-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الخاتمة ج3 - 3 - الخميس 15/8/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الخاتمة الجزء الثالث

3

تم النشر الأربعاء

15/8/2024 


مساء بمنزل جاسر 

دلفت إلى غرفتها تحمل بيديها اغراضًا إليها وإلى ابنتها ،..تسمرت بوقوفها عندما وجدته مستغرق بنومه على فراشها

فتح عيناه عندما شعر بدخولها ..نهض يمسح على وجهه ، خطت متجهة لغرفة الملابس ولم تعريه اهتمام تضع باقي الملابس بالحقيبة بعدما أمرهم جواد بالتحرك بالصباح الباكر لروجعهم لحي الألفي 

نهض متجها إليها ، توقف على باب الغرفة لفترة ثم تحرك إليها بعدما لم تكترث لوجوده 

انحنى بجسده يرفعها من خصرها، لكزته هادرة به

-اياك تلمسني تاني، معرفش ازاي جالك الجرأة انك تدخل الاوضة وتنام على سريري اصلًا 

جذبها بقوة يدفن رأسه بخصلاتها

-مش تزعليني ياعاليا، أنا تعبان بلاش تعملي فيا كدا 

تراجعت متهكمة تطالعه بنظر مزدرية قائلة:

-اه تعبان، وياترى تعب من أي نوع ياحضرة الظابط، اقتربت تلكمه بصدره 

ايه جاي ترتاح معايا وبعد كدا ترميني زي بنات الليل، تمشي لشهور وترجعلي لما الشوق يغلبك، انا هنا علشان بنتي ياياسين مابقتش متحملة اللي بتعمله 


"عاليا "..أشارت بسبباتها كالمجنونة 

اخرص، بلا عاليا بلا زفت ، ايه انا ايه في حياتك، قولي صرخت كالمجنونة وانسابت عبراتها 

جذبها يضمها لصدره 

-إنتِ القلب والحب كله ياروح ياسين ، انا زعلان ومخنوق ومش عارف اسامح ولا عارف اعيش من غيرك 


كذااااب ..قالتها بانهيار مع انسياب دموعها ، ثم أشارت إلى نفسها 

ولا عارفة أعيش ياياسين، قولي عرفت تعيش، حتى جيت يوم ولادة جنى ومهنش عليك تاخدني في حضنك وتتبطب عليا وتقولي متزعليش


لم يدعها تكمل حديثها فيكفي مايشعر به كلاهما ..ظل لفترة يرتوي من لهيب عشقها، حاولت الابتعاد عنه في بادئ الأمر ولكن عشقه طغى على امتناعها 

ليحي قلبه وقلبها من جديد ..صرخت هادرة تلكمه بقوة تمسح ثغرها

-مبقاش ينفع ياحضرة الظابط، اللي بتعمله دا بيكسرني قدام نفسي


ابتعدت تشير إليه 

-أنا مش مسمحاك ياياسين، واسمعني انا مش هفضل ساكتة على كل مرة تزلني وتدوسي على كرامتي ودلوقتي اطلع برة، لما تحسسني اني استاهل انك تضحي علشاني يبقى تعالى، مش عايزة افضل في نظرك الجوازة السهلة


-ايه اللي بتقوليه دا يامجنونة 

رمقته هادرة، وبصقت حديثها الذي أوقفه متسمرًا

-أنا رافضة الجوازة دي، انت اتجوزتني غصب في ظروف مضطربة، ودلوقتي من حقي ارفض أو اقبل ..شوف هتعمل ايه علشان ترضيني..لو عايزني حسسني بقيمتي ..قالتها واستدارت تواليه ظهرها 


توقف ينظر إليها لبعض الوقت، ثم تحرك خارجا ..قابله جاسر خارجًا من غرفته ..توقف أمامه يطالعه بتدقيق 

-لسة زعلان مع عاليا ..بقلب مهشم وينزف بصمت:

