-->

قصة قصيرة جديدة ليال لمنى عبدالعزيز - الفصل 2 - الجمعة 2/8/2024

  

قراءة قصة ليال كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى









قصة قصيرة ليال

قصة جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة منى عبدالعزيز

تم النشر يوم الجمعة

2/8/2024

الفصل الثاني


النهاردة فرحي  ولبسة الفستان الابيض وزي كل بنت في الدنيا بتحلم باليوم دا مع الانسان اللي بتحبه  ،  انا كانت فرحتي غير،  انا كنت فرحانه اني  هخرج  لعالم تاني غير اللي كنت عايشة فيه عالم احس بيه اني انسان ليا حقوق  إنسان يتنفس بحرية يتكلم بحرية مع انسان يفهمني وافهمه اتناقش معه  اخد رايه  وياخد رايي  احس ان ليا كيان  موجودة في الدنيا دي هو دا السبب اللي خلاني وفقت على الجواز بالشكل دا، بدل ما انا حاسة اني جيت الدنيا دى غلط ، ههههه بس كل احلامي راحت او نقول خابت ونقول كل اللي حلمت بيه ممكن يفضل حلم عاوزين تعرفوا ليه بقول كدا هقلكم حكايتي. . 


أنا ليال  يتيمة الأبوين، والدتي توفت وعمري أربع سنوات والدي توفى وانا بالخامسة عشر من عمري والدي كان يعمل مدرس مادة الكمياء، وكان ذو سيط كبير للقاصي والداني عمل في بداية عمره مدرس في احدي الدول العربية ، انتهي تعاقده وعاد للوطن تزوج أمي كانت طالبة لديه قبل السفر بعد عودته من الاعارة كانت انهت دراستها الجامعية عشقها بجنون اخبرني احدي المرات  انها سبب من اسباب عدم عودته السفر عندما اخبرته عمتي الصغرى والتي هي صديقة لأمي ان هناك خطابين يطرقون باب جدي،  لم يستطع المكوث بالخارج وعاد وتقدم لخطبتها. 


اخبرني انه من سعادته بموافقتها كأنه لمس السماء بيديه، تزوجها وبالعشرة لم يستطع البعاد عنها، صبر سنوات على عدم الانجاب تفوق العشر سنوات وبعد صبر رزقوا بي كنت مدلله ابي وامي، يخفان من الهواء عن بعد يصبني اربع سنوات حملت امي في شقيقي ناصر للأسف توفت بعد ولادته بلحظات  

اسماه ابي ناصر لا اعلم لما اختار هذا الاسم ناصر توفي بعد ثلاث أسابيع من وفاة والدتي رفض ابي رفضا قاطعا الزواج بعدها، تدهورت صحة والدي في اخر سنوات حياته من الحزن على فراق محبوبته، كان دائما يذكر امي لا تخلوا كلماته من ذكر اسمها، لم يخجل من البوح بعشقة لها ومن خمس سنوات توفي وتركني وحيده في تلك الدنيا القاسية، وحيده اتجرع مرار اليتم والظلم، تركني ابي فقيرة المحبين رغم الاموال التي وضعها باسمي تركني بلا منزل يضمني ويحتويني رغم كثرة المباني المسجلة باسمي تركني اتجرع مرار الحزن والظلم وحقد النفس،  توفي والدي وتركني وحيده اصبحت جدتي ام والدي هي المسئولة عني،  في بادئ الامر  كانت طيبة جداً عوضتني عن حنان الأم قليل، كانت تقصُ كل يوم قصة عشق والدي، كم تمنيت ان اعيش ذالك الحب واعشق وأُعشق مثلهما. 

