-->

قصة قصيرة جديدة لأجلك اعتزلت النساء لأسماء المصري - الفصل 4 - الجمعة 2/8/2024

  

قراءة قصة لأجلك اعتزلت النساء كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى






قصة قصيرة لأجلك اعتزلت النساء

قصة جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة أسماء المصري

تم النشر يوم الجمعة

2/8/2024

الجزء الرابع

وضعت الطعام على المائدة ودلفت تستدع زوجها المستريح قليلا بغرفته فاعتدل هازا رأسه:

-هقوم أهو.


خرجت للتوجه لغرفة حماها ونادته:

-يلا يا حاج الغدا جاهز.


تحرك مستندا على عصاه وقد انحنى ظهرة كثيرا من كثرة المشاكل التي تعرضت لها عائلته بالآونة الأخيرة.


جلس على المائدة فشعر به نجله الذي ربت على كفه المجعد يواسيه:

-وحد الله يا بابا، كلنا كنا عارفين إن مجموع الاحكام مش هيبقى قليل وفالنهاية هو اللي عمل في نفسه كده وحتى لو كان النقض اتقبل كان هيتخفف سنه ولا اتنين، وسنه السجن ب9 شهور يعني مفرقتش كتير.


تنهد زافرا بحدة وحزن:

-فرقت يا محمود، اخوك مقاطعني انا وأخواته كلهم وكأننا السبب في اللي حصل.


صاح بنهاية حديثه:

-حتى أنت مبيكلمكش مع انك اتحديت فارس ووقفت معاه في قضية شادي بس.


صمت وترقرقت عينيه بالعبرات:

-أنا ابوه، معقول يعاملني بالشكل ده؟


واساه نجله:

-معلش يا بابا، انا مش هقولك الضنا غالي عشان حضرتك عارف كده بس احمد ولاده بهدلوه ع الآخر وأديك شايف دعاء مستكبره حتى تصالح ابوها بعد ما طردها آخر مره.


رد مدافعا:

-ماهي راحتله كذا مره وهو مش قابل، دعاء مش هتروحله تاني إلا لما نأكد لها انه خلاص موافق يصالحها.


هنا تدخلت هدى بأسلوبها المستفز:

-رايحاله حامل وماسكه في ايديها الراجل اللي كان السبب في اللي حصل لابنه وعيزاه يقبلها وفي الآخر قال ايه اصله طردني ومش هروح له تاني، دي بت قليلة الادب والله.


كتم السيد حنقه وحزنه بداخله وارتشف قهوته فاعترض محمود عليه:

-كل حاجه يا بابا بلاش قهوة على الريق كده.


لم يعقب عليه وترك ما بيده ذاهبا لغرفته فنهر محمود زوجته على الفور:

-انتي مش عايزه تبطلي ابدا، ماشيه زي القطر وواخده الكل في طريقك ومحدش من العيلتين بقى طايقك ولا عايز يجتمع بيكي.


حاولت الرد عليه ولكنه ثار بوجهها بعصبية هادرة:

-محدش عارف يسلم من لسانك يا شيخه حرام عليكي حتى عيالك تعبوا من تصرفاتك وحموات ولادك كلهم واخدين منك موقف.


صر على أسنانه يحذرها ولأول مرة بهذا الشكل العنيف:

-كفايه تصرفاتك دي يا هدى عشان انا جبت أخري وساعتها لا هراعي سنك ولا العشرة ولا العيال ومنظرنا هيبقى زباله وسط العيلة لما أطلقك وأنتي في السن ده وقد أعذر من أنذر.


تركها دالفا غرفة والده يحاول مواساته ولكنه وجده يتحدث عبر هاتفه الجوال ويجاهد ليخفي ضيقه وحزنه:

-انا عارف إن الموضوع ده بالذات أنت مينفعش تتدخل فيه يا بني بس أنا معنديش غيرك يحللي مشاكلي.


أجابه فارس وهو يترجل من سيارته بعد أن فتحها له حارسه:

-تمام يا حاج هشوف الموضوع ده، بس انت عارف الاستاذ أحمد بيتعامل معايا ازاي وأنا حاولت ابعد عن الصدام معاه عشان خاطرك انت بس متقلقش وهتصرف.


