رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الخاتمة ج2 - 2 - الثلاثاء 13/8/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الخاتمة الجزء الثاني
2
تم النشر الثلاثاء
13/8/2024
❈-❈-❈
بمنزل جواد
فتح عيناه بإرهاق، وضع كفيه على صدره عندما شعر بالالام صدره ..اعتدل يفتح درج الكومودو يجذب علاجه قبل دخول زوجته ، ازداد الألم حتى فقد التحكم في أعضائه ..انزل بساقيه ببطئ محاولا الوصول لكوب المياه، رغم قربه إلا أنه شعر أنه يبعده بالأمتار، جذبه أخيرًا بعد محاولات عدة ، ارتشف القليل من المياة بفم مرتجف ، ثم بسط كفيه ليضع الكوب ولكنه سقط على الأرضية بدخول غزل ..ارتضدم الكوب مصدرا صوتا لتفزع غزل، مهرولة إليه
-جواد فيه ايه !!
تراجع بجسده يطبق على جفنيه محاولا السيطرة على ارتعاشة قلبه الذي بدأ يضعف نبضه ..ظل لدقائق مطبق الجفنين ، مما جعلها تطالعه بتخبط وتألم طالعته بذهول لما أصابه ..جلست بجواره تجذب رأسه لأحضانها ظنا أن ماأصابه حزنه على صهيب ..ملست على رأسه وتنهيدة عميقة خرجت من اعماق أحزانها
-جواد نهى بقت كويسة، وكلها اسبوع وترجع هي وصهيب، ونعمل فرح هنا وجواد، متشلش هم حبيبي كل حاجة هترجع زي الاول ..وعايزة اطمنك على ياسين ، راح بات مع مراته ولسة راجع من شوية، بس هو سافر العريش علشان فيه حركة تنقلات هناك
كان يستمع إليها ولكنه لم يقو على الحديث، أغمض عيناه بأحضانها وتمنى أن كل شيئا سيبصح بأفضل حال، لكن هناك قبضة اعتصرت فؤاده حينما تذكر أمر مرضه
ظلت لفترة تمسد على خصلاتها وتحاكيه بحنان عن ولادها ، نظرت إلى وجهه عندما وجدت صمته ، انحنت تقبل جبينه ثم اعدلت وضعيته لتقوم بدثره واتجهت إلى الحمام
بمنزل جواد حازم
تجهز متجهًا إلى عمله ، قابلته والدته
-حبيبي انت خارج دلوقتي
اومأ إليها ثم انحنى يطبع قبلة على جبينها
-ماما عندي شغل مهم فيه حاجة ..استندت على الجدار وهتفت بملامح عتابية
-مش ناوي تفرحنا وتحدد على فرحك يابني
استدار لوالدته يطالعها بصمت ثم هز رأسه قائلًا:
-إن شاءالله ياماما، إن شاءالله ، هرجع من الشغل ونتكلم في الموضوع دا
أطبقت على كتفه
-جواد انا هروح لخالك واتكلم معاه اعمل حسابك الفرح هيكون على اخر الشهر احنا مجهزين كل حاجة
-اعملي اللي تعمليه ياماما..أردف بها جواد وتحرك للخارج
اتجه لسيارته قابله فارس
-جواد !!
توقف أمامه جواد متسائلًا بعينيه
-فيه حاجة ...اقترب منه يضع كفوفه بجيب بنطاله
-عايز رقم ابن عم جوان!!
زوى مابين حاحبيه واردف بتسائل
-عايزه ليه ؟!