جدتي كانت حنون لأقصي درجة كل ما أطلبه ينفذ من غير نقاش، دائما كانت تقف في صفي بوجه عماني وتخبرهم بانهم لا يجيرون على، ولا يطمعون في ارثي اه من ارث جعل الدماء مياه حفنه من الاموال قد تصرف في يوم واحد على المرض ولم يغني عن صاحبها التخفيف من الآلم ان يحقدوا عليَّ بسبب تلك الأموال، رغم ترك والدي لهم نصيب كبير من ممتلكاته لكن الطمع أعماهم وغيرة الزوجات من عشق والدي ازاد الحقد جدتي دللتني كثير، وفي نفس الوقت تخاف كثير وتهلع لاي شي يصيبني  وهذا كان  سبب خلاف دائم بينها وبين اعمامي نجحوا في تغير جدتي بسبب ذاك الخوف،  اتذكر ان احدهم قدم اليها وقال. 

ـ ماما هتفضلي تدلعي  ليال لامته  البنت كبرت ومينفعش تسيبيها كده تعمل اللي في دمغها، وايه كل شوية نزله طالعه تلعب مع ولاد الجيران. في الشارع. 


جدتي: البنت طفلة صغيرة  هحبسها في البيت  خليها تخرج تلعب تنسي شوية موت ابوها وامها. 

ـ يا امي طفله اي مش وخده بالك دي اللي يشفها يقول انسه وكمان خمستاشر سنه مش طفله يا امي دى بنت ميصحش نسبها كده الدنيا مبقتش امان غير انها هتتعود على الطلوع من البيت في أي وقت من غير ما تعمل لحد حساب، وقتها ممكن تتعرف على عيل كده ولا كده ولا حد يعمل فيها حاجه وقتها نقعد نقول ياريت اللي جري ما كان، غير كلام الناس  واللي هيقوله  الست سميرة  معرفتش تربي بنت ابنها، ومكنتش قد الأمانة. 

كانت كلمة نجح في بثها بخبس وتخطيط. 

ـ جدتي بهلع  وعلى ايه انا امنعها تنزل من البيت وأيام المدرسة  رجلي على رجلها. 

من يومها وحياتي انقلبت مليون درجة خوف جدتي اتحول ل تصلت  بقي كل حاجه  بعملها غلط وعيب لو طلبت منها حاجة أو لبس جديد  تقول. 

ـ ملهوش لازمة  عندك كتير لما يصغروا عليكِ  ابقي اشتري ليكِ جديد. 

ـ ياتيته ده قديم وبقالي كتير لابساه،  طيب المرة دى وخلاص. 

ـ انت ليه مبتسمعيش الكلام قلت لاء يعني لاء انت عاوزة الناس يقولوا عليا  سيباكِ على حل شعرك. 

ـ ياتيته ده لبس مدرسة  مال الناس، ومالي بس. 

ـ لا انتِ قليتِ أدبك ويلا ادخلي أوضتك مفيش خروج منها النهاردة. 

ـ والمدرسة يا تيته. 

ـ والمدرسة دى معدتش هتروحيها غير على الامتحانات  

ـ ازاى يا تيته مرحش المدرسه اومال هدرس ازاي وانا مبرحش دروس . 

ـ كلمة واحدة زيادة ومش هتعتبي المدرسة  وانا من رايي تقعدي  في البيت ملهاش لازمة المدارس من اصلة هي البنت اخرها ايه غير بيت جوزها،  واديك شايفة بنات اعمامك  كملوا علامهم وفي الأخر قعدوا في بيوتهم  مشتغلوش،  يلا على أوضتك ولا ادخلي المطبخ اعملي حاجه تنفعك، بدل والله العظيم  احلف ما تروحي المدرسة نهائي. 

سنه وراء سنه بقيت مستسلمة لكل اللي بيحصل بقى عندي لامبالاة موصفتش  معدا دراستي  كنت بخرج كل الوجع والحرمان في  المذكرة  صحيح كتير حاجات  كانت بتقف معايا  كنت بستعين بخلاتي البنات يشرحوها ليا في التليفون تحت إشراف تيته  كنت بنجح واطلع من الأوائل وده كان بيجنن اعمامي ازاي ولادهم ياخدوا دروس ومدارس دولية وانا يدوب بذاكر في البيت واطلع الاولى  كل سنه،  وزاد تدخلهم بحياتي  وحتى التليفون اقنعوا تيته اني ممكن استغل مرة عدم وجودها في البيت واكلم شباب منه ومنعتني تيته من التليفون ممسك هوش غير لو وحده من خلاتي اتصلوا عليا. 