-أنا عارف اني غلطت، بس انا معذور،مراتي لغتني وراحت شقة واحد  كان هيغتصبها ياجاسر 

حاوط أكتافه وتحرك للأسفل تعالى ننزل نلعب شوية باسكت ، نخرج الطاقة السلبية واحكي لي اللي حصل 


بعد فترة من اللعب بينهما ، اتجها إلى حمام السباحة ليسبحا بعض الوقت، استند على الجدار متسائلا

-مالكم بقى ..قص له بعض الأشياء ثم ألقى بجسده بجوار المسبح 


خرج جاسر من المسبح 

-قوم خد لك شاور علشان نتغدى، وأكيد عاليا مش هطول في زعلها، سبها لما تهدي 

وضع كفيه على عينيه قائلا

-بتقولي من حقي أرفض أو اقبل علاقتنا ..جوازي جه منها بالغصب 


جذب المنشفة يجفف جسده ثم ألقاها بوجهه

-طيب ماهي سهلة ياغبي، قدملها طلب جواز ، ودا من حقها بسبب ظروفكم، وبعد كدا سبها تختار 

اعتدل جالسا 

-إنت عبيط يابني، عايزني اروح اتجوز مراتي، ايه الغباء دا 

ركله بقدميه 

-تصدق تستاهل اللي بيتعمل فيك، خليك كدا لحد ماتخلعك ، 

-لا بجد انت مجنون ، وياترى ياحضرة الظابط هروح اقدم طلب جوازها منين 

تحرك جاسر بعدما سبه 

-من البوستة ومتنساش طوابع البريد، كتر منها...متخلف ،روح اخطبها من عمو سامي البواب ..ايه الغباء دا 


تحرك للأعلى قابلته غزل 

-حبيبي اخواتك فين علشان نتغدى مع بعض ..أشار للخارج 

-الحلوف ياسين رايح يشتري طوابع من البوستة، والعاقل نايم فوق ، وانا قدامك ، ايه عندك حد غيرنا بالسر

لكزته بصدره 

-طيب روح البس هدومك قبل ماتبرد، توقفت تنظر إليه بجبين مقطب

-بوستة ايه اللي بتقول عليها ..قهقه ثم تحرك صاعدا للدرج

-ابنك عايز يتجوز، فكنت بقوله يشتري طوابع كتب الكتاب 


امتقع وجهها متسائلة 

-الواد دا اتجنن مين اللي عايز يتجوز، استمعت إلى صوت بيجاد وعز بالخارج مع ياسين، تحركت للخارج وجدتهم يتوقفون مع ياسين  عند المسبح ..تحركت إليهم 

-حمدالله على سلامتكم ..قبل جبينها عز 

-غزولة وحشتيني كدا حي الألفي يضلم من غيركم، انا قولت مش هبات هناك وانتو هنا 

ابتسمت تربت على كتفه 

-ربنا يسعدك حبيبي ، مراتك فوق نامت الحمل تعبها فقالت هتريح شوية 


تحرك متجها إليها 

-طيب هطلع اشوفها، انا واقع من الجوع ياغزول ، شوفيلي حاجة اكلها 


-حبيبي غير  هدومك هتلاقي "رُبى" اكيد عاملة حسابك ..تحرك يلوح بكفيه ..اتجهت وجلست بجوار بيجاد الذي جلس أمام المسبح شاردا بنظراته اتجاه ياسين الذي يسبح ..ربتت على كتفه:

-سرحان في ايه يا كابتن 

التفت يناظرها ورسم ابتسامة على وجهه 

-عاملة ايه، ليه اصريتوا تباتوا هنا، أول مرة عمو جواد يبات برة حي الألفي، من بعد سفرياته خارج القاهرة 


ابتعدت ببصرها عنه واجابته

-حاجات بيرتبها حبيبي ، غير أن البيوت بتعتكم بتتفرش

-مكنش له لازمة البيت اللي عامله، انا مش ناقصني بيوت 

استدارت تحتضن كفيه وتحدثت بهدوء:

-بيجاد اسمعني كويس ، مين من ولادي محتاج يابني، عمك عمل الصح، وبعدين انت مالك دا بيت لبنتي مش ليك 