انتبه زين لحديثه فوقف أمامه منتظرا تعليماته فالتفت فارس يتنهد زافرا أنفاسه بقوة:

-خد مراتك وروح لابوها للمرة المليون وحاول تصالحهم على بعض حتى لو طردكم زي كل مره، بلاش تطاوعها في مقاطعتها ﻷهلها.


رد زين مطرقا رأسه باحترام:

-اوامرك يا باشا بس حابب اقول لحضرتك إن والدتها بتكلمها من ورا ابوها وهو مش قابل اي محاوله مننا، ودعاء نفسيتها مش كويسه والحمل مأثر عليها ف...


قاطعه بفروغ صبر:

-أعمل اللي بقوله من غير نقاش، خدها انهاردة وروحوله تاني وحاولوا معاه يمكن قلبه يحن.


وافقه زين وترك رب عمله ووقف بعيدا يهاتف زوجته ويخبرها بأوامر فارس التي رفضتها الأخيرة جملة وموضوعا:

-ﻷ مش هروح، هو فارس ميعرفش إن النقض اترفض انهارده والحكم بقى نهائي؟


أكد بهمهمة بسيطة فتابعت:

-يعني بابا انهارده هيكون في أعنف حالاته ولو روحناله هيبهدلنا، ده شادي هيقضي 17 سنه في السجن تفتكر بابا هيبقى عامل ازاي.


رد بعصبية واختناق:

-خلاص يا دعاء انتي حره انا بجد زهقت من المشاكل وانا بحاول اعمل اللي عليا عشانك بس انتي حره، في الأول والآخر دول أهلك انتي.


❈-❈-❈


عاد منزل والديه وصعد الدرج عندما لم يجد أحدا بالمنزل ودلف جناحه فوجد زوجته ترضع الصغير فابتسم تلقائيا واقترب منهما وقبل رأس الرضيع وتبعه بتقبيلها قبلة شغوفه وهمس مجهدا:

-أول ما تحسي نفسك أحسن قوليلي عشان نروح بيتنا بقى أحسن بقينا بنقعد هنا اكتر ما بنقعد في بيتنا.


مسحت على وجهه براحتها الناعمة فوضع خاصته عليها يتحسس دفئها واستمع لها تخبره يومها:

-مودي انهارده حل البازل من أول مره والمدربة بتاعته مبهوره بذكائه وبتقول أنه أذكى حتى من الاطفال العاديين.


لمعت عينيه وسألها باهتمام:

-انهي بازل فيهم؟


أجابته والبسمة تتسع ﻷذنيها:

-الطوق المدرج، أنت عارف يا مازن إن مفيش طفل سليم عنده سنه عرف يحله من اول مره بس ابننا حله صح والمدربة بتقول إن ال IQ عنده أعلى من الطبيعي.


قبلها من رأسها متنهدا براحة:

-الحمد لله يارب، بس دي أكيد چينات فارس.


ضحكت ورفعت الرضيع لتجشأه:

-أخويا ذكي فعلا بس انت كمان عقلك يوزن بلد وچيناتك مع چينات فارس جابت طفل ذكي جدا.


تركت الرضيع وتحركت صوب الطاولة وأحضرت ذلك الظرف وناولته إياه:

-ده آخر تخطيط لرسم المخ عنده.


نظر بعدم فهم فأوضحت هي دون الحاجه لإنتظار سؤاله:

-الدكتور بيقولي احتمال كبير أوي يكون من الاطفال اللي عندهم ذاكرة فوتغرافيه ولو ده بجد فابننا هيبقى عبقري يا مازن.


ظل ينظر للتخطيط وكأنه يستطيع فهم ما به وبسمته تتسع ﻷذنيه وسألها:

-امتى نتأكد من الكلام ده؟


أجابته بناء على ردود الأطباء:

-كل تخطيط وتدريب هيبين اكتر بس عشان نتاكد 100% لازم نستنى لما يكون عنده 5 سنين على الأقل.


أومأ ووقف متحركا فسألته:

-رايح فين؟


أجابها فورا:

-هروح ألعب معاه شويه على الغدا ما يجهز، هي ماما فين صحيح؟


أجابت وهي تتحرك برفقته لغرفة صغيرهما:

-راحت المستشفى وقالت هتيجي على ميعاد الغدا.