هتسألوا  وتقولوا خلاتك  ليه مش يدخلوا أو ترحي تعيشي معهم. 


ـ انا مكنتش بحكي عن اي حاجه  بتحصلي،  وكل وحده فيهم  عندها بيتها وجوزها ومسئوليات الحياة  مش هزيد همي عليهم  وكمان  تيته مكنتش هتوافق اسافر لوحده فيهم، لانهم مكنوش عايشين بالقاهرة وحده كانت بالكويت اعارة مع جوزها والتانية في البحر الأحمر. 

عدت السنين ودخلت الجامعة وكالعادة أجتمع الكل واختاروا الجامعة  و اقنعوا جدتي ان دراسة الطب وكليات القمة،  هتفتح عيوني  وهخرج واعرف شباب والناس هتقول عليها  انها معرفتش تربي،  أصلاً اللي هم مايعرفوش اني مبقتش حاجه فارقه معايا، انا كنت بذاكر مش عشان ادخل طب او اي كليه مش فارق معايا المهم أخرج من البيت،  اتنفس هواء،  لما اخرج للمحاضرات واشوف الناس واشم هواء الشارع اللي مش بشوفه حتى لم اخرج مع تيته، لأنها من خوفها كانت بتركبنا تاكسي من قدام البيت للمكان اللي احنا رايحينه وطبعا الجامعة هي كمان مدخلتهاش غير كام مرة بعد ما  جدتي  زاد تصلتها  منعتني حتى افتح الشباك واقف فيه وفي يوم  كنت قاعدة زهقانه وقفت في الشباك بتفرج على الشارع  وحشني اشوف  الناس وريحه الشارع  وصوت البائعين ،  وانا واقفة لقيت  اللي شدني من شعري حسيت انه خرج في ايدها   بتلفت لقيت تيته بتقول. 

ـ وقفه في الشباك بشعرك  ياقليلة الأدب،  على قصاد اللي رايح والجاي  ايه عاوزة الجيران يشوفوكِ  ويقولوا معرفتش، اربكِ  وقفه فرحانه بشعرك طيب  والله لا قصه ابقي وريني هتقفي ازاي في الشباك .

ـ الله يخليكِ ياتيته بلاش شعري والله العظيم لسه وقفه حالا كنت مخنوقه قلت افتح الشباك يهوى الشقة.


ـ خايفة على شعرك ومش خايفة عليا من كلام الناس  


ـ انقذني منها رن جرس الباب قالت لي. 

ـ غوري افتحي الباب تلاقي حد من عمامك جاي يفطر معايا. 

مسحت دموعي وجريت على الباب افتحه لاول مره في حياتي افرح بزيارة حد من اعمامي قد النهاردة ومفرحش ازاي ما هو جيته دى انقذت شعري ان تيته تقصه. 

فتحت الباب بس مكنش حد من اعمامي  كان راجل كبير في السن لابس ابيض. 

ـ افندم حضرتك عاوز مين. 

رد وقال. 

ـ ست ام مختار موجوده. 

ـ أيوا . 

ـ بدي ايها لو سمحتِ فينك تخبريها بان في رجال صديق قديم لولدها مختار رايد يتحدث معها بموضوع.

ـ انا بلهفه وفرحه: صاحب بابا حضرتك صاحب بابا  . 

ابو ناصر:  وانا صاعد الدرج وقبل كام درجة من الشقة سمعت صوت صرخة فتاه اسرعت في الصعود تجاه الصوت توقفت مكاني وانا استمع لحديث من بالداخل،  دقيت الجرس ولا اعلم سر ارتفاع دقات قلبي اخذت جانب بعيد عن الباب حفاظا على حرمة المنزل وسكينيه،  فتحت لي فتاة واخبرتها باني اريد مقابلة الجدة وعندما اخبرتها

 باني صديق مختار صاحت بسعادة. 

