رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الخاتمة ج2 - 4 - الثلاثاء 13/8/2024
قراءة رواية تمرد عا شق
الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية تمر د عا شق
الجزء الثالث
(عشق لاذع)
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة سيلا وليد
الخاتمة الجزء الثاني
4
تم النشر الثلاثاء
13/8/2024
❈-❈-❈
رسم ابتسامة مجاملة مع دخول مشروباتهم ..تناول قهوته يرتشف منها بهدوء
-ميغركيش الهدوء مش اي حاجة تعجبني..مطت شفتيها واقتربت بجسدها منه
-اقول دا غرور ياباشمهندس
نظر بكوبه ولاحت على وجهه ابتسامة ساخرة قائلًا:
-ليه متقوليش ثقة
-واو وانا بحب الواثق من نفسه
أجابها بفم مزموم
-وأنا مبحبش تفاهة الحديث اللي مالوش لازمة، نبدا الشغل لو حضرتك خلصتي النسكافيه
-اه اكيد ..وضع الورق أمامها
-ممكن اعرف ايه نقط الاختلاف..لم يكمل حديثه إذ هب من مكانه على صياح أوس باسم جوان ..خطى سريعا للخارج ..تسمر بمكانه عندما وجد جسدها مسجي على الأرض ، اقترب بدقات قلبه العنيفة التي اعتصرت روحه حتى شعر بضيق المكان وهو يراها بين يدي أوس متجها بها إلى غرفة الاجتماعات التي تقابله
وضعها أوس على الأريكة الجلدية يشير إلى السكرتيرة
-سما اتصلي بالدكتور خليه يجي بسرعة ..اقترب من تسطحها يتسائل
-اوس مالها جوان
كان أوس منشغلا بإفاقتها، فاتجه إليه بنظراته
-معرفش ..توقف بعدما رفرفت بأهدابها ..ظلت للحظات إلى أن فتحت عيناها متاوهة
دلف الطبيب فاعتدلت بجسد مرهق هامسة
-أنا كويسة، تم الكشف عليها بعدما أصر أوس بالكشف عليها
-ضغطها واطي ..ممكن يكون سبب الاغماء
بعد فترة توقف أمامها
-قومي اوصلك للبيت لازم ترتاحي ..رفعت رأسها بنظرات استفهامية
-أنا كويسة ، خلاص ضغطي نزل شوية ودلوقتي كويسة
انحنى يقبض على رسغها عندما فقد السيطرة على هدوئه
-لما اقولك قومي تسمعي الكلام..سحبت كفيها سريعا تنظر حولها
-لو سمحت حضرتك مينفعش كدا
رفع كفيه معتذرا
-تمام أنا اسف ، ريحيني وتعالي اوصلك للبيت
ثقلت أنفاسها من قربه وخفقة قوية تضرب جنبات صدرها عندما وجدت لهفته بعيناه ..نزلت ببصرها على الأرض تهمس بصوت خافت
-أنا كويسة، مينفعش اسيب الشغل دلوقتي عندي حاجات مهمة الباشمهندس طالبها مني
انحنى متكأ على المكتب وعيناه تحاوط وجهها
-جوان بوصيلي ..رفعت سواديتها تنظر بعمق عيناه لحظات كفيلة ليسبح كلاهما بعالم خاص، وصمت اللسان ولكن قوة لجذب القلوب تفوق قوة الجاذبية مما جعله يعتدل متمردا لأول مرة على عقله
-صحتك أهم من أي مشاريع
ارتجف جسدها وشعرت بفراشة تدغدغ معدتها ، لا تعلم ماهذا الشعور الذي استحوز عليها ، ابتلعت ريقها بصعوبة ونزلت بابصارها خجلة عندما شعرت بحرارة وجنتيها
-أنا كويسة شكرًا لاهتمام حضرتك
-مش بقول كدا علشان تشكريني، اجهزي علشان هتروحي حالا، ومش عايز اسمع كلام
-يافندم مينفعش!!..استدار يرمقها بنظرة جعلها تبتلع باقي كلماتها ، تهز رأسها بالموافقة
بعد قليل بسيارته والصمت سيد الموقف لمدة من الدقائق قطعه متسائلا
