-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 32 - 4 - الخميس 1/8/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل الثاني والثلاثون

4

تم النشر يوم الخميس

1/8/2024

دمعت عين ضحي عندما لاحظت مرور الوقت بسرعه ولم يعود زوجها حتى الآن وبدأ عقلها يستنتج بانه بالتأكيد معها وعندما يعود لم يهتم بامرها أو يصالحها، فهو لا يرى نفسه أخطأ، بدأت تعيد ذكريات ما حدث معها و حديث والدتها أيضاً ولا تعرف من الصحيح وهل هي أخطأت بالفعل أم هو؟. 


وبتلك الأثناء تفاجات به يدخل من الغرفه، نظر أول شيء الى ابنته الصغيره ليجدها تنام هنا وليس بغرفتها كما يخبرها دوماً واستنتج انها وضعتها هنا قاصده حتي تعانده، أطال النظر نحوها ليري دموعها التي لم يتحملها فتفهم سبب هدوئها الحزين.


فهو خلال عمله لم يتوقف عن التفكير في كل كلمه قالتها، ولم ينكر بأنه شعر بخطاه الفاضح في بعض المواقف وتصرف بتهور قليلاً، لذلك اقترب منها و وضع يده برفق على كتفها قائلاً بحنو 


= هو انتٍ لسه من ساعتها بتعيطي؟ وبعدين يا ضحى امتى هتكبري دماغك من كل الهبل ده، بقى انا برده هروح ابص لغيرك بعد كل اللي بينا.. المفروض انا اللي ازعل منك عشان ما بقتيش تثقي فيا زي زمان على فكره.


حاولت الإبتعاد عنه، لكنه أصر وعاند إياها بيده التي تمسكت بخصرها بقوة، تجلت في نبرتها حين قالت له بعمق  


= تمام و لو قلت لك ان انا لسه بثق فيك بس مش واثقه في اللي حواليك وانا وانت مش عارفين نيتها ايه ولا نيت غيرها يبقى ليه تحطنا في الموقف ده 


قام برفع رأسها لتناظره قائلًا بخشونة


= حتى لو نيتها كده سوا هي ولا غيرها، انا اللي اقدر اتحكم في نفسي ومش هروح ليهم، يبقى راجل غبي يا ضحى اللي يفهم الست هي اللي بتضحك عليه! هو بيروح بمزاجه وانا مزاجي و روحي معاكي انتٍ يا حبيبتي .


كانت لهجته معذبه بالقدر الكافي جعلها تدرك ان الرجال عندما تعشق بصدق قد يزادوا إصرارًا علي تجاهل كل شئ لأجل من يحب لذا قالت بصوت متأثراً 


= متسبنيش يا منذر


شعر بالقلق عليها فقام بالتشديد من احتضانها أكثر وهو يقول بلهفة 


= حبيبتي.. أنا جنبك خايفه من ايه؟


رفعت رأسها تطالعه بحب ثم تلاحقت أنفاسها التي كانت حارقه من شدة النيران التي تعصف بقلبها وسائر جسدها فـبللت حلقها قبل أن تتحدث بصراحه مقلقه 


= خايفه أقوم في يوم الاقيك زهقت مني و مشيت.


انفلتت ضحكة خافتة من بين شفتيه قبل أن يقول بمزاح


= ازهق من مين؟ ده انا بقوم في الليله اتأكد انك نايمه قدامي و معايا في اوضة واحدة.. وان احنا خلفنا كمان وانا قدرت اعدي كل ده وانتٍ جنبي.. مش عاوز اسمع الكلام ده عشان ما ازعلش منك انا مستحيل ادور على غيرك يا ضحي، عشان انتٍ ما فيش زيك .


اشعرتها كلماته بأنها شئ ثمين يؤكد علي ملكيته مما جعل العبرات تتقاذف من مقلتيها فهمست بخفوت اخترق قلبه 


= بحبك يا منذر ..


التهمت عينيه حسنها الظاهر من خلال نور القمر الذي فاق جمالها جمال، فاقترب منها يحتضنها بين ذراعيه و قال بلهجة محمومه أمام شفتيها 


= و منذر بيعشقك يا قلب منذر ..


نظر نحو شعرها وهو مقطب الجبين، ثم عبث بخصلاته القصيرة واضاف هاتفا بمرح 


= وبعدين كده تاخديني في موضوع تاني وما لحقتش اباركلك على شعرك القصير والتغيير اللي عملتيه.. بس شكلك حلو في كل حالاتك


هزت رأسها بخجل وأخفضت نظراتها لتحدق في أي شيء إلا هو، حمحم قائلاً بابتسامة خبيثة 


= طب ايه بقى هي اوليندا مطوله معانا هنا كتير؟ مش هتوديها اوضتها وبالمره اعرف اعبرلك كويس عن إعجابي بالنيولوك الجديد اللي انتٍ عاملاه . 


هزت رأسها بنفي عده مرات وهي ترد بعناد


=لا هتفضل هنا بالعند فيك، وهتنام هنا وسطينا كمان .


ضحك على حديثها فقام بوضع قبلة حانيه فوق جبينها، ثم استدار وبسط يده يغلق الأنوار بجواره وهو يردد مبتسماً 


= ماشي يعني انتٍ اللي غلطانه وانا اللي جيت صالحتك وفي الآخر بتعاقب مقبوله منك يا ستي.. تصبحي على خير .


