رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 34 - 6 - السبت 3/8/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الرابع والثلاثون
6
تم النشر يوم السبت
3/8/2024
كفكفت عبراتها سريعاً ثم حركت ضحي عينيها نحوه لتحدق فيه بعدم تصديق
=تنصحني ولا عشان عينها منك وعاوزه توقع بينا! انا مش فاهمه أنت ازاي مش شايف حركاتها الصفراء دي وانها واحده خبيثه ومش تمام! اللي بتنصحني دي قالتلي لو ما تغيرتيش بكره جوزك هيبدلك بواحده ثانيه! لا وكمان عامله فيها منصحه وبتقولي كويس ان بنتك ما طلعتش شبهك ولا زيك في الصفات و سيبيها تطلع لابوها بتفهم وشاطرة وانا بقى اللي خايبه مش كده؟؟.
أجابها بفتور وهو يهز كتفيه بنفاذ صبر
=ما تكبري بقى عقلك هي مين دي اللي عينها مني؟ واكيد ما كانتش تقصد المعنى اللي وصل لك هي بس عاوزاكي تبقي جنبي في موضوع الحفلات والتنظيم حاجات كده في الشغل كثير انتٍ مش هتعرفيها عشان كده بنحاول ندخلك فيها، وبعدين مش انتٍ اللي سبق وقلتيلي كنت عزمتني على الحفله وعلمني زعلانه ليه دلوقتي؟؟
حركت رأسها لتنظر في اتجاه وهي تقول بصوت ضعيف
=اديك قلت انت انما هي ملهاش دعوه بحياتنا دي بتغيظني عشان اتغيرت وبقيت شبه المجتمع بتاعها وانا ما بقيتش قد المقام ولا لايقه! كان ناقص تقولي ما تطلقي منه احسن وسيبهلي.
حك منذر رأسه بعصبية وهو يردد باستنكار ممتعض
=ثاني؟؟ انتٍ ما بتهمديش قلتلك عينها مش مني وعمرها ما هتبصلي.. ما تبطلي بقى غيره وقرف اللي بقت تتحكم في حياتنا طول الوقت ومش قادره تسيطري عليها هو احنا هنفضل في النكد ده كتير ؟
لتنهمر الدموع منها بغزارة مغرقة وجهها بالكامل لم يعد لديها أي طاقة لتتحمل دفاعه عنها الغريب والذي يجعلها تشك بالامر قليلاً لذا لم تستطع التفكير بذهنٍ صافٍ فالأمور معقدة للغاية..
حدقت فيه بأعين مليئة بالعبرات الغزيرة متحسرة على حالها البائس من جديد فزوجها لا يرغب ان يكون في صفها ويصدقها هي، و دائما تبدأ الحكايات بهكذا؟ تأججت نيران الغيرة بداخلها فحركت رأسها للجانب لتنظر إليه. فرأت نظراته الحادة مثبتة عليها، فعضت على شفتها السفلى مرددة بأنين موجع
=دلوقتي بقيت انا اللي نكديه و بغير وقرف! انت قوم سمعتلها ومش عاوز تسمعني ولا واخد بالك من طريقتها ولا واخد بالك من نظراتها اللي ما اتشلتش من عليك من ساعه ما جت هنا.. ما تبص حواليك هو اهتمامها المبالغ بيك ده طبيعي هو العادي بتروح لاي حد كده بيته ؟ وبعدين تعالي هنا هي عرفت منين العنوان ! ده انتم ما شاء الله علي كده الكلام بينكم بقى كثير.. لا ليها حق تقولي هتغيرني قريب
قست تعابير وجهه أكثر، وضاقت نظراته وهو يرد بجمود
= انا مش قادره اصدقك بصراحه لا و راحه تقولي عليها هي إللي سطحيه؟؟ قوام ألفتي حوارات في دماغك، الفيلا دي هي اللي قالتلي عليها أنها للبيع وهي كمان اللي جابتلي ناس يفرشوها وساعدتني كتير.. وانا على فكره سبق وقلتلك بس انتٍ ما ركزتيش في الكلام عشان انا في العادي مش بخبي عليكي حاجه لكن هيستمر شغل الغيره ده يبقى هتخليني أفكر فعلا اعيد حسبتي في حاجات كتير
