قراءة رواية مملكة الذئاب 2 Black لزينب عماد - الفصل 23 - 1 - السبت 30/11/2024
قراءة رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني
بقلم الكاتبة زينب عماد كاملة
تنشر حصريًا على مدونة رواية وحكاية قبل أي منصة أخرى
رواية مملكة الذئاب black الجزء الثاني
رواية جديدة قيد النشر
من قصص و روايات
الكاتبة زينب عماد
الفصل الثالث والعشرون
1
تم النشر يوم السبت
30/11/2024
ألم شديد وطعم معدنى يغزو فمى جراء اللكمات الكثيفه التى تلقيتها....والكثير من الجروح التى لم أعد اعلم عددها والتى لم يعد يتحملها جسدى الهزيل...
الكثير والكثير من الصرخات غادرت فمى....ودموع تشابهت مع الأمطار فى غزارتها زرفتها عينى...حاربت وحاربت من أجل حماية من أحب...حاربت من أجل وحيدى ولكن لم يفلح شئ....
لم ينجح توسلى لم يشفع لى شئ...لم يرحموا صغيرى الذى شق عنقه أمامى بلا رحمة أو شفقة على حاله وحالى....كما لم يكتفوا بهذا بل دنسوا جسدى وتناوبوا عليه حتى اصبحت خرقة بالية كما أرادوا وأكثر....
لهذا توقفت عن البكاء والصراخ واغلقت عينى...وكم تمنيت توقف قلبى المحطم عن النبض هو الأخر...
لعلى اصل للراحة التى أظن أنها لن تأتينى من جديد....
❈-❈-❈
كانت فينسيا تذهب لهذا الذى ساعدته الليلة الماضيه لتطمئن عليه بين كل فنية والأخرى...ولكنه كما كان لازال مستغرق فى نومه....وكأنه لم ينعم بالنوم لمدة طويلة حتى انهك جسده فترك له الأمر لعل السلام يحل عليه ويعود كما كان....
وبعدها ذهبت مع ليلى التى ذهبت لتتدرب لمشاهدتها هى ولينا...وكم كانت بارعه رغم انها فتاة ظلت نظراتها تراقب ليلى...وكم شعرت أن ليلى تتشابه مع سابين فى كثير من الأمور...وقد يظن كثيرون أن ليلى تتشبه ب سابين ولكن إذا اقتربت لأدركت ذلك الأختلاف الجوهرى بينهما...ف سابين تمثل الطمئنينه والراحه ذلك الركن الذى تلجأ إليه حين تدمرك الحياة ولا تجد من يشعرك بالأمان....إذا فلا يوجد أفضل من سابين التى ستشعرك أنك أهم شخصاً بهذا العالم البائس...بينما ليلى تمثل البرائه والنقاء...فرغم محاولتها فى إظهار عكس ذلك إلا أن ذلك ظاهر للعيان وبشدة...لهذا لا يأخذ أحد حزره معها لأنهم يدركون أنها لن تصيبك بأذى...وإن فعلت هى من ستقدم لك يد العون لأن قلبها لن يسمح لها بترك أحدهم دون مساعدته...حتى وإن كانت المتسببه بألمه...
عند تلك النقطه ظهرت ابتسامة هادئه على شفتى فينسيا والتى واكبت سقوط ليلى أرضًا جراء اصطدامها بكتف ديفيد بقوة...مما جعلها تنفخ وجهها بغضب وقد مال لونه للوردى...وقالت بصوتها الناقوسى المميز بحده تجعل منها قابله للتقبيل:ما حدث لا يدعو للضحك أيها السيد....
ثم حولت نظراتها ل فينسيا والتى لم تكن تتابع ما يحدث منذ مدة بسبب شرودها...وجوراها لينا التى تحاول كتم ضحكاتها حتى لا تغضب صديقتها الغاضبه...وانتما تضحكان بدلاً من مساندتى اللعنه على صداقتكما....وتركتهم ورحلت بخطوات سريعه مضحكه مما جعل ثلاثتهم يضحكون على لطافة هذه الفتاة التى دائما ما تبرع فى التخفيف عن الجميع...