انت صديق ابوي رفعت عيوني بالحيل وانا اقاوم واستغفر ربي لكن صوتها جبرني، رأيت بسم الله ماشاء الله فتاة لم اري يوما ضليت صافن فيها ما سكرت عيوني انظر لوجهها وغرتها عينها اه من تلك العينين ضللت صافن ولا غضيت البصر وعيت على صياحها وبكاها نظرت لها بذهول لأجد جدتها تنهرها وجذبتها من شعرها للداخل وتسبها. 

ـ نهارك اسود ساعه وقفه 

على الباب وصوتك

 زي الجعوره وفي الاخر وقفه بشعرك قدام راجل غريب. 

ما تملكت حالي بخطوة واحد وقفت امام الجدة امسكت يدها ابعدها عن ضفيرة تلك الحورية واحدثها برجاء. 

ـ تكفين ياحاجه البنيه مالها ذنب انا  وقفتها اتحدث معها عن ابيها، واني رايد اتحدث معاكِ بموضوع هام. 

ـ انت مين وعاوز تكلم معايا بتاع اي. 

ـ انا بو ناصر صديق ولدك مختار من السعودية المرحوم  ليه امانه معي وبدي اعطيها لك ولبنته. 

ـ امانه اي دى مختار ساب السعودية من زمان اوي. 

ـ اتركِ شعر البنت واجلسي وانا هقول لك كل حاجه. 

الجدة بعصبيه:  ادخلي جوه حسابي معاكِ بعدين وانت اتفضل اقعد استريح لما تاخد وجبك يكون ولادى جم وتفهمنا الامانة دى اي. 

ـ  مشكورة ياعمه خيرك سابق لو ما فيها زحمه  كوب ماء وتكفين، السائق ناطرني بالتاكسي تحت وما خبرته اني هتأخر فينك تعرفي شو الامانة بعدين تعلمين اولادك.

  

ـ مايه اي وبتاع اي شيفنا بخله ولوعلى التاكسي انزل اديله مشيه خمس دقايق هم هتلاقيهم قدامك. 

ـ الامر لله من قبل ومن بعد هدق عليه اعلمه وفينك تدقي على ولادك 

ما يتأخرون. 

اومئت براسها وابتعدت قليلا وقامت بالاتصال تردد صوتها ابتسم على حديثها. 

ـ صابر رن على اخوك على وتعالي بسرعه في واحد بيقول صاحب مختار وجيبله امانه من السعودية. 

سكرت الجوال وانا ادق على السايق  ما كان بيرد،  استأذنت من الحجيجه ونزلت اخبر سيد السايق بانه ينطرني لان هتأخر قليل بعد خبرته وصعدت مرة اخري الدرج وسمعت حديث رجال يتحدثون معا احدهم. 

ـ تفتكر اي الأمانة دي اللي اتكلمت عليها امك. 

ـ ولا ما عارف كل اللي قالته في واحد جاي من السعودية ومعه امانه لمختار،  حتى انا سالتها معه حاجه  شنط كياس هدايا قالت لاء. 

ـ يعني اي. 

ـ ما انا فكرت واحد جاي من السعودية وبيقول انه صاحبه ممكن واحد زميله كان مسافر وميعرفش انه مات وجيبله هدايا معه. 

ـ مش امكن الأمانة دى فلوس. 

ـ فلوس تفتكر. 

ـ اكيد بس وحياتك انت لو فلوس بوز الأخص بنت اخوك ماهي طيلة مليم منها كفاية اللي اخوك كتبه ليها دي على قلبها قد كدا. 

ـ عندك حق بس امك تقدر تطلع بحاجة من تحت ضرسها. 

وقفت ما قادر ارفع رجولي اعاود وارحل ويكف اللي سمعت اياه ولا اصعد واعطيهم الامانة واشترط ان البنت تأخذها بيدها هي والجدة ضليت هيك صافن افكر كيف اسوى توكلت على الله وصعدت ودقيت الباب رحب بي أحد الرجاجيل وجلست امامهم انظر لوجهم ادقق بها لا يشبهان مختار رغم مرور سنوات لم آراه  لكن ملامح فيسه ما راحت من عقلي من اعرف ايش افعل اعطيهم الأمانة، ام لاء. 

