قصة قصيرة جديدة لأجلك اعتزلت النساء لأسماء المصري - الفصل 3 - الجمعة 2/8/2024
قراءة قصة لأجلك اعتزلت النساء كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
قصة قصيرة لأجلك اعتزلت النساء
قصة جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة أسماء المصري
تم النشر يوم الجمعة
2/8/2024
الجزء الثالث
تجهزت ووقفت أمام المرآة ترتدي حجابها فاستقبلت مكالمة هاتفية من توأمتها:
-صباح الخير يا شوشو.
ردت الأخرى فورا:
-صباح النور يا نرمين، جوزك راح الفهد؟
أومأت وهي تنحني لترتدي حذائها:
-آه يا ستي، أوامر البوص صاحب الليلة إنه يمسك الفهد..
تعجبت الأخرى جالسة على مكتبها:
-لسه ساجد بيقولي وخايف يحصل مشاكل تاني بسبب كده.
جعدت جبينها وتسائلت:
-مشاكل تاني ليه؟ فارس هو اللي قاله.
ردت شيرين ممتعضة:
-انتي فاهمه انه كده حطه مدير مكان مازن يا نرمين، مازن اللي ماسك الشركة دي من ساعة ما اتأسست فييجي يزن بعد أقل من سنتين يبقى هو المدير التنفيذي بأمارة إيه ومازن هيبقى ايه، وبعدين ازاي يمسكها وهو ولا له اسهم ولا شريك ولا حتى اشتغل فيها وقت كفايه عشان يعرف يديرها.
أضافت شيرين بضيق:
-لما عمل كده في العالمية وحط يزن مدير على ساجد قولنا معلش عشان أكبر منه في السن وبرده له اسهم أكتر من ساجد وحقه عشان ده مال العيلة كلها، بس ايه المنطق إن يزن يمسك الفهد وهو ملوش سهم واحد فيها؟
ردت نرمين وقد تحركت بالفعل للنزول:
-أنا معرفش فارس عمل كده ليه والأكيد يا شوشو إن مازن أهم عند فارس من يزن ومستحيل يكون عمل كده من غير موافقة مازن ف...
قاطعتها الأخرى:
-هو فارس من امتى بيستأذن حد؟ إذا مستناش ياخد من يزن موافقه أو رفض على القرار ده.
تنهدت بضيق وهي ترى حماتها جالسة بالبهو بانتظارها:
-شوشو، انا مش عايزه وجع دماغ والاكيد إن فارس عارف هو بيعمل ايه ولو في اعتراض من مازن فأكيد هيبلغ بيه فارس ﻷن مازن مش زي باقي العيلة بيسمع كلام فارس من غير نقاش فلو هو معترض أكيد هيقول وسبيني بقى عشان خارجه مع طنط سحر.
نظرت شيرين بساعتها وتسائلت بحيرة:
-بدري كده؟ رايحه فين يعني؟
زفرت باختناق وأجابتها:
-رايحه اعمل شوية تحاليل عشان تأخير الحمل.
نطقت الأخرى فورا بعصبية:
-انتي يا بنتي سفرك نساكي إن ليكي اخوات ورايحه لوحدك؟ بجد يا نرمين يعني بقيتي غريبه.
زفرت أنفاسها المترقبة والحزينة:
-يا شوشو أنا رايحه أعمل التحاليل ولما ييجي وقت استلام النتايج هبقى أخدك معايا، يلا بقى عشان طنط واقفه كل ده مستنياني
❈-❈-❈
جلس مستندا على مقعدة الذي يترأس طاولة الإجتماعات ومستندا على مسند المقعد ناظرا للجميع أمامه وكل من مازن ويزن على أحد جانبيه واستهل حديثه:
-بسم الله الرحمن الرحيم، قبل ما نبدأ الاجتماع حابب تعرفوا قرار أنا اخدته وواقف على الامضا.
نظر لموظفي الشئون القانونية وتابع:
-وطبعا مهمة توثيق العقود عليكم.
هز الجميع رؤوسهم فأكمل:
-كلكم عارفين يزن الفهد من الفترة اللي مسك فيها الشركة هنا وقت تعب مازن، والكل أشاد بشغله بالرغم انه تقريبا مكانش يعرف حاجه عن الشركة ولأنه كفؤ ويستحق المنصب اللي هيتحط فيه فأنا قررت أنه يبقى المدير التنفيذي للشركة.
نظر الجميع لمازن فذلك هو منصبه فلم يتركهم فارس لحيرتهم وتابع:
-وبالنسبة لمازن فهو هيبقى رئيس مجلس الإدارة المنتدب يعني هيبقى مكاني.
استمع للهمهمات المتعجبة ولكنه أضاف:
-بس مش معنى كده إنكم ترموا كل الشغل على مازن زي ما كان بيحصل معايا، راعو أنه كل فتره بيحتاج راحه وفترة نقاهه بسبب تعبه وعندكم يزن افرموه في الشغل ولا يهمكم.
ضحك الجميع على مزحته فلم يخف عن الجميع تغيره الجذري الذي أراح الجميع في التعامل معه:
-في الفترة دي انا هبقى ضيف تقيل شويه عليكم ﻷن مش هقدر اسيب الشركه إلا لما اتأكد إن كل حاجه ماشيه زي الالف وبعد كده زي ما حصل في العالمية هكون متواجد بس لما تحتاجوني وهيبقى مع مازن تفويض وصلاحيات توقيع كافيه جدا عشان يتعامل كأنه أنا.
