-->

رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 32 - 3 - الخميس 1/8/2024

  

قراءة رواية قابل للكتمان كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى

رواية قابل للكتمان

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة خديجة السيد



الفصل الثاني والثلاثون

3

تم النشر يوم الخميس

1/8/2024

بدأت أمها موضحة وجهه نظرها التي ربما تكون خطأ لكن لا تريد الخراب إلي ابنتها، و هتفت محاولاً إقناعها بوجهة نظرها بطريقة عقلانية


=طول ما انتٍ عماله تعندي وتقوليله ما تعملش ده واعمل ده! هيعند اكتر ويعمل العكس الراجل مش بيحب اللي يتحكم فيه طب جربي كده اقبليها في حياتك ممكن يبعد عنها ويطلعها من حياته.. أو ممكن فعلا اصدقاء ومفيش بينهم حاجه والموضوع يخلص


هزت ضحي رأسها بعدم اقتناع ثم مسحت دموعها بعنف وردت قائلة بضجر


= وافرضي طلع صح وبعدين اقبلها ليه وهو بيعمل حاجه غلط اصلا والمفروض يبعد عنها من امتى وهو لي اصدقاء بنات ولا كان يقدر يقرب منهم اصلا ما خلاص زمن الكسوف راح 

الله يرحم 


زمت فمها للأمام بحنق واضح واردفت بعتاب 


=لا كده اسمه هبل وعك اتلمي وما تخليش عصبيتك ما تخليكيش تعرفي بتقولي ايه، زمان حاجه ودلوقتي حاجه ومن دلوقتي يا حبيبتي هيعرف واحده و اثنين لانه غصب عنه هيشوف ويتعرف ويشتغل معاهم فلازم انتٍ بقى اللي تتحكمي في غيرتك 


أدمعت عينها بانزعاج لترد بتنهيدة متأثرة


=يعني برده انا اللي طلعت غلطانه ماشي، ماهو لو كان العكس كان زمانه مموتني لو قلتله عندي صديق راجل 


مسحت بيدها علي كتفها بحنان هاتفة بتفاؤل


=ما تخربيش على نفسك يا حبيبتي ولمي الليله، واذا دلوقتي بيدادي فيكي وصابر فبعد كده هيزهق منك.. اقبلي ان في حاجه زي كده هتحصل في حياه جوزك ومن ناحيه تانيه حاوطي عليه زي ما قلتلك


ظلت ضحي جالسة في مكانها، مشتتة تفكر في رفض زوجها للابتعاد عن تلك الفتاة، و شعرت بالقلق من المستقبل القادم! ثم أفاقت علي صوت والدتها وهي تقول مجدداً هاتفة بعدم ارتياح 


=الراجل اللي اسمه شاهين دي حماكي كل يوم والثاني ابص الاقي جي يتحايل عليا اقول له مكان ابنه فين، حتى سال عليكي الظاهر عاوزك انتٍ كمان تدخلي في الموضوع  

مع اني قلتله انك سبق وفتحتي وهو رفض 


ضغطت على شفتيها بضيق و ردت بتنهيدة متعبة


= مش وقته خالص وبعدين بصراحه لما فكرت في كلام منذر لقيت معاه حق هم بسهوله كده عاوزينه يسامح باماره ايه، ده انا الفتره اللي قعدت معاهم هناك مش قادره أنسي اللي كانوا بيعملوا فيه.. امال هو يعمل ايه لما كان مستحمل الاسلوب ده من اول ما اتولد اخوه! بس انا ما حبتش اقول كده قدام جوزي عشان ما شيلوش اكتر ناحيتهم لكن منذر من الواضح أخذ القرار خلاص وهم بره حياته 


ثم حدقت أمامها وهي تضيف باقتضاب


= انا حاولت اعمل اللي في ضميري لكن اكثر من كده مش هقدر.. وبعدين فاكرين بعد كل السنين دي كلها دلوقتي بس لما بعد يطلبوا السماح ويركزوا في تصرفاتهم؟ يشربوا بقي من اللي كانوا بيعملوا فيه زمان