-والدك متوفي من زمان
اتجهت ببصرها غير مستوعبة سؤاله ..أومأ برأسه
-محكتيش حاجة عنه، غير أن والدتك بتخاف عليكي وابن عمك متولي حياتكم فبسأل بس
-من خمس سنين، كنت في ثانوي، عمل حادثة وهو راجع من الشغل
-ربنا يرحمه..قالها بهدوء بعدما وجد تلك الطبقة الكرستالية التي أصبحت كالنجوم بعينها البريئة
تراجعت بجسدها تنظر للخارج وبدأت تقص عن حياتها دون أن يسألها لا تعلم لماذا بدأت تحكي عن طفولتها مع والدها ..فجأة انبثقت دموعها متطلعة إليه
-الأب قوتك وسندك في الدنيا مفيش حاجة تعوضك، عمي حنين ، لكن مفيش زي بابا مهما كان
أزالت عبراتها التي اشعرته وكأنها زجاج يشحذ قلبه ..توقف على جانب الطريق مردفًا بصوته الأجش الهادي
-ممكن تبطلي عياط...شهقت بعدما لاحت ذكريات والدها الجميلة
-لما يموت الاب بتحس احساس وحش قوي ، كانك غرقان في بحر ومفيش اللي ينقذك، ضاع حمايتك في العالم، بقيت عامل زي الطائر الجريح اللي جناحه اتقصف ومش قادر يطير
-جوان ..بكت بصوت مرتفع وفقدت السيطرة على توقف دمعاتها
-آسفة، آسفة والله..قالتها وهبطت من السيارة ، ترجل خلفها ممسكا ذراعها
-جوان استني ..نزعت ذراعها بهدوء
-لو سمحت ..
-آسف ..أزالت عبراتها واعتذرت
-أنا هاخد تاكسي وارجع البيت، مكنش ينفع اركب مع حضرتك العربية
فتح باب السيارة يشير إليها
-اركبي مش عايز جنان
-أنا هاخد تاكسي ..وانا قولت اركبي قالها بصوت مرتفع بعض الشى
بعد عدة دقائق توقفت السيارة أمام كافيه على النيل ..نظرت حولها بتشتت متسائلة
-جينا هنا ليه ..استدار إلى باب السيارة وفتحه يشير إليها بالهبوط
-انزلي ياجوان ، مينفعش ترجعي البيت كدا، والدتك تعبانة ، عايز اتكلم معاكي شوية
تحركت معه على استحياء إلى داخل ذاك المقهى المطل على الكورنيش تجلس بمقابلته
-تشربي ايه ؟!
-اي حاجة...أشار للنادل
-واحد ايس كريم نوتيلا الفسدق، وواحد اسبريسو
-بتشرب قهوة كتير
-اقدر اقول دي قوة ملاحظة ولا اهتمام ...ابتعدت ببصرها عنه قائلة
-لا حكم شغلي ، بطلب القهوة كتير
تعمق النظر بملامحها واستطرد
-يمكن علشان عشت كتير لوحدي، فمهتمتش بالاكل قد القهوة
التفت إليه بنظرات مستفهمة
-يعني ايه ...وصل النادل بمطالبهم ثم وضعها
رفع كوب قهوته قائلا
-أنا عايش برة من ثانوي، اتخرجت من هناك مكملتش هنا..استمعت إليه باهتمام فتابع مسترسلا:
كنت بنزل في المناسبات ، والإجازات ، في الاول انبهرت بالحياة هناك والنظام والدقة غير طبعا التقدم المهول، بعد كدا فهمت حاجة مهمة قوي
طالعته بتركيز ليرتشف من قهوته وعيناه تحتضن وجهها الندي قائلا
-القيم والأخلاق اهم من الديكورات اللي بنرسمها حولنا ، التقدم بيضيعنا اكتر مابينفعنا، زي التكنولوجيا دلوقتي ، بيقولوا علينا متخلفين بس ميعرفوش بتخلفنا دا خلينا ليهم قيمة
-ليه متجوزتش هناك واستقريت؟!
سؤال رغم سرعته إلا أنها اعتذرت
-آسفة على تدخلي ، مجرد سؤال على انبهارك في البداية
ابتسامة تجلت على ملامحه قائلا
-مين قال كدا ..ضيقت عيناها متسائلة
-اتجوزت هناك !!