شعرت حقاً بوهنها و بضعفها وبقلة حيلتها و ظنت أنه يريد الانفصال عنها، استندت بيدها على المقعد وقالت بسخرية مريرة
=انت قلتلي فعلا في واحده ساعدتك بس ما كنتش اعرف ان عينها منك ولا اهتميت اعرف اسمها بس ما توقعتش أنها بالرخص ده، و ممكن تبص لواحد متجوز مهما كانت مكانتها وده اللي انت مش عاوز تصدقه، وبعدين عاوز اعرف ايه الحاجات اللي هتعيد حساباتك فيها ايه ناوي تطلقني فعلا
لم تهتز عضلة واحدة من وجهه وهو يصغي إلى حماقاتها وبدت تعابيره جامدة للغاية لا تعكس أي شيء. صمت للحظات ولم يعقب لكنه أزعجه تفكيرها السطحي فأجابها منذر باستنكار قاسي
=مش بقولك غبيه ومش عايزه تشغلي دماغك شويه انا كان قصدي اني مش اي حاجه بعد كده اقول لك عليها عشان ما بقتيش تتحكمي في غيرتك واحرجتي واحده جايه في بيتنا وجبتي الحق عليكي، ده انتٍ حتى ما فكرتيش انك ممكن تعمليلي مشكله في الشغل لانها بنت صاحب الشركه وكل اللي احنا فيه ده ممكن في ثانيه يروح.. بس هقول إيه كل اللي يهمك ما حدش يقرب مني وخلاص و سبق وقلتلك انا لو عاوز اعمل كده مش هستنى اخذ رأيك ولا اثير شكوكك وهاجي اقولها لك في وشك، عشان انا شخص واضح.
عبست ضحي بوجهها وهي تطالعه بنظرات محتقنة، فصاحت محتجة بانفعال بائن على تصرفاتها
= اه طبعا ما هو ده من ضمن التغيير الجديد اللي انت خايف عليه تخسره، وتخسر المجتمع اللي انت بقيت حبه وناسي نفسك فيه ونسيت اصولنا بتاعه السيده زينب فاكر ايام السيده زينب يا منذر ولا افكرها لك
تنهد بصوت مسموع على مضض ثم نظر لها بجمود قبل أن يرد قائلًا بجدية صارمة
= انتٍ الكلام معاكي والحوار بقيت حاجه صعبه، و انتٍ ما بقتيش حابه تسمعي غير نفسك وبس! انا قلتلك كل ده عشان اوصل لك حاجه واحده ان انا بحبك وعمري ما هسيبك لكن انتٍ ترجمتيها بطريقتك! لانك كالعاده ما عندكيش ثقه في نفسك ومن زمان ولسه الحوار ده مستمر معاكي فاقتنعي بقى ان المشكله عندك انتٍ مش مع اللي حواليكٍ.
أغلق الباب بقوة خلفه، بينما هوت جالسة فوق الفراش وأنزلت رأسها لتبكي بإنكســار أكبر محتضنة نفسها بضعف، جفل جسدها أكثر وزادت رعشتها وهي تضمه إلى صدرها...
❈-❈-❈
عاد معاذ في منتصف اليوم من العمل حتى يرتاح ساعتين ويعود مجدداً للخارج يواصل العمل، فهو لم يعود يعمل ساعات أكثر لولا الديون التي ازدادت عليهما.. ورغم عدم رضا بسمه على أفعاله لكنها فضلت الصمت و استمرت تعاونه فكيف كانت وأصبحت الآن؟
فمن يصدق من الأساس أن معاذ بدأ يتحمل المسؤوليه قليلاً و يذهب ليعمل ويجلب لهم النقود.. لذلك ستنتظر حتى يتغير كليا وبدأت راضية بأنه هو نصيبها.
أم عن ليلتهما تلك لم تتحدث معه عنها لانها اصبحت معتاده علي ذلك منه، فكانت تظن بانه سيتغير من هذه الناحيه أيضاً في علاقتهما الزوجية لكن فقدت الأمل في ذلك وهي لا تفهم امره حتي الآن.
بعد انتهاء معاذ من الاستحمام، اقترب مالك منه وطلب أن يعطيه هاتفه ليلعب به لفترة قصيرة في البداية رفض، ولكن في النهاية استسلم لطلبه بسبب إصراره. فكان متعبًا وليس لديه طاقة له، وعندما مر أمام الصالة، سمع صوت زوجته وهي تتحدث عبر الهاتف مع شخص يدعى ديمة، حاول تذكر أين سمع هذا الإسم ولكن لم تساعده ذاكرته.