ابتسم يهمس لنفسه 

-بيوزع علشان عارف أنه خلاص قرب على النهاية ..لكزته غزل متسائلة:

-بيجاد مالك حبيبي ، مش عوايدك وبعدين انت زعلت من كلامي انا بفهمك حاجة مهمة ، غنى زيها زي اخواتها حتى لو معاك مال قارون، وطبعا جواد مش ناسي انك معاك اكتر وربنا يزيدك حبيبي ، بس برضو البنت من حقها يكون ليها في مال ابوها

نهض من مكانه عندما فقد التحكم بنفسه

-أنا مش واخد حاجة ياطنط، والبيت مش هنعيش فيه، وعرفي عمو كدا ، انا مش قابل اللي بيعمله ، ليه بيحسسني أنه بيوزع ورثهم


توقفت تنظر إليه بذهول 

-بس دا مكنش كلامك والمهندسين بيصمموا، دا مكنش كلامك وانت بتختار مع اوس وعز أثاث بيتك 

تراجع ينظر حوله بضياع ، فكلما تذكر حديث جواد حازم عن مرض جواد يريد أن يهدم العالم بأكمله ، هرب من نظراتها عندما اغروقت عيناه بالدموع وهتف بصوت يملؤه الألم 

-غيرت رأيي، انا مش محتاج، وحضرتك عارفة كويس بايدي اعيش بنتك في قصر من دهب، لو شاورت بس مستعد اعملها ، لكن البيت دا مش هدخله ودا اخر كلام 

خرج ياسين من المسبح بعدما ارتفع صوت بيجاد، جذب المنشفة يوزع نظراته بينهما 

-مالك يابيجاد مزعل ماما ليه..سحب كف ياسين بقوة 

-عايز اتكلم معاك، تعالى ..قالها وهو يتحرك بعيدا عن غزل التي توقفت متصنمة تحاول أن تستوعب انقلاب بيجاد بتلك الطريقة 


بالاعلى وخاصة بغرفة جاسر 

خرج من المرحاض، يلتف بمنشفة بجزئه السفلي، اتجه بنظره لزوجته التي غفت وهي تحمل ابنته بأحضانها..جذبها من بين يديها بهدوء ثم وضعها في مخدعها، توقف يطالعها بابتسامة ثم انحنى يطبع قبلة على جبينها 

-والله القمر شبه بابي، صح يالولو ..مرر أنامله على وجهها يرسمها بعيناه ثم جلس بجوارها ومازالت نظراته عليها 

-اممم ، يعني عيون بابي بس ياليو، توقف على ثغرها عندما فتحته وهي تتثآب ..ابتسم على جمال نعومتها ، رفع نظره لزوجته ثم إليها 

-أميرة بابي واخدة ملامح مامي بس بابي اكتر صح ..تململت جنى فهبت من مكانها تهمس باسم ابنتها ، توقف متجهًا إليها 

-اهدي حبيبي البنت نايمة ..ألقت الغطاء وهرولت إليها 

-البنت كويسة ياجاسر ولا فيها حاجة 


جذبها بقوة لصدره:

-البنت كويسة ياجنى بس أبو البنت اللي مش كويس ..تجمدت عن الحركة بعدما استمعت لحديثه ، وطالعته بأنظارها 

-إنت تعبان !!

اه تعبان..قالها بصياح عندما فقد سيطرته وشعر بألم روحه من حالتها منذ خروجها من المشفى ..أشار عليها وهتف مستطردا 

-اعمل فيكي ايه ، بقيتي مجنونة كل ماللبنت تبعد عن حضنك تتجنني، ايه ياجنى البنت كويسة، اهدي علشان ربنا مايعقبناش ويباركلنا فيها 

شهقت ببكاء وارتجافة بجسدها ..سحبها لأحضانه يمسد على خصلاتها 

-وبعد هالك حبيبتي ، بقالنا شهر على الحال دا،. انا تعبت مبقتش قادر اركز في شغلي من عمايلك دي 

