-->

رواية جديدة بحر ثائر لآية العربي - الفصل 5 - 5 - السبت 23/11/2024

 

قراءة رواية بحر ثائر كاملة

تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى


رواية بحر ثائر

 رواية جديدة قيد النشر

من قصص و روايات 

الكاتبة آية العربي


الفصل الخامس

5

تم النشر السبت

23/11/2024



عملها في الشركة الصينية مع زميلتيها وزميلها قد أفادها كثيرًا لتتخطى الرهاب الإجتماعي الذي كانت تشعر به  ،  ربما لا تظهر بطبيعتها وعفويتها سوى مع عائلتها وخاصة شقيقها ولكنها اعتادت على زملاء عملها بل أحبتهم خاصةً مايسة قليلة الكلام  . 


أنهت ترجمة العقود من العربية إلى الصينية وجمعت الأوراق ثم نهضت لتطبعهم ولكن أوقفتها زميلتها فرح تسأل بنبرة فضولية  : 


- رايحة فين يا دينا  ؟ 


التفتت تطالعها بنفاذ صبر فهي تثرثر منذ أن بدأ الدوام لذا أجابتها بنزق  : 


- هطبعهم يا فرح وراجعة مش مسافرة الصين أنا  . 


زفرت وغادرت المكتب فابتسمت عليها مايسة وسلطت أنظارها على حاسوبها دون إعطاء الأمر أهمية بينما كان  شريف يختلس النظر إليها وفرح تلاحقهما بعينيها وتبتسم بمكر  . 


تحركت دينا في الردهة المؤدية للمطبعة الخاصة بالشركة وأثناء مرورها من أمام المصعد انفتح بابه وخرج منه شابًا بشكلٍ مفاجئ اصطدم بها فوقعت الأوراق من يدها  . 


شهقت ولم تنظر له بل تمتمت بتجهم وضيق   : 


- يووووه بقى  ،  مش ناقصة أنا صدف المسلسلات التركي دي  . 


انحنت تلملم الأوراق فوقف يتفحصها ثم تحدث باللغة الفصحى  : 


- أعتذر منكِ آنستي  . 


قطبت جبينها متعجبة من نطقه لذا رفعت أنظارها تطالعه لتجده شابًا صينيًا وخلفه يقف اثنان من الحراس  . 


فرغت فاهها ونهضت تطالعه لبرهة ثم تحمحمت وأردفت بهدوء يخفي تباهٍ بلغتها الصينية  : 


- 不 在你身上 ( لا عليك). 


رفع حاجبيه بإعجاب ثم وضع كفيه في جيبيه وتابع بالصينية   : 


- 合法化 中国人 ( تتقنين الصينية  )  


- 一点  ( قليلًا) 


نطقتها بابتسامة هادئة فأومأ ثم تحرك وتبعه حراسه والتفتت هي تكمل طريقها بأنفاسٍ متصاعدة من هيبته وهيأته ولكنه توقف عن السير يلتفت ويسألها بالفصحى  : 


- ما اسمك آنستي  ؟ 


تجمدت لبرهة ثم التفتت تنظر له بتعجب ولكنها أجابته بنبرة مغلفة بالجدية  : 


- اسمي دينا  . 


أومأ له والتفت يكمل طريقه فعادت تلتقط أنفاسها وأكملت طريقها وهي تنسج قصصًا وخيالات وتبتسم على سذاجتها وخيالاتها   . 


❈-❈-❈


بعد مرور أسبوع  . 


استنفذ فيه كمال طاقته وقضاه في الحزن والعُزلة في غرفته  ،  عاملته ديما كما تعامل مالك ولكن بمشاعر مختلفة تمامًا  ،  بنوعٍ من الرأفة ساندته وواسته هي وأسرتها  .


كان بعيدًا عن طباعه  ، وديعًا مسالمًا وكأن موت والدته كان انهدام لقلعة جبروته  .


على باب شقتها كانت تقف مع داغر الذي أتى ليعطيها أغراضًا ويطمئن عليها  ، وقفت تلتقط منه الأغراض وتقول بامتنان وابتسامة محبة  :


- تعبتك معايا الأسبوع ده يا داغر  .


مد يده يلكم رأسها بخفة قائلًا  :


- بقيتي مملة  ، جوزك عامل إيه دلوقتي  ؟


نطقها باهتمام من أجلها لا من أجله لذا أومأت تردف  :


- بيتحسن يا داغر  ، ماكنتش أتوقع إن موت مامته هيأثر عليه أوي كدة  .


زفر يومئ ثم تابع  يدعو  بشك :


- يارب بس يكون دافع ويتغير للأحسن  .


- يارب يا داغر  .


سمعه ينادي لذا استرسل وهو يربت على ذراعها  : 


- يالا ادخلي إنتِ شوفيه ولو احتجتِ أي حاجة كلميني  . 