خرجت ليلى من نطاق الغابه وكانت متجهة لخيمتها ولكن قدميها توقفت عندما وقعت عينيها على خيمة عدوها اللدود...وكادت تستكمل طريقها ولكن غيرت اتجاهها وهناك ابتسامة ماكره قد ارتسمت على شفتيها...وقد قررت ان تلقن هذا اللعين درس صغير جراء ما فعله بها...
اسرعت نحو خيمته ودلفت بهدوء وبدأت فى تفتيشها لعلها تجد شئ ما يفقده أعصابه المتحجره هذه...وأثناء بحثها قدمها اصطدم بشئ صلب فركلته بعيداً...فذهبت له وأمسكت به فإذا به سكين صغير ولكنه حاد ومصنوع بدقه وبراعه...كما أنه لا يحمل وزن وهذا يدل على براعة صانعه...
اعجبت ليلى به كثيراً فأخفته بين ثيابها وتحركت خارج الخيمه فهى لم تجد شئ مهم بداخلها...
على الجانب الأخر بدأ إجتماع أخر بين الملوك لم يحضره سابين التى ذهبت لمتابعة المرضى ورفضت أخذ أحد معها...وديفيد الذى قرر عدم حضور هذا الاجتماع فهو لم يعد يملك طاقة لإستكمال هذه اللعبة التى لم يصلوا لحلها بعد...
بدأ الملك نيكولاس الإجتماع بأن قص عليهم ما حدث خلال اليومين السابقين بمملكة...وطمئنهم أن الأمور عادت لنصبها لفضل جهود أخيه غير الشقيق لحماية المملكة أثناء غيابه...كانت الأجواء العامه لهذا الإجتماع مربكه فهم لا يعلمون ما الخطوة القادمه للعدو....فقد كان نيكولاس الذى تلقى ضربة قاسيه ولولا وجود شقيقه لسقطت مملكة...
هنا تحدث ألفين بعقل مشوش:إذا من التالى نحن أم الملك آيدان؟!...أم أن هذه خطوته الأولى وسيعود ليهاجم الملك نيكولاس من جديد؟؟...
شارك صمويل هو الأخر بأفكاره قائلاً بحاجب معقود: المثير للتسائل الآن من المؤكد أنه يعلم بتواجدنا هنا جميعاً...لهذا إن كنت أنا من أرغب بإيذاء الجميع وانتظر اللحظة المناسبه لفعلها...ف لماذا لا أقوم بمحاصرتهم الآن وقتلهم جميعاً حتى استطيع السيطرة على كل ما يملكون...بل وذلك سيجعل الجميع يصابون بالرعب من مواجهتى...ألست محق؟!..
باللحظة التى توقف فيها صمويل عن التحدث اصبحت الخيمه ساكنه سكون الليل...وهنا شعر الجميع بخطأ تواجدهم معًا بالمكان ذاته....
حتى تحدث السيد ريكمان قائلاً بصوت خافت إلا أن الجميع سمعه جيداً:إن كان الأمر كذلك لماذا لم يفعلها من قبل حين اجتمع الجميع وحدث الاتحاد الذى لم يكن يرغب فيه...
اتاه الجواب من رالف الذى لم يتحدث منذ اتى لهذه المملكة سوى كلمات قليله:هذا لأنها لم تكن تظن أننا سنتحد معًا...كما أريد أن أخبركم أن رجالى اخبرونى أنه لا يوجد أى حركة غريبة على بعد خمسة أيام من هنا...
مدحه السيد ريكمان بود:خيراً فعلت رالف...أومأ له رالف بجمود بينما ربت صمويل على قدمه بفخر مما جعل ابتسامة ساخره ترتسم على شفتيه...فهو لا يراى ما فعله شئ يستحق الثناء...
وأثناء تفكيره بهذا فاجئه إستيفان بسؤاله:إذا أنت تظن أنها إمرأة؟!...ظهرت ابتسامة شرسه على شفتى رالف الذى قال كلمة واحده فقط جعلت الجميع ينظر له بتعجب:بل متأكد من ذلك...