-البنت هتموت ياجاسر صح، قولي انها هتعيش والله هتعيش ، ريح قلبي ياجاسر 

انحنى وحملها بين ذراعيه واتجه إلى فراشهم..وضعها بهدوء وحاوطها بذراعيه 

-أنا اللي هموت منك ياجنى، 

وضعت كفيها على فمه

وعانقت رقبته تبكي بصوت مرتفع 

-بعد الشر عنك ياحبيب جنى ..رفعها بذراعيه يجذبها لتصبح بأحضانه

-قوليلي اعمل فيكي ايه، مش كلمتين اتقالوا وقت الولادة يبقى خلاص  البنت هتموت..رفع ذقنها يحتوي وجهها بين راحتيه 

-البنت اخدتها لكام دكتور، غير ماما عرضتها على اكبر اطباء في مصر، البنت حلوة ، والحمد لله كل حاجة طبيعية والثقب اللي الدكتور قال عليها هيقغل مع الوقت

-يعني مفيش دم فاسد، والجهاز التنفسي كويس صح ..سحبها من كفيها واتجه الى ابنته

-قوليلي كدا ، دي لو عندها دم فاسد هتبقى نايمة كدا ، اومال كانت بتعمل ايه طول فترة الحضانة دي كلها، حبيبتي إنتِ والدة بقالك شهر يعني لا قدر الله لو فيه مضاعفات للولادة كانت  ظهرت ، دمها اتغير كلها، اومال جوزك كان بيعمل ايه كل يوم عندها ، والرئة كملت والله، وجهازها التنفسي فل 

-وثقب القلب ياجاسر، البنت هتكون مريضة قلب

-مش ملاحظة انك نسيتي جاسر ياجنى، فين أنا من حياتك من وقت الولادة، أنا مبقتش موجود 


احتضنت وجهه واقتربت تقبله تهرب من خوفها الذي يكبر يوما بعد يوما على ابنتها ..ضمها لأحضانه دافنا رأسه بعنقها يستنشقه بوله عاشق

-وحشتيني ياقلب جاسر ...دفنت نفسها بأحضانه كأنها تهرب من وسوسات الشيطان 

-وحشتني قوي حبيبي..تنهيدة عميقة يسحبها للفراش يدثرها بالغطاء 

-نامي حبيبي ، هروح البس ..احتضنت كفيه 

-زعلان مني..انحنى يطبع قبلة على جبينها 

-مقدرش ازعل من روحي 


بعد قليل هبط الجميع لتناول وجبة الغداء..ترأس جواد المائدة يوزع نظراته بين أولاده ثم هتف

-مجبتش بابا معاك ليه ياعز؟!

نظر إليه بصمت ثم أردف

-بابا ميعرفش اني هنا، ومكنش متوقع من حضرتك تبات برة حي الألفي 


اومأ برأسه ينظر إلى جاسر الذي يطعم زوجته وأردف:

-مكنش في بالي أبات هنا، بس جنى اللي أصرت على كدا ، مش كدا ياجنجون 

ابتسمت لعمها وهزت رأسها 

-شكرا ياعمو، زيارتكم فرحتني وخرجتني شوية من الحزن 

مسد عز على رأسها

-ليه حبيبتي حزينة، بنتك رجعت لحضنك وكويسة، وجوزك جنبك 


رفعت نظرها لأخيها وترقرت عيناها بالدموع 

-هتبقى كويسة ياعز مش كدا ..توقف جاسر عن مايفعله، وزفر بغضب ثم تحدث بصوت مرتفع بعض الشئ

-طمن اختك ياعز، بدل انا كلامي مابقاش يتصدق، يمكن تصدقك إنت 


-جاسر اتجننت ..اردفت بها غزل تشير بعيناها إلى جنى 

-حبيبتي البنت كويسة، والله مافيها حاجة اهدي إنت، متنسيش عندنا فرح بعد يومين، لازم تجهزي، بشرتك تعبانة 


-حاضر..قالتها وهي تنظر لزوجها بحزن ينبثق من عيناها، امسك السكين ولم ينظر إليها وبدأ يقطع اللحم ويتناوله بهدوء، حاوطت ذراعه وهمست له باعتذار