دلف غرفة صغيره فتنحنحت المربية وتركتهما برفقة صغيرهما فجلس مازن أرضا يلاعبه والصغير يداعب وجه والده ويتمتم بحروف وعبارات غير مفهومة ولكنها كانت كافية لتعلو ضحكاتهما على طرافته.


❈-❈-❈


استيقظت على رنين هاتفها فأجابت بخمول:

-صباح الخير يا سو هي الساعه كام؟


ردت الأخرى ضاحكة:

-الساعه 12 الظهر يا ست الحسن، نموسيتك كحلي ولا ايه..


ضحكت نرمين عاليا واعتدلت بجسدها على الفراش تجيبها:

-لا وانتي الصادقه ده أنا طول الليل مش عارفه انام من كتر التفكير لحد النهار ما طلع قولت انزل يزن الشغل وبعدين ابقى انام، فنمت محستش بالدنيا حواليا.


تنهدت فشعرت بها ياسمين التي حثتها على التماسك:

-اجمدي كده وإن شاء الله ميكونش فيه حاجه، أنا استأذنت فارس اروح معاكي نجيب التحاليل فلو فوقتي اومي البسي خلينا نروح ونرجع بسرعه.


وافقتها وأغلقت معها وتحركت ترتدي ملابسها بعجالة وتقابلتا أمام بوابة المدينة السكنية التي يقطن بها عائلة الفهد جميعا وتحركتا صوب المعمل وورائهما سيارات الحراسات الخاصة بياسمين.


استلمت النتيجة والتي أخبرتها بها موظفة الأستقبال:

-هو طالع إن في اجسام مضادة فودي التحاليل للدكتور بتاعك وإن شاء الله خير.


دلفت السيارة وتبعتها ياسمين والأولى شاردة تفكر بحزن فهتفت الأخيرة:

-وحدي الله، إحنا لسه مش فاهين يعني ايه اجسام مضادة والكلام ده له علاج ولا ﻷ.


وصلتا لمكان العيادة النسائية التي تتابع حالتها وفور أن ألقت الطبيبة بصرها على نتائج التحاليل شرحت المكتوب بشكل مبسط لهما:

-أولا عيزاكم تهدوا كده الحمد لله الموضوع بسيط يعني مفيش موانع خطيرة.


هزت نرمين رأسها بترقب:

-الاجسام المضادة دي بتقتل الحيوانات المنوية قبل ما توصل للبويضة عشان كده مبيحصلش حمل وحلها بسيط وهو أطفال الأنابيب.


تسائلت ياسمين متعجبة:

-مش حقن مجهري يعني؟


نفت الطبيبة توضح بعملية:

-الحقن المجهري ممكن جدا يتهاجم من الأجسام المضادة وساعتها ممكن يفشل، وعموما الحقن أو اطفال الانابيب الاتنين طرق سهله وبسيطه وبنختار المناسب منهم لكل حالة وفي حالة مدام نرمين الأفضل لها أطفال الانابيب وإن شاء الله الحمل ينجح من أول محاولة.


وافقتها المعنية تسألها باهتمام:

-نقدر نعمله امتى يا دكتورة؟


أجابتها مبتسمة:

-شهرين كده هتاخدي فيهم كورس مكثف من المنشطات والفيتامينات وبعدها نعمل العملية على طول من غير قلق.


غادرتا وفورا هاتفت زوجها لتخبره الأمر فعلق عليها بسعادة:

-طيب الحمد لله الموضوع طلع بسيط أهو، شوفي محتاجه مني ايه وأنا اعلمه.


ردت تحرك كتفيها:

-الدكتورة عايزه منك عينه عشان تطمن إن مفيش مشاكل تانية هتقابلها وقت العملية.


وافقها وهمس متغزلا بحب:

-بس كده؟ بس ابقي ادخلي معايا ساعديني وانا بحضر العينة.


ضحكت بخجل فغازلها:

-حياتي وعمري كله، بعشقك نرمو.


ردت وقد اتخذت جانب بعيدا عن ابنة عمها حتى لا تستمع لها:

-وانا بموووت فيك يا حبيبي ما تجيب بوسه.


ضحكت عاليا  فبادلها الضحك وهي تضيف:

-بساعدك أهو.


