رواية جديدة ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » مكتملة لقوت القلوب - الفصل 17 - 4 - الخميس 24/10/2024
قراءة رواية ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية ظننتك قلبي
« لكن بعض الظن إثم »
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة قوت القلوب
الفصل السابع عشر
4
تم النشر يوم الخميس
24/10/2024
إتخذت الطريق صوبهم كما لو كانت قد حددت من قبل ما تريد ، فهي لم تتطلع بأي إتجاه نحو الكتب المصفوفة أمامها بأعينها الناعسة النصف مفتوحة ليظهر وجهها الصغير وشفتيها اللاتي تمطتهما إلى الأمام بتغنج غريب وهي تعبث بشعيراتها الثائرة ، كما لو كانت بإحدى جلسات التصوير وليست لشراء كتاب بالمكتبة ..
- مساء الخير ...
بلحظة لاحظت نغم تغير ملامح "بحر" المبتسمة لأخرى جادة تمامًا بعكس ما كان عليه منذ قليل معها ، وقف من مقعده ملبيًا طلب الفتاة ليظهر طوله وقوته لكنه كان مقتضب تمامًا بحديثه ...
- مساء الخير يا فندم ... أي خدمة ...؟!؟
بللت الفتاة شفتيها بدلال قبل أن تستطرد متسائله ...
- لو سمحت كنت عايزة كتاب عن تعليم الرسم ..
أشار "بحر" بذات الجدية التي أثارت تساؤل "نغم" لتبدُل أسلوبه المرح لهذا الجاد المقتضب الغريب تمامًا عن تعامله معها ...
- في الركن ده مجموعة كتب ممكن تختاري منها إللي تحبيه ...
زادت الفتاة من تمطط شفتيها بإمتعاض مستكملة بدلال مغثي للنفس ..
- ممكن تختار لي إنت واحد ... أنا أصلي مش عارفه إيه يكون كويس ...
رمقها "بحر" بضيق وهو يخبرها بنبرة حادة نوعًا...
- ما أعرفش ذوق سعادتك ... الرفوف إللي هناك دي عليها الكُتب .. شوفي إللي يناسبك... أنا مش برشح كتب لحد ..!!!
إتسعت عينا "نغم" بتعجب فهو منذ قليل رشح لها كتاب لقراءته فلما يتعامل بخشونة مع تلك الفتاة ، لكنها تابعت حديثهم حين إستطردت الفتاة قائله ...
- طب حضرتك زعلان ليه ...!!! هو إنت إسمك إيه ...؟!!
بإدراك تام لغايتها منذ البداية ، أجابها "بحر" بحدة ...
- أفندم ... !!! هو حضرتك عايزة إيه بالظبط ...؟!!
نظرت الفتاة نحو "نغم" قبل أن تردف بحنق من طريقة "بحر" الجافة معها ...
- مفيش ... عادي يعني ... إحنا جيران هنا قلت أسألك عن إسمك ...!!
زفر "بحر" ببطء ويحاول التحدث بهدوء فلا داعي للإنفعال ...
- لا طبعًا ... عادي ... بس مش متعود أنا الأستاذ "بحر" ...
تعمد نطقها بهذه الطريقة لفرض التعامل معه برسمية ، لكنها أجابته بهيام مثيرًا للتقزز ...
- إسمك حلو أوي ... أنا "صِبا" ...
رفع "بحر" حاجبيه و أهدلهما بتملل حين إستكملت "صبا" ناعسة العينين بدلالها الذي لا يتماشى مع إختيارها للكتب مطلقًا ...
- ممكن تساعدني يا أستاذ "بحر" عشان أختار كتاب مناسب ..؟!!
غثت نفس "نغم" من طريقتها وميوعتها خاصة وهي ترى "بحر" يعاملها بضيق نفس متحملًا دلالها الزائد عن الحد بداعي اللياقة لا أكثر ، لتنهض بإبتسامة مزيفة قائله ...
- بس كده تعالي يا آنسه "صبا" ... أنا حجيب لك كتاب إنما إيه .. حيعجبك جدًا ...
تطلعت "صبا" نحو "نغم" بإندهاش فلم تتوقع أن تطوع هي لمساعدتها لتردف برفض ...
- لا لا يا حبيبتي ... خلاص ما تتعبيش نفسك ...
فاهت "نغم" فيها بتعجب فهي كانت تلح بصورة غريبة طلبًا للمساعدة ، والتي تلاشت فور عرضها لتتيقن أن هذه الفتاة لم تأتي سوى للتقرب من "بحر" فقط ، لتجيبها بتهكم ..
- على راحتك ...!!!
هزت "صبا" رأسها بحركة سريعة بنفور منها ثم إتجهت نحو الأرفف وهي تزفر بقوة ، تدب خطواتها بإنفعال تكاد تترك أثرها بالأرضية ، إبتسم "بحر" من هيئة "نغم" المتعجبة وهي تتوسع بعينها السوداء ، تقلب شفتها السفلية بشكل طفولي لذيذ ، حين تحدث بنبرة منخفضة حتى لا تستطيع "صبا" سماعه ...
- شكرًا إنك أنقذتيني ...
حركت "نغم" رأسها قائله بتحدي ...
- ما تقلقش هطفشها لك ...
إتسعت ابتسامته الجذابه لخفة ظلها ، حين عادت "صبا" ترمقهم بنظرات يتطاير منها الشرر لضيقها الشديد ، خاصة وهي ترى إبتسامة "بحر" الواسعة تجاه تلك القصيرة ، وضعت الكتاب بقوة فوق الفاصل الخشبي بينها وبينهم ...
- بكام الكتاب ده ...؟!!
أجابتها "نغم" على الفور ببعض السخرية ...
- سلامة نظرك ... ما هو مكتوب عليها أهو ...!!!
ضمت "صبا" شفتيها بغيظ لما تفسده تلك الفتاة ، لتخرج بعض العملات النقدية واضعة إياهم فوق الكتاب لتتلقاهم "نغم" مستكملة بيع الكتاب لها دون تدخل "بحر" ...
إلتفتت مغادرة بتأفف شديد ضحكت له "نغم" قائله ببراءة ...
- هو في كده ...؟!!!
أجابها "بحر" مشمئزًا من طريقة تلك الفتاة ...
- البنات بقت غريبة أوي يا "نغم" ...
- إنت بتقول فيها ... ده لولا إن أنا هنا مش عارفه كانت عملت إيه ... شكلك غلبان أوي في حتة البنات دي ...
لاحت بعيناه نظرات هائمه لم تفهمها "نغم" وهو يجيبها بوله عاشق لم تنتبه له هي بالمرة ...
- بنات إيه بس ... هي واحدة بس ... لكن هي ولا هي هنا ...!!!!
توسعت عيناها بإندهاش سعيد لتصريحه لها بمشاعره تجاه إحداهن ...
- إيه ده إنت بتحب بقى ...!!! طب مين سعيدة الحظ دي .... حد أنا أعرفه ...؟؟؟؟
صدمته كانت قوية للغاية ، كمن يقف بطريق وهي تبعده بطريق مختلف ، كما لو أن بينهم مفترق طرق ، فقد قدرته على إيصال مشاعره لها لتتسع شفتيه بإستياء رغم صمته ليردف بإحباط ...
- يعني ...!!!!!!
تمنى لو يصرح لها بأنها هي المقصودة من حديثه ، لكن يبدو أنه بعيد تمامًا عن تفكيرها ، خاصة عندما أجابته ...
- إنت إنسان محترم ... وتستاهل كل خير ... وأكيد هي محظوظة بيك أوي ...
مال فمه جانبيًا لما سببته له من خيبة رجاء لينطق بحروفه المثقلة بتنهد ...
- بس هي ما تعرفش ...
ضحكة "نغم" مستكملة دون فهم لمقصده ...
- إيه ده حب من طرف واحد كمان ...!!! الله يكون في عونك ... على فكرة أنا ممكن أساعدك لو أنا كنت أعرفها ...
تهدلت ملامحه بتألم فيبدو أنها لا تشعر به مطلقًا ...
- أكيد حطلب مساعدتك ... بس لما هي تحس بيا الأول ...
- وأنا معاك في أي وقت ... إحنا أخوات ...
أومأ لها بضيق فوقع الكلمة على قلبه كان مرهق للغاية ، فهو لا يتعدى مجرد أخ بحياتها ، إنسحب بهدوء و لاذ بالصمت بقية اليوم ليبقى داخل المكتبة مُلملمًا قلبه المبعثر دون أن تشعر هي بما حطمته للتو ...
❈-❈-❈
مؤلم الفراق حتى لو كان بإختيارك ، فهو مفترق الطرق الذي يجب عليك أن تسلكه بالبقاء أو الرحيل ...
نداء أخير أعلن وصول الطائرة لمطار القاهرة معلنًا عودتها لحياتها القديمة ...
بآلية تامة خرجت "عهد" من المطار متجهة صوب شقتها ...
هل عادت تلك السحابة السوداء القاتمة مرة أخرى لحياتها ...
دلفت إلى داخل البناية التي تقطن بها لتمر بخطوتها السريعة من أمام حارس العقار الجديد الذي فور أن رآها توارى عن مقابلتها حتى لا تعنفه بشراسة كما فعلت بالمرة السابقة ...
لم يهمها هذا الرجل بل كانت تتمنى أن تخلو كل الطرق من جميع البشر ، لتبقى بمفردها فقط كما إعتادت وكما عليها أن تتعود ، هي وحيدة فريدة ليست مِثل الجميع بل هي مَثَل للجميع ...
تنفست براحة فور أن دلفت إلى شقتها القاتمة وأغلقت بابها من خلفها ، الآن فقط عادت إلى وطنها ، ألقت حقيبتها و مفاتيحها جانبًا للتهوى بجسدها المنهك فوق أحد المقاعد ، دارت بحدقتيها بالسكون المحيط حولها ، ها هي قد عادت من جديد ...
بذات وقت العودة هو وقت الرحيل ، كلاهما يسلك إحساس مختلف ، إتجه "معتصم" لمطار (لوغانو) لإستقلال طائرته لكن بنفس مختلفة تمامًا عن الساعات الماضية ..
فهو سعيد لتلك العودة ، فالآن لن تستطيع الهروب منه ، بل هو من سيذهب إليها ، إنه لا يخسر معركة قد بدأها مطلقًا ، واليوم تبدأ معركته مع المتوحشة ...
❈-❈-❈
شركة بيكو للأدوية ...
بنبرة صوته السارقة للقلوب ، إنه الحنون لطيف المعشر معسول الحديث ...
تقابل "رؤوف" مع مديرته بمكتبها ، والتي تكن له بعض الإعجاب بشخصيته المرحة الطيفه لا أكثر ، خاصة وهى تقرب من عمر والدته ...
بدأ حديثه معها بلطافته المعتادة ، ذلك الأسلوب الذى لو إستمع إليه شخصًا غريب لا يعرف طبع "رؤوف" لظن أنه يتملقها أو يغازلها ..
- ما شاء الله عليكِ النهاردة ... واضح إن مزاجك رايق ...
رفعت السيدة "هناء" حاجبها بإعجاب لطريقته التى بدأ بها حديثه والذى تدرى تمامًا أن هناك طلب ما يكمن خلف تلك المقدمة اللطيفة لتجيبه بفراسة ..
- ما تدخل في الموضوع على طول ...
أشار نحوها بسبابته بطريقته المرحة لتظهر إبتسامته المميزة بفمه الصغير ...
- أه يا فهماني إنتِ ...
جلس "رؤوف" بأريحية وهو يضع ساقيه فوق بعضهم بعض بغرور مازح كما لو كان هو صاحب الأمر والنهي ...
- فيه موظفة جديدة عايزين نجيبوها معانا ... هي بنوته شاطرة .. حتشتغل أثناء الدراسة .. وإن شاء الله تثبت جداره وتتثبت معانا بعد ما تتخرج بإذن الله ...
بنظرة مندهشة أجابته "هناء" ...
- لاااا ... ده إنت أخدت القرار بقى ...!!! والمطلوب مني إيه ...؟؟!
ضحكه مقهقهة خرجت من "رؤوف" حين نهض من مقعده ...
- لا ... ولا أي حاجة ... هي حاجة شكلية كده وخلاص ... تمضي على ورق التعيين بتاعها ...
لم ينتظر حتى سماع القبول أو الرفض منها فوجه "هناء" كان إجابه لذلك دون التصريح به ...
طريقته العفوية واللطيفة جعلتها تضحك بصوت مسموع ، لكن فجأة وبدون إستئذان فُتح باب المكتب ليتفاجئ كلاهما بإقتحام "نيره" ثائرة الأعصاب ...
- الله .. الله ... ده إيه بقى إللي بيحصل هنا ده ...؟؟!!!!!
نظر إليها "رؤوف" بصدمة متفاجئًا من حضورها وإقتحامها مكتب المديرة ، حتى أن "هناء" تجهم وجهها بقوة لتطاول تلك الفتاة وإقتحامها مكتبها بدون إذن لتهتف بها بحدة ...
- إنتِ مين ... ؟!! وعايزة إيه ...؟!!!
حاول "رؤوف" تدارك الأمر ليشير نحو "نيره" بوجه مندهش ...
- دي "نيره" خطيبتي ... (ثم إستدار نحو نيره متسائلًا ) ...في إيه يا "نيره" ...؟!!!!؟
توسطت "نيره" خصرها بكفيها وهي تضرب الأرض بقدمها بتوتر و إنفعال
- إيه الضحك والمسخرة دي ... !!! هو إنت مش حتبطل أبدًا يا "رؤوف" ... أنا زهقت منك يا أخي ...!!!
فهمت "هناء" مقصد تلك الفتاة التي يبدو عليها الغباء فكيف تظن ذلك وهي تقرب من سن والدته لتنظر هناء نحو "رؤوف" بصرامة ثم طلبت منه المغادرة وإنهاء هذا الوضع الغير مقبول ...
- روح شوف الدنيا دي إيه ... ويا ريت الموضوع ده ما يتكررش تاني يا "رؤوف" ...!!!!
شعر "رؤوف" بالغضب من تصرف "نيره" المتهور ليشير نحو الخارج بحدة قائلًا ...
- إتفضلي قدامي وأنا حفهمك .. (إستدار نحو "هناء" مؤكدًا على عمل "مودة" ) ... أنا حكلم الناس .. خلاص إتفقنا ...
هزت "هناء" رأسها بخفه لكن ظهر على ملامحها الضيق لتصرف خطيبته الغير مسؤول ...
خرج "رؤوف" من المكتب لكنه قابل "نيره" بوجه مقتضب على غير العادة ...
- لو سمحتِ يا "نيره" إنت كده حتبوظي لي شغلي ... إيه إللي إنتِ عملتيه ده ..!!! حد يدخل مكتب المديرة كده ...؟؟!
عقصت ذراعيها أمام صدرها بإستهزاء قائله ...
- لا والله ... خايف على إحساساتها أوي ...!!!!
حاول "رؤوف" كبح غضبه قدر المستطاع حتى لا يثور على تصرفها الأهوج ، لكنه ولأول مرة أجابها بإقتضاب بنبرة حادة للغاية ...
- لو سمحتِ يا "نيره" ... إللي إنتِ بتعمليه ده أنا مسمحش بيه ... أنا ما بعملش حاجه غلط ... يا ريت تمسكي نفسك شويه وتعرفي إنتِ بتكلمي مين وإزاي ... مش كل حاجه حعديها وخلاص ... أنا يمكن بتكلم كويس مع الناس ... لكن أنا عمري ما عملت حاجة غلط ... وبعدين إنتِ جايه هنا ليه ... وكمان من غير ما تقوليلي إنك جايه الشركة ... إيه ... بتراقبيني هنا كمان ...؟؟!!
شعرت "نيره" ببعض الإرتباك من حدة "رؤوف" التى يظهرها لأول مرة ، خاصة وهو محق بهذا الأمر فهي لم ترى منه أي خيانه قط أو تصرف أرعن ، لكنه فقط مع معسول الحديث ...
هدأت نبرة صوتها لتردف بإضطراب لشعورها بخطأها وتهورها ...
- خلاص تمام .. أنا ... أنا كنت جايه علشان نكمل مشوارنا وندور على العفش ...
وجدها "رؤوف" فرصة مناسبة لتناسي خلافهما السابق ، ليجيبها ومازال الضيق يسيطر عليه حتى وجهه اللطيف إقتضب بشدة بصورة غير مسبوقة بينهما ...
- خلاص تمام ... إستنيني حعمل مكالمة ونتحرك سوا ...
أشارت "نيره" بتوتر نحو الخارج قائله ...
- تمام حستناك بره ....
فور أن خرجت "نيره" من الشركة لتلملم بقايا إضطراب نفسها لشعورها بخطئها الجسيم هذه المرة ، أخرجت هاتفها تتصل بـ"إسراء" تخبرها بما حدث وماذا عليها فعله لإصلاح الأمر ، لكن "إسراء" كان لها رأي آخر بأن على "نيره" إيقاعه بأي خطأ حتى تخرج من لومه لها لتهورها حتى لا تكون هي المخطئة ...
أخرج "رؤوف" هاتفه ليتصل برقم "غدير" ليخبرها بموافقة رئيسته بالعمل على تعيين "موده" وأن عليها الحضور للشركة غدًا لترتيب بدأ العمل معهم ..
❈-❈-❈
شقة موده ...
تهللت "غدير" بفرحة حين أنهت مكالمتها مع "رؤوف" قبل أن تعود لأختها التي إنشغلت بترتيب جلستهما معًا لمشاهدة أحد الأفلام ..
قفزت "غدير" أمام "موده" وقد إتسعت إبتسامتها المميزة بإبتهاج قائله ...
- إنتِ بتعملي إيه ... يلا يلا قومي معايا ... أنا مش عارفه إيه البيت إللي ما فيهوش حاجة حلوة ده .. !!!!
قلبت "موده" شفتيها بتفاجئ من تصرف أختها الطفولي قبل أن تعقب على حماسها المفرط ...
- "دورا" انتِ اللي لسه قايله تعالي نقعد نتفرج على فيلم ..!!!!!!
حركت حاجبيها بشقاوة وهي تجيبها مطلقة ضحكتها قائله ...
- أيوه من شويه مكناش حنحتفل ... دلوقتي لازم نحتفل ...
- نحتفل بأيه ...؟!!!
قالتها "موده" ببعض التحفظ حينما سحبتها "غدير" من ذراعها قائله ...
- نحتفل بشغلك الجديد يا بطوطه ...
عقدت "موده" أنفها بإستهجان دون فهم ما تقصده "غدير" ...
- شغل إيه ..؟؟!!
دفعتها "غدير" من ظهرها نحو الباب لتغادر المنزل قائله ...
- أنا كلمت لك "رؤوف" ... ومن بكره حتشتغلي معاه في شركة الأدوية ... يلا بينا ... تعالي إعزميني على حاجة حلوة ... عايزة أكل حجازية ...
تيبست "موده" بمكانها هل يمكن أن تلعب الصدفة دورًا ليسعد قلبها ؟؟ هل يمكن أن تصدق ما تسمعه بأن هناك طريق يقدم لها مقابلة معه بشكل رسمي دون جهد منها ؟؟؟ هل يمكنها أن تراه دون عناء أو تفكير .. هل يمكن أن يكون لحظها موجة سعيدة بعد عواصف حياتها الباهتة ...؟؟!
قطع تشتت أفكارها دفعة أخرى من "غدير" وهي تقهقه بصوتها الرنان ...
- يلا يا بخيله مش حسكت إلا لما تجيبي لي حجازية دلوقتي ... دلوقتي ....
تهلل وجه "موده" بإبتسامة سعيدة فيكفيها قُربه فقط لتردف بإبتهاج يماثل حماس "غدير" وجنانها ...
- حجازية بس ... طب والله لأجيب لك جاتوه ...
بهيام مزيف وضعت "غدير" كفها على صدرها متصنعه الإمتنان ...
- قلبي مش قادر يستحمل أخيرًا حناكل جاتوه ....
تشبثت "موده" بذراع "غدير" ليغادرا البيت للشراء بعض الحلويات قبل عوده "غدير" لبيتها ...
قطع كلاهما الطريق يتضاحكان بخفة إحتفالًا بهذا الخبر السعيد بعمل "موده" بشركة الأدوية مع "رؤوف" ...
❈-❈-❈
شجن ونغم ...
يوم جديد ينتهي به عملهما لتمر "شجن" بأختها لمرافقتها إلى البيت ، بتلقائية وحنو تأبطت "نغم" ذراع "شجن" تخبرها بتفاصيل يومها وعملها بالمكتبة وما حدث بينها وبين "صبا" و"بحر" اليوم ...
كانت "شجن" أيضًا تفيض بحديثها مع أختها وصديقتها بتفاصيل يومها بالمستشفى والمستوصف ...
هكذا إعتادتا ألا تخفي أحدهما عن الأخرى شيئًا ، بل لقربهما صلابة قوية ،
كنجمتين متلالئتين دلفا لداخل الحي يتوهجان بحُسنهما يخطفان الأبصار من حولهم ...
لم يخطفا عيون المارة فقط بل تطلعت عيون "راويه" تجاهما بتحسر فهي لم تحظى يومًا بهذا القرب من أخت أو صديقة ...
❈-❈-❈
هل يمكن ان ينقلب الحظ التعيس لضربة حظ وإحساس بالسعادة ، فبعد أن غابت عن عيناه ها هي تتألق أمامه لتسرق قلبه من جديد ...
كان يظن أنه لن يراها بعد الآن ، لكن شاءت الصدف أن تقع عيناه عليها اليوم ...
جلس "رشيد" بمقعد المقهى برفقة أقرانه ، لكن ذهنه وقلبه حلقا بعيدًا عنهم حينما رأى طيفها أمامه ، فها هو قلبه يدق من جديد ...
كم إشتاق لإحساس السعادة برؤيتها فهل ستسمح له الفرصة بتقابل طريقهما بعد أن ظن أنه وصل لمفترق الطرق ...
...يتبع
إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة قوت القلوب، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..