❈-❈-❈


كانت الصمت الوحيد المتاح في منزل والد بسمة بينهما بعد رحيل حماتها.. مرت الأيام بشكل عادي ولكن حديث حماتها وحديث معاذ بالأخص كان يتردد دائمًا في عقلها وتفكر فيه. هل هو محق وهي أيضًا أخطأت؟ فعلاً، هي ليست ملاكًا ولكن الأخطاء تفرق بينهما ودائمًا تخبره بأسلوب ساخط عن أخطائه فلما غضبت الآن عندما أخبرها عن أخطائها وفعل المثل.


وهذا يعني أنها أيضًا كانت السبب في خراب المنزل؟ لم تجد إجابات لكل أسئلتها، لذلك اختارت الصمت وهو فعل ذلك أيضًا، ولم تعد تصر على أمر العمل، رغم أنه لم يعد يخرج كالسابق يبحث عن وظيفة ولكن رأت من وجهة نظرها أنها يجب أن تأخذ هدنة من الحديث والخناق والمشاكل، أو ربما قد اشفقت عليه بسبب مشاجراته هو والدته.


وفي ذلك الوقت، كانت تخرج الملابس من الغسالة وكانت مشتتة لكن عندما دققت في الملابس أكثر صدمت فمن الواضح أنها وضعت المبيض الخطأ في الغسالة .


اتسعت عيناها بذهول وتمتمت وهي تنظر بتوتر إلى سراويل زوجها الداخلية الذي كان ذات لون أسود في سابق قبل أن تغسله


= يا نهار ازرق الراجل هيطلقني من قبل ما يتجوزني من تاني! شكلي حطيت كرول كثير على الغسيل 


ثم ألقت نظرة على بقية ملابسه التي جلبتها والدته تلك الليله معها وكان من بينهما أشياء جديده لتجد أنها قد أتلفت كلها بيبقع غريبة أيضا لعنة حظها السيء على ما حدث. 


ثم صمتت تفكر بارتباك ما العمل و تحدثت مع نفسها محاوله بث الشجاعة داخلها


= وانا مالي خايفه ليه؟ ما يحمد ربنا أن بغسله اصلا بعد اللي عمله معايا هو وامه.. يلا 

فديكٍ يا بنت يا بسمه، ما انا ياما شلت فوق دماغي منهم.


ألقت السروال بالخلف بلا مبالاه، ثم التفتت  بالخلف لترحل لكنها انتفضت بهلع عندما تفاجأت بزوجها يقف أمامها وكان يمسك بيده السروال وينظر الى باقي الملابس بحسره.. 


نظر لها معاذ بملامح الغضب تلتهب به، فكل ملابسه الجديدة التي اشتراها وكانت المفضلة لديه ليقول بانفعال 


= انتٍ عملتي ايه في الهدوم بتنتقمي مني فيها صح؟ اروح دلوقتي ارميلك هدومك انا كمان ولا اقطعها


ارتعشت بسمة من أسلوبه الجاف وتوترت أنظارها نحوه، حاولت أن تختلق عذرًا ما لتبرر سبب ما فعلته فتحرجت منه، لكنها رغم ذلك عانت بتبرطم قائلة  


= في ايه ما براحه خضتني وانتقم منك ليه وانت قدامي كامل مكمل وكل يوم بتنام هنا في البيت معايا.. بقي اسيبك واروح امسك في شويه هدوم.. حصل غصب عني ما حصلش حاجه يعني


ظلت أنظاره مثبتة على وجهها وهو يتسائل بهدوء زائف 


= كمل مكمل! و ايه بقي اللي ممكن تعمليه فيا 

عشان تنتقمي 


هزت كتفها بغرور ثم هتفت بسمة بعدم مبالاة 


=عادي يعني مش هغلب لو عاوزه انتقم منك بصحيح، هستناك لما تنام واحط المخده على وشك لحد ما تطلع في الروح وبعدين هحط المخده تحت راسي وانام جنبك ولا اكني عملت حاجه ولما اصحي الصبح هصوت والم الناس .