ابتعد قليلا وأخفى فمه عن مازن الجالس أمامه وأخرج قبلة صوتيه استمعت لها واستمع لها الجالس بجواره فحاول إخفاء ضحكته ولكنه لم يستطع فضحك عاليا فصاح به يزن موبخا:

-يا بايخ اطلع بره بتكلم مكالمة خاصة.


وقف مازن وتحرك بعنچ وهو يتمايل ويرقق صوته ساخرا:

-بس كده يا حبيبي، أنت تؤمر يا يزون.

❈-❈-❈


بعد مرور عام.


لم تصدق أنها أخيرا تحتضن طفلتها بحضنها وتسمع غمغمتها وترى لون عينيها السماوي تداعب راحتها الصغيرة بسبابتها حتى تمسكت الرضيعة به بقوة وكأنه ملاذها.


قبلها يزن أعلى رأسها يهنئها:

-الف مبروك يا روحي وحمدالله على سلامتك.


سحب راحتها الحرة وقبلها:

-ربنا يخليكي ليا يارب.


صدحت زغرودة من فم هدى وهي تكبر وترفع راحتيها بوجوه الجميع:

-الله أكبر وخمسه وخميسه، ربنا يحفظك يا نرمين يارب.


جلس يزن على حافة الفراش يحتضنها هي وصغيرته وهمس بأذنها:

-الحمد لله على فضله ونعمته يارب، ها يا روحي عايزه تسميها ايه؟


رمقته بنظرة سعيدة وحنونة:

-سميها أنت يا حبيبي.


رد ينظر للحاضرينن وكأنه يأخذ رأيههم:

-أنا عاجبني اسم مايان اللي كنا اخترناه سوا في الحمل اللي فات.


تخوفت فلاحظ ردة فعلها فربت فورا على ظهرها:

-حبيبتي، مش عشان المرة اللي فاتت ربنا ما اردتش الحمل يتم يبقى تخافي من الاسم.


وافقته فصاحت هدى مستنكرة:

-ايه الاسم الصعب ده؟ انتو عيلتكم كده كلها بتحب الاسامي الغريبة، يعني ايه مايان؟


رد مبتسما من أفعال والدة زوجته:

-ده حجر من أحجار الكعبة يا طنط بحثنا عنه انا ونرمين والاسم كان عاجبنا أوي.


التفت لها يسألها:

-ها؟! موافقه؟


أومأت مؤكدة:

-على بركة الله.


لم ولن تصمت ابدا وهي تستفز الحضور بامتعاضها الدائم:

-المرتين اخترتوا نوع الجنين يكون بنات، المرة الجاية بقى إن شاء الله تختاروا ولد.


تنفس يزن بضيق فهتف فارس اخيرا بفروغ صبر:

-تعالوا يا جماعه خلينا نسيبهم لوحدهم مع بنتهم..


خرج الجميع فاحتضنها يزن على الفور وقبلها قبلة دافئة:

-الحمد لله إن ربنا قومك بالسلامة.


ابتسمت تدفن نفسها بحضنه:

-متزعلش من ماما، هي متعرفش موضوع البنات ده ولا حد يعرف غير مامتك.


اعتدل بجلسته وسحب الرضيعة منها يشاكسها بملامحه المبتسمة:

-ولا يفرق معايا اللي يعرف واللي ميعرفش، ربنا أرد إن خلفتي كلها تكون بنات فين المشكلة.


هزت رأسها وهو يضيف:

-{يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ ويجعل من يشاء عقيمًا}.


ردت مصدقة:

-صدق الله العظيم والحمد لله على فضله انا كنت خايفه اوي الحمل ميكملش زي اول مره بس ربنا أردا يفرحني.


قبلها من تجويف عنقها:

-يا روحي الدكتوره قالت لو الاجسام المضادة هتبقى اقوى من الحمل هينزل من اول شهر يعني مكانش فيه داعي ابدا تفضلي موتره نفسك ال9 شهور كلهم، زي ما أول مره الحمل نزل من اول اسبوع كنا هنعرف.


تنهدت تسحب منه الرضيعة:

-الحمد لله يارب، ربنا يخليك ليا يا حبيبي..


رد مقبلا وجنتها:

-ويخليكي ليا انتي وبنتي.



الصفحة التالية