❈-❈-❈


أستيقظ آدم على أصوات بالخارج ثم اعتدل فوق الفراش وهو يفرق عينيه لينهض من فوق الفراش للخارج، وجد ديمة تجلس بالارض و تطعم الطفلين وهي تلعب معهم وتمرح .


أبتسم بسعادة ورضا على هذه الحياة التي جعلته يتعوض عن صبره الطويل بمكافأة كبيرة، الأيام تمر وها هو أصبح بعمر الثانية و الأربعين من عمره، لم يتوقع في هذا العمر أن يتزوج ويحب وينجب طفلين أيضًا.. لو أخبره أحد في الماضي بهذا، لم يكن سيصدقه أبدًا كان يعتقد أنه سيعيش ويموت وحيدًا بهذه الحياة والفضل يعود لديمة لأنها لم تستسلم وظلت تحاول أن تقنعه بأن هذه الحياة ليست خاطئة وأن كل شخص حر طالما لا يفعل شيئًا محظورًا ولا يتقيد بعادات المجتمع.


وعلى مر الوقت، لم يتوقف عن رعاية عائلته وإعطائهم الكثير من الحب والاهتمام.. كان يقترب منهما وكان الطفل آدم يلوح بيديه بحركات عشوائية وينظر إلى والديه بعيونه الواسعة معبرًا عن سعادته بأصوات لطيفة لم يتخيل آدم الكبير هذه اللحظة من قبل، حتى في أحلامه.


نظرت إليه ديمة وتساءلت بقلق


= صحيناك معلش، اصل النهارده اجازه المربيه


قال آدم وهو يحمل طفله بين ذراعيه لترتفع

ضحكاته بطفولية رائقة


= مش مهم طالما هصحى على الوشوش الجميله دي فانا مستعد كل يوم تزعجوا نومي براحتكم


ابتسم لعفويته وحب زوجها للأطفال، ثم قالت  

برجاء 


= طب طالما صاحي ورايق كده ممكن طلب صغير، ممكن تخلي بالك منهم لحد ما اخد شاور.. أصل مش عارفه اتحرك من جنبهم وخايفه يعملوا حاجه .


أبتسم لها بعذوبة قائلاً بتريث


= ماشي يا حبيبتي براحتك انا هعرف اسكتهم

ما تقلقيش.


بعد فتره انتهت ديمة من الإستحمام وقد نام آدم الصغير و أمير ظل مستيقظ وتركه والده يلعب بغرفه الالعاب، ثم ذهب لديمة نظر اليها و هي تجفف خصلات شعرها برفق ناظرة اليه من المراه مبتسمة برقة و هدوء و ما ان انتهت حتي أمسكت فرشاة الشعر و بدأت بتمشيط خصلاتها و ترتيبها ثم التفتت اليه هاتفه بمرح 


=هو ينفع تبقي عاطل و تفضل معانا علي طول وما تروحش الشغل تاني


تقدم نحوها يحاوط خصرها ليميل بها بحنو إلي الجانب الأيمن متحدثاً 


= لو كان عليا انا مش عايز ابعد عنك خالص

بس مضطر بقى .


هزت رأسها بالايجاب بزعل كالاطفال و هي تنظر الي عينه، ليقبل وجنتيها برقة متحدثاً 


= هروح البس عشان متاخرش واجي على طول تمام


تنهدت مستسلمه وهي تبتعد عنه ثم ذهب للداخل حتى يرتدي ملابس وعندما عاد بعد فتره تفاجأ بها كانت تتحدث بالهاتف فاغلقته

عقد حاجيبة باهتمام وهو يتسائل بفضول 


= بتكلمي مين اوعى تكون نمره غلط تاني؟ 


ابتسمت ديمة لتقترب تقف بين احضانه تتشبث به بقوة قبل أن ترفع رأسها اليه تنظر له بابتسامة عريضة و مدت يدها تضعها علي وجهه تتحسس ذقنه النامية قائلة 


=لا ما تقلقش انا بتعلم من اخطائي اي حاجه تحصل بعد كده هقول لك عليها وانت حر بقى اتصرف معاه 


قبل خدها و هو يمسد علي خصلات شعرها

هاتفا بارتياح 


=شاطره يا حبيبتي، بلاش تعملي حاجة تضايقني والاشكال دي لازم راجل يتصرف معاهم.. ما قلتليش بقى كنتي بتكلمي مين 


هزت كتفها بعدم مبالاة وهي ترد دون إهتمام


= مش حد مهم دول اعمامي، بيحاولوا بس يعملوا نفسهم عندهم ضمير ويطمنوا عليا فاكرين أني نسيت اللي فات وأن وقتها كنت صغيره ومش فاهمه حاجه.. لما عمل اللي عمله

مع اختي رانيا


سألها بجدية وهو قاطب لجبينه 


=عمل ايه مع أختك رانيا؟ مش فاهم؟  


عندما نظرت إلى وجهها توترت، فلقد لاحظت أنها تتحدث بحديثها لا يصح قوله، ولكنها وقعت في الفخ المحظور فلم يتركها إلا عندما يفهم معنى كلماتها، وبدون تردد قالت بارتباك


= هاه آآ أن يعني عمي فضل حاول يتحرش باختي وهي صغيره وده اللي خلا بابا يقطع معاهم خالص عشان كدبوها ومحدش صدقها إلا هو لانه كان شاكك في سلوك اخوه من الاول .

الصفحة التالية