-->

رواية جديدة ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » مكتملة لقوت القلوب - الفصل 16 - 5 - الأحد 20/10/2024

 

قراءة رواية ظننتك قلبي « لكن بعض الظن إثم » كاملة 

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية ظننتك قلبي

« لكن بعض الظن إثم »

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة قوت القلوب


الفصل السادس عشر 

5

تم النشر يوم الأحد

20/10/2024


لم تكن تنتظر أكثر من سؤاله لتترك العنان لإحساسها الحقيقي الذى لا يُخفَى على قلب "عيسى" مطلقًا ، تلك "غدير" التى لا يعرفها سواه ، ضمت بأسنانها فوق شفتها السفلية تمنع نفسها من الإنسياق لداخل دوامتها الحزينة تمسك عيونها الواسعة عن الإنفلات بالبكاء ...

سحبت نفسًا قويًا متهدجًا لداخل رئتيها المتعبتان لتحاول إخراج الكلمات بهدوء لأنها حزينة بالفعل ، أجابته ومازالت عيناها متشدقتان بوجهه الوسيم ...

- نفسي يا "عيسى" أجيب بيبي ، نفسي يبقى ليا طفل منك ، بقالنا أكتر من عشر شهور متجوزين ومفيش حتى بوادر أى حمل ، أنا قلبي حاسس إن أنا فيا حاجة غلط ، حاسة إني مش حبقى أم ...!!!

سحبت نفسًا متهدج آخر لتستكمل بنبرتها التى تذوب به عشقًا لكنها منكسرة للغاية ...

- أنا مش عايزة غير إن أنا وإنت يبقى عندنا بيبي صغير ، مش عايزة أكون أم إلا لو منك إنت ، أنا بحبك أوى يا "عيسى" ...

ضمها "عيسى" لصدره بحنو يملس فوق رأسها الصغير الذى إستكان فوق كتفه يتلقى به نفسها المهتزة ، إجابة أوقع و أحن من مجرد كلمات ، لكنه لم يكتفى بذلك ليجيبها بنبرته الهادئة ...

- لسه بدرى أوى يا "دورا" ، لسه العمر جاى ، متزعليش كدة ، بكرة نجيب بيبي وإتنين وعشرة كمان لو حبيتي ، إحنا لسه فى أول حياتنا سوا ...

إستطرد بصدق يهدئ به نفسها المضطربة بلا داعى ...

- وحتى يا حبيبتي لو ربنا مرزقناش بأطفال ، إنتِ أصلًا كفاية عليا ، إنتِ حبيبتي ومراتي وبنتي ، أنا حاسس إني أخدت رزقي من الدنيا كلها فيكِ إنتِ ، ولو خيروني بين الدنيا بحالها وإنتِ ، حختارك إنتِ وبس ..

ضغطت بقوة تحيط خصره بذراعيها تتشبث بأحضانه بقوة فهو محق ، هو فقط يكفيها ولا تريد من الدنيا سواه ..

- حبيبى يا "إيسوووو" ... أنا بحبك أوى ..

أغمض عيناه ليحاوطها بذراعيه دون حديث فحقًا يكفيه قربها ووجودها بحياته ، دغدغت أنفاسه رائحة اللافندر خاصتها ، تلك الرائحة الدافئة التى يشعر أنها لا تخص غيرها ، تنهد برفق وراحة لتلك السكينة التى تخصه وحده مع مالكة قلبه وحياته صاحبة أجمل قلب وأعذب إبتسامة ...


❈-❈-❈


سويسرا (عهد)  ..

كيف أرسم صورة بالألوان ولا أملك سوى قلم أسود ، كيف أصدق أنني للحظة كنت أستطيع ..

توقفت عجلات الزمان وهي تنظر لـ"معتصم" مدركة ما فعله ، مدركة لكونها لا شيء ، لم يتوجب عليها سوى أمر واحد فقط ، أن تنأى بكرامتها وعِزتها ..

حملت حقيبتها دون أدنى تفكير مُغادرة الكوخ بكل سرعة أوتيت لها ، لم تشعر بساقيها المتبادلتان وهما تقطعان الطريق دون تفكير ، لم تسمح لقلبها المرتجف من أن تقف أو تستدير ملبية ندائه إليها بصوته الشجى الذى خطف دقات قلبها ...

إستكملت ركضها وإنزلاقها فوق الطريق الوحل بعتمة ليل قاس كقلبها تمامًا ..