ولأن الله يعلم ما بي من شتات دخلت ام مختار وخلفها البنت تحمل كاسات الشاي وللمرة الثانية اصفن في ملامح وجهها وضعت الفتاة ما تحمله على الطاولة وخرجت بعد ان وكزتها جدتها بعصاها. 

رفعت عيناي وتفاجأت بما قولته. 

❈-❈-❈

ليال دخلت الصالون وراء جدتي شايله صنيه الشاي من اول ما دخلت والراجل مشلش عينه من عليا  انا كنت مكسوفة اوي من نظراته حطيت الصنية على الطرابيزة وجدتي زغدتني بعكزها طلعت اجري على برة وقفت قريب من الصالون اسمع كلامهم، اتكلم وبعدها عمامي وجدتي في صوت واحد قالوا:  بتقول اي. 

انا خفت يخرجوا ويشفوني وقفه يضربوني جريت على اوضتى وقلبي هيقف من اللي سمعته بقيت قاعده بين نارين يا تري هم قالوا  اي على اللي قاله، ولو اخدوا رايي. 

هوافق ولا ارفض بلعت ريقي بخوف وزي عادتي وقفت اخدت عروستي من وانا صغيرة وقعدت اكلمها ماهي صاحبتي الوحيدة.

ـ مستكة اعمل اي دبرني لواخدوا  رايي اوافق ولا ارفض اصل الموضوع صعب اوي. 

اي رايك اروح اسمع باقي كلامهم ولا افضل هنا استناهم يجوا ياخدوا رايي.

ـ لا لا بلاش اخرج حد فيهم يشفني يعملي مشكلة انا ما صدقت تيته نسيت موضوع قص الشعر دي،  انا هستن هنا وزي ما تجي بقي.

بعد شويه نادت عليا جدتي وقالت.

ليال بت يا ليال تعالي يا مقصوفه الرقبة هنا.

خرجت وانا بتنفض مليون حاجه جات في دماغي دخلت الصالون  ببص ملقتش الضيف قاعد، قلبي وجعني وعنيا اتملت دموع كنت مستغربه نفسي ايه اللي ضيقني بالشكل دا. 

عمي الكبير صابر قال:  اقعدي في موضوع عاوزينك تعرفيه. 

 قعدت وانا سناني بيخبطوا في بعض من الكلام اللي هيقوله ومن نظرات عمي على اللي عامله زي النار عاوزه تحرقني.

 على: انت اتجننت يا صابر هتاخد رايها هي ملهاش راي بعد راينا وراي امي هي لا ليها رأي ولا شور احنا نفصل وهي تلبس. 

امهم:  لازم تعرف ياعلى افرض رفضت مش عاوزه تجوز هتغصب عليها. 

ـ على:  أيوا هغصب عليها ولو حكمت اكتفها هكتفها واخليها توافق غصب عنها.

ـ انا قايمة اصلي الضهر على ما تكلموها. 

صابر: تقبل الله يا امي ادعنا معاكي، وانت  يا على  اصبر احنا هنعمل زي الشرع ونقولها وليال عقله ومش هتخالف شورنا  مش  كدا يا ليال. 

بلعت ريقي بخوف ودموعي نزلت وهذيت رأسي من غير ما ارفع وشي وقلت. 

ـ  اللي تؤمر بيه ياعمي انا تحت امرك. 

صابر:  جدعة يا ليال بصي بقي الراجل اللي هنا كان متفق مع ابوك ِ انه يناسبه والراجل جاي نن بلده عشان ينفذ الامانة ووعده مع ابوكِ 

والراجل اثبت صدق كلامه وعطنا شيك بمهرك اللي كان متفق عليه مع ابوكِ وكمان مكتوب باسمه، وعشان دي كانت رغبه ابوكِ انا وجدتك وعمك على موافقين واتفقنا معه نكتب الكتاب وتسفري عروسه بفستانك على بلده كمان اسبوعين تلاته. 