هنا سأله الملك آيدان بتعجب:هل هذا بسبب حديث الملكة سابين؟!...لم يكن رالف ليجيبه فهو قد قال الكثير...
وأثناء ذلك دخل أحد الجنود يخبرهم أن السيد دراكوس قد أتى ويطلب إذن الدخول...فسمحوا له بذلك وباللحظه التى دلف بها دراكوس المكان جلس على أول مقعد وجده...وقال دون مقدمات:لم يثمر ذهابى إلى هناك بشئ سوى تأكدى أن جميع من شارك بهذا الأمر قد وافته المنيه...ولم يتبقى سوى أنا والسيد ريكمان....ولكن أثناء بحثى حصلت على معلومة غريبه...
قال جملته وهو ينظر للملك نيكولاس الذى نظر له بهدوء قائلاً:وما هى هذه المعلومة التى وجدتها وجعلتك تنظر لى دون الجميع سيد دراكوس....
ابتسم دراكوس بفظاظته المعتاده وهو يقول وعيناه لاتزال تنظر ل نيكولاس يدرس ادق حركاته ليدرس رد فعله على ما سيقول:لقد كانت شقيقة الفتى الذى قتل هى زوجة والدك ووالدك شقيقك الملكة لويزا...
تجعد ما بين حاجى الملك نيكولاس وهو يجبه قائلاً: كيف هذا؟!..فأنا أتذكر جيداً أنها لم تكن تمتلك سوى شقيقة واحده فقط...ولقد توفت هى الأخرى على حد معلوماتى المتواضعه...كما لا أعلم المغزى من حديثك هذا...
تنهد دراكوس بصوت مسموع وعاد لينظر ل نيكولاس قائلاً بصوت ثابت:أظن أن المستفيد الوحيد من كل ما يحدث الآن هو ولدها...والذى يكون شقيقك بالمناسبه....
عند هذه النقطه صفع نيكولاس الطاوله واستقام بقوة حتى سقط مقعده بسبب قوته...وهو يقول بحده لم يتحدث بها من قبل ف نيكولاس معروف بهدوئه:حاول التحدث عنه بسوء من جديد وحينها ودع رأسك السميك هذا....
هنا تدخل الملك آيدان يحاول تهدئه الوضع:فالتهدء ملك نيكولاس هو فقط يفكر بصوت مرتفع كما كنا نفعل منذ قليل....لهذا من المؤكد أن هناك أفكار تحتمل الصواب وأخرى تحتمل الخطأ...
ثم نظر للسيد دراكوس مكملاً:لقد وصلتنا أخبار أن شقيق الملك قد أوقف هجوم شرس على مملكتهم منذ يومين...
أجابه دراكوس بفظاظه شديد تجعل ترغب بشدة أن تقوم بلكمه:لا تكمل من المؤكد أنه نجح بالتصدى لهم وأعاد الأمن للملكة من جديد؟!...أليس كذلك؟!..
هنا اشتعل غضب نيكولاس الذى أشهر سيفه يحاول الوصول ل دراكوس الذى لم يحرك ساكن من مكانه... وبينما يحاول السيد ريكمان وصمويل والملك آيدان فى تهدئة الملك نيكولاس....
كانت الأجواء تزادا مشاحنه ولكن كان هناك أخران يتبادلان نظرات قوية ولم يقطعها سوى صوت أحدهم الذى قال بصوته الحازم:صمتا...
هنا توقف الجميع عن التحدث ونظروا تجاه الملك استيفان فأكمل بأمر:فاليعد كلاً منكم لمقعده...
بالفعل عاد كلاً منهم لمكانه وبعدما جلس الجميع قال إستيفان بصوت مهيب:كما قال الملك آيدان نحن هنا نتشارك أفكارنا حتى نصل للمتسبب بكل ما يحدث لنا لهذا لا ضير من التأكد من صحة حديث دراكوس... فهذا هو الرأى الأصوب بيننا الأن...بل الأقرب للصواب فالتفكر جيداً من المستفيد من كل ما يحدث الآن...
فمن المؤكد هو طامع بالحكم ويريد الإطاحه بك حتى يصل للحكم...