هناك شئ محبوس داخل أضلاعها تمنعه من التحرر وعليها فقط الركض ...

لا تدرى كم من الوقت ركضت لكنها شعرت بالإنهاك والتعب بعد أن وصلت أخيرًا للفندق الذى نزلت به فور وصولها ...

صعدت مباشرة لغرفتها بحالتها الرثة غير عابئة بنظرات النزلاء لها حين أتت ...

دلفت لخطوة واحدة إلى داخل الغرفة وأوصدت الباب ، بذات اللحظة والتى كانت تنتظرها منذ ساعات تحاملت بها على نفسها ، إنتظرت لحظة خلائها بنفسها والتى أعلنها صوت إغلاق الباب لتتهاوى قوى تحملها و تسقط فوق ركبتيها قاذفة حقيبتها عن كتفها لتنحنى تسمح لنفسها الأذن بالإنهيار ...

تهدلت ملامحها القاتمة المتجهمة تاركة العنان لحزنها ليطفو فوق وجهها الناعم ، تحررت دموعها الحبيسة وصرخ قلبها المكتوم معلنه بإستسلام أنها حزينة ...

إحساس قاهر لنفسها غير معتادة عليه ...

دموع وشهقات وألم ، مزيج لم يمر عابرًا بها بسلام ، شعرت بالخيانة والحزن ، لماذا ... لماذا فعل ذلك بها ..؟؟!

ليت قلبها لم ينبض من جديد ، لم تكن تدرى أن الآلام الروح مؤلمة لهذا الحد ..

بعد مرور بعض الوقت لم تدرى "عهد" كم مر على ذلك لكنها إنتهت ...

دفعت جسدها الطويل لتقف بإستقامة فقد أفرغت شحنة حزنها التى إجتاحتها وعليها العودة ..

إنه مجرد عمل ، وعلى الأمر ألا يتخطى كونه كذلك ، وإن كانت بموضعه لفعلت مثل ما فعل تمامًا ... هكذا قالت "عهد" لنفسها ...

إبتلعت غصتها وإشرأبت بعنقها لتنمحى تلك النظرة المنكسرة وتعود لنفسها ونظراتها القديمة ، قوية شامخة لا تهتز ، صارمة لا تتأثر ، بل ... ومتوحشة إذا لزم الأمر ...

عليها من الآن فصاعدًا ترتيب أولوياتها وألا تكترث سوى لنفسها والعمل فقط ...

عليها أن تعود لرتابة حياتها القاتمة السوداء مرة أخرى ...

لكن كيف ..؟؟ كيف وقد شعرت بأن للحياة متعة أخرى ، كيف ستعود للموت الحي بعدما تيقنت أن لقلبها نبضات ودقات ...

حركت رأسها بقوة تنفض عنها تلك الأفكار حتى لو أجبرت نفسها على ذلك ، فلن تُشعِر أحد بضعفها فهى القوية وستظل كذلك ...

رفعت هاتفها ترسل رسالة نصية للقيادة ...

[ تمت المهمة ... سأعود ] ..

دقائق قليلة ودق هاتفها برسالة نصية ...

[ في إنتظار عودتك ... تم حجز موعد الطيران الخاص بكِ .. تلك صورة مرفقة لتذكرة العودة ... ] ..

ألقت بهاتفها فوق الفراش بعدما إتطلعت على موعد إقلاع طيارتها بصباح الغد لتتجه نحو المرحاض لتغتسل من أثر إنهاكها وإسقاط كل ما حل بها من الخارج والداخل أيضًا ...


❈-❈-❈


خطوات رزينة للغاية تتخذ مسارها بذلك الممر الطويل ، تصدر أصوات مقتربة رنانة فوق الأرضية الملساء بهذا الليل الساكن ...

إقترب صوب الباب ليقبض بكفه السميك مقبضه ليفتحه مباشرة دون الإستئذان أولًا ..

ظهر بجسده الطويل الممتلئ أمام أعين "طه" الذى إنتفض فور رؤيته له لينهض واقفًا على الفور ...

- سيادة اللواء ... !!!

دلف "نظمى" لداخل المكتب قائلًا بصوته الخشن ...

- سهران يعنى النهاردة يا "طه" ..؟؟؟

إبتلع "طه" ريقه بتوتر من مهابة هذا الرجل و تفاجئه بحضوره ..

- يعنى .. بتابع شوية شغل كدة ...

مال ثغر "نظمى" بإبتسامة جانبية يشوبها بعض الخيلاء ....

- أحب أبشرك ... المهمة إنتهت و"عهد" راجعه بكرة ...

إتسعت عينا "طه" بقوة وهو يوارى إحساسه من الظهور جليًا على محياه ...

- حضرتك بتتكلم جد ...؟!!

إقتضب "نظمى" بقوة ليردف ناهرًا إياه ...

- وهو أنا حهزر ولا إيه ... ؟؟! أيوة طبعًا راجعه بكره ... 

طأطأ "طه" رأسه للأمام قليلًا قبل أن يستوضح بتوجس ...

- والمهمة ...؟؟؟ وهي ... ؟؟! كله تمام ...؟؟!

دفع "نظمى" بكتفيه للخلف بحركة يشوبها الثقة والغرور من إختياره الموفق لـ"عهد" للقيام بتلك المهمة ...

- كله تمام ... أنا مبعتش أى حد ... أنا عارف كنت بعمل إيه ...؟؟؟

رغم إمتعاضه لإختياره لـ"عهد" لتلك المهمة الإنتحارية دون حتى توضيح لها بطبيعة تلك المهمة إلا أن "طه" أظهر سعادته بعودتها قائلًا ...

- الحمد لله ... يا ريت تكون مقدر ضيقتي يا ريس ... أنا كنت قلقان عليها تسافر فى الخطر ده .. خصوصًا وهي كمان متعرفش حاجة عن طبيعة المهمة أو الخطر اللي حتكون فيه ...

نظرة غليظة حلت ملامح "نظمى" بلا شفقة ..

- وأهى خلصت ... ومجرلهاش حاجة ... أظن نقفل بقى على الحكاية دى ... وبعدين إحنا مش فى روضة أطفال ... إحنا أخطر جهاز فى الدولة ... ولو هي عايزة شغل حنين .. تسيب شغلنا للناس إللي قدها ...

كتم "طه" غيظه من هذا المتعجرف فهو بالنهاية رئيسه بالعمل كما أنه لا يود أن يطالها أذى بسببه ولن يتنازل عن لحظة سعادته بعودتها ...

- طبعًا يا ريس .. هو فيه زى أفكارك .. وأكيد زمايلنا كانوا مأمنينها تمام ...

- المفروض تكون واثق من كدة ...

ثم أزاح "نظمي" رأسه قليلًا بلا إكتراث مستأنفًا ...

- وحتى لو مش مأمنينها ... مين يعنى إللي حيهتم بـ"عهد" ... هي لها حد ... ولا حتى بتخاف من حاجة ...!!!

إلتزم "طه" الصمت يود لو يصرخ بوجهه القاسي يخبره بما يكنه لها من مشاعر وعشق يخفيه بقلبه ...

- تمام يا ريس ...

خرج "نظمى" من مكتب "طه" الذى كاد يقفز فرحًا من فرط سعادته بمعرفته بموعد عودتها وسلامتها محدثًا نفسه ...

- المرة دى مش حسيبك إلا ودبلتك فى إيدى ... ده أنا كان قلبي حيقف يا شيخه من قلقى عليكِ ...

أسرع "طه" يرفع سماعة الهاتف قائلًا ...

- أيوة يا إبنى ... أمن لى المطار لحد ما "عهد" توصل البيت بالسلامة ...

خفايا القلوب تدفعنا للظن بما لا نعلمه لتموج بنا الظنون بغير محلها ، لكن بعض الظن إثم ...


❈-❈-❈

بنهاية ليل طويل نظن أنه لن ينتهى ، لكن لكل ليل نهاية ولكل ظلام نهار يقشعه ليبدأ نهار جديد وطريق جديد ..


سويسرا ( الكوخ) ...

بأعصاب تالفة إضطر "معتصم" البقاء حتى الصباح لتسليم الجهاز لمسؤول الأمن الذى تلقى أمرًا بتسليمه إياه ، أمر إستغرق عدة ساعات لم تكن بظاهرها بالفترة الطويلة ، لكنها بنفسه دهور عديدة ...

تسلم المسؤول الجهاز لينطلق "معتصم" بطريقة نحو البلدة فعليه لقائها والتحدث إليها ...

ركض مسرعًا بإتجاه الفندق آملًا أن تسمح له بفرصة لإيضاح الأمر لها خاصة عندما علم بموعد طائرتها صباح اليوم ...


...يتبع 


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة قوت القلوب، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية..

رواياتنا الحصرية كاملة