-جاسر متزعلش مني..لم يلتفت إليها وبدأ يتناول طعامه بهدوء، رغم شعور بعلقمه ..رفع عيناه إلى ياسين عندما تحدث جواد

-ياسين الصبح تروح مع مراتك تشوفوا فيه حاجة محتاجينها في البيت ولا لا 

-بابا ممكن نتكلم بعد الغدا..اومأ جواد دون حديث


-مالك يابيجاد؟! مش عوايدك تسكت كدا ، ايه غنى مزعلاك 

-ابدا يابابا ، من وقت مارجع وهو كدا

هز جواد رأسه ثم غمز إليه وهو يضع قطعة اللحم بفمه 

-مش هتقول لابوك يالا مالك، ايه نسيت ولا ايه 

ظلت نظرات بيجاد عليه لفترة حتى استغرب جواد صمته، فضحك قائلا

-لا دا الموضوع كبير، وشكلك عامل مصيبة يابن ريان..قاطعته غزل 

-بيجاد مش عايز البيت ياجواد ، بيقول انا مش فقير علشان تبنوا لي بيت ..ضغط عز على ذراع بيجاد عندما وجد نظراته المصوبة لجواد، وانحنى يهمس له 

-بيجاد اوعى تتهور، طنط غزل قاعدة، اياك تتهور هزعل منك، طنط غزل ممكن تموت فيها 

لم يلتفت إلى عز وانما رفع شوكته ينظر لقطعة اللحم ثم الى جواد 

-كنت مع جواد حازم النهاردة ، واتكلمنا شوية، لقيته زعلان، تخيل زعلان من ايه ياعمو

صمت جواد وارتفعت دقات قلبه يوزع نظراته على ابنائه ، ثم اتجه ينظر إلى بيجاد الذي تابع حديثه 

-جواد بيقولي له صديق مريض ومخبي على أهله ، وممكن صمت ولمعت عيناه بالدموع حتى هب جواد من مكانه 

-أنا شبعت كملوا اكلكم، ثم اتجه بنظره إلى بيجاد وعز 

-خلصو اكل وتعالولي المكتب، قالها وتحرك ولكنه توقف عندما تسائلت غزل 

-حبيبي مقولتش صديق جواد مريض بايه لو بايدي حاجة اساعده 

كانت نظراته كالسهام على بيجاد يحاوره بعيناه الا ينطق ولكنه استدار إلى غزل وهتف

-إنتِ الوحيدة اللي بأيدك تساعديه

بيجاد صاح بها بغضب واقترب يجذبه من تلابيه 

-تعالى عايزك يالا..انزل كف جواد بهدوء يطالع غزل وتابع حديثه 

-قولتي ايه ياطنط غزل ، هنا هب عز من مكانه 

-قوم يالا وطنط غزل هتشوف الموضوع دا بعدين ، رفعه من ذراعه يلكزه بغضب يجز على أسنانه 

-تعالى نغلس شوية على عمو جواد ياظريف ..

وزع أوس وجاسر نظراته بينهما بذهول، فنهض جاسر يسأل 

-شامم فيه حاجة مش مظبوطة ، ايه اللي بتحاولوا تخبوه عننا 


دفع عز بيجاد للمكتب قائلا

-بيجاد عايز ياخد غنى ويسافر، فبيستفز عمو جواد 

أطبق جاسر على ذراعه

-مخبي ايه ياعز، وليه بتهرب من نظرات ابويا، وليه وقفت بيجاد عن الكلام، بيجاد مش سكران علشان تعامله كدا 


حدجه عز بنظرات ثابتة لبعض الوقت، ثم اتجه بنظراته إلى غزل التي تتحدث بسعادة مع بناتها وهتف