أومأت والتفت يغادر مسرعًا فأغلقت الباب بتنهيدة قوية وتحركت تضع الأكياس على مائدة الطعام ثم توجهت نحوه لتجده يجلس على فراشه ويشير لها أن تجاوره قائلًا  : 


- ديما تعالي عايزك  . 


اتجهت بترقب تجلس أمامه وتطالعه بعيون متسائلة لتجده فجأة يلقي بنفسه في حضنها ويبكي  ،  تصنمت تستوعب فعلته لتجده يهتز ويردف داخلها  : 


- مبقاش ليا حد يا ديما  ،  أمي ماتت وسابتني  ،  مابقاش ليا غيركوا  . 


بعاطفة لفت ذراعيها حوله تربت على ظهره وتسانده وتردف بنبرتها اللينة : 


- اهدى يا كمال  ،  ماما ارتاحت وربنا رحمها  ،  إنت عارف إن وضعها كان بيسوء يوم عن يوم  ،  ادعيلها بالرحمة  . 


ابتعد عنها يومئ مرددًا  : 


- بدعيلها دايمًا  . 


رفع نظره يتعمق فيها ثم استرسل  : 


- إنتِ بنت أصول  ،  اتحملتي معايا مسؤوليتها  ،  ماقصرتيش معاها وشيلتيها في تعبها  ،  أنا عمري في حياتي ماهنسالك اللي عملتيه معاها  . 


صدقته  ،  صدقته لأنه يتحدث بهذه الطريقة للمرة الأولى لذا أردفت بصدق  : 


- أنا عملت ده لنفسي يا كمال  ،  سواء أسأت ليها لنفسي سواء أكرمتها لنفسي بردو  ،  أنا مؤمنة جدًا بالحكمة اللي بتقول افعل يابن آدم ما شئت فكما تدين تدان  . 


تأملها لبرهة شعر فيها بالخوف الذي تبخر سريعًا وهو يسترسل ويقتنع بأفكار نفسه  : 


- خلينا نبدأ صفحة جديدة مع بعض يا ديما  ،  أنا عارف إني عصبي وطباعي صعبة شوية بس أنا مابقاش ليا غيركوا  ،  وصدقيني أنا بحبك جدًا واللي في قلبي ليكي كبير أوي  ،  خلينا ننسى أي حاجة عملناها في بعض قبل كدة ونفتح صفحة جديدة ومن هنا ورايح في أي مشكلة تحصل بينا هنتناقش ونحلها  ، المهم ماتبعدوش عني  .


ابتلعت لعابها وشبح ابتسامة مر عليها وهي تجيبه بنبرة مبطنة بعدم الأمان  :


- هنبعد عنك إزاي بس يا كمال  ، إحنا معاك دايمًا وصدقني فترة صعبة وهنعديها سوا  ، ومادام إنت نويت نبدأ من جديد هتلاقيني دايمًا إيدي ممدودة للصلح  ، إنت عارف إني مش بحب أي خناقات بينا ولا بحب جو التوتر والمشاكل   .


مد يده يتحسس وجنتها ويبتسم مردفًا بتأكيد  :


- عارف طبعًا  ، صحيح أوقات بتستفزيني بهدوءك بس أنا بحبك زي مانتِ كدة  .


ابتسمت بتكلف ولم تناقشه فانحنى يقبلها فجأة فتهاوى قلبها وشعرت أنها تتنفس في قدميها فلم تستطع مبادلته بل تجمدت لثوانٍ لذا ابتعدت يحدق بها متسائلًا بملامح متجهمة لا تمت لحديثه بصلة  :


- مالك يا ديما متخشبة كدة ليه  ، ماوحشتكيش ولا إيه  ؟


تحمحمت ورفعت كفها تعيد خصلاتها خلف أذنيها بتوتر تجيبه  :


- لا أبدًا اتفاجئت  .


زفر وعاد يقبلها فادعت الاستجابة وهي تتمنى لو استطاعت مبادلته بصدق ولكن لا تعلم ما الذي أصابها  ،  موجة من الصقيع اجتاحت مشاعرها نحوه هكذا فجأة  ..  أو على مراحل متعددة ولكن هبت على عقلها الآن رياح مقولة قرأتها في كتاب بحر ثائر والتي كانت  .


( تظاهر أنك تصدقهم في كل مرة تشعر أنهم مخادعون ، تظاهر فقط ) .


يتبع...


إلى حين نشر الفصل الجديد للكاتبة آية العربي، لا تنسى قراءة روايات و قصص كاملة أخرى تضمن حكايات وقصص جديدة ومشوقة حصرية قبل نشرها على أي منصة أخرى يمكنك تفقد المزيد من قصص وروايات و حكايات مدونتنا رواية وحكاية


رواياتنا الحصرية كاملة