نطق يزن أخيرا متسائلا والفضول يغزو ملامحه:
-ايه سبب القرار ده يا فارس؟ انت ناوي تطلع نفسك معاش مبكر ولا ايه؟
نفى مبتسما والتفتت رأسه تنظر لرفيق دربه الذي ابتسم غامزا له وهو يقول:
-بفضل ربنا شركة السيارات حققت نجاح كبير جدا وبقينا بنصدرها كمان لبره بس بسبب فرق المناخ بينا وبين دول اوروبا كان بيحصل خلل لبعض النماذج وده اللي عايز اتفرغ له الفتره الجايه عشان مصر تبقى دوله مصدره للسيارات مش مستورده.
اتسعت بسمته وهو يضيف:
-ده غير المشروع الجديد اللي شغالين عليه حاليا بس المعلومات بتاعته سرية جدا في الوقت الحالي.
انتهى الاجتاع بتوقيع فارس على المستندات التي تؤهل الجميع لتنفيذ قراراته وغادر الموظفين ما عدا مازن ويزن اللذان اوقفهما فارس وجلس أمامهما يتحدث بجدية:
-طبعا مازن عارف المشروع الجديد اللي شغالين عليه وحابب انك تعرفه أنت كمان بس متحكيش فيه بينك وبين نفسك حتى، مفهوم؟
أومأ يزن فأراح فارس جسده بداخل المقعد هاتفا بفخر:
-بنجهز لإنشاء اول شركة لتطوير الطائرات الإقليمية، يعني بالبلدي كده هنصنع طيارات تسافر مسافات صغيرة، ما بين المحافظات او للدول المجاورة ودي خطوة أولى قبل ما نتوسع إن شاء الله.
ابتسم يزن ووقف امامه فوقف فارس له واحتضنا بعضهما البعض وهو يباركه:
-ألف مروك يا فارس، بجد خطوة كانت لازم تتعمل من زمان ده تخصصك وأنا متأكد انك هتقدر تضيف فيه، وبجد مش متخيل إن أسم الفهد ممكن يتحط على طيارات وتكون صناعة مصرية كمان.
ربت فارس على كتفه ممتنا ولكن تكلم باسلوب تحذيري:
-المواضيع دي لما بتتعرف قبل أوانها بتلاقي عقبات كتير وأحياناً مش بتم عشان كده لازم تعرف إن محدش يعرف بالموضوع ده غير اتنين وأنت تالتهم، وأظن ده يقلل الحساسية اللي حاسسها ناحيتي يا سيدي عشان تعرف مكانتك عندي وتبطل تعترض على كل حاجه بقولها، انت بقيت في منزلة قريبه جدا من مازن وأظن الكل عارف إن محدش من العيلة يقدر يقرب من منزلة مازن ولا ايه.
اتسعت بسمة يزن واحتضنه مجددا بفرحة وربت على ظهره:
-ربنا يوفقك يا فارس ومن نجاح لنجاح بأمر الله.
غادر ليترأس عمله جالسا بمكتبه والذي كان بوقت من الأوقات مكتب مازن فنظر لصورة الأخير برفقة زوجته وابنه وكم تغير شكل مازن كثيرا بسبب الكبوة الصحية الأخيرة التي تعرض لها منذ ما يقرب من عام وها هو يجاهد ليستعيد عزيمته وصحته.
استقبل مكالمة زوجته فأجابها فورا:
-حبي.
أخفت ابتسامتها لخجلها من تغزلة ووالدته برفقتها:
-أحنا خلصنا كل التحاليل والنتيجة هتطلع كمان يومين.
هز رأسه متنهدا:
-خير إن شاء الله.
سألته باهتمام:
-فارس فعلا خلاك المدير؟
أكد على حديثها فتناولت سحر الهاتف منها متعجبة:
-ازاي يعني يحط مدير على مازن؟ ههو مش خايف يحصل مشاكل بينكم؟
رد موضحا:
-مين قالك انه حطني مدير على مازن، هو خلاني المدير التنفيذي مكان مازن...
قاطعته رافضة ذلك التصرف من كبير العائلة:
-يا نهار مش فايت، هو فارس عايز الدنيا تولع في بعض ولا ايه ده أنا ما صدقت دينا بطلت جنان هي كمان ورجعت كويسه ولسه لحد دلوقتي مش عارف اتعامل مع هدى يقوم...
قاطعها نجلها ضاحكا فصمتت عندما استمعت لضحكاته المتتالية وهو يوضح لها:
-يا أمي فارس زي ما رقاني رقى مازن.
رفعت حاجبها الأيسر:
-وهو في حاجه اعلى من المدير التنفيذي؟
أومأ يخبرها:
-رئيس مجلس الإدارة، مازن بقى رئيس مجلس إدارة مجموعة الفهد يا ماما يعني أنا ومازن بقينا زي ساجد وآسر كده فهمتي؟
هزت رأسها تسأله بفضول:
-هو فارس عمال يسلمكم الشغل كله ليه كده؟ ناوي يعتزل ولا ايه الحكاية؟
بالطبع لا يستطيع إفشاء سره الذي أخبره به توا فرد بدبلوماسية:
-شكله كده، فارس تعب من مسؤلية العيلة والشغل وعايز يرتاح، تصوري يا ماما انه عرض عليا أمسك العيلة كلها لو حابب بس طبعا رفضت.
وافقته وهي تسحب زوجته من راحتها تتجه للسيارة:
-عين العقل، هو في حد عاقل يفكر يحط نفسه مكان فارس بمشاكل العيلتين اللي مبتخلصش دي.