-بيجاد عنده مشاكل ياجاسر مفيش غير كدا ..ضغط جاسر على كتفه بقوة الامته 

-هعمل مصدق ، بس متأكد فيه حاجة بتحاولوا تخبوها 


دلف للداخل وجد جواد ينهر بيجاد بغضب حتى تغيرت ملامح وجهه..اقترب منه وتوقف أمامه 

-هو انا مش ابنك، مش حضرتك قولت انا ابنك ومفيش فرق بينا كلنا، ليا تعمل كدا وتخبي علينا، ليه حضرتك مصر تتوجع لوحدك 

احتضن وجه عز يضغط عليه بقوة 

-أنا كويس ياعبيط ، انا كنت بقول كدا لجواد علشان يتجوز جنى بس 

-لا ياعمو، احنا رحنا للدكتور بتاع حضرتك وعرفنا كل حاجة 

-عز اسمعني ياحبيبي 

حضرتك اللي لازم تسمعنا ياعمو، حضرتك هتسافر وتعمل العملية ، ودا اخر كلام 

-موافق قالها جواد مبتعدا بنظره عنهما ثم أردف 

-بس بشرط..وزع نظراته بينهما قائلا

-احس انكم رجالة بجد، وتوعدوني محدش يعرف حتى جاسر نفسه، وبعد ولادة ربى هسافر

-اوعدنا الاول ..أردف بها بيجاد 

حاوط أكتافه يربت على ظهره 

-وعد يابن ريان..قبل بيجاد كتفه 

-ربنا مايحرمنا منك يارب 

-يابني كلنا هنموت، البقاء لله وحده 

ونعم بالله ممكن ماتتكلمش كدا..رفع جلس جواد يشير إلى كوب المياه بعدما شعر بوخزته المستمرة 

استمعوا لطرقات على باب المكتب بعدها دلوف ياسين الذي توقف قائلا


بابا عايز اروح أخطب 

ابتلع مشروبه بصعوبة كاد أن يختنق ينظر لأبنه بذهول 

-إنت اتجننت يلا محدش مالي عينك خلاص، عايز تتجوز على مراتك 


هز رأسه بالنفي يشير لوالده 

-لا حضرتك فهمتني غلط 

توقف والده يحدجه بنظرات نارية يريد أن إحراقه بها قائلا بتوبيخ:


-لا ياراجل طب فهمني الصح، دي ممكن تمو..تك يخربيتك، 

توقف عندما فقد الحديث مع والده قائلاً:

-ماهو حضرتك مش مديني فرصة اتكلم 

لكمه بصدره يريد اختنا قه 

-إنت عايز تموت ابوك يالا ..ودي عايزة فهم ، حضرتك جاي تقولي عايز اروح أخطب وانت متجوز

ايه بقى اللي مفهمتوش 

-ماهو انا عايز أخطب مراتي 

توسعت أعين والده قائلاً :

-لا حول ولا قوة إلا بالله..انت بتقول إيه يابني

قهقه بيجاد وعز 

-بيقول أنه اتجنن رسمي..جذبه عز 

-مالك ياياسين انت سخن ولا اتجننت 

ممكن تسبوني مع بابا شوية 


جلس بمقابلة والده بعد خروج بيجاد وعز وقص له ماصار بزواجه ثم رفع نظره 

-من حق مراتي تختار يابابا 

-فهمتك حبيبي ، طيب لو رفضت 

هز رأسه بابتسامة وأجاب والده

-مش هتقدر ...ضحك جواد يشير إليه ليجلس بجواره، ثم ضمه لأحضانه 

-عارف اني ظلمتك في حاجات كتيرة وخاصة جوازك مهتمتش بيه ..

حاضر تاخد مراتك ترجعها بيت اهلها ونشوف نروح امتى 

توقف سريعا 

-لا مش هتروح لوحدها احنا هنروح وهي معانا وترجع وهي معانا 

أطلق جواد ضحكات صاحبة حتى تناسى الامه يهز رأسه على جنان ولاده 

قاطعهم دلوف فارس ..توقف جواد عن الضحك متسائلا

-ابوك كويس يالا ..تحرك إليه يسحبه من كفيه 

-ابويا كويس بس أنا مش كويس، ودلوقتي لازم تيجي معايا عند ابويا وتقنعه أصله مش مقتنع



الصفحة التالية