-عجباني ياسيدي فيها حاجة
اقترفت شفتيه ابتسامة ساخرة فاقترب يضع كفيه على كتفه
-يعني السنارة غمزت ولا ايه ياسيد الناس
زم شفتيه ولاحت ابتسامة لاعوب قائلا
-ليه انت ولي أمرها وانا معرفش ولا ايه ياحضرة الظابط
ربت على كتفه وتحرك إلى سيارته
-هبعتلك رقمه يانمس ، جود باي ناو
خرجت هنا مهرولة إليه
-جواد !!..توقف مستديرًا إليها ، كانت تتحرك بخطوات واسعة، فاتجه إليها سريعا قائلاً
-على مهلك هتوقعي ، وصلت إليه بأنفاس مرتفعة..حاوط جسدها
-اهدي حبيبي فيه ايه ..بسطت كفيها إليه بجهازها المحمول
-حبيبي آسفة ممكن تاخد الجهاز على العنوان دا في طريقك، مش فاضية أخرج عندي شغل كتير
ضم رأسها يطبع قبلة أعلى رأسها
-عيوني ، المهم مشفراه كويس اومأت له مبتسمة
-مفهوش حاجة، المهم نقلته داتا والباقي مسحته كله ، بابي مكلمه ، جواد اللاب توب دا عزيز قوي عليا لو سمحت بلاش تعمل زي بابي وتقولي اغيره، لازم تشوف برمجته بس
داعب وجنتيها واومأ ينظر بعيناها
-عيوني لحبيب قلبي، خلصي اللي وراكي، علشان عندنا خروجة بالليل
عانقت ذراعه وتحركت بجواره إلى السيارة تهمس له
-جواد عايزة اسألك عن حاجة ..توقف ونظراته تحاصرها منتظر حديثها
-عمو جواد مريض بايه ؟!
ابتعد ببصره عنها وسحب نفسًا ثم طرده بهدوء متجها إليها
-عرفتي منين الكلام دا ؟!
رغم اني مش منتظرة الإجابة دي بس هجاوبك..سمعتك بتتكلم مع بابي
نظر بساعة يديه ثم دنى يقبل جبينها
-عندي شغل وهتأخر حبيبي ، نتكلم بعدين
توسلته بعينها ثم اقتربت تحتصن كفيه
-علشان خاطري جواد ..فتح باب سيارته
اجهزي ياهنون، باي حبيبي..قالها جواد بذهول هنا وتحرك بسيارته
ضربت أقدامها بالأرض
-ماشي ياجواد؟!
ببيت جاسر :
تململت عاليا بنومها تتقلب بفراشها تبحث عن زوجها، فتحت عيناها تنظر يأرجاء الغرفة اعتدلت تجذب روبها، وارتدته متحركة تبحث عنه بباقي الغرفة ، توقفت تطرق رأسها أرضا تهمس لنفسها
-معقول يكون نزل تحت لجاسر، أو يكون راح عند راسيل
فتحت الباب وخرجت متجهة إلى غرفة ابنتها وجدتها مازالت غافية ، عادت إلى غرفتها متجهة إلى حمامها واغتسلت وخرجت تؤدي فرض ربها ، ثم تحركت إلى الأسفل قابلتها منيرة تقوم بإعداد طعام الإفطار
-صباح الخير يامدام عاليا
اومأت برأسها ثم هتفت
-صباح الخير يا منيرة ، هو ياسين في البيسين ولا ايه
وزعت الاطباق على الطاولة وتوقفت تجيبها :
-حضرة الظابط مشي بعد الفجر على طول، كنت بعمل كوباية حليب لمدام جنى لقيته واقف مع حضرة الظابط جاسر ووقفوا شوية وبعدها سمعت صوت عربيته حتى كنت عاملاهم قهوة ، لكن جاسر بيه قالي رجع حي الألفي
-ايه!!..تمتمت بها عاليا بقلب منفطر ..استدارت إلى غرفتها سريعًا غير مستوعبة مافعله لماذا أتى ولماذا رحل، هل فعل بي هذا ..دلفت إلى الغرفة فهوت على الفراش تضع رأسها بالوسادة تكتم شهقاتها ..لماذا فعل بها هذا، هل أتى لأغراضه ..أطبقت على جفنيها وانسابت عبراتها بقوة تحتضن نفسها مع ذكريات ليلة الأمس التي ظنت أنها ليلة عمرها
بالأعلى بغرفة جاسر ..لم يغلق له جفن بسبب ألالام زوجته ظل جالسًا بجوارها يقرأ بعض من آيات الذكر الحكيم ، إلى أن ارهقه قلة النوم ، فتمدد بجوارها ، رفع كفه يضعه على احشائه يمرره بلطف حينما استمع إلى تأوهها ..دنى من نومها يرفع رأسها على ذراعيه ..دفنت رأسها تمتم بين النوم والايقاظ
-عايزة انام حبيبي ..طبع قبلة على شفتيها
-نامي ياروح حبيبك ..تنفس أنفاسها وغفى بالقرب منها يذهب باحلامه
..مرت عدة ساعات إلى أن فتحت عيناها على طرق الباب من قبل ابنها
-مامي ..بابي افتحوا انا جيت ..نهضت بجسدها الثقيل المرهق ، تستند على الفراش إلى أن هبطت من فوق الفراش متجهة إلى الباب بجسد مترنح
فتحت الباب بهدوء، دلف من جوارها
-ايه مامي خبطت كتير ..داعبت خصلاته تشير إليه بالدخول
-ادخل حبيبي وبطل تعمل دوشة بابي نايم ..