أفلت ضحكة رجولية يشير على نفسه
-يابنتي انا لسة متخرج من سنة وسنة تأهيل يعني لسة يادوب قافل 25 استني كدا ..لا لسة كام شهر
ابتسمت على كلماته، ورفعت كوب الايس كريم تنظر للخارج
-متجوزتش، ولا خطبت، ولا حتى قلبي دق قبل كدا
التفتت إليه سريعا، تنظر إليه بعيون مرتعشة، وارتجافة بقلبها لاتعلم ماهذا الشعور الذي سيطر عليها ..حاولت سحب بصرها من محاصرته لعيناها ولكن لم تقو وكأنه مغناطيس يجذبها دون ارداتها ..تحمحم يستند بوجنتيه على كفيه
- كلميني عن نفسك !!
-مفيش حاجة غير اللي قولتها، ماليش غير ماما وعمي واولاد عمي، حضرتك اتعرفت على واحد في الحفلة والتاني لما وصلتني
-كنت مفكره اخوكي..ابتسمت وبدأت تتذوق الأيس كريم
-هو فعلا اخويا بيحبني قوي
-والله!!..طب كويس ليه مبتتجوزوش
استنكرت دفعه بالرد وتحدثت
-علشان بحبه يبقى اتجوزه
-اومال اللي بيتجوزوا ازاي مش علشان بيحبوا بعض
تفاجات من حديثه المبطن بالاتهام ورغم ذلك ابتسمت
-أنا وحسام ومحمود اخوات ، هم بيعتبروني اختهم وانا كمان
-مينفعش بدل يحللك تقولي اخوكِ
-لا ميحلليش لانه اخويا فعلا ، اخويا في الرضاعة، كان عندي اخ قد أبيه حسام بس مات، ماما اللي رضعت أبيه حسام ..يعني هو اخويا، وبما هو الكبير ومحمود صغير الاتنين محرمين عليا
-آسف !!
-عادي ولا يهمك..شعر بحماقة حديثه معها فحاول تغيير الحديث
-ايه رأيك في المكان
احتضنت كاسة الايس كريم تنظر إلى النيل والسعادة تتجلى بملامحها ثم نظرت إليه وتحدثت:
-كنت باجي هنا أنا وبابا وماما من زمان اوي، بس أكيد مش الكافيه دا..أشارت إلى الجانب الآخر
عارف هناك كدا ، بابا كان ياخدنا ونقعد ناكل درة مشوي وفي الشتا يجبلنا حمص الشام ، وكنت لازم اشتري الفريسكا
وضع وجنتيه فوق راحتيه يرسم فرحتها بعيناه وذبذبات بقلبه تعلن تمردها للعلن ..رفعت الكاس الذي بيديها وبدأت تتذوق الأيس كريم فاتجهت بنظرها إليه
-طعمه مش بطال، بس مش زي اللي اكلتهولك قبل كدا تنكر
تراجع بجسده وابتسامة خلابة تجلت بوجهه:
-مش يمكن علشان إنتِ اللي عملاه علشان كدا كان طعمه حلو
توردت وجنتيها بحمرة الخجل فسحبت بصرها عن مرمى عيناه التي تفترس ملامحها ، استمع الى صوت الموسيقى فبسط كفيه إليها
-تيجي نرقص ..
هزت رأسها رافضة
-آسفة ياباشمهندس مينفعش أرقص مع حضرتك
دقق النظر بملامحها الخجولة متسائلاً:
-ليه ، عادي هنرقص دي رقصة محترمة
-هو فيه رقصة محترمة ورقصة غير محترمة، على العموم مش الرقص موضوعنا، التقارب اللي هيكون بينا وحضرتك محرم مش كدا ولا ايه، مش دا كلام حضرتك من شوية، ولا علشان حضرتك غني مش فارق الحلال من الحرام
عقد ذراعه على صدره ورفرف قلبه مبتسمًا إليها، رمقته مستغربة ردة فعله
اقترب يتكأ على الطاولة وأردف:
-مخيبتيش نظرتي فيكي ياجوان
زوت مابين حاحبيها غير مستوعبة حديثه فتسائلت:
-مش فاهمة حضرتك تقصد ايه
-نهض من مكانه يغلق حلته وأشار إليها بالنهوض
-ياله علشان متتأخريش على والدتك، بعدين تفهمي معنى كلامي
-شكرا لحضرتك ياباشمهندس
توقف أمامها فجأة حتى اصطدمت بجسده ، فرفعت كفيها تتشبث بذراعه حتى لا تسقط
ابتسم من فعلتها العفوية واردف بصوته الأجش:
-مستر دمها خفيف عن باشمهندس، وياريت لو تشيلي الاتنين خالص
طالعته بجبين مقطب ولم تلاحظ لفه لجسدها بذراعه عندما لمح نظرات أحدهما إليها
-بقول بلاش باشمهندس دي ياجوان، انا فارس بس
تخدر جسدها بالكامل من احتضانه لجسدها الضعيف وهمسه الذي قضى على سيقانها فلم يعد لديها القدرة على التوقف همست بتقطع تتجول بعيناها بالمكان بعيدا عن مرمى بصره
-ابعد لو سمحت ، مينفعش كدا ..تراجع معتدلا ثم سحب كفيها وتحرك للخارج بعدما وجد نظرات البعض عليهم
توقفت وصاحت غاضبة
-ليك حق تعمل اكتر من كدا، ماهو أنا اللي وافقت انزل معاك ..تحركت متجهة للطريق تنظر حولها لترى سيارة أجرة تنقلها من ذاك المكان
أطبق على ذراعها بقوة
-لما اكون واقف معاكي متسبنيش وتمشي كدا سمعتي ، ايه ماخدتيش بالك من اللي جوا بيبصوا ازاي
نزعت نفسها بغضب
-لو سمحت مسحملكش تقرب مني كدا
انا اللي استاهل اصلا ..قالتها وتحركت والدموع محتجزة داخل مقلتيها تضغط على شفتيها حتى لاتبكي تسب نفسها على ضعفها وعلى موافقتها
-فين اخلاقك يامحترمة وأنتِ نازلة معاه في مكان زي دا ...ظلت تتمتم بحديث كالذي فقدت عقلها وانسابت عبراتها بعدما تخاذلت بنفسها وتربيتها
-جوان استني...صاح بها فارس الذي يراقبها منتظر وصول سيارته ..تحرك خلفها سريعا بعدما وجدها متجهة لتلك السيارة لتستقلها ..ولكن غادرت السيارة قبل وصوله ..استقل سيارته وتحرك خلفها يسب نفسه
-غبية ...وصل إلى السيارة وتحرك أمامها ليوقفها ثم ترجل معتذرا من الرجل
-آسف ، سوء فهم بيني وبين خطيبتي قالها وهو يفتح الباب يجذبها بوسط صياحها وصوتها المرتفع مما توقف صاحب سيارة الأجرة
-الاستاذ بيضايقك يابنتي، لو بيضايقك
أشار لها فارس بالصمت وهدر بها غاضبا
-دي خطيبتي امشي ياله بدل مااغلط فيك..قالها بصوت حاد ..طالعته بصدمه ولم تهتم لكفيها الذي احتضنه وسحبها بقوة يفتح باب السيارة ويدفعها بقوة مغلقا الباب خلفه، جلست بهدوء وكل مايهمها حديثه بأنها خطيبته ..استقل بجوارها يتحرك بسيارته بعدما توقف الطريق بسببه
ظلت تنظر إليه بصمت وكأن عقلها لم يعد لديها، وقلبها فقط يحركها لتتحدث بصوت أشبه بالهمس
-ايه اللي قولته دا للراجل، يعني علشان وافقت اقعد معاك شوية يبقى تتحكم فيا وتقوله خطيبتك
-استدار بعدما صف السيارة على جانب الطريق
-انا مش هلف وادور عليكي ، حاسس بمشاعر قوية ناحيتك، ومش هخبي واقولك انك شخص عادي ، انا تقريبا منمتش امبارح أو بالأصح من وقت مارجعت من عندكم...
