-->

رواية جديدة تمر د عا شق الجزء الثالث (عشق لاذع) لسيلا وليد - الخاتمة ج3 - 2 - الخميس 15/8/2024

  

قراءة رواية تمرد عا شق

الجزء الثالث (عشق لاذع) كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية تمر د عا شق 

الجزء الثالث

(عشق لاذع)

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة سيلا وليد 



الخاتمة الجزء الثالث

2

تم النشر الأربعاء

15/8/2024 



ضم جنى يقهقه على والده ثم هتف

-البنت خدها مش هقولك لا، لكن جنجون ...الله في سماي مايحصل 


ظلوا لبعض الوقت ومازالت ضحكاتهم ترنو بالمكان إلى أن توقفت جنى تحمل ابنتها 

-يعني البنت كويسة دلوقتي ياطنط غزل ..نهضت غزل تنظر إليها بأحضان والدتها

-البنت زي الفل ياقلبي، المهم لازم تهتمي بصحتك متنسيش انك لسة تعبانة..والبنت عايزة رضاعة ياجنى، مش هوصيكي مهما تكوني تعبانة لازم ترضعيها طبيعي زيها زي كنان...اتجهت بنظرها إلى غنى واستطردت:

-كفاية قصي ياحبيبي الواد دا اتظلم 

-خلاص ياغزل مش كل شوية توجعي البنت، غنون كان غصب عنها 

جلست بأحضان والدها 

-حبيبي يابابي قول لماما كدا، معرفش بتحملني موضوع قصي 


ضمت جنى ابنتها بلهفة 

-متخافيش ياطنط مش هفارقها ابدًا

قبلتها على جبينها وتابعت حديثها وهي تنظر إلى جواد:

-كنت حاسة هموت لو حصلها حاجة ، اسبوعين وهي بعيدة عن حضني 

نهضت غنى تحملها عنها 

-تعالي ياجنى ارتاحي، البنت كويسة، ياله حبيبتي..

اتجهت بنظرها إلى جاسر 

-خلينا نرجع معاهم حي الألفي بقى، كفاية عايزة ولادي يتربوا وسط العيلة ، مش عايزة ابعدهم عن ولاد عمهم، نربيهم زي ماتربينا ..انتظر جواد حديث ابنه ، هو لم يضغط عليه وتركه ليعود بنفسه، رغم بنائه لمنازل أولاده الا أنه ترك لهم حرية الاختيار..نهض جاسر وضمها تحت ذراعيه :


-حبيبي بيفرشوا الاثاث، لسة البيت مكملش إن شاءالله يومين كدا ونروح 

هدأ قلب جواد وحمد ربه على نعمه ولمة أولاده وأحفاده بجواره..أغمض عيناه وتراجع بجسده مرددا بنفسه

-الحمد لله.. الحمد لله..ظل يرددها بنفس راضية ، وابتسامة من قلب الامه يحدث نفسه 

-لو مُت دلوقتي هكون راضي على اللي عملته ..فتح عيناه عندما ملست غزل على خصلاته الممزوجة باللون الأبيض 

-جواد عايز تنام ولا إيه 

رفع ذراعه وجذبها تحت حنان كنفه طابعًا قبلة أعلى رأسها يشير بعينيه لأولاده 

-شوفي فرحة الولاد ببعضهم ياغزل، اتأملي كدا البنات وحبهم لاخوهم ، لسة اللوحة هتكمل لما أوس وياسين يرجعوا على هنا..أنا اصريت أننا كلنا نتجمع هنا النهاردة علشان من هنا هنودع كل الوجع اللي مرينا بيه، عايز ابنك يخرج من البيت دا وهو بيشمعه بالشمع الأحمر ويؤكد لنفسه أنه مالوش غير حضن اخواته وبيت ابوه، مهما يطير لازم يرجع لسربه ياغزل 

احتضنت وجهه وطبعت قبلة على جبينه

-جوادي وابويا واخويا وحبيب عمري ربنا يباركلي فيك ياحبيبي يارب 


ابتسامة بعيون لامعة بعشق أيامه لطفلة قلبه الغالية

-إنتِ بنت قلبي ياغزل، بنتي اللي عرفت طعم السعادة على ايديها ومهما تديني الدنيا من كرم مش هيكون افضل من كرم ربنا بهديته بيكِ