ـ اه على الوجع اللي جالي مع كل حرف بينطقة وجع ملوش وصف وافقوا واتفقوا واخدوا المهر من غير ما يخدوا رايي. 

على: مالك ساكته ليه. 

ـ اقول اي. 

ـ رايك في اللي سمعتيه. 

ـ ماليش رأي بعد رايكم اللي تيته وانتم شيفينه صح انا موافقه عليه. 

مقدرتش استحمل خرجت بسرعه من عندهم كنت حاسة اني قلبي هيقف محتاجه اتنفس هواء نضيف 

ملحقتش افوق من صدمة اللي سمعته من شويه الا وجات الصدمة التانية عمي علي بيكلم عمي صابر. 

ـ برافوا عليك ياصابر انك خليته يغير الشيك ويخليه باسم امي بكرة من النجمة ناخدها ونصرفه وامك متعرفش فرق العملة ولو، سالت الفلوس قد اي نقوله تلاتين الف جنيه اهم والباقي ننصصه. 


ـ صابر:  وطي صوتك امك تسمع تودينا في داهيه خالي الكلام دا لما نمشي واوعك تقع بكلام قدام مراتك انا عارفك ولا تعرفهم ان ليال اتخطبت خلي كل حاجه  قبل كتب الكتاب بيومين تلاته. 

ـ لو على الفلوس ماشي مش هقول كدا كده  ليه مش عاوز نقول على خطوبتها. 

صابر انت غبي يا على انت ناسي ان اختك طلبتها اكتر من مرة لبنها ولو عرفت هتعمل مشكلة وتبوظ اللي بنخططله من سنين غير غيرة بناتك وبناتي والحريم هيقرفونا في عشتنا. 

على:  عندك حق ياصابر بلاش يعرفوا احسن غير يوم كتب الكتاب. 

ـ المهم انت واثق في المحامي اللي ودتنا ليه. 

ـ أيوا يا اخي دا صحبي متقلقش المهم  هتمضيها ازاي. 

صابر ببتسامة صفرة عارف ياعلي بقالي اسبوع مدقتش النوم وانا بفكر ازاي امضيها والراجل دا جلنا طوق نجاه. 

ـ قصدك. 

ـ أيوا هو اللي جه في بالك. 

مع اني مفهمتش هم قصدهم اي بالكلام اللي قالوه والورق دا ورق اي بس خفت وقلبي كان هيقف دخلت اوضتى بسرعه اول ما حسيت  بتيته هتخرج من اوضتها.. 

❈-❈-❈

أجمل ما في الحياة  ان تهبك انسان يقدم لك العون يقف كتفه بكتفك في السراء والضراء  يفهمك من نظر عينك يفهم وجعك من قبل ان تجهر به انسان يكون انيسك وليفك راحة قلبك يشد على يدك في العبادات يقف لك حين الخطأ دون ان  والحمدلله حباني الله  بزوجة اجتمعت بها كل تلك الصفات زوجة بشوشه ناقيه وقفت جواري حين تخلي عني قربة الدم والروح،  تخلت عن الجميع لأجل، حضنها ملازي وطني كل عائلتي كم اتطوق لضمها لأفضي ما بجعبتي لها لأهنئ بنوم طفل في المهاد. 

بعد سفر وارهاق يومين لم اذق طعم النوم الحمدلله عاودت للمملكة ودفنت نفسي في ملجأي قصصت لها كل ما حدث من لحظة سماعي للشيخ وكأن احدهم ضربه على رأسي وهمس بآذني نسيت الوعد واخلفته ستائر انقشعت من على عيناني تعيد ذكري ايام وليال طوال وقسم على الخشم والراس. 

ـ بصوتها الحنون ويدها الرقيقة مسدت على كتفه: الحمدلله يا بوناصر ان الله سير من ذكرك بدنياه وابريت ووفيت قبل الفوات،  والله يا بوناصر  انت رجال نشمي وينشد بيك الحيل   فزعت للبنت. 

