رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الخاتمة ج2 - 3 - الثلاثاء 13/8/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الخاتمة الجزء الثاني
3
تم النشر الثلاثاء
13/8/2024
❈-❈-❈
فلاش باك قبل ثلاث أشهر
فتح باب سيارته
-اركبي عندنا اجتماع خارج الشركة
توقفت متأسفة
-آسفة ياباشهمندس، مينفعش اركب مع حضرتك..اقترب عز منهما
-واقفين كدا ليه
تحرك فارس إلى جهة القيادة ولم يتحدث بينما هي اردفت
-آسفة ياباشمهندس ..قاطعها عز
-روحي معاه ياجوان على ضمانتي متخافيش.. وبعدين انتو رايحين ميتينج ودا شغل
ارتجفت عيناها ولم تعلم بما عليه فعله، فتح عز باب السيارة يشير إليها بالركوب قائلاً
-احنا عندنا اخوات ياجوان ، ولو مش واثقة في حد فينا يبقى مالوش لازمة شغلك معانا ..
تحركت سيارة فارس إلى أن وصلت ذاك الفندق الذي يتم به مقابلة العمل، ظل الاجتماع قرابة الساعتين ، انتهى الاجتماع مع تنهيدة عميقة بأسى على صمتها طيلة الاجتماع
ظل جالسًا بمكانه بعدما تحرك الوفد بصحبة أوس إلى خارج الفندق ، جلست بمقابلته قائلة:
-على فكرة هيوافقو على العرض،، هما بس بيحسسونا أنهم مطلوبين، بس عجبني إصرار الباشمهندس أوس قوي ، لا والبنت الملزقة دي قال ايه من غير تفكير احنا مش موافقين
كان يتابعها بعيناه يحفظ كل انش من حركاتها الطفولية، نهضت تحمل حقيبتها تنظر بساعة يديها
-الساعة دلوقتي تسعة زمان ماما قلقانة لولا قولت لها هتأخر ساعتين كان زمانها مبلغة الشرطة علي
افترت شفتيها ابتسامة وهو يتكأ على المنضدة
-اقعدي نتغدى وهوصلك ..هبت فزعة وهتفت مرتبكة
-لا غدا ايه، لا لا طبعا انا اتأخرت قوي
جوااااان ..هتف بها من بين أسنانه يشير إليها بالجلوس
-قولت نص ساعة ونمشي واقع من الجوع بقالي يومين مااكلتش يرضيكِ أكون جعان وأمشي والأكل قدامي
وصل النادل يضع المنيو أمامهم
-تاكلي ايه ؟!
هزت رأسها بالرفض!!.
-لا شكرًا مش عايزة
أعطى الرجل المنيو وأشار إليه بالتحرك
-خلاص يابني مش هناكل ، هروح انام اصلا
فركت يديها بارتباك قائلة:
-ليه مفيش حد يعملك اكل، حرام تفضل من غير اكل ، شايفة انك رجل اعمال يعني تقدر تجيب طباخة تعملك
نهض قائلًا:
-لا معندناش ياله علشان اروح انام ..ذهبت ببصرها للنادل ثم إليه
-لا خلاص غيرت رأيي شكل اكلهم حلو، هنتغدى بس على حساب حضرتك
حاصرها بنظرة حانية ثم جلس ومازالت نظراته تحاصرها قائلا
-عندك كام سنة
زوت مابين حاجبيها :
-ايه السؤال دا ..
-ابدا بس حركاتك حركات طفلة
أجابته باقتضاب
-ليه عملت ايه علشان حضرتك تقول طفلة
-تاكلي ايه :
هزت كتفها تنظر للمنيو ثم دفعته أمامه
-هاكل على ذوقك
اومأ لها وقام بطلب الطعام ، نظرت للطعام مستفسرة عن أنواع
قهقه عليها حينما اردفت
-والله كلها اكل عادي معرفش ليه الاسماء دي
أشارت إلى الاطباق متسائلة
- ايه دا ؟
"سباغيتي بولونيزي"
مكرونة بصلصلة الراجو
صلصة الراجو ...رددتها مستنكرة اسمها
معلش انا متربية في الهرم يعني ايه البتاع اللي قولته دا
-دي تريقة ..افلتت ضحكة ناعمة جعلته يطالعها بقلب كالفراشة، وخاصة عندما توردت وجنتيها من كثرة ضحكاتها بترت ضحكاتها متجهة إليه وهتفت :
-ابدا مش تريقة مش يمكن لحم خنزير
امسك الشوكة والسكين وأومأ برأسه
-في ايطاليا اقولك اه بيعملوها بلحم خنزير، أما هنا لا دا
:لحم بقر ممزوجاً بالكرفس، والجزر، والبصل، وصلصة البندورة، والنبيذ الأحمر.
وعليها جبن بارميجيانو مبروش فوقها كدا علشان يكون لونها ابيض وكانك مغطياه بالثلوج.