لكن شعر بالتوجس لو أنها مازالت على اتصال بتلك الفتاه التي كانت تساعدها على الخروج والتنزه من خلفهم، لذا عندما انتهت من هاتفها اقترب ليسالها باهتمام
= هي مين ديمة دي اللي كنتي بتتكلمي معاها انا سمعت الاسم ده قبل كده فين؟ اوعي تكون هي نفسها البنت اللي كنتي بتخرجي معاها من ورانا؟؟.
تحشرج صوتها وهي ترد دون النظر له
= لا ما تخافش انا قطعت علاقتي مع مروه خالص دي ديمه مرات آدم ما هي اصلها كانت معايا في نفس الجامعه ويوم فرح منذر لما قابلناها كانت شافتني هناك بس انا اللي خليتها تكدب عليكم.
توترت بعدها عند ذكرى ذلك الشيء وكذبها عليه، ولم تستطع رفع عينيها ومواجهته لذا
بدأ القول بصوت جاهد في إخراجه عفويًا دون أي غضب أو عتاب
= خلاص ده مجرد سؤال سالته ما فيش داعي للتوتر ده، وأنا سبق وقلت لك احنا الاثنين غلطنا وعاوز انسى الموضوع ده
تنهدت بعصبية فأجبت باضطراب عليه
= الموضوع مش موضوع ان انا متوتره ولا ندمانه بس، انا بقيت بكره نفسي لما بفتكر المرحله دي وازاي كنت مصاحبه واحده زيها وبجاريها في اللي هي عاوزاه وكنت هبقى زيها بيوم.
أطلق عدة أنفاس كانت تجيش بصدره عندما
لاحظ حزنها واراد ان يذهب ليستريح بالداخل لكن تجمد مكانه عندما تجمعت الدموع في عينيها وهتفت بقهر مكبوت في جنبات قلبها
= هو انت في حاجه خسرتها ولا حسيت أن رجولتك اتهزت لما وافقت أخيرا بعد فوات الاوان واشتغلت؟ ولا كنت هتخسر إيه برده لو كنت جيت على نفسك شويه وخرجتني مرة أو مرتين في الشهر بدل ما كنت كاتم على نفسي انت وامك؟!. وخليتني الجا لحاجات ما كنتش عاوزاها وكنت هضيع نفسي في اي لحظه.. بدل ما في النهايه احنا الاتنين كنا عايشين في كذبه ولاقيين ليها مبررات؟
نظر لها بصمت شارد، لكن استمرت في اللوم والسخط بغتة كتيارات كهربائية لاذعة
= المشكله عمرك ما كنت منصف لعلاقتنا انت كنت بتحلل لنفسك كل حاجه تحرمها عليا انا و ابنك وكنت بتلاقي لنفسك وقت تهرب ذي ما انت عاوز ما أنت ما عندكش التزامات.. ان شاء الله تقضي اليوم بطوله كله بره تتفسح وتقابل ناس وتتكلم وتلاقي اللي يسمعك..
صمتت قليلا تاخذ أنفاسها واضافت عليه بعذاب وانفعال
= على فكره انا ما ببررش ذنبي انا كمان غلطت، ولكن أنتَ كنت جزءً من الغلط ده و اللي دفعتني للطريق ده وخليتني أخدعك.. كنت بتغاضى عن كل حاجه وحشه وغلط في شخصية مروة وسلبياتها لاني مش لاقيه غيرها قدامي.. بس ما تنكرش ان كنت بحاول كتير معاك افهمك واوصل لك أن تعبت لكن انت كنت بتعند ودايما متسلط معايا ويا ريتك انت وبس! حتى أمك وابوك اللي محدش منهم قدر اللي كنت بعمله معاهم و كنت شايلاهم فوق دماغي وبعمل لهم كل اللي هم عاوزينه و طلباتهم مجايبه.. لكن مع اول غلطه كلهم علقوا ليا المشانق.. طبعا ما أنا الست اللي المجتمع بيحاسبها انما الراجل بيعملوا نفسهم مش شايفين.
