-->

رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى 5 لنورا محمد علي - الفصل 57 - 1 - الثلاثاء 29/10/2024

  

قراءة رواية جديدة للذئاب وجوه أخرى5 كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى




رواية للذئاب وجوه أخرى5 رواية جديدة قيد النشر

من قصص وروايات 

الكاتبة نورا محمد علي


الفصل السابع والخمسون

1


تم النشر يوم الثلاثاء

29/10/2024




 كانت لا تعرف ما الذي يحدث؟ ما الذي حدث له! لمَ يتصرف بتلك الطريقة ولكن يبدو ان الغير افقدته صوابه، كان يشير لها تتحرك أمامه خارج الجناح، هنا ادركت انها في جناح ابنها!


 شعرت بالخجل وهي تتجه إلى جناحها وهو يتبعها؛ نظرت له بصدمة وكأنها تنتظر أن يذهب، ولكن هل يفعلها قبل ان يتأكد مما ترتديه؟ أشار لها إلى أحد الاثواب وقال:


_ اعتقد ده مناسب

_ طب ما ألبس خيمه احسن

_ يا ريت 

_ بتهزر صح 

_ انت شايفه كده! انت عاجبك اللي عملتيه؛ اللي ظهر منك ده ملكى انا بس! مش من حق اي حد يشوفك بالفتنة دي غيري، لابسه ساري يا هانم.. ماشي الحساب يجمع.


_ هو لسه في حساب

_بتسألي هو انا لسه عملت حاجه.. 

كان يتكلم وهو ينظر لها بطريقة جعلت عظامها تنصهر، ابتلعت الكلام الذي كادت ان تقوله، وهي تتجه الى الدريسنج روم، لترتدي ذلك الثوب الراقي، تطلي شفتيها بلون داكن علها تواري ذلك الجرح في شفتيها..


وما أن نظرت لنفسها في المرأة حتى كادت تشهق من تلك الأثار على عنقها والتي تأخذ منحدر إلى أسفل، نظرت له بغضب فأبتسم بهدوء وهو يهندم ملابسه ويعيد تصفيف شعره..


حينما وجدت ان الكلام لا طائل منه تحركت لتضع وشاح على عنقها، نظر لها بحده وكانه ينتظر ان ترتدي حجابها، ربما كان هذا هدفه من دمغ عنقها بـ قبلات ملتهبة..


 ولكن ما أن وجد التحدي في عينها حتى قال:

_ براحتك بس افتكري اللي انا قلت عليه..

أخرجت انفاسها بصوت وهي تهز رأسها بموافقة..


 بعد وقت كان ينزل معها درجات السلم نظر لها بتحدي وأسرع الى الخارج بعد ان استعاد أنفاسه وسيطر على خفقات قلبه المضطربة، لقد اوشك ان ينسى كل شيء،  حتى يكون معها..


 أما هي ما ان دخلت إلى الصالون الذي يجلس فيه صديقتها، وتقام فيه الحفل حتى شعرت بالخجل من نظراتهم التي تكشفها وتعريها، وخاصة نظرات امها التي تقول صريحة:

_ لقد اخبرتك انه لن يقبل بذلك الذي تفعلينه، وها هي نتيجة انت الوحيدة التي ترتدين ثوبا مختلف..


 بينما رنا تنظر لها بتفهم، تدرك ذلك التغير الذي طرأ عليها، ذلك الجرح الخفيف في طرف شفتيها، التي حاولت ان تواريها بالطلاء، ولكنه لم يخفي أمام عين خبير كـ عين رنا التي تدرك ما الذي فعله الوحش، في تلك اللحظات التي اختفت فيها سهام.. لمساته المتطلبة على عنقها تترك بصمات مسماه "باللمبلاف" 


ولكن كل هذا متوقع منه، ويدركه البعض منهم ولكن جلوسها صامته تكتفي بان تصفق فقط، دون ان تصدر صوتا، جعل الدهشة تتصاعد على وجههم، أليست هي من كانت تقول من لحظات "لا ولا ولا عندنا فرح وانتم لا" 


لقد جلست هادئة وكأنها ضيفة في ذلك الفرح، تتعامل برقي مما جعل اوديل تنظر لها بصدمه، وهي ترى التغير في سلوكها، والتغير في درجة اللون على عنقها، رغم انها حاولت ان تواريه بالوشاح..


 بعد وقت انتهت الحنانة من الرسم للعروستين، ها هي داليدا تخرج بعد ان تأكدت ان الرسم ثبتت، وقامت بغسلها كانت تتهادى في خطواتها، رغم الخجل الذي تشعر به، إلا أنها اقتربت من خالتها، وهي تقول:

_ ايه ده انت غيرتي هدومك يا طنط؟ 


تدخلت امها في الكلام وهي تقول:


_ مش بمزاجها ده حكم القوي، ممكن ما عجبوش الساري..


 شعرت بالصدمة حينما ادركت ان هناك جرح في طرف شفتيها، وتلك العلامات على عنقها، اخذها عقلها البريء إلى شيء آخر وهي تتخيل انه صفعها على وجهها، ولم يكتفي بذلك لقد عنافها حتى كاد عن يخنق أنفاسها حينما ضغط على عنقها، ليترك تلك الاثار عليه.. 


شعرت بالصدمة الممزوجة بالخوف و بالحزن يتسرب إلى قلبها، وهي تربت على يد خالتها التي تجلس بعيداً نوعاً ما، وهي تقول: 

_ ازاي اونكل يعمل كده، هو ناسي ان احنا في فرح، ليه يزعلك..

_ انا مش زعلانه يا حبيبتي 

_طب قومي نرقص زي ما كنا من شوية

_ لا يا قلبي ما هو انا مش قد العقاب انا عايزه افرح بأبني، واقدر امشي على رجلي في الفرح..


فغرت داليدا فمها وهي تقول:


_مستحيل يعمل حاجه زي دي، مش كفاية اللي عمله، ازاي ممكن يعمل كده انا مش متخيله

_ يعمل ايه بس يا دودي انت مش فاهمة يا قلبي 


 نظرت لاختها علها تقوم بتهدئة ابنتها التي نهضت من المكان، لتبتعد ظنوا انها تتمالك نفسها أو أن ما يحدث معها هو الخجل الصرف، بينما في الخارج كان أحمد يتأكد من ترتيب أمير الحادة له، وهو يقول:


_ ليه كده؟ ازاي جات لك الجرأة أنك تعمل كده 

_ تقصد ايه يا كينج

_ انت فاهم قصدي كويس انا شفتك بعيني في جناح رحيم، ازاي هانت عليك سهام.. 

الصدمه على وجه احمد تضاعفت من كلمات أمير التي تعني انه رأه هو زوجته في وضع ما، ولكن كيف اتته الجرأة ليخبره انه رأه فيه، كيف اتته الجرأة يكشف ستره ويأتي لمواجهته ماذا يتوقع منه..؟ هل يعتقد أنه حينما يقبل سهام  سيأتي ليحكي له؟ او ماذا يظن بكلامه حينما قال ازاي جتك الجرأة تعمل كده في سهام؟ اليست زوجته؟! 


نظرة الحدة في عين احمد جعلت أمير يكمل:

_ انت ليك عيني تبصلي كده،  انت ملكش عذر،  حتى لو ممكن تكون انشغلت عنك، بس مش لدرجه انك تخونها في بيتها..


هنا كانت الصدمة مضاعفة نظر له الوحش وهو يضيق عينيها، وعقله يسأل هل جن أمير أم انه لم يرى من معه! هنا وضحت الصورة أدرك لمَ هو منفعل، لكنه قال بتسأل:


_  اخون مين؟!

_ تخون سهام انا شفتك، كنت جناح رحيم، الشباك كان مفتوح شفتك انت وواحده، كانك بتاكلها.. سهام ما تستحقش منك انك تعمل فيها كده، ولو وصلت بيك الوقاحه انك تخونها يبقى مش في بيتها، مين اللي لابسه ساري أسود دي؟ ومن امتى يا احمد بتحكمك غرايزك من امتى يا وحش؟ 


_غلطه.. 


 فقط كلمه ليبرر بها كل شيء، لا يريد ان يقحم زوجته في ذلك الامر، هو على أتم استعداد ان يتهم بالخيانه، من قبل صديقه، ولا يفسر له ان من كانت معه بذلك الجموح هي نفسها زوجته؛ الوقورة المهذبة، التي تتعامل مع الجميع بترفع عن الصغائر والنقائص..


 كاد امير ان يهجم عليه، وكأنه هو من يشعر بالخيانة، وهو يقول: 


_بس غلطة ده اللي عندك عشان تبرر بيه افعالك المنحرفة اللي غير مقبولة، اي عقل يخليك تعمل فيها كده، سهام ما تستاهلش منك كده ابدا، هي قصرت معاك في ايه؟ وحتى لو قصرت هو ده ردك؟ 

كاد أن يرد ولكن امير سكت حينما وجد البعض يقترب منهم، اما هناك داخل الفيلا كانت داليدا تقف وتلتقط انفاسها بعيداً، لكنها في لحظة فتحت الباب بعد ان وضعت على جسدها خمارا، وهي تنظر بعينها تبحث عن رحيم، ولكن الأقرب للباب كان أحمد، الذي شعر بالدهشة من خروجها..


 اقترب من الباب وهو يسأل:

_ في ايه يا دودي مالك يا حبيبتي؟ بتعملي ايه هنا! طالعه ليه؟!


_ انت ليه عملت كده في طنط؟

_ عملت ايه بالضبط؟ 

_ ضربتها.. كف

 كانت تتكلم في اللحظة التي وصل فيها رحيم نظر لوالده بصدمة، بينما أحمد لا يعرف كيف يبرر لتلك البريئة ما حدث ولكنه قال: 

_انا عمري ما ضربت طنط لا كف ولا بغيره..

_ ازاي انا بقول لها قومي ارقصي معانا، قالت انا مش قد العقاب وكفايه اللي حصل لي.. انت ضربتها بالقلم عورت شفايف.. 

لا يعرف من أين يأتي بطولة بالبال لتلك الساذجة،  التي لا تعرف عن ماذا تتكلم لكنه قال: 

_وانا يعني يوم ما اضربها كف، هيكون على شفايفها يا داليدا 


_ مش فاهمه؛ وبعدين انت كمان خنقتها

_ ليه؟ للدرجه دي بكرهها..


الصفحة التالية