أشار على ابنة جاسر الذي ضمها والدها لأحضانه 

-ركزي مع لين كويس البنت نسخة مصغرة منك، والله كأنها غزل، كأن والدك كان هنا وحطتك بين ايدي ..قالها وهو يبسط يديه 

-بأيدي شيلتك وبأيدي ضميتك لقلبي يابنت قلبي 

حاوطت جسده ودفنت رأسها بأحضانه

-أنا بحبك قوي ياجواد ، اوعى تفكر أن ولادك يعوضوني حنانك، يارب مايحرمني منك ياحبيب عمري 


وصل إليهم جاسر قاطبا جبينه

-انتوا بتحبوا في بعض قدامنا، ايه ياحج جواد ، مش كبرت على كدا 

لكزته غزل ضاحكة 

-بس يلا ، مفكر نفسك انت بس اللي بتعرف تحب

رفع حاجبه ساخرا:

-تنكري ياست الكل، ثم اتجه بنظره لوالده 

-ماتقولها حاجة ياحج، عرفها اني استاذ ورئيس قسم

تهكم جواد يشير إلى جنى المتوقفة بجوار غنى وربى على بعد مسافة 

-عارف البنت دي خسارة فيك حبها، اه والله دي شافت منك الغلب يااستاذ ورئيس قسم 

جنى..هتف بها جاسر فاستدارت مبتسمة ، أشار إليها ، خطت إليه وهي تضم ابنتها ..نظر لوالده 

-بابا بيقول انا مستهلش حبك، صحيح ياجنون..قاطعتهم غنى وهي تتناول البنت 

-هاتيها ياجنجون وردي على أسئلة جوزك العبقرية

كانت تراقب ابنتها بلهفة فغمز جواد إلى غزل 

-حبيبتي البنت كويسة، سبيها مع عمتها شوية، متخافيش عليها 

ادار جاسر وجهها إليه:

-أنا بسالك في سؤال مهم وحضرتك هتموتي على بنتك 

اتجهت بنظرها إلى عمها وحاولت تداري قلقها

-طبعا جاسر امير أساطيري ياعمو، حضرتك لسة بتسأل يستاهل ولا لا 

جذبها من خصرها بقوة حتى تألمت تصرخ ..ركله جواد بقدمه 

-براحة ياحلوف البنت بطنها مفتوحة، عرفنا انك حلوف غباء في الحب 


ضمها بحنان معتذرًا 

-آسف حبيبي ، بابا خرجني عن شعوري 

فين البنت قالتها تبحث بعينها عن غنى 

أشارت لها غزل بالصعود 

تحركت وصعدت إلى غرفتها  بقلق  بينما اتجه جاسر إلى والدته متسائلا

-ماما لين كويسة صح !!

-والله ياحبيبي البنت كويسة،يعني هخرجها من الحضانة تعبانة، اطلع ورا مراتك خدها في حضنك وحسسها كل حاجة كويسة، البنت مش عجباني خالص ..


-خلي منيرة تعملها أكل ..تحركت غزل للمطبخ 

-أنا هجهز الغدا علشان كلنا هنتغدى هنا ونبات مش كدا ياجواد ..أومأ دون حديث عندما شعر بوخزة بصدره 


جلس جاسر بجواره 

-بابا حضرتك مخبي عني حاجة...أشار إليه للجلوس بجواره ..نهض وجلس بجوار والده 


ظل جواد يطالعه لفترة دون حديث، حتى شعر جاسر بأنين يشق صدره فاقترب منه يرفع كفيه 

-فيه ايه يابابا، ليه بتبصلي كدا 

سحب بصره ينظر للبعيد 

-عايز منك وعد ياحبيبي..قطب جاسر جبينه وتلعثم بالحديث حتى شعر بغصة تمنع حديثه، فاقترب حتى التصق بجسد والده 

-وع..د قالها بتلعثم ، يضع كفيه على كتف والده حتى يستدير والده إليه 


أدار وجهه وتعمق بعيناه: 

-أنا بعفي نفسي النهاردة من كل مسؤلياتي يابن جواد، عايز اشوف ابني البكري هيتعامل ازاي مع إخواته 


ضيق عيناه يناظر والده :

-تقصد ايه ..استدار بكامل جسده 

-إنت الكبير ولازم تكون مع اخواتك سندهم ، اللي عنده مشكلة تحلها ، عارف انهم مش صغار، بس مهما يكون سنهم  بيجي الوقت الواحد بيحتاج لسند يابني 


طالعه بأعين تنبثق بالأسئلة 

-ايه يلا ، بتبصلي كدا ليه، ايه لما اطلب منك تكون كبير العيلة غريبة 

مشاعر متقلبة يشعر بها، هل والده يعاني من شيئا، استعمل ذكائه واضعا رأسه على كتف والده 

-ماليش أنا في كبير العيلة دا، ربنا مايحرمني منك وتقعد تدلع فيا ، اه بحب دلعك ياابو الجود 

حاوط كتفه يربت على كتفه 

-حبيبي مش هفضل عايش لكم طول العمر،

-لا بلاش ماليش دعوة، انا عايزك تفضل تدلعنا وندلع عليك..كبير ايه ياحج 

ربت جواد على كتفه 


-عايزك تقوى، وسيبك من الهزار، انا حافظك اكتر من نفسك يابن جواد، ولو عايز حنان تعالى بات في حضني ياحبيبي معنديش مشكلة 

رفع رأسه وأطلق ضحكة صاخبة

-قفشتني..لكزه جواد مشاكسًا

-إنت ناسي مين اللي قاعد جنبك يابغل، انا جواد الألفي يلا، فوق كدا وانت بتكلمني 


حك رأسه متمتما 

-يعني انا غبي صح ..لطمه على وجهه بخفة ..

-مقولتش كدا يابن غزل، انا قصدي انك تفوق شوية ومتحورش على ابوك، لو فيا حاجة كنت قولتلك 

زم شفتيه يهز رأسه 

-يعني مش هطلع بحاجة 

-هو فيه حاجة علشان تطلع بيها ..بتر حديثهم وصول أوس ملقيا السلام ثم هوى بجوار والده ..اتجه بنظره إليه

-مالك حبيبي..رجع بجسده مطبق العينين

-ارهاق ياسيادة اللوا، بنحاول نقفل الشهر قبل إجازة فرح جواد 

-ربنا يوفقك ويعينك، استدار إلى جاسر

-شوف يوم وتابع الشغل مع اخوك، مينفعش الحمل كله عليه 

اعتدل أوس يهز رأسه مستطردًا:

-لا ياحبيبي انا كويس، كفاية شغله، وسفرياته، وطبعا اليوم اللي هيقعد فيه مينفعش اخده من بيته وعياله

أشار جواد إلى أوس 

-شوف بيقول ايه مش زيك يابغل 

قهقه جاسر يلطم كفيه ببعضهما 

-هو انا اتكلمت، امال بجسده يهمس بصوت خافت

-قولي حضرتك غيران مني ولا ايه 

ركله بقدمه، حتى رفع ساقه يصرخ 

-ضيعت عليا الماتش ربنا يسامحك 


شاكسه أوس 

-أيوة دي حجة بقى علشان تقول رجلي ..فوق يابابا، فيه ماتش ولازم كلنا نشارك فيه 

طالعهم جواد متسائلا 

-ماتش ايه ..توقف جاسر يشير إلى أوس 

-دا الباشهمندس يحكيهالك ياحج ، انا طالع ارتاح شوية منمتش امبارح 

اومأ له متفهما ..بينما اتجه جواد بنظره الى أوس

-قوم ارتاح شوية قبل الغدا، ثم تسائل

فين ياسين مرجعش من برة 

نهض من مكانه قائلًا:

-كلمني من ساعة كان عايز يغير عربيته ، أومأ جواد متفهما ثم أشار إليه 

-طيب ارتاح شوية ، خدلك شاور قبل ما تنام ماترحش ترمي نفسك على السرير بجذمتك كالعادة 

-ليه ياسمينا مش فوق 

توقف جواد لمقابلته

-خرجت مع عاليا، قالوا رايحين يشتروا شوية حاجات لبنت اخوك، هي كانت هتكلمك بس انا ادتلها الاذن ايه عندك اعتراض 

انحنى يقبل كتفه ثم ربت عليه

-ابدا حبيبي انا استغربت بس، هطلع ارتاح ..توقف متسائلا :

-"مسك" معاها ولا ايه ..تحرك جواد متجها للحديقة 

-مع الناني في الجاردن ، ياله اطلع وأنا هشوفهم والعب معاهم شوية 


بشركة الألفي 

كانت منصبة على جهازها تدون بعض الأشياء المهمة، بعدما هدئت، وبدأت تستعيد حيويتها مرة اخرى ..جذب المقعد وجلس بجوارها 

-خدي الورق دا سجليه عندك، وابعتي منه نسخة للاستاذ معتز، واعملي جدولة 

اتجهت إليه تسحب الورق دون أن تنظر إليه قائلة:

-أنا خلصت النسخة دي، وبعتها الايميل لحضرتك، وكمان بعت نسخة للاستاذة نادين بناء على طلب الباشمهندس عز 


توقف يومئ برأسه ثم استدار ليتحرك ولكنها أوقفته

-باشمهندس ..أطبق على جفنيه عندما تسلل صوتها الهادئ لاعماق قلبه استدار بهدوء وجدها تفتح درج مكتبها ثم أخرجت ذاك الصندوق 

-آسفة مبقاش له لازمة ، اتفضل ..اومأ دون حديث فجذبه منها بوصول نادين مبتسمة: 

-اتأخرت عليك ..قالتها وهي تنظر إلى جوان التي رمقتها بهدوء ثم استدارت تتابع عملها 

تحرك فارس بجوارها 

-لا ابدا، توقفت تنظر إلى الصندوق 

-ايه دا ..قلبه بيديه حتى سقط من بين كفيه ..فانحنت :

-تسمحلي قالتها بعدما سقط الصندوق ليتساقط من بين يديها لتنكسر تلك اللعبة التي عبارة عن عروسين يتراقصان بنغمات موسيقية ، جلبها بناء على طلبها عندما كانوا يتجولون على كورنيش النيل 


استدارت تطالعهما بعدما استمعت لسقوط الصندوق وحديث نادين ..ظل للحظات يتابع الزجاج المتناثر من تلك الهدية بصمت..انحنت نادين تلملم بعض القطع الزجاجية الا أنه أوقفها 

-مفيش داعي ..سبيها حد هيجي ينضفها، ياله علشان نتأخر 


استدار برأسه إلى جوان 

-كلمي عامل النظافة يجي يلم القزاز دا ..امال على الصندوق وتناوله ثم فتح صندوق القمامة الذي يجاور مكتبها وألقاه بها وغادر دون حديث 


شعرت بانتهاك ملكيتها عندما تحرك مع نادين وضغط بحذائه على هديته لها، نهضت بقلب يقطر ألمًا على ما فعله بها، حاولت أن تتناسى مشاعرها فيكفي ماشعرت به من قربه وخذلانه لها كيف تنسى تلك الاتهامات الشنعاء، كيف تنسى نظراته المشمئزة لها، كيف تناسى حبها بعدما وهبته قلبًا طاهرًا نقيا، انحنت تجمع تلك القطع الزجاجية وانهمرت عبراتها على ذكريات انكسرت ولم يتبقى منها سوى ذكريات مؤلمة..شهقت عندما تسللت قطعة زجاج إلى أصبعها، اخرجتها ببكاء ومازالت تجمع قطع الزجاج المنكسرة كقلبها آلان 

شعرت بأحدهم يجلس بمقابلتها يحتضن كفيها ويضع محرمة ورقية عليه ثم ساعدها بالوقوف، ارتفع صوت بكاؤها ليضمها لأحضانه 

-خلاص بطلي عياط ، بكت بشهقات لا تريد الابتعاد عنه، أحبته بصدق ودعس على قلبها دون رحمة  

-اهدي خلاص مفيش حاجة ، قالها وهو يعطيها محرمة أخرى مبتعدا عنها 


-حافظي على جرحك ، واسف على انك قابلتي واحد معدوم الرجولة 


حركت رأسها مع انسياب عبراتها، لقد آلامها قلبها على نبرة الشجن بصوته، وكأن هناك من طعن صدرها بسكين بارد عندما أشار إلى العامل الذي وصل

-ارمي الحاجات  دي في الزبالة، وابعتلي الاستاذ عمر خليه ..قاطعهم وصول عمرو 

-افندم حضرتك طلبتني 

-انقل مكتب أستاذة جوان في الدور الخاص بأوس، وشوفلي حد مكانها لحد مانعمل اعلان..استدار يرمقها وتابع حديثه

-عايز شاب، مش عايز بنات هنا تاني، الدور دا مفهوش رجالة ، فيه أشباه رجال


طالعه بجبين مقتطب 

-حضرتك عايز المسؤل مكان سما ولا جوان 

-نزل الاتنين ، مش عايز بنات خالص، 

اومأ متفهما فتحدث

-حاضر يافندم، اديني ساعتين تلاتة أشوف حد جدير بالوظيفة 


رفع عمرو نظره إلى جوان 

-لمي حاجاتك ياجوان ، وبعد الإجازة استلمي الشغل تحت 


كانت نظراتها تحاوط وقوفه وهو يجيب على هاتفه الذي ارتفع بالأجواء


تحركت إلى وقوفه وانتظرت إنهاء مكالمته ..استدار للمغادرة توقفت أمامه بدموعها 


-مش قادرة يافارس، مش قادرة انسى اللي عملته ..أحس بالدوار يلف برأسه فاقترب منها  

- عارف غلطت وأنا آسف ياجوان، آسف اني مكنتش راجل معاكي، ومصدقكيش ..رفع ذقنها يتعمق بعيناها 

-ميرضنيش انك ترتبطي بواحد مش راجل 

-آسفة ..مكنش قصدي، والله ماكان قصدي، قلبي موجوع منك 


سحبها لحضنه بعدما فقد السيطرة على قلبه المتحكم 

-بطلي عياط ، قلبي بيوجعني، عارفة انك راجل ، وراجل قوي كمان، واكتر حاجة عجبتني فيك رجولتك متزعلش مني 

أغمض عيناه وآهة طويلة كانت أبلغ رد في تلك اللحظة ، ضغط من احتضانها متناسيا قربهما ، كل مايشعر به أن روحه تعانق روحها فهمس ببحته الرجولية

-مش زعلان منك، زعلان من قلبي اللي غفرلك 


..ارتجف جسدها 

فتراجعت بعدما وجدت وضعهما الغير لائق ..وظلت تطالعه لبعض الوقت 

-عايز مني ايه؟!

-عايز نكمل حياتنا مع بعض ..احتضن وجهها وانحنى بجسده يتعمق بعينها

-عارف اني غلطت

ابتعدت هاتفة:

-برضو بتقرب مني، اومال لو متعرفش حدود ربنا..دنى منها أكثر:

-شاوري بس وريحي قلبي وأنا احرق الحدود اللي بينا دي، طفي نار قلبي ياجوان 


تراجعت على مكتبها قائلة 

-سبني كام يوم لحد مااهدى وأنسى يافارس ..اقترب منها حتى حجزها بالجدار خلفها 

-النهاردة بالليل هاجي أنا وعمي وبابا، نطلبك وبكرة مع حنة ابن عمتي هيكون كتب كتابنا، عرفي والدتك بكدا، ولو تقنعيها بالفرح يكون أحسن ، فتحت فمها للأعتراض ..وضع إبهامه على فمها 

-لو سمعت اي اعتراض هتندمي ومش أي ندم، وانا مجنون وأعملها، روحي اسألي عن ولاد صهيب الألفي ، شعارهم ايه في العيلة ..دنى يهمس بجوار أذنها 

-شعار جنون الحب، مجانين بالحب، وأنا دكتور ورئيس قسم والبركة فيكي، تراجع يشير إلى أناملها 

-متلعبيش في القزاز تاني، اتكسرت وأخدت الامنا معاها، علشان بعد كدا تحافظي على أي حاجة فارس يدهالك 


تراجع مستديرا فوجد نادين تقف مكتفة ذراعيها مع بعض الموظفين

وزع نظراته بينهما يتسائل

-واقفين كدا ليه ..اقتربت منه نادين 

-حضرتك اتأخرت فجيت اسأل عليك لقيتك مشغول مع الأستاذة 

جذب رسغ جوان حتى توقفت بجواره ثم اتجه بنظره للجميع وهو يحاوط خسرها 

-جوان بتكون خطيبتي، وبكرة كتب كتابنا، اكيد جاين تباركو

توسعت أعين نادين بالصدمة مرددة 

-ايه خطيبتك!! ..اقترب منها ومازال محاوط جسد جوان 

-اه ايه متعرفيش ولا ايه، معلش معذورة ، الحقيقة جوان كانت عايزة تعمل مفاجأة وحفلة بكرة بس بما انكم عرفتوا كدا المفاجأة ضاعت ..نظر إليها بأعين تلقيها بأسهم العشق الندي 

-بكرة معزومين على كتب كتابنا ..

طالعته بعيون مترقرقة بالدمع وحدثته بعينها :

-كيف أقتل مشاعري بداخلي اتجاهك ، وانت تحاصر انفاسي بعشقك من كل جهة، لقد سحبت انفاسي بدقات قلبك التي أعلنت حرب الحب عليا، وتفوقت بكامل اسلحتك الفتاكة لتخطف قلبي وعقلي بل كل جوارحي 


ابتسم لها بعدما شعر بمشاعرها من نظراتها التي اذابته عشقًا، فاحتضن كفيها أمام الواقفون 

"بحبك"..ارتجف جسدها وتلالأت عيناها تنظر بخجل للأسفل بعدما اخترقتها نظرات الجميع ، لينسحبوا إلى مكاتبهم بجو من السرور مع دعواتهم بالسعادة 


فارس ابعد لو سمحت عاجبك كدا 

رفع ذقنها بأنامله 

-أنا عملت حاجة، انا لسة هعمل ، استني بس لما تكوني حلالي ..حمحمت نادين تضرب قدمها بالأرض 

-ايه امشي ونلغي الشغل 

-اه انا النهاردة ماليش مزاج للشغل ممكن ترجعي ولما اشوف وقت مناسب، هكلمك  


طالعت جوان للحظات بصمت ثم تحركت للخارج دون حديث ..حاولت التملص من بين ذراعيه وهتفت بغضب

-ايه اللي قولته دا، ازاي تقولهم أننا مخطوبين، ينفع كدا 

لاحت ابتسامة لاعوب على وجهه، فاقترب يهمس 

-هو انا قولت خطوبة، اناقولت هنتجوز، اتعاملي معايا على الأساس دا 

جذبها من رسغها قائلا:

-لسة هتكلم تعالي معايا ..

-فارس سيب ايدي مينفعش كدا..أطبق بقوة أقوى وتحرك متجها للمصعد الخاص به ..توقفت تجذب كفيها بعنف

-هو ايه اللي بتعمله دا ..توقف يطالعها بصمت للحظات ثم خطى إليها وهي تتراجع للخلف ، أشار على المصعد ضاغطًا على أسنانه 

-هتخرجي جنبي زي أي بنوتة حلوة بتحب خطيبها اللي بكرة فرحهم بدل مااشيلك زي الشوال، اختاري بسرعة هتمشي ولا أشيل

رفعت سبباتها محذرة إياه

-اياك تقرب مني هصوت وألم عليك الموظفين 

يابت متخلنيش افقد اعصابي ،صوتي كدا ..نزل ببصره لشفتيها وغمز بعيناه

-هعرف اسكتك كويس

توسعت عيناها بذهول مع ارتعاشة بساقيها تحاول أن تبتعد عن محاصرته

-فارس وسع عيب كدا 

-مش هوسع ..هتعملي ايه 

تلألأت عيناها بالدموع:

-ابعد لو سمحت..رفع ذقنها ينظر إلى عيناها بحزن 

-لحد امتى هتخافي مني 

أحست ببرودة تجتاح جسدها من نظراته الحزينة،فهمست بتقطع 

-لحد ماتبقى جوزي، حرام يافارس القرب دا، خلي ربنا يبارك لنا في حياتنا مع بعض 

ابتسامة زينت وجهه ينظر إليها بحبور بعد كلماتها التي أحييت روحه ..ظل يتأملها بحب وضرب المسافة التي بينهما 

-قولتي ايه؟!

وضعت كفيها أمامه 

-بلاش نغضب ربنا، ايه مش خايف 

همس بعيون والهة وقلبه الذي قرع كطبول الحرب قائلاً :

-انا عايزة بركة في حياتنا ، عايزك نور لحياتي، عايزك تشاركيني الحزن قبل السعادة 

-إن شاءالله مفيش حزن..قالتها بشفتين مرتعشتين 

تنهد بغرام يحيي القلوب ناظرًا بعمق عيناها هامسا ببحته الرجولية 


-"جوان أنا بحبك"..قالها عندما ازداد بريق العشق بعيناه 


توردت وجنتيها لتصبح كبتلات الورد الجوري ..وتحول قلبها لفراشات تدغدغ معدتها لتهمس بتقطع 

-ممكن نمشي..

أشار إليها مبتعدا وعيناه تحاوطها بجنان عشقه قائلا 

-هنمشي بس علشان مش ضامن نفسي 


تحرك بها إلى سيارته متجها إلى وجهته وهي الذهاب لمنزلها


الصفحة التالية