كتفت ذراعيها تنظر للطعام
-لا ياعم بالهنا لحضرتك، أنا أخري في الاكل الايطالي بيتزا وتكون بالفراخ كمان مضمنهمش
أطلق ضحكاته يشير للطعام
-كلي ياجوان ربنا يهديك، اكيد مش موقفك على الناصية واضربلك اكل فاسد
دارت عيناها بالمكان ثم اتجهت إليه
-فعلا عندك حق، احنا مش على الناصية، بس ميغركش المناظر دي
-بدأ يقطع اللحم ويضعه أمامها
-طيب بلاش المكرونه والصوص، كلي من دا
هزت رأسها بالنفي :
-قولت لحضرتك مش جعانة
-علشان خاطري كلي معايا افتحي نفسي..ارتبكت من عيناه التي تخترقها ناهيك عن صوته الحنون، نظرت للشوكة ثم تناولتها وبدأت تلتقط بعض حبات السلطة حتى ينتهي من طعامه
-كلمني عن نفسك؟!
قالها فارس وهو يلوك طعامه بهدوء
ابتعدت بعيناها بعدما تركت الشوكة قائلة:
-مفيش حاجة مهمة تفيد حضرتك، صمت للحظات ، ثم تناول المحرمة وجفف فمه ، يشير للنادل بدفع الحساب للمغادرة
استغربت طريقته ورغم ذلك توقفت وتحركت للخارج
وصلت بعد فترة مكانا شعبيا ثم ترجلت من السيارة
-كان نفسي أقول لحضرتك اتفضل لكن ...قطع حديثهما جارتها وهي تردف
-جوان كنتي فين يابنتي دا كله بنتصل بيكي تليفونك مقفول
ابتلعت ريقها بصعوبة وتسائلت
-فيه حاجة ؟!
ربتت على كتفها تنظر الى فارس الذي ترجل من سيارته
-مفيش والدتك تعبت وحسام ابن عمك اخدها المستشفى ولسة راجعين
تحركت سريعا والخوف يلتهم احشائها دفعت باب منزلها ودلفت تصيح باسم والدتها ..توقفت وهي تطالعها بدموعها حينما وجدت ابن عمها يحقنها من داء السكري ..هرولت تجلس أمامها
-ماما ايه اللي حصل ؟!
توقف حسام يرمقها بالصمت لبعض اللحظات ثم أردف :
-بعد اذنك ياطنط عايز اتكلم مع جوان شوية
بالأسفل توقف حائرا ماذا عليه أن يفعل، ايصعد خلفها، ام يغادر، فتح باب السيارة وتوقف ينظر للمنزل بعض الوقت ، ثم اغلقها واتجه للأعلى
بالأعلى توقف حسام ينظر لجوان بسخط
-ينفع كدا ، يعني لولا كنت جاي بالصدفة كان ايه اللي حصل
تراجعت تفرك وجهها بالحزن وتسائلت
-الدكتور قالك ايه وايه سبب غيبوبة السكر
تحرك للخارج وهو يحذرها
-أنا مش عايزك تشتغلي تاني وخلي بالك من والدتك، وزي ماقولت لك قبل كدا انتوا مسؤولين مني
قالها واستدار متحركًا إلى أن توقف عندما وصل إليهم فارس، وزع نظراته محمحمًا
-آسف..جوان نسيتي تليفونك وشنطتك
استدارت إليه متذكرة لهفتها فهمست باعتذار
-آسفة ياباشمهندس ، حدجه حسام بنظرة مستفهمة ..اقترب منه
-أنا فارس الألفي مدير جوان، اسف اني اخرتها كان فيه اجتماع وكان لازم من حضورها
اجابه متفهما
-اهلا بحضرتك يافندم، اتفضل ..ابتسم بمجاملة قائلا
-لا متشكر بس ان شاء والدتك كويسة، دلفت للداخل بعدما أشار ابن عمها إليه قائلًا:
-مينفعش حضرتك توصل لعندنا ومتخدش واجبك، احنا على قدنا بس نفهم في الأصول
دلف للداخل ينظر بأرجاء المنزل، منزل بسيط مكون من ثلاث غرف، ورغم بساطته إلا أنه يتميز برونقه الخاص بالدفئ ..جلس فارس بغرفة الصالون بمقابلة ابن عمها لتخرج والدتها
-اهلا بحضرتك يابني..توقف ليحيها قائلا
-ألف سلامة على حضرتك ياست الكل
ابتسمت من كلماته القديرة، رغم نفوذه إلا أنه تحدث معها ببساطة، رمقه حسام متحيزا أسلوبه فتسائل:
-جوان شغالة مع حضرتك ايه ؟!.
رفع بصره إليها وشعر بارتجافة لا يعلم ماهيتها عندما اردفت بهدوء
-مستر فارس اخو الباشمهندس عز اللي حضرة الظابط كلم أبيه محمود
اومأ متفهما ثم أردف
-محمود بيكون اخويا الصغير، بس هو شغال محامي
أشارت لأبنتها
-هاتي ضيافة للبشمهندس يابنتي
نهض من مكانه معتذرًا:
-لا شكرا لحضرتك، انا اطمنت على حضرتك لازم امشي علشان ترتاحي
توقف حسام لمقابلته
-ودي تيجي ياباشمهندس تدخل بيتنا من غير ضيافة
رفع نظره إلى جوان
-اعملي قهوة للباشمهندس ياجوان
-عندنا ايس كريم حلو ، هيعجب حضرتك في الجو الحر دا ..قالتها والدة جوان ..نظر إليها مشدوها ثم أشار بيديه
-لا أيس كريم ايه، كفاية القهوة .