هنا تدخل صمويل قائلاً برفض:مع احترامى الكبير لك ملك إستيفان فهذا الفتى لا يعبأ بشؤون الحكم...وإن بحثتم بالأمر لعلمتم أن السيد ديو هو من ساعد شقيقه فى الوصل للحكم...بل هو من اعترف أن والدته من أردت قتل الملك نيكولاس...لهذا طبق عليها حكم الموت...
أجابه ألفين هذه المرة برزانه:ولما لا تقول أنه فعل كل هذا حتى يستطيع القضاء على الملك نيكولاس وقتله حتى يطالب هو بالحكم من بعده...فالجميع يعلم أن الملك نيكولاس هو الحاكم الشرعى للبلاد لهذا هو لن يصل للحكم سوى بالقضاء على الملك نيكولاس..
وخير دليل على ذلك نجاحه فى القضاء على من هاجم المملكة والذى وللمصادفه هجم بعد رحيل الملك نيكولاس...رأىِ أنه فعلها ليثبت للجميع أنه الاحق بالحكم منك وأنه قادر على حماية الرعيه...كما أنه إذا تم قتلك فهو سيكون الحاكم الفعلى للبلاد من بعدك....فأنت لا تملك وريث من بعدك لهذا هو سيكون الانسب والاحق بالحكم...
توقف ألفين عن التحدث وكذلك الجميع حتى يستطيعون استعاب هذا الحكم الهائل من الأحداث المتلاحقه والمرتبه....ولكن دراكوس لم يسمح بهذا وهو يعود ليقول من جديد:لما لم تتسائل لماذا تم إعلان حرب من طرفك ضد الملك إستيفان؟!..ولما أنت وحدك من تم اعلان اسمه ضد الملك استيفان ولا أحد غيرك؟!...ألم تتسائل يوم عن ذلك؟!...
كان نيكولاس يشعر بالإختناق من كل ذلك الضغط وهو لا يجد إجابة يسكت بها أفواه المتحدثين أمامه...فقام وقرر الخروج من الخيمه...وحين استقام صمويل ليتبعه منعه بحركة من يده وخرج دون اصدار أى كلمة....
أجل هو يعترف أن علاقته ب ديو محطمه...ولكنه يعلم جيداً كيف هو شقيقه؟!..كما أن ما عايشه منذ صغره جعله يدرك من هو الجيد ومن السيئ...من المحال أن يكون الفاعل شقيقه...فديو ليس بالسيئ شقيقه ليس سيئً...تنفس نيكولاس بغضب حارق كان يشعر بالاختناق وأثناء سيره لخيمته اصطدم ب أحدهم دون أن يشعر...فهو لم يكن ينظر أمامه وكان يسير بسرعه حتى أنه لم يلتفت لمن اصطدم به واكمل سيره...فنظر الشخص الذى اصطدم به لأثره والتى لم تكن سوى ليلى التى خرجت للتو من خيمتها بعدما أخفت السكين الذى سرقته...
تعجبت ليلى لأمره ولكنها هزت كتفيها فالأمر لا يعنيها....لهذا سارت مبتعده عن خيمته حتى وصلت لمكان جلوس الفتيات...ولكن كان لايزال عقلها مشغول بهذا الذى اصطدم بها وكان وجهه لا يبشر بالخير...وعقلها يذكرها بأنها يجب أن تبتعد عنه فهى لا يجب أن تتقرب منه فهى دائما ما تتألم حين تقدم المساعدة لأحدهم....تنهدت ليلى وهى تعود أدراجها لخيمته وهى تسب قلبها الذى سيتسبب بتدميرها يوماً ما...وصلت أمام خيمته وعقلها يعنفها بوجوب الرحيل بيننا قلبها لازال يصر على موقفه وأنه يجب تقديم المساعده حين تستطيع نقديمها...لهذا دون اطاله دلفت للداخل دون طلب الآذن...مما أغضب نيكولاس الذى كان يعطى ظهره للخيمه واستدار بعنف قائلاً بحده:من سمح لكِ بالدخول لخيمتى بمثل هذه الطريقه...فالتخرجى الآن...كانت عروق رقبته بارزه من شدة انفعاله كما كان جسده متحفز لمهاجمتها إن عاندت أمام أمره...