-اووف انا عايز انزل الجاردن وألعب مع بابي ، خلاص هروح لناني وراسيل
اومأت له عندما فقدت الوقوف تشير إليه بالخروج
-روح لناني وخلي بالك اوعى تلعب عند البيسين لوحدك
-حاضر..قالها وتحرك يهرول للأسفل ، أغلقت الباب واستدارت للداخل ، جلست بجواره على الفراش ، ظلت تراقب نومه لبعض الوقت متذكرة جنونه بأيامهم القليلة التي اجتمعوا به
استندت على مرفقيها تخلل أناملها بخصلاته وترسمه بعيناها
-ابنك نسخة منك قوي، عقبال بنتك اللي متأكدة هتكون شقية زي باباها
ابتسم بنومه وتمتم
-وليه متطلعش لحبيبة ابوها ، وضعت جبينها فوق جبينه
-علشان امها بتعشق ابوها قوي ، وبتموت فيه ...هنا فتح رماديته ورفع كفيه
-وابوها بيموت بأمها ومش عايز غير حضنها ، مرر أنامله على وجنتيها ثم تذكر آلامها فاعتدل يحاوطها بنظراته
-عاملة ايه ؟!
ابتسمت تضع كفيها على احشائها
كويسة حبيبي ، بنتك شقية غير كنان خالص
-آسف!! رددها وهو يضم رأسها لأحضانه..اعتدلت محاولة التظاهر بالقوة أمامه وقالت بنبرة جعلتها متزنة:
-آسف على ايه ياجاسر، اسف علشان هيبقى عندنا اولاد، تعرف دا أحسن حاجة حصلت لنا
نكس رأسه أسفا وأجابها بألم يعتصر روحه
-آسف علشان سبتك قبل كدا وكنتي بتتعبي وأنا مش جنبك، سواء في حملك الأول أو في حمل كنان، وبرضو في حملك دا سبتك اسبوع كامل أنتِ تعبانة
مررت أناملها على وجنتيه وهمهمت بنبرتها الرقيقة
-فيه حد بيتأسف علشان هيبقى عنده ولاد من حبيبه، على فكرة أنا مش تعبانة ، ممكن بس علشان بطني كبيرة المرة دي غير المرة اللي فاتت،
كانت عيناه تتشرب ملامحها التي بهتت بحب وحنان ليقترب منها يحتضن ثغرها ينثر عشقه ليثبت لها انها القلب ونبضه لجسده لكي يبقى على قيد الحياة
بشركة الألفي
جلست أمام جهازها تنهي بعض أعمالها ، اقترب منها وعيناه تلمعان بعشقها الذي حفر بقلبه
انحنى يجذب كوب قهوتها ويرتشف بعضه، رفعت عيناها بعدما شعرت بوجوده .. استدارت بالمقعد تطالعه
-عايز قهوة، اطلب لك قهوة
هز رأسه وهو يرتشف بعض من الكوب قائلًا
-لا هشرب شوية من قهوتك ولا إنتِ رافضة
دارت بعيناها بالمكان ثم نهضت من مكانها
-بلاش لو سمحت مش عايزة حد يتكلم عليا كلام مش كويس
وضع الكوب بعصبية وأشار بسبباته
-محدش يقدر يتكلم ويقول كلمة واحدة عنك، علشان عارف ممكن ادفنه مكانه
-فارس لو سمحت احترم رغبتي علشان خاطري ..قالتها بعيون قلقة عندما توقف ولم يبدي رده ..استدار إلى مكتبه دون حديث
جلست ونظراتها الحزينة تتابع تحركه إلى مكتبه ..
ارتسم الالم داخل مقلتيها حينما تركها وتجلت على ملامحه الغضب ..شعرت بألم قلبها على عدم إدراكه لوضعها، تخشى الحديث المسئ إليها كما تخشى ابعاده، فيبدو أن عشقه تغلغل بالاوردة ...ذهبت لذاك اليوم الذي جعلته يوم ميلادها
فلاش باك قبل ثلاث أشهر