رواية جديدة قابل للكتمان لخديجة السيد - الفصل 33 - 3 - الجمعة 2/8/2024
قراءة رواية قابل للكتمان كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية قابل للكتمان
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة خديجة السيد
الفصل الثالث والثلاثون
3
تم النشر يوم الجمعة
2/8/2024
❈-❈-❈
كانت بسمة تمسك بيديها عده ورقات نقديه ثم
ألقت ما بيدها فوق المنضدة أمامها وغرت فاهها بصدمة قائلة
= ودول ايه ان شاء الله؟ يعني نزلت من الساعه ١٢ الصبح وراجع الساعه ٧ وفي الاخر جايب ٢٠٠ جنيه، طب ازاي فهمني ده انت لو شغال على توك توك هتجيب فلوس اكتر من كده.
جلس علي أقرب مقعد خشبي بالي و أجاب بسأم و بكل تبجح
= اعمل لك ايه هم دول إللي في الاخر طلعت بيهم ٤٠٠ جنيه وفطرت بـ ٢٠٠ جنيه، وكمان انا اشتغلت اصلا ثلاث ساعات بس وباقي اليوم كنت قاعد على القهوه بريح
نظرت إليه بضيق وتذكرت كل ما تحملته من معاملة أمه السوء لها وها هو الآن يكمل عليها و يتخلي بإستسلام بائس عنها دون مقاومه، فقالت بغضب
= انا لو اتشليت ولا جالي ذبحة صدرية ما حدش يلومني! واكل ب ٢٠٠ جنيه ليه وكمان اشتغلت ثلاث ساعات بس وقعدت الباقي علي القهوه زي عدتك لله الامر ومن بعد وال ٢٠٠ جنيه دي بقى ان شاء الله امشي بيها البيت ازاي ؟؟. امال لو حظك الولد مش في اجازه كنت هتكفي مصاريف مدرسته منين
حدق فيها بنظرة أثارته وجعلته مرتبكاً لا سيما فكانت محقه بالفعل هو لا يتعامل مع الموقف بجدية أكبر، كونه لم يتعود بعد! فأجاب بصوت يكاد يكون مسموعاً
= انا عارف بقى اتصرفي زي ما الستات بتعمل وبعدين شوفيلي لقمه أكلها انا واقع من الجوع .
إبتسمت بتهكم علي كلماته فأردفت بصياح
ساخراً
= جعان لا حاضر ما انا لازم اغذي الراجل اللي بيشتغلي ثلاث ساعات وفي الاخر راجع ب ٢٠٠ جنيه، عندك بتنجان جوه سخن وكل.. وسيبني في حالي بدل حرقه الدم دي.
❈-❈-❈
وصلت الرساله إلي رغد والقت الهاتف فوق المكتب بغضب، ثم جلست علي أقرب كرسي و وضعت ساق فوق الأخري وهي تتحدث مع نفسها بعصبية شديدة
= ايه قله الذوق دي وهي مالها تمسك تليفونه وترد بدل منه ليه؟ هو انا بكلمه احب فيه ولا على الشغل بني ادمه غيوره ومقرفه ايه ده انا عارفه مستحملك على ايه؟!.
سمعت رنات هاتفها فبسرعه اخذته مجدداً واجابت بلهفه وابتسامه واسعة
= الو يا منذر أخيراً رديت عليا في ايه فينك انت نسيت الشغل اللي عندنا النهارده، انا حاولت على فكره ابعتلك رساله بس المدام ردت بدل منك وانا شكيت انها عملت كده من نفسها.. ممكن بقي تيجي بسرعه
جاء صوت الآخر وهو يرد باختصار
= صباح الخير أولا يا رغد لا معلش مودي مش تمام النهارده فعلا وعندي حاجه كده انشغلت فيها.. عشان كده ضحى ردت مكاني وصعبت عليها انزل الشغل وانا تعبان، بكره بقى نعوض يلا سلام مش عاوز اعطلك .
اغلق الهاتف وهي شعرت بالغيظ والضيق منه ومن زوجته وبدأت تبرتم بكلمات غير مفهومه بعصبية، ليدخل في تلك اللحظه والدها وهو يردف بدهشة
= مالك يا رغد انتٍ بتكلمي نفسك انا فكرت معاكي حد، انتٍ كويسه يا حبيبه بابي
حمحمت وهي ترد بهدوء زائف لكي لا تلفت الانتباه تجاهها
=اه يا بابي كويسه ومش بكلم نفسي ولا حاجه، بس عماله احاول اتصل بلطيفه مش بترد عليا وانت عارف بتضايق قد إيه لما اتصل بحد وما يردش عشان كده ضايقتني .
عقد حاجيبة باستغراب وشعر بانها تخفي عنه شيء لان ببساطه صديقتها تبحث عنها بالخارج، جعلها تلتفت إليه و قال باهتمام
= بس لطيفه بره يا رغد وكانت بتسال عليكي
وما لقيتكيش في مكتبها، وانا خمنت ان انتٍ في مكتب منذر وبتشتغلوا.. في حاجه يا حبيبتي مخبيها عليا المفروض اعرفها
قرأت علامات الدهشة و التعجب علي ملامح والدها فأردفت باقتضاب
=هاه، لا انا تمام ما فيش حاجه وهطلع دلوقتي أشوف لطيفة عند إذن حضرتك.
❈-❈-❈
بعد مرور أسبوعين.
أعدت ديمة السفرة مليئة بالأطعمة المحببة إلي آدم وأسندت على طرف السفرة حيث يجلس هو فوق المقعد أمامها و ابتسمت له بود، ثم قدمت صحن الحساء له فمد يده نحوها ليمسك به وهي ظلت تقف مترددة كأنها تريد شئ، نظر لها بطرف عينه باستغراب ثم أمرها تجلس، هزت رأسها بالايجاب وفعلت ذلك ثم بعد فتره رسمت ابتسامة زائفة على ثغرها وتساءلت باهتمام
= عجبك الأكل، على فكره انا اللي عملت المكرونه بالبشاميل النهارده ونعمات ساعدتني في الباقي
عقد حاجيبة وهو ينظر لها وأجاب بهدوء
=بجد.. طب تعبتي نفسك ليه كفايه عليكي مذاكرتك احنا قلنا مش عاوزين حاجه تشغلك السنه دي عشان تنجحي على خير
رضخت له وإن بدا القلق يغبر ملامحها وهي تقول بنبرة حانية
=ما جتش يعني من مره دخلت المطبخ ما انا بقيلي كتير مش بطبخلك، وبعدين ما تقلقش انا مركزه المره دي في مذاكرتي جدا عشان اجيب تقدير كويس او ما عادش السنه تاني
أمسك بيدها واحنى رأسه عليها يقبلها بحنان وامتنان ثم هتف بتريث
=تسلم ايدك يا حبيبتي بس ثاني مره خلي مذاكرتك اهم وسيبي نعمات تعمل الباقي، ويا ستي لما تنجحي أن شاء الله يبقى ادخلي المطبخ براحتك كل يوم ما حدش هيمنعك بس مش عاوزين حاجه تعطلك.. بس تسلم ايدك عملتيها المره دي حلوه أوي .
نظرت ديمة لادم بتردد لتخبره قائلة برقة ناعمة
=بالهناء والشفاء، انا بس مش عاوزك تشغل بالك بيا وبعدين ساعات من ضغط المذاكره
بكون عاوزه اعمل اي حاجه تانيه اريح بيها اعصابي شويه، ده انا حتى في واحده زميلتي خطوبتها هتكون آخر الشهر وعزمتني و كنت بفكر اروح بعد اذنك طبعا
برقت عيناه بغضب واستاء آدم من قولها علي الفور، وقال بحزم
=تروحي فين مش فاهم و زميلتك مين دي، هو مش حسب معلوماتي ان انتٍ ما عندكيش اصدقاء طلعت منين دي وامتى ما انتٍ بقيتي تذاكري في البيت وبطلتي تروحي الجامعه
غمغمت ديمة هاتفه برجاء مفتعل
=بقول لك زميلتي مش صاحبتي يا ادم و اتعرفت عليها من شهرين كده و كل الدفعة راحه على فكره.. وبعدين اهو اتعرف بقى على ناس جديده ويبقيلي اصحاب ولا انت مش حابب كده زيي وعاجبك اكون لوحدي
ابتسم لها وربت علي كتفها برفق يسترضيها و ابتسم لها بحنان لا يشوبه خبث
=وهي فين الوحده دي يا حبيبتي امال انا ايه واولادك الاتنين اللي نايمين جوه دول كمان؟ و مذاكرتك اللي مفروض تاخد كل وقتك، يومك يعتبر كله مشغول وتقولي برده قاعده لوحدك
وبعدين انا ما قلتش اني مش عايزه يبقي ليكي اصحاب بس انتٍ بتقولي متعرفه عليها من شهرين وعزمتك على خطوبتها وانتٍ بسرعه كده عاوزاها تكون صاحبتك كمان يبقي مش لازم اقلق.