أردت الخروج ليس خوفاً منه بل حتى لا تسبب له مشاكل إن قام بلكمها أو أصابها بسبب غضبه ف شقيقتها لن تتركه يعيش بسلام...كما أنها تشعر أنه بحاجة لها وكم شعرت به يشبه ذلك الفتى الصغير بقصره...
هنا ظهرت ابتسامه رقيقه على وجهها وهى تعود خطوة للخلف وتجلس أرضاً وتعطيه ظهرها قائلة بهدوء:لن استطيع تركك بمثل هذه الحالة كما أنك لن تسمح لى بالاقتراب منك...لهذا سأظل معك حتى تشعر بالراحه حينها سأخرج...كما تستطيع فعل ما تشاء...البكاء...الصراخ...تكسير كل ما تمسه يدك...وإن كان شجارك معى سيجعلك أكثر راحة فأنا مستعده لأى شئ حتى تشعر بالسكينه تعود لهدوئك من جديد...كما أننى لن اتحرك قيد أنمله ولن اسمح لأحد بمقاطعة ما تفعله...
انهت ليلى حديثها وهى تجلس بهدوء بينما نيكولاس جلس على مقعده ينظر لها تجلس بهدوء ولا تصدر صوت...كانت الخيمه هادئه لا يسمع سوى صوت أنفاس نيكولاس المهتاجه....الذى وضع يده على عينيه يحاول التسلح بهدوئه ولكن الأمر لم ينجح...فنظر لظهرها الذى يواجهه فاستقام مقتربًا منها وجلس مستنداً بظهره على ظهرها وألقى برأسه على كتفها...تخشب جسدها بالبداية من فعلته الغير متوقعه...إلا أنه عاد ليرتخى وقامت برفع يدها تلتمس رأسه وهى تربت عليها بحنان...
وهى تقول بصوت حانى خافت:سيمضى لقد مررت بالأسوء ومضى...كل شئ وله نهاية لهذا لا تقسو على ذاتك فهى بالفعل تحمل فوق طاقتها الكثير...
تنفس نيكولاس بقوة وهو يحاول منع دموعه من التساقط...وعلى حين غفله التفت وقام بإحتضانها وقربها إليه بقوة حتى أصبحت جالسه على قدميه وجهه دفن بعنقها...وهو يحاول منع دموعه التى لم يفلح بإيقافها بللت عنقها...
صدمت ليلى بالبداية إلا أن هناك ابتسامه حزينه قد ارتسمت على شفتيها...وهى ترفع يدها تحتضنه وبالأخرى تعود لتربت بها على رأسه...ظلوا هكذا لبعض الوقت حتى ابتعد عنها نيكولاس..واستقام يمسح عيناه بقوة وهو يأمرها بالخروج بصوت قاسى...مما جعلها تبتسم وتخرج بهدوء فقد انتهت مهمتها التى عادت من أجلها...
بعد خروجها التفت نيكولاس ينظر لمكانها فوجده خالى منها...فتنهد بقوة يشعر بالراحه بعد مشاركتها همومه...أجل فقد شاركها أحزانه فلقد أخبر قلبها بكل شئ ولكن دون أن تسمعه أذنيها...
جلس على مقعده من جديد وهو يحاول أن يجد حل لهذه المعضله....حتى توصل لفكرة مجنونه قد تتسبب بخسارة مملكته ولكنه سيفعلها...لهذا خرج من خيمته وعاد للخيمة التى لايزالوا مجتمعين بها...
وباللحظة التى دلف بها للداخل قال دون مقدمات:
تجهز صمويل فأنت عائد للملكة لتحل محل ديو وستقوم بإرساله عوضاً عنك إلى هنا....
كان الجميع ينظر له متفاجئ من هذا التغير الكبير كما تعجبوا بشده من هذا القرار المفاجئ....وهنا تدخل الملك آيدان يقول بتسأل:وماذا سيخبره صمويل حين يخبره برسالتك؟!...
ابتسم نيكولاس قائلاً بثبات وثقه فى أخر حبال قلبه المتهالكه:سيأتى دون تسائل...لن يفكر مرتين...انهى حديثه وهو ينظر ل صمويل مشيراً له برأسه ليتحرك...وبالفعل لم ينتظر صمويل وتحرك سريعاً ليتجهز....وباللحظه التى خرج بها صمويل من الخيمه قال نيكولاس:وللتأكد سنرسل معه أحد رجال الملك إستيفان فالتختار أحد رجالك الاوفياء للذهاب مع رجلى...والعوده مع ديو وليراقب تحركاته اثناء رحلتهم حتى نتأكد من صدق حديث السيد دراكوس....
أوما له استيفان متفهما وطلب من ألفين أن يخبر ديفيد أن يتجهز للذهاب مع صمويل...بعد خروج ألفين تحدث نيكولاس بصوت رزين ولكن يحمل بين طياته الكثير:إذا ثبت أن شقيقى ليس له دخل بكل ما يحدث لنا...وهذا ما سيحدث...فتأكد أننى لن أترك الأمر يمر مرور الكرام...
أنهى نيكولاس حديثه وخرج من الخيمه كالإعصار كما دخل...يدرك إستيفان أن نيكولاس لديه كامل الحق بفعل هذا وأكثر...فهم يشككون بأخر فرد بعائلته بأقرب شخص له...فتنهد بصوت مسموع وهو يقول بجمود:أظن أننا قد انتهينا اليوم لهذا فاليعد كل منكم لإستكمال ما كان يفعله...انهى حديثه وخرج من الخيمه بهدوء وخلفه خرج رالف وآيدان....
بينما ظل كلاً من دراكوس والسيد ريكمان بالخيمه كان الهدوء هو سيد المكان...حتى تحدث السيد ريكمان بصوت هادئ وواثق بعد تأكده من خروج الجميع:كلانا يعلم أن الفتى ليس ما نبحث عنه دراكوس...لهذا فالتخبرنى السبب وراء فعلتك هذه؟!...
استقام دراكوس عن مقعده واقترب من ريكمان وجلس جواره قائلاً بصوت خفيض حاد:هناك لعين لايزال متبقى من هذه العائله الملعونه هو من تسبب بهذا...وقدوم هذا الفتى سيساعد فى الكشف عن هويته...
تنهد ريكمان بإرهاق وهو يقول بحزن:أنتَ مخطئ من جديد دراكو فلقد شهد كلانا كيف انتهى الأمر بأخر أفراد هذه العائله المنكوبه؟!...أم أن تقدمك بالسن جعلك تتغافل عما قمنا به...قال كلماته الأخيره بعينين اهتزت...عينى لا تتناسب مع السير ريكمان الذى يُسير جيوش ويرعب رجال بنظراته...
بالمقابل تحاشى دراكوس نظراته وهو يقول بخفوت: أنت تعلم أنه لم يكن بيدى أو بيدك شئ لنحدث تغيير فقد أصدر القرار من قبل تدخلنا...ولم يكن يحق لنا تغيير شئ لهذا لا تحملنى ذنب شئ لا دخل لى به...
ابتسم ريكمان بسخريه وهو يقول:هذا ما تحاول اقناع ذاتك به لتخفى خطأك..توقف ريكمان يتنفس بقوة وهو يعود ليكمل:ولماذا لم تشاركهم الأمر ؟!..
نظر له دراكوس نظرة ثاقبه وهو يجيبه قائلاً بقوة: ولما لم تفعلها أنت؟!..لما لم توقفنى وتخبرهم بحقيقة خطتى؟!.
تهرب ريكمان بنظراته من دراكوس ولم يجبه بشئ...
لهذا استقام واقفاً واستدار ليخرج وهو يقول بسخريه:لا تدعى الفضيله ريكمان...فكلانا يعلم أنك ترغب بكشفه أنت الأخر ولا يوجد سبيل للوصول إليه سوى بهذه الطريقه...
وخرج من الخيمه بهدوء بينما تنهد ريكمان بإرهاق فهو يدرك أن القادم ليس جيداً...