ـ ذكرتني بحالي وقت ما طمع عماني في حلال ابوي وذبحوني بعيارتهم لي ان ما عقيم. 

ـ والله نصرك عليهم بناصر ورد كدهم وبحمد وخديجة وخوله وعليان   

ربك يمهل ولا يهمل وعن قريب الله ربي ينصرها يكفي حب الله ليها سير السأل بسؤاله لنجدتها  وتخطب لشيخ الشباب  حمد بن محمد الشهباني. 

ـ ما وجع قلبي هلا غير حمد اخاف يرفض خطبت البنت ويفشلني قدام  الله والعالم. 

ـ اي حامد حار وشوره من راسه لكن يرضي ما يهون عليه يفشلك ويكسر كلمتك. 

ـ لو عليان كبير كم سنه والله لا زوجها ليه عليان حنون وهادي،  لكن حمد الله يستر منه. 

ارتاح دا حين وعلى رأي اصهارنا الجداد:  تبات نار تصبح رماد. 

ههههه  جعلتي المصرين اصهار. 

ـ وما احلاه من صهر ونسب والله يا ام ناصر البنت تأخذ القلب ان رئتيها عينك هتقسم ما راءيت جمال مثلها، 

العيون ساحرة اهدبها صفين عسكر مصطفين الوجه كيه اللبن بحمرة خجل والشعر اسود ليل غرتها مع ملامح فسها تحك انها خلقت لحمد هو لزينه ونشميته وهي بجمالها مثل ما بيقول قدر ولقي غطاه. 

ـ والله قلبي ناطف على شفتها الله يسرع الايام وتجي ديرتنا ونري من ينشدها ويتغزل بجمالها الشيخ محمد بقدرة. 

ـ ههههه غرتي يا ام ناصر والله ثم والله لو خيروني بين نساء الارض كلهن بجمالهم وشبابهم ودلالهم وبينك لاخترتك انتِ ما في مره في كل ها العالم تملى عيني وقلبي مثلم انت اخذتي القلب والعقل والروح تنشدك انتِ. 

ـ يباعد عمري انت يا بوناصر عسي الله ما يدوجني فراقك ويجعل ساعتي قبل منك. 

ـ بعد الشر عنك يا الغالية الله ما يفرقنا دنيا واخره. 

ساعات مرت عليهم وهم على حالتهم يتحدثون حتى غفي معاً وفي الصباح. 

ـ صبحك بالخير ي الغالي عساك طيب يا يوبه اقلقتنا عليك ان شاءالله توفقت في سفرتك. 

ـ الحمدلله يا يابوك حمد كمل فطورك وتعال اتقهو معي وانت واخوانك في المجلس، نطرك يا ام  ناصر معهم. 

انتهى الجميع من الطعام ودلفوا للمجلس العربي حمد انحن بداليه القهوة. 

ـ سم طال عمرك. 

ـ سم الله عدوك يا بومحمد. 

سمي يا الغالية. 

ـ سم الله عدوك يا بومحمد. 

ـ سم يا بو محمد. 

ـ ههههه  سم الله عدوك  يا عضيد. 

اتقهو يا بومحمد واجلس بدي احك معك عن شي وطالبك يا ولدى ما تفشلني. 

جلس حمد بعد ان وضع دلال القهوة  وبيده فنجان من القهوة العربية. 

ـ تحدث والده وقص لهم عن سبب سفرة تحت تأثر ناصر الذي تذكر معلمه ومنقذة مختار الرجل الشهم الذي انقذه مرتين الاولي عندما خاطر بحياته لينقذ ناصر وزملائه بعد سقوط احد الاعمدة الحديدية في مبني تحت الانشاء بجوار المدرسة اثناء لهوه مع اصدقائه بعد خروجهم من المدرسة افاق من ذكرياته وضع يده على ندوب الجرح الذي لازال بجسده،  وصوت حمد الجهوري. 


ـ حمد:  انتهوا بنات المملكة لأتزوج مصرية وفوق هاد رد للجميل. 

ناصر بعدم فهم:  شو صار ومنو يتزوج مصرية. 

حمد: لا تسألني انا اسال بوناصر هو ادري مني، ولا على ايش انا احك لك . 

ابو ناصر:  انت ما تحشم حدا يا تتحدث زين يا تفارق والله معك والقلب عليك طيب. 

هب واقفا وبحده: قبل ما اخرج خطبه ما انا موافق ولو بدي اعرس هعرس على بنت من اختياري بنت شيوخ ترفع الراس مش واحده لا اعرفها ورد جميل بعد. 


ناصر اقترب منه:  حمد انت ما تحشم احد هذا ابوك للي تحدثه مش خوي من اخوياك بالاستراحة. 


نفض يد ناصر من عليه: اخشم انت حالك ولا تصير الولد البار. 

ابو ناصر:  حمد اطلب السموحة من اخوك. 

ـ ما اخطايت لاعتذر ان كان بدك تريح ضميرك زوجها اياه هو اللي مفروض يرد الجميل لمعلمه. 

ـ صفعه قويه هوت على وجنته امسكه  والده من جيب جلبابه وباليد الأخري نسف عقاله من فوق غترته، وبحده. 

ـ لو رجال وفيك خير سمعني صوتك وعقالك ما ينحط على راسك طول ما راسي يشم الهواء ويلا فارق وروح  الله معك لا انت ولدي ولا انا ابوك. 

انهي حديثه وسقط ارضا مع صرخات ناصروامه، انحن حمد سريعا. 

ـ يوبه  يوبه. 

ناصر تحسس نبضه وبهلع. 

ـ حمد احمل يوبه وبسرعه انا هجهز السيارة النبض ضعيف جدا. 

ام ناصر دنت من زوجها عيناها سيل من الدموع افاض منها:  بوناصر الله يوفقك تحدث معي لا توجعني عليك. 

حمد بندم:  يوبه يوبه  فتح عيونك يا يوبه اضربني اذبحني افعل ما بدك،  اياه انا حاضر. 

ناصر ابعد حمد وانحن يحمل ابيه سبقه حمد وحمله وخرج. 

بعد اكثر من ست ساعات قضوها في الانتظار على اعصابهم  خرج ناصر من غرفة العناية المشددة. 

دنا منه الجميع:  بشر ناصر. 

ناصر بإرهاق: ما في ادينا غير الدعاء لو الأربعة وعشرين ساعه القادمين عدوا على خير ان شاء الله  هيكون بخير، وهلا ارجعو البيت اتتظركم هن ما له فايدة انا هضل هنا. 

 قطعته ام ناصر ببكاء:  ولا ما افرقه لو لحظه واحده. 

ناصر يا يومه الله هداك ما يصير تضل هون وانت اعلم الخلق ان بو ناصر رجال حار وغيور على عرضه بدك يزعل منك لو عرف بوجودك هون انت وخياتي. 


ان ناصر:  فارق يا ناصر انا اقسمت ما افرقه حتي لو تطلقت، اذهب انت وخذ خياتك معك وهاد خبره ما بديش ابوك يري وجهه بعد للي سواه. 

حمد بفزع اقترب منه ارتمي بحضنها وهي تصد عنه. 

حمد تحدث:  تكفي يومه والله ما اقدر على زعلك علي. 

ـ وهان عليك بوك يصيرله هيك ويتنوم في المشافي وانت تدري ما يتحمل فراق ولد من ولاده. 

ـ السموحة يا يومه السموحة ولا ندمان والندم ياكولني والله ثم والله لأذبح حالي قدام يوبه ليرض علي. 

ـ ضمته بلهفه ونحيب:  تكف ما بدي اسمع هذا الحديث مرة ثانيه يطيب ابوك واطلب السموحة منه. 

دلف ناصر غرفة العناية مسرعًا بعد سماعه للمرضة تنادي عليه.

الصفحة التالية