ناظرها بملامح عابسة وهتف بخشونة
= هو انتٍ شايفه ده وقت مناسب لكلامك؟ و كنتي عاوزني ارجع بدري يعني عشان تفضلي تلومي فيا كده، ما خلاص يا بسمه انا عارف كل ده واتكلمنا فيه كتير.
هزت رأسها عده مرات عندما أحست بالغصة تسد حلقها وهي تتحدث بينما تجهش بالبكاء
= مش عاوز ننسى اللي فات ونفتح صفحه جديده يبقى تسمعني، انت مش عارف يعني ايه واحد يقيدك ويفرض عليك حاجه انت مش عاوزها.. كان نفسي طول الوقت اعيش حياه جميله وهاديه لكن من وانا صغيره وكل حاجه مفروده عليا.. عشان كده اضطريت اكذب! لاني ما كنتش لاقيه طريقة للتعايش بحريتي عنك وعن أهلي غير دي.
حاولت أن تجلي حلقها ليتغلب عليه تأثرها وهي تكمل عتابها المستنكر
= المشكله ان انا كنت صح! والدليل اهو اللي اهلك كانوا بيرفضوا لما كنت أنا بطلبه عملوا لما بقوا مضطرين.. ورموك تشوف الدوامه اللي انت فيها هتوديك لفين من غير ما يعلموك .
محقة لا يستطيع الإنكار والدليل هو ذاته ما أصبح فيه بسببهم، لذلك تنحنح الآخر يجلي صوته قبل أن يردف قائلا بصوت أراد أن يخرج ثابتا
= تمام معاكي حق ومهما أقول عارف ان ما فيش حاجه هترجع اللي راحه ولا تغير حاجه بس اديني بحاول.. عشان كده خلينا ننسى اللي فات ونفكر في دلوقتي.
أمعنت النظر في عمق عينه التي ترسل أشارت رجاء وغفران، لكنها ابتسمت بتهكم قائلة بعدم أمل
= الكلام سهل! المهم أشوفك على ارض الواقع وانت بتغير واقع علاقتنا .
زفر أنفاسه بقله حيله ثم تحرك للرحيل...
مسحت دموعها بيدها وهي تغمض عينيها بتعب شديد ويأس، ثم قامت وذهبت لتحضير الغداء، لتستمع في الوقت نفسه إلى صوت هاتف معاذ بيد طفلها وهو يطلق إشارات تدل على انخفاض شحن البطارية، نظرت إليه وهي تهتف بانقضاء صبرها
= مالك يلا يا حبيبي روح ألعب جوه وهات التلفون اشحنه قبل ما يفصل، ابوك شويه وهينزل تاني اكيد هيحتاجه .
ضم مالك شفته بملل واعطائها إياه ثم ذهب للداخل، بينما تنهدت بسمة بعمق وهي ذاهبة تبحث عن الشاحن وفي ذلك الأثناء رمت بصرها علي هاتف زوجها دون إهتمام لكن جاء في ذهنها أن لما لا تبحث خلفة وتري هل يتحدث مع غيرها و مازالت فكره الزواج من اخرى في ذهن حماتها تصر عليه.
فهذه الصفه السيئه الوحيده التي لم تراها في معاذ لحد الآن وهي الخيانه؟!.
نظرت حولها بتردد ثم فتشت بالهاتف وحينها صعقت مما تراه، فقد وجدت بضمن سجل البحث الذي بجوجل شيء لم تتوقعة مطلقاً؟؟
صور لفتيات شبة عاريات.. و أيضاً بملابس راقصات شرقية.. وأخريات بملابس مغرية جدآ.. ماذا وكيف؟
إذن كان يرى ويبحث عن ما يمنعها ويوهمها بأنه يشمئز من تلك المظاهر، ومن الواضح أنه مولع بملابس تلك النساء وهي زوجته حلاله يمنعها من ذلك، فلماذا يفعل ذلك طالما لديه رغبة في أن يراها كذلك؟
لكن ما إن ضربت الإشارات المتأخرة عقلها وعيناها تنفثان اللهب.. تحركت بسرعة نحوه واقتحمت الغرفه بقوة ولم تعطيه فرصه للحديث صائحة بصوت غاضب
= تقدر تفهمني ايه اللي في تليفونك ده ؟؟
يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة خديجة السيد، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية