-->

رواية جديدة بحر ثائر لآية العربي - الفصل 3 - 3 - السبت 16/11/2024

 

قراءة رواية بحر ثائر كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية بحر ثائر

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة آية العربي


الفصل الثالث

3

تم النشر السبت

16/11/2024



حل المساء 


تقود يسرا سيارتها بسعادة استحوذت عليها وهي تتحدث مع طفلا ديما التي تجاورها بابتسامة والأخرى تتساءل بملامح منفرجة ضاحكة  : 


- ها يا ولاد تحبو تروحو فين  ؟  


- الملاهي  . 


نطقها مالك لتنطقها رؤية مقلدة شقيقها فأومأت يسرا تجيب بانتعاش  : 


- حالًا  . 


تحدثت ديما بسعادة ظاهرية بعدما ألقت بأحزانها داخل منزلها قبل أن تخرج  : 


-  خالتو يسرا هتعملنا كل اللي احنا عازينه  ،  عاوزين نستغلها أسوء استغلال  . 


ضحكت يسرا على صديقتها وأجابتها وعينيها على الطريق : 


- على قلبي زي العسل  . 


زفرت ديما ثم استرسلت بجدية  : 


- لاء بصي بجد بقى خلينا نروح المول الأول نشتري طلباتك وبعدين لو فيه وقت نبقى نوديهم الملاهي أنا معايا ساعتين بس . 


أردفت يسرا مطمئنة  : 


- أصلًا الملاهي في المول نفسه يعني اطمني خالص وأوعدك مش هنتأخر  . 


أومأت ديما باطمئنان وقادت يسرا مسرعة حتى تصلا إلى المول وتقضي مع صديقتها وطفليها بعض الوقت السعيد  . 


❈-❈-❈


ليالي باريس عُرفت بسحرها ورومانسيتها  ،  يضرب بها المثل بين العشاق متلألأة كأن الشمس مدعوة لديها على حفلة عشاء  .


ولكنه كلما حل الليل لا يشعر سوى بالظلام  ، بالوحدة ، بالسكون الذي يتوغل صخب أفكاره لذا فهو اعتاد ممارسة الملاكمة ليلًا كي يدوس على وحش الندم الذي يراوده أحيانًا نسبةً للضريبة القاسية التي مازال يدفعها  . 


ترجل من سيارته بعدما صفها جوار بيته يخطو بخطواتٍ هادئة تنافي عينيه التي تسلطت على تلك السيارة التي تنتظره أمام باب منزله مباشرةً  . 


كور فمه يزفر بقوة وضيق ثم اتجه نحوها ووقف يخترق الزجاج بنظراته ليجد مارتينا تحمل في يدها زجاجة نبيذ تتجرع منها وتشير بإصبعها محذرة كأنها تتحدث مع أحدهم  . 


بئس الأمر الذي وضعه في تلك الحالة التي جعلته يطرق على الزجاج فانتبهت له لتبتسم وتفتح الباب فابتعد حينما ترجلت تتمايل بثمالة قائلة وهي تلقي بنفسها عليه باكية  : 


- لِمَ تأخرت ؟  انتظرك هنا منذ وقت طويل  ،  حتى أنني قمت بفتح هذه الزجاجة وشربت منها وأنا التي أحضرتها لنشرب سويًا  ،  ولكن لا تقلق بقى فيها القليل  . 


كانت تتحدث وهي تلوح بالزجاجة التي تتمسك بها ليحاول إيقافها ويقول بانزعاج واضح  : 


- لمَ أنتِ هنا في هذا الوقت مارتينا  ؟  وما هذه الحالة  ؟ 


تعلقت به كالعلكة الملتصقة فلم يستطع إبعادها وهي تجيبه بحروفٍ مبعثرة  : 


- تعاركنا أنا وأبي وقام بطردي وكل هذا بسببك أنت  ،  هو يريدني أن أبتعد عنك وأنا جن جنوني عندما تفوه بها  ،  كدت أن أضربه  . 


اعتصر عينيه ثم استطرد بهدوء أقرب للبرود  : 


- حسنًا هيا لأوصلكِ  . 


قالها وهو يحاول إزاحتها لتبتعد عنه بالفعل ولكنها اتجهت نحو باب منزله والتصقت به تردف برفضٍ قاطع  : 


- لا لن أعود إليه  ،  هيا افتح هذا الباب سأنام معك الليلة  . 


حدق بها بنظراتٍ جليدية ثم تحرك إليها حتى توقف أمامها واسترسل  : 


- وماذا عن معاذ  ؟    كيف سيظل هناك بدونكِ  . 


ضحكت وهزت كتفيها وأجابته وهى تشير بزجاجة المشروب  : 


- حتى هو لا يهتم بي  ،  أخبرته أن يأتي معي ولكنه رفض  ،  هيا أرجوك ثائر أنا متعبة والصداع يكاد أن يفجر رأسي  .


لأول مرة يعطي ردة فعل ويزفر وتعتلي ملامحه الضيق وهو يدس يده يلتقط المفتاح من جيبه ثم اتجه يفتح بابه لتندفع إلى الداخل حتى كادت أن تسقط لولا سنده لها لذا تعلقت به فتحرك بها حتى وصل إلى الأريكة يمددها عليها فارتدت فانحنى يلتقط منها زجاجة المشروب ويضعها على الطاولة المجاورة واعتدل يطالعها وهي تميل على الأريكة وعلى ما يبدو ستغفو  .


تركها واتجه عائدًا للخارج يغلق سيارتها ثم دلف وأغلق باب منزله وتحرك نحو خزانته يلتقط ملابس نظيفة ويخطو نحو الحمام ليغتسل من أثر التعرق الناتج عن الملاكمة  . 


❈-❈-❈


ضحكات صغيريها كانت دواء سريع المفعول لها وليسرا أيضًا  ،  حينما كانتا تقفان تطالعان الصغيران اللذان يقفزان على لعبة الترمبولين بسعادة وقهقهات عالية تسببت في عدم سماعها لهاتفها القابع في حقيبتها  . 


انتهى رنين الهاتف وانتهى دور الجولة وخرج الصغار من اللعبة يلهثان ويضحكان ويسرا تشاركهما الضحكات وتتمسك بكفيهما قائلة بسعادة نُقشت على ملامحها  : 


- ديما تعالي نشتري كتب من المعرض ده  . 


نظرت حيث تشير يسرا برأسها فوجدت معرضًا للكتاب مزدحمًا بالقراء الذين يقتنون الكتب لذا تحمست وابتسمت تجيبها وهي تتمسك بمالك وتخطو معهم  : 


- تمام يالا بينا  . 


دخلوا المعرض وبدأت كلٍ منهما تبحث عن كتابٍ تقتنيه  ،  ديما تفضل القصص الرومانسية وقصص الغموض وكتب علم النفس لذا تحركت نحو الركن المخصص لما تريده وأخذت صغيرها مالك في يدها بينما ظلت رؤية مع يسرا في الجهة الأخرى من ركن كتب الجريمة والأكشن والفانتازيا  . 


دارت بعينيها تبحث عن كتابٍ يرضي فضولها بين مجموعة كتب لا تعد ولا تحصى للتتوقف فجأة أمام ركنٍ جمع عدة كتب كتب عليها اسم ثائر ذو الفقار  . 


شهقت بصدمة ولم تصدق أنها ستجد كتبه هنا لذا مدت يدها تنتشل كتابًا بعنوان  ( ما لم نسعَ لمعرفته  ) 


أومأت حينما أدركت أن هذا الكتاب هو الذي يهاجم فيه المرأة العربية والمسلمة على وجه الخصوص لذا وضعته مكانه بملامح منزعجة لتلاحظ كتابًا آخرًا باسمه عنوانه لفت انتباهها وجعلها تقف أمامه تحاول إدراكه ولكنها فشلت  ،  بغلافٍ عبارة عن بحرٍ ثائرٍ وبخطٍ أسودٍ عريض كتب  ( بحرٌ ثائر  )  .


تناولته تتأمله قليلًا ثم فتحت الغلاف الخارجي لتجد جملة كتبت بالفرنسية في نصف الصفحة الأولى البيضاء  : 


( écrit Il ne sait pas depuis Son adresse , écrit On dirait la mer Si tu veux Le connaissant Il devrait sur toi Plongée Dedans) 


( كتابي لا يُعرف من عنوانه  ، كتابي يشبه البحر إن أردت معرفته يجب عليك الغوص فيه  ) 


رفعت حاجبيها بدهشة ثم قررت اقتناء هذا الكتاب تحديدًا لتعلم ما يحتويه لذا أخذته وتحركت مع صغيرها لتدفع ثمنه وتنادي على يسرا  . 


بعد دقيقتين خرجوا من المعرض وفتحت ديما حقيبتها لتضع الكتاب به ثم تحدثت وهي تلتقط هاتفها  : 


- يالا يا يسرا نجيب بقية حاجتنا قبل ما الساعتين يخلصوا  . 


كانت تنظر في الساعة ولكن اتسعت عينيها حينما وجدت ثلاث مكالمات فائتة من زوجها لتقول بتوترٍ وقلقٍ ملحوظ  : 


- يا خبر أبيض كمال رن تلت مرات وماسمعتش الموبايل   . 


حاولت يسرا تهدئتها قائلة بتريث  : 


-  طيب اهدي وكلميه ممكن عايزك في حاجة  . 


قالتها والحزن ينهشها لحالة التوتر والزعر الذي ظهرت فجأة على ديما التي تعيد الاتصال بزوجها لجيب صارخًا بصوتٍ وصل إلى يسرا والصغار برغم أنها لم تشغل مكبر الصوت   : 


- إنتِ فــــــــــــــــــــــــين  ؟ 


انتفضت من نبرته ولكنها أجابته بهدوء ينافي نبض قلبها  : 


- مانت عارف أنا فين يا كمال فيه إيه  ؟ 


كانت والدته تصرخ في الغرفة المجاورة لهذا كان في أوج لحظات غضبه وهو يصرخ فيها عبر الهاتف قائلًا  : 


- بصي في موبايلك وإنتِ تعرفي  ،  حالًا تبقي قدامي  ،  على الله تتأخري يا ديما  ،  على الله  . 


مهما ادعت قوتها فهي هشة أمام نوبات جنونه لذا بعدما أغلق نظرت إلى يسرا واسترسلت بترجٍ وحرج وملامحها تتلون بالخوف  : 


- معلش يا يسرا مش هعرف أكمل معاكي أنا لازم أمشي حالًا ، مامت كمال بتصرخ وهو متعصب جدًا  . 


تمسكت بكفي صغارها وتحركت مسرعة لتلحق يسرا بها وتردف بحزن : 


- استني هوصلك ماتقلقيش  .


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة آية العربي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة