، و كمان عيب لما افضل راحه جايه في بيت انا في ضيفه.
ضيقت مايسة عينيها بشرر وهي تطلع نحوها باستهزاء واردفت بغضب مكتوم
= ضيفه وده من امتى؟ ما انتٍ ياما عملتي في البيت ده، وبعدين انا عاوزاكي تقومي تجهزي الغداء وبالمره تغسلي المواعين اللي في الحوض.. إيه هتقوليلي ايه؟
رفعت بسمة إحدى حاجبيها وقالت بنبرة ذات مغزى
= لا يا حماتي انا مرتاحه بالقعده هنا، واديكٍ قلتيها بنفسك ان ياما كنت بعمل في البيت ده
كتير وفي الاخر اتنسى! رغم ان البيت ده كنت في ضيفه ومش بيتي فبصراحه بقى بيتي اولى بتعبي .
تحركت شفتاها وهي تهمس بغضب عنيف
= هو انتٍ بتعرضيني وبتقوليلي لا يا بنت متولي
هزت رأسها بالايجاب بكل بساطة وتحدي ثم قالت بهدوء ظاهري
= حقك عليا يا حماتي واعذريني كمان بس انا خلاص ولا هقوم ولا هعمل لحد حاجه، الا لما اكون قادره وبموافقتي بتراضي يعني مش غصب.. البركه فيكي بقى انتٍ قدها وده كان كلامك زمان لما كنت بشتكي تقوليلي هي دي حاجه ده انا ياما كنت بعمل اكتر من كده فمعني كده أنها حاجه مش صعبه عليكي .
اتسعت عينا مايسة بذهول وغيظ من اسلوبها فقد ظنت بعملتها تلك ستمسكها عليها زلة و تجبرها على خدمتها مثل سابق، لكن أيقنت أخيراً هنا أن بسمة لم تعد تصغي لها.. فمن الواضح أنها اخذت قرارها ولم تندم على رفضها..
فارادت بسمة ان تصل إليها أنها كانت تخدمها وتفعل ذلك بإرادتها وليست مكسورة الجناح لتظل تحاسبها على خطأ غير مقصود حدث منها سابقًا رغم أن خطأ أبنها أكبر بكثير من خطأها، بالاضافه الى ذلك ليس من السهل أن تنسى ما فعلته بها من تحريض زوجها عليها و تعاملها السيء معها في كل الأوقات.
فهي بالوقت الحالي، تعيش حياة بسيطة و تسعى لنشر السعادة في منزل آخر لها وحدها مع عائلتها الصغيرة، حتى لو كان المنزل صغيرًا والمال قليلًا، مع ذلك فهي راضية عن راحة البال وصحة طفلها الجيدة، وهذا هو الأهم بالنسبة لها وبعد ذلك، ستأتي كل الأشياء تدريجيًا.
❈-❈-❈
لم تستطع ضحي تحمل المشهد، امامها شابة تتغزل بزوجها، فكتمت شهقاتها براحتي يدها ثم أولتهم ظهرها و ركضت هاربة من المكان بأسره تاركة العنان لعبراتها المريرة فلم تتخيل إعجاب غيرها بمنذر وامامها أيضاً تتحدث بكل وقاحه بأنها غير مناسبه له.
دفـــع الباب بقوة فانفتح على مصرعيه شهقت مرتعدة حينما رأته يقتحم الجناح هكذا وصاح بانفعال ظاهر
=هو انتٍ اتجنيتي انا لسه قايل لك ايه قبل ما تيجي ما تعمليش اي حركه من حركات الجنان دي؟ تقومي تمشي وتسيبيها وهي بتسلم عليكي وكمان اعرف ان انتٍ قلتلها انها سطحيه وما لهاش دعوه بحياتنا وتكسفيها وهي كانت غرضها تنصحك.