تحركت جوان للحظات بسيطة وخرجت إليهم بأكواب من الآيس كريم
-مقدرش ازعلك ياست الكل والباشمهندس هياكله
حمل حسام من يديها أكواب الايس كريم يشير إلى والدتها
-ماما ممنوع من أي حلو خالص ..اومأت له ثم جلست بجوار والدتها تقبل يديها بمحبة
-كدا تخضيني ..ملست والدتها على وجهها
-أنا كويسة حبيبتي ، حسام بس هو اللي مكبر الموضوع
-شكرا ياابيه، طالعها بنظرة صامتة دون حديث
ظلوا لبعض الوقت إلى أن استأذن فارس بالمغادرة، بعد خروجه جلس حسام بمقابلتها
-مردتش اتكلم وازعلك ياجوان، انتِ اختي الصغيرة، بس توصيل الباشهمندس هنا مش حلو، الناس كلامها كتير يابنت عمي، وميت مرة اقولك أنا مستعد اتكفل بيكم والشغل مالوش لازمة
ربتت هدى والدتها على ساقيه
-ربنا يحميك ياحبيبي ، عارفة انك قدها، بس جوان لازمها شغل حبيبي متنساش أنها على وش جواز ومعاش عمك مش هيكفي، والمبلغ بتاعها كمان قليل على جهازها ..
-بس يامرات عمي ..قاطعته بالحديث
-اسمعني حبيبي ، انت لسة متجوز ومراتك على وش ولادة، وكمان اخوك عريس ونفسه يتجوز، ليه احملكم يابني فوق طاقتكم ..وانت شوفت بنفس رئيسها في الشغل سواء دا ولا اللي بيقول عليه اخوك ، شكلهم ولاد حلال
اتجهت إلى جوان وطالعتها بعتاب
-بس مهما كانت أخلاقهم مينفعش نركب معاهم ويوصلونا البيت مش كدا
نهضت من مكانها
-حاضر ياماما زي ماقولت لحضرتك، كنا في اجتماع وحب يوصلني
بعد يومين اتجهت إلى مكتبه كعادتها
-اتفضل حضرتك دي تايمز اليوم ، وعندك عشا عمل الساعة تمانية
اومأ لها ثم رفع نظره
-والدتك عاملة ايه ؟!
-الحمد لله يافندم كويسة
نصب عوده متوقفا وخطى إليها
-مالك !! تعبانة وليه مجتيش!!
تراجعت للخلف قائلة:
-ارهاق ..بعد إذن حضرتك لو مش محتاج مني حاجة
اومأ لها وتحركت للخارج ..ظل يطالعها إلى أن أغلقت الباب خلفها
أطلق تنهيدة عميقة مطبق الجفنين يحادث نفسه
-ايه اللي حصلك يافارس ..استمع لطرقات على غرفة مكتبه
-الاستاذة نادين عايزة تقابل حضرتك يافندم
أشار بيديه متجها إلى مكتبه
-خليها تدخل واطلبي لي قهوتي
دلفت نادين بخطواتها الأنثوية مقتربة من جلوسه
-ازيك باشمهندس
اومأ يشير بيديه إليها بالجلوس
-تشربي ايه ..قالها عندما توقفت جوان منتظرة حديثه ، رمقت جوان بنظرة جانبية ثم هتفت
-نسكافية !!
رفع نظره إليها
-قهوتي مع نسكافية، وخلي محمود اللي يجبهم وأنتِ خلصي مراجعة الحسابات
-تمام يافندم ..قالتها واستدارت للخارج
بعد فترة شعرت بارهاقهاا ولم تقو على التركيز، اتجه أوس إلى مكتب فارس متسائلًا
-فيه حد عند فارس ياجوان
رفعت رأسها بدوار من جسدها تهتف بتقطع
-الاستاذة نادين ..طيب هاتي ملف الصفقة الأخيرة علشان اراجعه
توقفت بارهاق تجمع الورق ونهضت مترنحة
-اتفضل حضرتك !!
اقترب عندما شاهد وجد ترنحها
جوان إنتِ تعبانة ..هزت رأسها بالنفي
ولم تكمل حديثها لتشعر بالدوار الشديد لتهوى على الأرضية ويصطدم رأسها بالارضية مما جعل أوس يصرخ بأسمها
بالداخل قبل قليل أشار على طاولة الاجتماعات وهتف
-ليه مراجعتيش مع أوس ، هو المسؤل الاول عن المشروع
جلست تضع ساقًا فوق الأخرى وأشارت بابهامها لورق المشروع :
-الصراحة المشروع عايز النقاش الهادي، والباشمهندس اوس خلقه ضيق، فقولت اكيد مفيش غيرك اعرف اتناقش معاه في بعض النقاط