اتسعت عيناه بعدم تصديق ثم ضرب كف علي كف، وهو يهتف بتبرم منفعل 


= لسانك اللهم صلي على النبي مشرط! والله ساعات بحس ان انا متجوز عشماوي مش بني آدم، بس الموضوع ده محتاج يكون عندك صحه وكمان مش هينفع لان اكيد هقاوم فا هيخربشك فا هياخدوا عينه من ضوافري و يعرفوا أن انتٍ، فقبل ما تنامي بقي قصي الضوافر اللي انتٍ فرحانه بيها دي 


حاولت أن تخفي ابتساماتها المتسلية قدر المستطاع، وهي تقول باهتمام زائف 


= تصدق فكره كويسه تاهت عن بالي دي! آآآه انت اتجننت بتحذف الهدوم بوشي أفرض اتعورت دلوقتي


قذف الملابس بعصبية بوجهها والباقي على  الأرضية الصلبة، انتفضت في مكانها بألم بينما هتف صارخًا بحدة


= بقى يا واطيه عماله تخططي ازاي تموتيني وصعبانه عليكي اعورك يا شيخه في داهيه، اتفضلي الهدوم دي شوفي هتعملي فيها إيه عشان ترجعيها زي الاول والبقع اللي فيها دي طلعيها.. ما بقاش حالتي فلوس اجيب غيرها زي ما بوظتيها صلحيها 


رفعت حاجيبها للاعلي بعدم رضا صائحة بتذمر


=لا عندك بقي لحد هنا انا مش الخدامه بتاعتك انت بالك كام يوم عمال تشخط وتتامر وانا اقول لنفسي معلش بيمر بظروف صعبه ولازم تقفي جنبه.. لكن هترجع لاسلوب زمان لا هقف جنبك ولا اسندك وفي داهيه


لوي شفتاه بسخرية وهو يشير بيده الى نحو الملابس و علق بتنهيدة متعبة


= تقفي جنبي اه ما هو واضح، بتعمليلي الاكل بالعافيه ودلوقتي مبوظه الهدوم.. ومن شويه بتخططي تموتيني ازاي ويا عالم إيه المرة الجاية  


نفخت مستاءًه منه ثم تحركت حولها تجلب الملابس وهي تردد بصوت منخفض بغيظ


= راجل نكدي وبايخ! إيه يعني بوظتله كام طقم.. بدل ما يقولي فدى صحتك


لم يرحل إنما كان يتابعها بنظرات قوية وقد استمع الى كلماتها وشعر بنيران الغضب تزداد داخله، اقترب نحوها وعندما لاحظت الأخري ذلك ارتجفت من اقترابه المهلك منها في لحظة لكنه توقف قبل أن يهتف بصلابة 


= بسمه فاكره المره الوحيده اللي طلبت منك نخرج سوا وانتٍ شفتي نفسك عليا ورفضتي و قلتلي ساعتها جرب أخرج مع نفسك واحتويها؟ 


هزت رأسها بإيماءة خفيفة وهي تجيبه بتذكر 


= ايوه فاكره، بس ليه.


دفعها معاذ من ذراعها بغيظ وتحدث قائلاً بلؤم


= اهو انتٍ كمان جربي احتوي اخطائك واعترفي بيها مره واحده بحياتك يا شيخه.


نظرت إليه لفترة طويلة بطريقة غامضة ثم قررت أن تتبع نصيحته و تحتوي أخطائها، تحركت من مكانها وبدون أي تردد أحتضنته كان مندهشًا مما فعلته واعتقد أنها بدأت تلين تجاهه وتساءل بضيق مصطنع.


= وده إسمه ايه بقى؟!. 


هزت بسمة رأسها وهي تجيب بحزن مصطنع


= بحتوي اخطائي زي ما طلبت مني!.

الصفحة التالية