ليختنق صوتها بالعبرات عندما بدأت تدمع فهي تشعر بالضيق من حياتها المغلقة تلك، واردفت بصوت مختنق
= يعني هم الساعتين اللي هروح احضر خطوبتها هم دول اللي هيكونوا خطر على حياتي مثلاً.. وبعدين انا بصراحه تعبت وزهقت من المذاكره للاولاد وما بخرجش خالص من البيت وحتى الجامعه بطلت اروحها عشان خاطرك، وما ليش حد ادردش معاه شويه زي اخواتي ولا اهلي اللي برده منعتني عنهم نفسي بقى اخرج واشوف ناس جديده ويبقى لي اصدقاء .
أبتسم بسخرية دون مرح ثم قست نبرته وهو يتحدث بتهكم
= انا اللي منعتك عن أهلك بجد! طب اذا كان عمك المتحرش واهله اللي اتستروا عليه فانا عملت الصح وأي حد مكاني كان هيعمل كده،
اما بالنسبه لاخواتك فهم اللي بعده عنك بارادتهم وانا حاولت كتير اصلح اللي بينكم عشان ما اكونش انا السبب واه كمان اللي ما تعرفوش أني حاولت من وراكي وبرده وصلت لنفسي النتيجه انهم مش عاوزين يتحملوا مسؤوليتك! هم دول بقى الأهل اللي بتتهميني أني منعتك عنهم ولا هم اللي منعوا نفسهم عنك .
نظرت إليه بأعين صادمة وهي تحاول ان تفهم هل يعايرها بتخلي أسرتها عنها، تفهم جيد سبب دموعها تلك المرة، فاقترب منها يجفف دموعها ويلثم خدها بحب متحدثاً بجدية
=بلاش تبصيلي البصه دي انا مش بعايرك يا ديمة بس انتٍ اتهمتيني أن السبب وانا بحاول ادافع عن نفسي.. وبعدين خليني ماشي معاكي لو وافقت انك تروحي الخطوبه دي تقدري تقوليلي مين هيخلي باله من الاولاد انا شغلي ما لوش ميعاد ممكن اكون اليوم ده مشغول غير ان انا مش هعرف اهتم بالاتنين لوحدي
دي عاوزه مهمه ست وانتٍ بتقوليلي عاوزه تروحي ساعتين وترجعي.
فقالت غاضبة وهي تنهض تاركة صحنها فوق الطاولة أمامها
= ممكن نعمات تقعد بيهم اليوم ده اعتقد ان احنا خلاص اختبرناها كتير وبقينا واثقين فيها زياده وهي مش هتمانع وسيبني انا ليها هعرف اقنعها.. اظن بقى دلوقتي بعد ما حليت موضوع الولاد ما فيش حجه تانيه تخليني ما اروحش مش كده .
كز على أسنانه بقوة ثم وقف شامخاً بجسده أمام زوجته وهتف بصرامة حاده
=ماشي يا ديمه روحي بس بشرط واحد لو فعلا نعمات هتوافق تقعد مع الولاد انما لو رفضت، هتقعدي انتٍ بيهم لاني ما عنديش استعداد اجيب واحده غريبه تقعد مع ولادي غيرك أو غيرها.
تنهدت براحة ثم قالت مبتسمة بثقة
=لا ما تقلقش انا كمان ما عنديش استعداد اجيب حد غريب يقعد مع ولادي وانا قلتلك هتوافق وانا متاكده من كده.
هز آدم رأسه بعدم اعتراض بينما، جففت باقي دموعها وابتسمت لأنه بدا عليه بعض الأقتناع وأخذت تلثم كفه بحب وبامتنان وهي تدعي له بهمس (أدامك الله لنا وأطال عمرك يا حبيبي)