سحب نفسا قويا وزفره
-جوان أنا معجب بيكي، معرفش ممكن ميكونش اعجاب بس ، كل اللي اقدر اقوله علشان حاسس بيه
-إنتِ بقيتي شخص مهم قوي في حياتي ، شوفي بقالنا كام شهر. مع بعض حقيقي كل يوم بتجذبيني اكتر من اليوم اللي قابله، فأنا عايز منك تديني إشارة واحدة علشان اتصرف واعرف عايز ايه بالظبط ..
تعمق بعيناها المشتتة واردف
-فيه مشاعر ليا عندك، لو حاسة بحاجة قوليلي انا بجد مبقتش قادر ابعد عنك
اختتم سؤاله وعيناه تترجاها بلهيب العشق الذي تسلل داخله ليقترب منها هامسا
-حبيت فيكي كل حاجة ، حتى كلمة مستر دي بقيت انتظر اسمعها منك
تجول بنظراته على وجهها وتابع حديثه
-امبارح علشان مجتيش الشغل كنت هتجنن علشان اشوفك، انا اللي اتصلت بيكي امبارح بالليل معرفتش انام ..وماصدقت نخرج علشان اقولك كل اللي بحس بيه ..بسط كفيه إليها
-مش طالب منك اي كلام دلوقتي ، لو موافقة أو فيه مشاعر حطي ايدك في أيدي وبس ..قالها وعيناه تتألقان بالعشق وهو يتشرب ملامحها الجميلة لقلبه
قشعريرة تسربت لداخلها مع ارتجافة لجسدها مما جعلها عاجزة حائرة تناظره بضياع ، هل دقة قلبها إليه حب ام ذاك الموقف بشعوره الجديدة هو الذي مدها بتلك الرجفة
انتظر يهز رأسه ودقاته على صفيح ساخن ، خائفا ، عاجزا عن ردها لو رفضت علاقتهما، رغم أنها دقيقة ولكنه شعر بأنها أعوام من الجفاف ، ولم تزهر بساتينه إلا عندما وضعت كفيها المرتجف بكفيه الذي اشعرها بدفئ لم تشعر به قط
رفع كفيه الآخر يربت على كفها يضمها وكأنه يثبت لها انها بداخل أعماقه وليست براحتيه، ابتسامة لامعة مع نظرات عاشقة قائلا
-النهاردة هكتفي بايدك بس، بكرة عايز رد صريح علشان اعرف ارسم حياتي رايحة فين
سحبت كفيها واتجهت بأنظارها للأمام، وقلبها عبارة عن طبول حرب ، عاجزة عن كل شيئا سوى نبض قلبها ، قام بتشغيل المحرك عندما شعر بحالتها ..ظل الصمت سيد الموقف إلى أن أوقفته قبل عدة شوارع عن منطقتها الشعبية
-كفاية هنا، علشان محدش يتكلم، شكرا لحضرتك ..اغلق السيارة واستدار إليها بجدية يوقف تحركها
-جوان ايه حضرتك دي ، انا لسة بقولك حبيتك وأنتِ بتقولي حضرتك
ارتجفت شفتيها وعيناها تتسائل عن مايعنيه ..دنى برأسه هامسا
-حاليا فارس بس ، كام يوم كدا والوضع يتغير تمام
كانت مشدوهة لما تسمعه ملجمة اللسان كأنها أصيبت بخلل في نطق الحروف وهو يردد أمامها
-فارس بس ياجوان، طول ما احنا مع بعض مش عايز باشمهندس وحضرتك دي ، كام يوم والوضع دا لازم يتغير اظبط اموري مع عيلتي، بس الأهم من دا هستنى منك اعتراف صريح بكرة
فتحت باب السيارة عندما فقدت السيطرة على ارتعاشة جسدها ،
-هستناكي بكرة على نار قلبي
أغمضت عيناها تسحب نفسا علها تستطع التنفس الذي شعرت بفقدان الهواء من حولها لتنزل بأقدامها المرتجفة وتهبط هاربة من محاصرته
ظل لدقائق بالسيارة وعيناه تراقبها حتى اختفت ، تراجع بجسده مغمض العينين هامسا لنفسه
-طلعت بتحبها قوي يافارس، البنت تاخد العقل والقلب ..بحبك يامجنونة
بعد مرور عدة أيام